شبكة ذي قار
عـاجـل










الأهداف الثابتة ساقطه في العرف العسكري.
مطار بغداد هدف ثابت .. فهو ساقط عسكرياً.
الأهداف المتحركة .. خاضعة لإستراتيجية الشد والجذب والمناورة.
الثابت والمتحرك .. خاضع لإستراتيجية واحدة ترسمها السياسة.

في العرف العسكري، أن الأهداف الثابتة التي تصلها النيران على تنوعها، وخاصة الصاروخية منها، تعد ساقطة عسكرياً .. ولكونها مستمكنة في إحداثيات وخرائط دقيقة، فأن مستقبل هذه الأهداف رهن لإرادة القوة .. ومن هذه الأهداف القواعد العسكرية الأمريكية الأربع شديدة التحصين، التي يصلها يومياً عدداً من الصواريخ، وكذلك مطار بغداد الدولي وأهداف أخرى ثابتة ومستكنة على الطريق حتى المنطقة الخضراء بمؤسساتها العسكرية والسياسية تقع هي الأخرى، على وفق هذا التحليل، على خارطة الأهداف الثابتة .


صواريخ المقاومة الوطنية العراقية وسلاحها المدافع عن حقوق الشعب العراقي، لن تصل إلى الأهداف المدنية بأي حال، ولما كان مطار بغداد الدولي، وهو مؤسسة مدنية للطيران المدني قد حولها النظام الصفوي إلى ثكنة عسكرية تنطلق من مواقعها الطائرات السمتية بعتادها الحربي، وتجعل منها منتجعاً لعناصر مليشياتها، ومجمعاً لإسلحتها وذخائرها، فضلاً عن نصب (70) مدفعاً في محيط المطار تتولى مسؤولياته الحربية طواقم من الحرس الإيراني، فأن المطار الدولي المدني لم يعد مدنياً ، فقد تحول إلى معسكر يضم مهاجع عسكرية ومخازن سلاح وذخيرة ومهبطاً للطائرات السمتية الحربية، التي تعمل في خدمة السلطة الفاشلة والفاسدة التي تقتل وتشرد الشعب.


الأهداف الثابتة ساقطة بالضرورة، ولا أحد يستطيع حمايتها، أما الأهداف المتحركة فأن واقع الصراع على الأرض يعطي حرية الحركة والمناورة، على وفق قاعدة حروب التحرير الوطنية، التي تتبنى عقيدة قتالية مغايرة تماماً للعقيدة القتالية النظامية البحته .. الخبرة العظيمة لدى المقاومة الوطنية تجمع بين العقيدتين ولكن لن تخلط بينهما ، وذلك لعدم التكافؤ في القوة والعدد.


الأولويات قد رسمت مسار التحرير، فلا خوف على شعب عظيم رفض التقسيم لإكثر من عشر سنوات ولحد الآن، ورفض الفيدرالية ورفض الأقاليم، ورفض التشرذم، ورفض الطائفية وطغمتها الصفوية ، ولم يكن قادته فاسدين ولا جماهيره ساذجة - كما جاء في توصيفات الدكتور عبد الله النفيسي، السياسي الكويتي المعروف - فقد تخطى هذا الشعب حاجز الخوف ومستنقع الطائفية ، وبات يعرف أن صراعه مع الطغمة الصفوية الحاكمة في بغداد هو صراع سياسي تحاول إيران الإيهام بأنه صراع طائفي، وهو الأمر الذي يهزء منه الشعب العراقي من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه .


إيران تحكم العراق بالمليشيات المؤدلجة طائفياً ، تدير عملية سياسية فاسدة وعاجزة ، وتمارس على الأرض أبشع أساليب القرون الوسطى بدائية ووحشية .. فمطارات العراق، وخاصة مطار النجف، باتت أداة من أدوات الإرهاب الإيراني، إذ تشحن الأسلحة والذخائر وعناصر الحرس الإيراني وعناصر المليشيات الطائفية بواسطتها إلى العراق وسوريا ، وهذا الأمر يترافق مع تصدير التشيع الفارسي إلى بلاد العرب والمسلمين - حتى بلغت أندونيسيا، التي وقفت موقفاً مشرفاً إذ قطعت علاقاتها السياسية والتجارية مع إيران مصدر الإرهاب في المنطقة ، ومنعت مبعوثيها الدينيين وأغلقت مراكز إيران الثقافية – التشيعية في سابقة كان يفترض أن تقوم الدول العربية بها على الرغم من التدخلات الإيرانية السافرة الخطيرة، التي يقابلها الصبر المزري وغير المبرر لمثل هذه التدخلات.


الإيرانيون يمارسون إرهاب الدولة بشحن أسلحتهم وصواريخهم من أجل فرض نفوذهم على دول المنطقة بحجة أن يكون لهم دور من جهة وزعامة دينية تتسيد فيها مدينة (قم) العالم الإسلامي، فيما تمسي الكعبة المشرفة في خبر كان بعد تدويلها .. والغريب في الأمر أن بعض دول الخليج العربي ما يزال لا يكترث للخطر الإيراني ويحاول أن يبتعد عن الجهود التي تضمن التكاتف والتآزر على خط الدفاع عن الوجود والهوية القومية العربية ، وخياراته على الحماية الخارجية.


بعض الدول العربية قد أدركت مؤخراً بأن العدوان الأمريكي الصهيوني الصفوي على العراق كان ضرره، ليس على العراق والشعب العراقي فحسب، بل أن تأثيراته باتت عليهم وعلى مستقبلهم وعلى هويتهم القومية العربية .. أدركوا ولو متأخرين، بعد أن تحسسوا النار بالقرب من سواحلهم وبيوتهم، بأن العراق كان سداً إستراتيجياً منيعاً فرطوا به، وما عليهم إلا إعادة ترميم هذا السد بتحرير العراق من رجس الطغمة الصفوية الحاكمة، كما عليهم أن يدركوا أن حمايتهم تبدأ بتحرير العراق ، وإن تحرير الأمة وإنهاء شرذمتها وصراعاته يبدء بتحرير العراق .. هذه حقيقة جيو- إستراتيجية يجب أن تبقى في ذهن أي عربي .. ولم يفت الأوان بعد .. لأن الثورة في العراق قد انطلقت ولن تتوقف وإن يقينها كاسحاً بالنصر ، وما على الأنظمة العربية إلا أن تعود إلى التاريخ الذي يحكي كيف تحرر العراق وكيف طرد الفرس المجوس من ارض العراق بسواعد العراقيين وسواعد اخوتهم العرب .!!

 

 





الاربعاء ١٦ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة