شبكة ذي قار
عـاجـل










في تعدد وجوه واحتمالات الصراع الاستراتيجي بين الشعب بقواه الطليعية وأحراره من جهة وبين سلطة نصبها الاحتلال وأمدها بعوامل القوة المادية العسكرية والإعلامية يتوجب الحذر دوما في القفز فوق معطيات الواقع وكذلك يتوجب الحذر من التفاؤل المفرط أو اليأس المؤدي إلى القنوط والإحباط. وقد كانت كل استقراءاتنا تضع في الحسبان هذه الأوجه ونؤطرها بإيمان ويقين بان إرادة الشعب مستلة من إرادة الله وطاقات الفعل المقاوم تنبع من اقتدار روحي لا يفهم قوة فعله إلا من جرب الانتماء إلى الإيمان الحقيقي والثورة وروافدها المختلفة وسمح لذاته بان تفتح نسغا متبادلا معها.


ففي منازلات تاريخية مشهودة استطاعت الفلوجة أن تثبت حقائق حتمية انتصار القوة المعتمرة بالإيمان والمتسلحة بمعنويات اعتبارية على أعظم قوة مادية تقنية تكنولوجية غاشمة عرفها الكون. ففي معركتين جابهت بهما الفلوجة كل طاغوت أميركا ومن معها حتى ظن البعض أن لن تقوم لها قائمة لكن اقتحامها الأول بقوة الأسلحة المحرمة دوليا أدى إلى ولادة الانتصار الثاني الذي قض مضاجع الطاغوت ولنصل إلى الفلوجة الثالثة التي تسجل اليوم تاريخا آخر لقدرة الدم المؤمن الثائر للانتصار على السيف تماما كما انتصر الحسين بن علي سبط الرسول الحبيب المصطفى في واقعة كربلاء. الفلوجة هي الرمادي وكل الأنبار والانبار هي الفلوجة والكرمة وكل البقاع التي تواجه القوة الغاشمة وكأنها تواجه عرسا للفداء والبطولة والتضحية التي لا تليق إلا بشعب يأبى الخنوع والهوان ويأبى أن تطمس حضارته وتغدر خياراته وتبتلع هويته.


الأنبار تقاتل الاحتلال منذ عدة شهور وواجهت هجمات حلف الغادرين وهجمات جيش الدمج والمليشيات الإيرانية المجرمة ولكنها لم تفتح لا شارعا ولا حارة لتكون موطئ قدم للمرتزقة عبيد الاحتلال وأعوان الغدر والخسة. واليقين إن من يقابل ثوار الأنبار وجها لوجه ويجلس معهم ويغوص في أعماق ذواتهم الطاهرة سيعرف أنهم ثوار من اجل العراق والعروبة والدين . همومهم وطنية خالصة تسخر من منطق الطوائف ورؤاهم عربية تسمو فوق الجزئيات التي حاول الاحتلال جاهدا ولما يزل أن يبثها طفحا وسموما وطاعونا في النفوس. وهذه الروح الوطنية القومية المسلمة لعمري هي احد أكثر جوانب انتصار الأنبار إشراقا.


دعونا نعلنها بوضوح هنا . من يلتحق بثوار الأنبار فانه يثار لنفسه ويجد مساراته الصحيحة نحو الله سبحانه ونحو مواطئ أقدام العزة والشرف. من يرتقي بموقفه حالا ليجسر المسافة بين النجف وكربلاء والبصرة و ميسان و واسط والمثنى وبابل وبين الأنبار فانه يجسر المسافة بينه وبين الوطن والدين وشرف الرجال .






السبت ١٧ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة