شبكة ذي قار
عـاجـل










  المشاريع الكبرى التي تحققت .؟

  الأمن الوطني والسلم الإجتماعي الذي استتب ؟

  الإستقلال الناجز، والسيادة الوطنية التي انجزت ؟

  المواطن الذي بات يشعر بمواطنته القائمة على العدل ؟

 

على ماذا هو الفوز إذن ؟ إذا لم تتحقق كل هذه البديهيات التي نراها في معظم بلدان العالم وشعوبها .. على ماذا هو الفوز؟ ، دعونا نحلل النتائج كما هي في صيغة تساؤلات :

 

1-  هل الفوز بكرسي القيادة هو الهدف؟  فإذا كان ليس هو الهدف .. فما هو الهدف إذن؟ وإذا كان كرسي الحكم وسيلة وليس غاية بحد ذاتها .. فما الذي حققه الذين تناوبوا على كرسي الحكم منذ عام 2003 ولحد الآن، ومنهم على وجه التحديد "المالكي".؟

 

2-  هل حقق مشاريع اعمار كبرى للبلاد ؟ والجواب لم يحقق منها شيئاً على الإطلاق، بل أن المشاريع التي كانت ترسم على الورق وفي الملفات، هي مرتسمات وعقود وهمية، اتضح منها أنها وسيلة للسرقة ومنهجاً عاماً للفساد.!!

 

3-  وهل حقق أمناً وطنياً للبلاد من التدخلات الأجنبية، مهما تكن اشكالها، إيرانية وتركية وإسرائيلية واجنبية ، وتدخلات مليشاوية واستخبارية متعددة ؟ أو حقق أمناً اجتماعياً ، بات المواطن فيه يشعر بالأمن والأمان على نفسه وعائلته ويضمن لها البقاء على قيد الحياة ليوم غد ؟ بل بالعكس، فأن الأمن الوطني مفقود نتيجة التدخلات الأجنبية بكل اصنافها ومنها على وجه التحديد التدخل الإيراني الصفوي .. أما السلم الإجتماعي فقد اوصل نظام الحكم الراهن الأمور إلى حد تكريس جدران الفصل الطائفي، وجدران الفصل العنصري، وتقسيم المجتمع العراقي على اساس الطائفة والعرق، بهدف تفكيكه وتمزيق نسيجه وابقاءه ضعيفاً لا يقوى على شيء .. فيما اخذت جرائم القتل الطائفي والعنصري تأخذ مدياتها في التوسع إلى حد المذابح والإبادة الجماعية ضد الإنسانية في كل مكان في العراق، وما يظهر منها بوضوح في الفلوجة والرمادي وديالى والموصل وكركوك وسلمان بك والحويجة وبغداد نزولاً حتى البصرة.

 

4-  وهل حقق الحكم الراهن الإستقلال الوطني من التبعات والإرتباطات الأجنبية ، وخاصة الأمريكية، التي تربط العراق كدولة بمعاهدت الحماية الأجنبية المذلة للشعب العراقي، والمثلمه للسيادة الوطنية في صنع القرار ورسم السياسات.. ولا نتكلم عن القواعد العسكرية والمستشارين الأمريكيين الموزعين على مختلف المؤسسات الحيوية في العراق، ومنها على وجه التحديد، وزارات النفط  والدفاع  والداخلية والخارجية .. فضلاً عن وكلاء ولي الفقيه الفارسي الذين يتوزعون في كل مكان في العراق .. فأين هو حقيقة الإستقلال الوطني الحقيقي .. وأين هو الوجه الواضح للسيادة الوطنية في صنع القرار على المستوى السيادي في ظل الحكم الراهن ؟ وأين هو الفوز في هذا ؟

 

5-  هل يشعر المواطن العراقي العادي بألأمن والأمان على حياته وأطفاله وعائلته حتى  ليوم واحد؟ وهل يشعر هذا المواطن بأن مواطنته مكفولة بقوانين يسهر على تطبيقها أناس غير طائفيين وغير عنصريين يأتمرون بالقانون وليس بأوامر وتعليمات وتوجيهات احزابهم؟ وهل يستطيع أن يدافع عن نفسه حين يتعرض للإعتداء أو الإبتزاز أو الدفع بضمان الحقوق الوضعية والإنسانية على اساس المساواة؟ فأين هو الفوز إذن؟

 

في معظم بلدان العالم، إذا لم تتحقق واحدة فقط من هذا الأهداف التي يتوجب على من يترأس كرسي الحكم ، ينحى فوراً أو يتنحى حفاظاً على ماء الوجه ويقدم الإعتذار.. فما بالنا أن كل هذه الأهداف لم تتحقق .. ومع ذلك يصر من يريد أن يبقى متربعاً على كرسي الحكم، ويعلن فوزه على الملأ ، والعالم يدرك كله أن ذلك مجرد لعبة في التزوير.. تشترك فيها كل الأطراف، لأن كل الأطراف في هذه اللعبة هي نفسها تعمل منذ عام 2003 بطريقة تقسيم الأدوار.. والذين يمسكون بخيوط قواعد اللعبة كل من أمريكا وإيران في ضوء واقع حركة القوى على مسرح العراق السياسي المتهرئ .. فمن غير المتوقع أن تكون النتائج خلاف ذلك .. لأن الذي ذهب إلى الإقتراع والذي ترشح كليهما يريد الإبقاء على دورة العملية السياسية دون تغيير في الأساس إنما تغيير في الوجوه لا غير.. فأين هو الفوز ؟ ومن هو الفائز ؟

 

أين هو الخلل ..؟

-  هل الخلل يكمن في الواقع المكرس طائفياً لحساب طائفة على حساب طوائف أخرى؟

-  هل الخلل في ضعف الروح الوطنية لدى الناس ؟

هل الخلل في نجاح الأدلجة الطائفية ؟ كيف ، ولماذا يأتي ذلك على حساب الوطن والمواطنة ؟

هل الخلل يكمن في ضعف الروادع (الدينية والاجتماعية والمبدئية والأخلاقية والعقائدية) ، بحيث بات الأمر مقبولاً التخلي عن منظومة القيم المعروفة للجميع؟

 

-  ما هو السبب الحقيقي لقبول نظام يتميز بـ(القتل والاغتصاب والفساد وكل موبقات الأرض)، والعالم كله يشهد على انحطاط هذا النظام وعجزه وفشله .. ومع ذلك يتوجه الناس إلى صناديق الإقتراع ؟

 

ما هو السبب الذي يدفع الناس وراء لآفتات الصناديق، وهم يعلمون بأن النتائج ستكون مزورة .. لماذا مزورة؟ ، لأن أمريكا وإيران تزوران الإنتخابات، ليس لأن الشعب يريد خلاف تلك النتائج، وإنما وهمْ الصناديق ونتائجها تجر الناس إليها دون إدراك لماهيتها والنتائج التي تتمخض عنها.

 

-  لماذا هذا الكم الهائل من الأحزاب ومكونات الأحزاب والمنظمات المحشورة وراء صناديق الإقتراع؟ ما هي الغاية من هذا الحشد ؟ هل هي الديمقراطية وفقاً لدستور وضعه الأمريكان المحتلين؟ ، في أمريكا لا يسمح الدستور الأمريكي بغير حزبين يتناوبان الحكم .. ولكن في العراق يسمح الأمريكيون بأن يشرذم الشعب ويتوزع طوائف واحزاب وعشائر وراء صناديق الإقتراع ، لماذا ؟

 

-  يقال .. أن المؤمن لن يلدغ من جحرٍ مرتين ؟ ، ولكن أريد أن أسأل الناس الذين ذهبوا إلى صناديق الإقتراع، ألم يلدغوا أكثر من مرة من هذه الأفاعي القابعة في العملية السياسية وصناديقها الألعوبة؟ ، وهنا أسأل ، ما سبب أن يلدغ الانسان مرتين أو أكثر ويسكت وربما يبرر.. والمبررات كثيرة .. وكلها لا تصمد أمام المقولة ذاتها (المؤمن لن يلدغ من جحرٍ مرتين)، فما بالنا ثلاثة ولا ندري بعدها كيف سيكون اللدغ من تلك الجحور؟!

 

-  حكومة تتحمل مسؤولية .. عدم وجود خدمات، ولا بنية تحتية، ولا مشاريع انتاجية، ولا رعاية صحية، ولا عناية اجتماعية، لا أمن ولا كهرباء ولا ماء، فضلاً عن انعدام العدالة؟ ، ومع ذلك ، يذهب الناس إلى صناديق الإقتراع لأنتخاب حكومة عاجزة وفاشلة وتاريخها ملطخ بالدماء والفساد والتهتك الأخلاقي؟ ، ألم يكن ذلك مسغرب أيها الناس ؟

 

هل يمكن للناس قبول السادية وهي سلوك مرضي قد يظهر بأثواب مختلفة، ولمرات عديدة ومنذ أحد عشر عاما، والسادية تفعل فعلها دون توقف؟ وهل القبول بواقع السادية هذه، لا يتم إلا من لدن الماسوشية المرضية في المقابل على سبيل الإفتراض؟.. فلماذا إذن قبول الناس بهذا الواقع وما هو تفسيره؟ هل هو عدم الإدراك ، أم الخوف ، أم البطش السلطوي ذي النزعة الطائفية السادية ، أم كلها وقد اختلطت على بعضها البعض، رغم ادراكي بأن الحالات المرضية هذه لا تنطبق على شعب أنما تنطبق على الأفراد، ولكن ذلك يأتي من باب توصيف الحالة فردياً حين يختاط الأمر مع الجماعات، على أساس الرضوخ للأمر الواقع حتى وإن كان مهيناً .. ولكن لماذا هذا القبول ؟!

 

الحالة القائمة ليست نهائية تحت اطار ارقام الفائزين.. لأن الفوز في لعبة الصناديق مسألة متوقعة ما دامت لعبة العملية السياسية قائمة ومن خلفها الاحتلال الأمريكي ونائبه الصفوي.. كما أن الشعب ما يزال، على ما يبدو، لم يستوعب الصدمة بعد، لكي يرد عليها .. وهذا يعني أن الشروط الذاتية لم تكتمل بعد، وإن الظروف الموضوعية أكثر قدرة على التحكم، من أن تتوافق مع تلك الشروط .. وان المستقبل حتماً ليس مع صناديق الإقتراع الأمريكية والإيرانية ، إنما مع صناديق الشعب كل الشعب بدون اصطفافات.!!







الثلاثاء ٢٠ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة