شبكة ذي قار
عـاجـل










لكل عمل مقاوم خصائصه وظروفه، ولكن أيضا هناك العديد من العوامل التي تشكل قاسما مشتركا بين تجارب حركات المقاومة ، تشكل عوامل ستراتيجية عامة للثورة الشعبية وبرنامج التحرر الوطني . التي يفترض في كل تجربة أن تراعيها ، وتطورها لتلائم الوضع الخاص سواء السياسي والعسكري. وهنا يقول الدكتور سامي احمد في موضوع جدلية المقاومة والعمل السياسي.(( ان قتال استعمار استطاني يختلف عن قتال قوات محتلة ، وقتال نظام محلي فاسد يختلف عن مقاومة استعمار )) بمعنى اخر ان يلائم العمل المقاوم الظروف الموضوعية التي تحيط به مثلما يراعي الظروف الموضوعية المحيط بالعدو ، وقد اثبت التاريخ لنا نجاح العديد من الثورات الوطنية و حركات التحرر العالمية بعد ان توافق عملها السياسي مع العمل العسكري فعلى سبيل المثل – ثورة الجزائر في افريقيا -- وثورة كوبا ونيكاراغوا في امريكا اللاتينية -- وثورة الهند وفيتنام في اسيا .


ولعل التنافس او الصراع بين البرامج السياسية ، وبين اشكال النضال وفصائله يتم حسمها في الممارسة العملية الموحدة على ارض الواقع .. وليس في اماكن اخرى . فعبر ممارسات نضالية منفتحة .. جامعة .. تتفجر الطاقات النضالية الكامنة ووتتواصل جذوتها حتى النصر المؤزر . الصراع بين ((برامج واشكال النضال )) يقينا هو صراع سياسي مرحلي نتيجة (( لحب القوى الوطنية المعارضة للتحرير والخلاص و لادامة زحم المعركة والانتصار فيها )) . لذلك لدى اي مفاضلة، من الخطأ اعتماد أسلوب انتقائي يركز على جانب معين يزكى بموجبه هذا الخيار أو بديله ، فالسلوب العلمي للمفاضلة بين ظاهرتين او اكثر ، يتم من خلال القيام بتحليل موضوعي لجميع الظواهر السلبية منها والايجابية ،، وللمقاومة العراقية طابعها الخاص وجملة من الخصائص تميزها عن غيرها من حركات التحرر الاخرى ، فعبر المقاومة العراقية الباسلة تعززت قناعات شعبية عربية وعالمية من خلال مقارعتها للمحتل الامريكي وتكبيدة الخسائر واجباره على الانسحاب من العراق . فضلا عن ان حاضنة المقاومة العراقية المتمثلة بحزب البعث العربي الاشتراكي ومعه باقي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والقومية التقدمية قدمت تضحيات جسام بلغت اكثر من 180 الف مناضل من مناضلي البعث واعداد كبيره من العراقيين الوطنيين على طريق مقارعة الاحتلال وعملائه . وبموجب ماتقدم ترسخت في نفس المجتمع العراقي مجموعة من الحقائق التي حددت معايير توجهاته فيما يتعلق باسلوب المقاومة ضد حكومات الاحتلال وعملائه وايضا ضد الاحتلال الصفوي المتزامن مع المحتل الامريكي. وتمكنت المقاومة العراقية من تثبيت مسلمات لدى الشعب العراقي الذي خضع الى اكبر عملية تضليل اعلامية وسياسية منذ اصدرت الادارة الامريكية قانون { تحرير العراق } سيء الصيت عام 1998 .. نقول تمكنت المقاومة العراقية من تفنيد عمليات التضليل و التي مورست على النظام الوطني . وحين يتوفر اليوم راي جامع لدى الشعب (( والاحساس والتمني بعودة رجال النظام الوطني )) دليل على ان المسلمات التي اوجدتها المقاومة العراقية صحيحه ومنتصرة على الة التضليل. أن التحدي الذي تواجهة المقاومة العراقية من :


اولا: المحتل الامريكي وقوته الاعلامية المسيطره على وسائل الاعلام المختلفة .


ثانيا : المحتل الايراني الصفوي وتمويلة على الاعلام واسناده العسكري لميليشياته العاملة في العراق.


ثالثا: طابور من العملاء الذين جندوا في دهاليز المخابرات العالمية.


رابعا : الحكومة العميلة والتي لا تتواني عن استخدام شىء انواع الانتهاك من اجل البقاء والاستمرار.


واستنادا لهذا التحدي فان العمل المقاوم العسكري في شكل حرب شعبية ضرورة تفرضها القدرات التكنلولوجية للطرفي الصراع .. لذلك العمل المقاوم هي التي تدار من شعوب ضعيفة اقل مقدرة من قوات تملك القوة والسلاح والاعلام.


المسألة األخرى المهمة يجب الانتباه لها هي العلاقة بين العمل العسكري والشعب والخوف من ان يثار موضوع عملية (( تقديس )) كل ما يتعلق بالبندقية بالرغم من {{ كون هذا مهم لايمكن اغفاله}} واعطاؤه الاولوية على حساب السياسة. علما بان السياسية تاتي في البداية والنهاية . فإن العمل المقاوم ليس هدفا مجرداً بحد ذاته ولكنه أداة سياسية لتحقيق هدف عام،والا شك أن الثورة الفيتنامية قدمت خلال مسيرتها الطويلة والشاقة تجربة غنية نظريا وعمليا ستراتيجية حرب التحرير الشعبية باعتبارها استراتيجية اكثر عمقا لحركات التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث، حيث خاض الشعب الفيتنامي تجربتين متتاليتين ، صمد فيهما وقدم التضحيات وربح وجوده في النهاية . ومع ايمان الجنرال فون نجوين جياب احد ضباط الحرب الفيتنامية باهمية الكفاح المسلح غير انه اعترف باهمية النضال السياسي حيث قال (( ان على النضال السياسي ان يسيطر في البداية بينما يلعب الكفاح المسلح دورا ثانويا ، وبالتدريج يلعب الاثنين دورا متساويا في الاهمية الى ان يسيطر الكفاح المسلح وفي النهاية يسيطر العمل السياسي مرة اخرى)) اذا كانت الانتفاضة الشعبية فان الخاصية الرئيسة لقيادتها في القدرة على تغير شكل النضال تبعا لتغير الاحداث.

 

ان التضحيات الجسام الذي قدمته الفصائل المقاومة و شعبنا العراقي تفرض في هذه المرحلة أن نوحِّد الصوت السياسي العراقي المقاوم ، في كل عناوينه ومرجعياته، لكون القرار السياسي ليس من حق أحد أن ينفرد فيه؛ فالمصالحة تعني أن يكون القرار السياسي وطنياً عراقيا واحداً، نحن جميعاً شركاء في هذا القرار ، القرار يعني كل الفصائل المقاومة والقوى الوطنية والقومية التقدمية الاسلامية. ، فإذا أجبر العدو تحت ضغط المقاومة ونزيف الخسائر، والكلفة العالية عند ذلك لا بأس أن نجنح إلى العمل السياسي، و أن يكون وسيلة في الختام لتتويج إنجازك على الأرض، و أنَّ الأساس هو القوَّة والمقاومة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة . فتعد عملية تشكليل المجلس السياسي لثوار العراق ضرورة ملحة من اجل التقدم خطوة بالاتجاه الصحيح نحو الانتصار الناجز للشعب العراقي ...

 

 





الخميس ٢٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة