شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن الدعوة لانعقاد المجلس السياسي فعلاً انياً او فكرةً طارئه دون أسس موضوعية لحتمية انعقاده , فالمجلس كان نتيجه لرؤيا استراتيجية جادة مبنية على حالة الواقع ومعرفة ما يجرى من مسارات خاطئه في العراق لتغيب شعبه عن حالة الوعي الوطني والعمل على تفتيته بما يُؤمن مصالح حفنة من النفعيّن والسراق وهذا ما اكدته الاحداث ومجرياتها لهذه الحالة يوميا وتفصيليا في الكشف عنها دون عناء , او المتهافتين على مناصب ليرتقوها دون فعل او تأثير حقيقي مجردين من صلاحيات تؤكد مسؤوليتهم لها فعلياً تؤهلهم ممارسة ادارتها , الا ان الوجاهة حتمت عليهم قبولها لشعورهم بالذات الدونية واهتزاز القيم الاخلاقية والسلوكية فيهم التي اعتادوا عليها في كل مرحلة من مراحل الزمن ارضاء للحالة الانتهازية التي يوصفون بها .عجبا لهؤلاء فالقيم عندهم مصالح ومضاربات لتجارة سياسات كاسدة ومكاسب مادية تعلو على مفهوم الوطنية او الولاء للمبادئ , والعجب الاكبر ان مثل هؤلاء لم يستطيعوا مراجعة النفس او التناقضات التي مرت بهم بروح وعزيمة وثابة صادقة ولم يرعوا لها دون انذار او حالة من الفهم لما يجري ووقوفهم على ارضية مترجرجة فاقدة الصلابة كفاقد الشيئ لايعطيه .


ان عمل المجلس السياسي العام فعلاً جبهويا للتطور الحاصل نتيجة لعوامل عديدة ابرزها دور الاحزاب والحركات والتيارات السياسية والشخصيات الاجتماعية والدينية الوطنية ووعيها بحتمية انتصار الشعب للخروج من المشاكل التي يعانيها جراء حكم تسلطي دكتاتوري بغيض واحتلال اجنبي يؤسس الى تبني ممارسات متخلفة ارجاعية في الفهم والتقيم من اعداء امتنا العربية المجيدة .


ان المجلس السياسي العام اطلق مجموعة كاملة من القضايا والمشاكل المتعلقة بحاجة الشعب اليها والنظر للمستقبل بروح تفائلية ووضوح كامل ازاء ما مطلوب تحقيقه مما ادى الى تطور ساعد الجماهير العراقية الالتحام معه والتأيد له , لذا فأنه نقطة تحول في العمل الجبهوي الديمقراطي في العراق والفاعل للتصدي للاحتلال ومتبنيه من خلال تنفيذ عمليات عسكرية بطولية داخل القطر من قبل المجالس العسكرية وابناء العشائر العروبين المؤمنين ايمانا حقيقيا ثابتا بأن الانسان لا يجب ان يعيش بدون كرامة او حرية تؤكد حقوقة الحياتية , بل انسانا آدميا له حقوق وعلية واجبات اهمها الدفاع عن الوطن وحمل السلاح تأكيدا لانسانيتة بالخط والقلم والفكر المعبر عن وعي ونضوج ثقافي , فللقلم والبندقية فوهة واحدة ومسار واحد نحو هدف انساني تحرري يؤكد على تغير الاوضاع نحو الافضل وهو واجب وطني وقومي يناط اداؤه بالمؤتمرالسياسي العام والخيريين من ابناء الشعب العراقي بكل فئاته وفصائله والسعي لبناء مجتمع يسوده التكافؤ ودفع عملية التطور وسيادة القانون واحلال العلاقات الاجتماعية الصالحة بدل السيئة والتأكيد على تحقيق مصالحه العليا .


ان المجلس العام لثوار العراق نهج ومنهج جبهوي ديمقراطي لايديولوجيات وافكار متعددة تسموا فوق الاشكاليات والخلافات في تفاهماتها معبر عن صورة للفهم العميق للمصلحة الوطنية والمشاركة الحقيقية لفعل ثوري عملي في الحياة وتجربة باعتبارها برنامجا ستراتيجيا بعيد المدى هدفة ليس على صعيد التجربة الثورية في القطر فحسب انما على صعيد الحركة العربية التي تشارك فيها جميع الفصائل الوطنية والقومية والاسلامية مدنية وعسكرية وكافة قوى التحرر الوطنية لانهم صناعها في الساحة العربية .


وفي اعتقادنا انهم اداتها وقيادتها في التغير وفقا للقانون الذي يحكم الثورة في تحقيق اهدافها و وعيها لرسالتها التأريخية .


ان المجلس السياسي ينظر من خلال رؤيا سياسية جديدة للوضع في العراق يتوجب قيام ثورة وطنية ديمقراطية ضمن اطار وحدة القوى الوطنية كأداة بالضد من تحالف العملاء والنفعيين والانتهازيين ومواجهتهم بكل وضوح واقتدار تمهيدا لولادة جديدة قادرة على قيادة معركة التحرير الوطني لكونه من يتحمل اعباء المسؤولية النضالية الجهادية المقبله ومسيرة الثورة الجديدة .


انه لمن المؤسف هناك من يدعي الوطنية واصطف مع الاعداء المحتلين !! ومن جاء بهم واشترك معه في مؤامرات وسياسيات لا تخدم القضيه العراقية , بل راح يروج لمشاريع تقسيمية مضرة تشكل عاملا حاسما في احباط عزيمة المواطن الثائر المطالب بحقوقه المشروعه و وحدة الوطن .


كما ان سياسة بعض ما يسمى بالقوى الوطنية الرافضه للوضع الحالي تشكل سلسلة من التراجعات بتقولات لم تستند الى حقيقة اكيدة لصالح اعداء الوطن ..... , ونقول ان الفكرة تولد فكرة والفكرة تولد منهجا استراتيجيا بأتجاهاته الوطنية وكان لازما المشاركة في هذا النهج ومعاضدتة دون وضع العصي في مسيرتة الجهادية , وكان من اللازم ايضا مساندة هذه الفكرة طالما انها نهج في الاتجاه الصحيح وليس العمل بالضد منها .


المجلس السياسي العام مؤتمرا منفتحا يؤسس لبناء ديمقراطي مشارك لكل فكرة او عمل يشير الى تصحيح نهج خاطيء فكراً وعملاً كما يحصل الان في الحكومة المتخلفة في العراق , ويسع صدرة لكل من تيقنت نفسة بالعمل وفق منهجه الداخلي والسياسي لانه ممثل الشعب العراقي بكل اتجاهاته وتوجهاته الوطنية بالقلم والفكر والبندقية ولم يُحسب على انه لحزب او حركة او شخص وانما هو مؤتمر عام لكل العراقين وبكافة مساحته , ولذا فأن المراجعة بروح بعيدة عن الشد العاطفي وحساسية الأنا ستسقط كل النظرات والتقولات المعادية وسيكون للمؤتمر السياسي العام قوة وعامل دفع فاعل كنهج جبهوي ديمقراطي جهادي .

 

 





الخميس ٢٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة