شبكة ذي قار
عـاجـل










أوقفتني مقاله للزميلة حنان حسين من القطر اليمني الشقيق بعنوان - الطائفية وتدمير الاوطان - جاء فيها (( هذا البلد الآمن والطيب الذي كان عنوانه الشهامة والكرم والتعاون والمحبة وغيرها من الأخلاق الحميدة العريقة والأصيلة ها هو اليوم يرتدي رداء هذا الربيع الذي تصدر كل صفحات الوجع والشقاق والكراهية ، كنت في السنوات الماضية أتابع بحزن ومرارة ما يجري في العراق واستفحال الطائفية فيها وانتشار الإرهاب والاغتيالات وها نحن نسير بخطى متسارعة في اتجاه حروب أهلية وطائفية ستفتك بالأخضر واليابس )) وتحسست ألالم يعصر قلبها والمجهولية لمصير اليمن السعيد في ضل هذه الاجواء المخيفه ، فأقول للاخت حنان وأنا متيقن انها تدرك ذلك كما أنا أدركه - الطائفية منتج ثقافي يمثل أسوأ إفرازات العقل عندما يتحجر ويفقد صلته بنور السماء والرسالات السمحاء التي بشر بها الانبياء والرسل وحمل عنفوانها بعدهم الاصحاب والاولياء والمصلحين ، تاريخ الطائفية قديم موغل في القدم التأريخ وأول من ابتدعها أليهود عندما زعموا أنهم شعب الله المختار وأنهم أبناء الله تعالى وأحباؤه ، عندما أطلقوا على غيرهم من الأمم والشعوب صفة الاميين وأباحوا لأنفسهم فعل كل المحرمات والموبقات بحق غيرهم من الأميين - ، وعند التبشير بالدين الجديد الاسلام وانتشاره ورسوخ عقيدته في نفوس المؤمنيين الاوائل كان أول ظهور لفكرة الطائفية في الدولة العربية الاسلامية على يد أليهود أيضا من أجل تعطيلها وتفكيك تماسكها ف عبد الله بن سبأ اليهودي المتأسلم هو الذي أوجد بذرة الطائفية في الدين الإسلامي ، فهو رائد فكرة الدفاع عن حق الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بالخلافة مابعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم – وللحق لم يكن هو المؤمن الصادق المؤمن حقا" بما يقول بل استثمر الصراع الذي حصل وما نتج عن اجتماع السقيفه خلافا" ما اوصى به الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في خطبة الوداع في غدير خم - والتي عرفت فيما بعد بالتشيع والذي يراد منه تفريق الأمة الواحدة وبث الاحقاد والكراهية والطائفية بدأت كفكرة لا تروج إلا على الموتورين و الحاقدين والشعوبيين و المغفلين إلا إنها ومع مرور الزمان وكثرة المصائب أصبحت مثل كرة الثلج التي ألقيت من على قمة الجبل فتدحرجت حتى صارت مثل الجبل الذي يكتسح كل شيء في طريقه ، واكتوى بنارها العرب وغير العرب ، كان العراق دوما وعلى مر التاريخ البيئة الخصبة والمرتع السهل لتجليات الطائفية و تجاربها وتداعياتها بسبب جار السوء ايران التي وجدت فيها المسلك الذي يمكنها ان كانت في وقت الشاه أو ما بعد التغيير المعد من قبل امريكا واوربا عقابا" للشاه ، العراق بلد لم يعرف الاستقرار إلا النذر اليسير أيام عز وقوة دولة الخلافة الإسلامية ، كان دائم الاضطراب ، كثير الثورات ومتقلب المزاجات ، وذلك بسبب كونه أكثر البلاد تلبسا بالطائفية على مر العصور ، وطائفية العراق طائفية من نوع خاص فهي طائفية متجددة لا تفتأ إلا أن تغير جلدها كما الحرباء مع تغير المعطيات ودخول أطراف جديدة في وصفتها السحرية وصنعتها الشيطانية ، فطائفية العراق


* الأولى كانت يهودية الصنع ، ثم تلتها طائفية ملوك بني بويه ديلمية الصنع ( نسبة إلى الديلم مسقط رأس بني بويه ، وهو إقليم في إيران اليوم ) ثم تلتها طائفية المغول تتارية الصنع ، ثم تلتها طائفية تيمور لنك تركية الصنع ،


* الثانية ألطائفية الصفويين إيرانية الصنع ، وآخر تجليات الطائفية في الحالة العراقية كانت طائفية المالكي المعروف بالطائفية السياسية وهي إنتاج أمريكي إيراني مشترك ببطولة وتنفيذ شخصيات عراقية قتلها ضيق الأفق وأعمي بصيرتها الانحياز للطائفة وسال لعابها للمطامع والغنائم السلطوية


بعض المفكرين أمثال الدكتور العلواني والمفكر برهان غليون وغيرهم يرون أن مصطلح الطائفية سياسي الأصل وبامتياز ، وأن يوظف في صالح السياسية أكثر من غيرها ، وهي عبارة عن حالة انتهاز سياسي من قبل ساسة وأطراف بعينها تريد أن تصبغ أطماعها السياسية بالدفاع عن حقوق الطائفة أو العشيرة أو العرق أو الملة أو اللغة واللسان ، وهو ما ينطبق فعلا على نوري المالكي اليوم بالعراق


يتبع بالحلقة الثانية
 

 

 





السبت ٢٨ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة