شبكة ذي قار
عـاجـل










الساحة العراقية قبل وبعد عام 2003 شهدت سلوك غير معروف أو غير معتمد منهجا" للوصول الى الغايات والاهداف وبحقيقته سلوكا" متعارضا" مع القيم السماوية والاخلاقيات المجتمعية وتنبذه كل الاعراف والثوابت العشائرية منها ان كان ارتكابه بدافع الانتقام وببواعث الحقد والكراهية العمياء ، والامر الذي يخيف الاناس المسالمين الذي يطمحون للحياة الهانئة الحرة الكريمة ان هكذا سلوك ينتهجه من يدعون الدين واصواتهم مرتفعه بالموالات لال بيت النبوة عليهم السلام أو التمسك بالسنة النبوية الشريفه ، ومما لا شك فيه أن حب الانتقام يعتبر مبدئيا رذيلة أخلاقية ومنافيا للقيم السماوية السمحة التي نادى بها الاسلام المحمدي والرسول العربي الهاشمي الامي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله المبعوث رحمة للعالمين ومتمما" لمكارم الاخلاق ، ويعبر عن بنية التخلف واستصحاب النفسية البدائية للكائن البشري المرتكب له تنفيذا" للاووامر والتعليمات التي صدرت له أو استجابه لنوازعه الفردية بذاتها ، وتجاوزه علامة ومؤشر على التحضر والتمدن والتفاعل القيمي الانساني مع افراد المجتمع الذي يتواجد فيه ، ومن المعلوم أيضا وبخلاف ما تقتضيه النظرة التوحيدية للإنسان والتعاليم الإسلامية ومبادئ الأخلاق الكونية من حيث احترام ادمية الانسان الذي يتوافق معه في الخلق والموطن ، أن بعض الجماعات التي تدعي انها الإسلامية تورطت في هذا الإثم من خلال لجوئها إلى استعمال العنف والترويج لثقافة الرعب والغلظة التي بجملتها تهيئ أرضية مناسبة لتفشي حب الانتقام ومن ثم اشاعة الفوضى واللاقانون والدخول في دوامة ردود فعل عنيفة غير محسوبة تكون نتائجها اشاعة الاضطراب وعدم الاستقرار وفقدان اهم النعم التي من الله العلي الاعلى بها على عباده الا وهو الامن الذي يولد راحة الذهن والصحة التي تتمم النعم والتي ان فقدت فقد كل شيء بعدهما ، وبعد ما يسمى بثورات الربيع العربي والتي هي بحقيقتها نتاج نظرية الفوضى الخلاقه التي أسستها دهاليز اليمين المسيحي المتطرف ( نصارى يهود ) كي يتمكنوا من الهيمنة المطلقه بعد تفكك مقومات القدرة للدول التي استهدفت تحت هذا المسمى لتشاع فيها المشاهد التي تجعل المستقبل مجهولا" ولربمى الضبابيه هي التي تتحكم بالحياة اليومية ، وكان العراق هو الحلقة الاهم التي اريد له أن يكون في هذا المستنقه تحقيقا" للاهداف والنوايا لانه القوة العربية التي ان تم التمكن منها سهل الامر في الدول العربية الاخرى لما ما يمتلكه قبل 2003 من قيادة وطنية قومية وامكانات متاحه تشكل قوة التوازن الاقليمي لان المشروع النهضوي القومي الذي اعتمدته القياده بتوجيه واشراف البعث الخالد كانت من اساسيات ذلك ، وهنا لابد من الاشاره الى ان الواقع العربي وبسبب الصورة النمطية للإسلاميين لدى بعض الدوائر الفكرية والسياسية في الداخل والخارج ، وما تعرضوا له في الحقبة الماضية بسبب موالاتهم لاطراف خارجية والارتهان بتوجيهاتها واجندتها ، وتحملهم ويلات ومصائب كبيرة ومتنوعة جراء ثباتهم على موقفهم الآيديولوجي والحركي وعدم رفع الراية البيضاء أقرارا" بأنهم يؤدون الدور المخابراتي لاطراف أجنبيه ، أثيرت تساؤلات حول مدى قدرة هذا التيار الاجتماعي والسياسي على الابتعاد عن الانتقام والترفع عنه ، لأنه مبدئيا ومن وجهة النظر الأكاديمية والفكرية المجردة وبالقوة ، يمكن اعتبار اضطهادهم الذي يدعونه في الماضي مصدرا لخلق روح الانتقام لديهم في الوقت الحاضر لكن لحسن الحظ ، فإن ما نراه في الواقع ونلاحظه ميدانيا يشير إلى أن العراق حاليا يمر بمرحلتين متناقضتين بكل اتجاهاتهما والعقليه التي تدار فيها الامور :


العقليه التي شكل المرحلة الاولى : هي نابعه من التسامح وجعل القانون يأخذ مجراه بشكله الحيادي الغير مسيس مع هامش فاعل من قبل القيادات الميدانيه بما يمكن المجتمع من التوحد والتأخي والاتجاه نحو العمل والبناء والاعمار واستثمار كل الطاقات المتاحة وهذه العقليه المتجسده في اقليم كردستان العراق ، حيث ولم تكن هناك حملات انتقامية على خصوم البارحة ، والمشهد السياسي والجماهيري بخصوص هذا الموضوع يبشر بالخير ويعطينا نوعا من التفاؤل ، ويجعل مفهوم ألتخلى عن حتمية العلاقة بين وجود الاضطهاد في الماضي والانتقام في الوقت الحاضر ، ونتحسس بالتغيرات والتحولات التي طرأت على قواعد اللعبة ورد الفعل والحراك الاجتماعي والتركيبة النفسية والنظرة الفكرية للمواطن أو على الأقل النخبة المؤثرة التي من خلالها يتم تمرير مشاريع سياسية وحضارية حديثة


العقلية التي تشكل المرحلة الثانية : وهي نابعه من روح الحقد والكراهية والانتقام واطلاق العموم على المواطنين العاملين في مؤسسات النظام الوطني بانهم يتحملون السلبيات الحاصله بفعل بعض الطفيليين الذين تسلقوا وقاموا بأفعال لاتجد في أدبيات البعث الخالد مايشير اليها بل انها تعد بالضد منها ، مضاف الى ذلك تطلع الحاكم الى البقاء الابدي في السلطه لما فيها من مغانم ومنافع دنيويه تشكل حقيقة عدم ايمانه ووموالاته التي يدعيها لانه اتخذ من الحياة الدنيوية مرتعا" وسنن دون العبىء بما يدعيه بأدبيات حزبه وما اتخذه من مثلبه على الحقبه الوطنية التي سبقت 2003 وبهذه العقليه سيكون المجتمع يأن تحت وجع سياط الجلادين ونتائج الكواتم والعصابات المتلهفه للدماء لاشباع رغباتها واملاء جيوبها بالمال السحت الحرام الذي تتلقاه كأجر لجرائمها وهمجيتها


يتبع بالحلقة الاخيره






الاثنين ١٩ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة