شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت وجهات النظر الشعبية والحكومية وقسما" من الموظفين الذين يتعاطفون ويقرون حق الحراك الشعبي بممارسة نشاطاته و الافصاح عن مطالبها ، والنظرة الاكثر تشاؤمًا للوضع كانت حصيلتها تتجاوز ال 80 % واعتبرت ان لا شيء ينفع وقد يكون اصحاب هذا الجواب استندوا الى التجارب العديدة التي قامت بها سلسلة حكومات ما بعد الغزو والحرب الظالمه التي شنت على العراق بحجة اشاعة الديمقراطية وانهاء الحكم الشمولي والتي كانت المسؤولة عن ايصال البلاد الى الوضع الحالي ، فهذه الصعوبات التي يعيشها المواطن ليست وليدة ايام وشهور، بل سنوات عديدة من الصرف والهدر والفساد وبالتالي اذا كان الماضي هو الذي اوصلنا الى هذا الحال كما يشيعه المتسلطون تبريرا" يسأل العراقيون فما الذي يضمن المستقبل ؟ من أجل انقاذ العراق وشعبه من المجهول ، اقترح اجراء انتخابات نيابية مسبقة أو تغيير الحكومة من خلال سحب الثقه لكن التدخل الايراني المباشر جعل الرئيس جلال الطالباني التراجع وترك رساله ومغادرة العراق ليدخل في غياب عن المسرح ترافقه جملة التكهنات والاسئله عن حياته وموته وما زال الغموض يكتنف الامر وهنا لابد من التأكيد أن مجلس النواب لم يمارس دوره الدستوري كونه مسؤول عن مراقبة الحكومة ومحاسبتها عند التقصير وحصول الفراغ في حلقه مهمه من حلقات الدوله العراقية والتي اعطاها الدستور المشرع بارادة المحتل وتوجيه ايران واجبار العراقيين على الاستفتاء عليه بالاباطيل والتضليل والخداع والدجل باسم المرجعية ورموزها ،

 

ومن الطبيعي القول ان المنتمين الى هذه النسبة سمعوا ما قيل ويقال عن غياب دور مجلس النواب في هذا السياق ، وهو كلام صدر عن عدد من النواب انفسهم ، فربما يكون التغيير في أعضاء مجلس النواب وخاصة بعد صدور الرأي الاوضح والاشد من المرجعية والاقرار بوجوب التمييز فيما بين الصالح والطالح وعدم انتخاب من خذل الشعب وخانه بالتصويت على القوانين والمواد التي سببت اجحاف بحقوقه وأعطت الامتيازات لمن لايستحقها ، هو الطريق لتغيير الاوضاع في البلد بتحرك الشعب هو الحل ؟ ولماذا لا يتحرك الشعب فينسى خلافاته وانتماءاته السياسية والحزبية وينضم الى لواء الدفاع عن حقوقه انطلاقًا من ان الجوع والتقصير وتردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وانعدام الخدمات يشمل الجميع دون استثناء ولكن المؤسف فعلا ان قلة قليلة لا تزال لا تؤمن بصوت الناس وقدرته على قلب المقاييس اما النسبة الاخرى فربما تأثرت على ما يبدو بالكلام الذي قيل عن العراقيين هو سبب كل المشاكل ، فاختاروا تأييد هذا القول عّله يكون منتجًا ما هو همك الاساسي اليوم ؟ لو سئل العراقي هذا السؤال قبل الاستقلال ، لقال : الحصول على استقلال بلادي ، ولو سئل قبل الحرب ، لقال: استتباب الأمن والسلم ووقف لغة السلاح ، ولو سئل قبل سنوات قليلة ، لقال: النهوض بالبلد وجعله محط الانظار ، ولكن عند سؤاله اليوم عن همه ، لكان ترحم على كل ما سبق لانه لم يكن ليعلم ان الاحوال ستؤدي الى مواجهته لحرب لا يملك السلاح المناسب للدفاع عن نفسه فيها ، فحرب الهم المعيشي لا يواجهه الا المال والرجاء بالامن فلا سلاح بيد من هب ودب معبأ بالبغضاء والحقد والكراهية وولائه خارج الحدود ، ولا الفوضى الشعبية تنفع ، ويبدو ان تغيير الوجوه السياسية لم ينفع ايضًا ، وحتى العمل بات من الاحلام التي تراود العراقي ،

 

ان توفر العمل لهم هو الهم الاول بالنسبة اليهم ، فالبطالة هي همه ، باتت تأكل معه من صحنه فايجاد وظيفة في العراق اليوم اصبح حلما" صعب المنال ، فالعمل باب الرزق واذا لم يتوفر العمل ، سدت الطرق امام الناس لتأمين حياتهم ، وقد يكون هذا السبب وراء العديد من اسباب الهجرة الى الخارج ، وعدم الاقدام على الزواج ، والفراغ الكبير في المشاريع السكنية واللافت ان البطالة لم تقتصر على نوع معين من الاعمال ، اذ ان الطبيب والمهندس والمحامي وغيرهم ينتظرون فرصة للعمل على غرار السمكري والكهربائي والميكانيكي فلا أحد راض عن مهنته ولا تزال الجامعات والمعاهد تخرّج الاجيال وتطلقهم نحوالمجهول وهم يفتقرون الى القوه العلمية لما شاب التعليم من تخلف واضمحلال ! كما الهم الاساسي كان تطبيب العائلة فمشكلة الطبابة أساسية ايضًا بالنسبة الى العديد من العراقيين ، خصوصًا انعدام الخدمات الطبيه وعدم توفر الاجهزة المساعدة والتردي في الاداء والتخطيط الطبي وما نشر من ملفات الفساد في وزارة الصحة والدور المفسد الذي يمارسه المفتش العام المحمي من قبل الهالكي وحزبه لخير دليل مع الحديث عن المشاكل التي يعاني منها الضمان الاجتماعي وهو الامر الذي ينعكس سلبًا على الموظف المّتكل على الضمان لتغطية حاجات عائلته الصحية ، وفي ما خص الجواب الثاني فان البعض لا يزال مصرًا على ان تغيير الحكومة هو الدواء المطلوب للتخلص من داء الهموم التي تلازم المواطن فالتغيير الحكومي قد يكون بالنسبة الى هؤلاء جرعة أمل جديدة تنقذهم من الروتين الذي باتوا اسرى له وقد يكون مرد هذا الجواب ايصال رسالة الى الحكومة بوجوب ايلاء مزيد من الاهتمام بالامور التي تشغل بال المواطن اجراء انتخابات نيابية جديدة هو الهم الملازم ولعل امل هؤلاء يكمن في ان يكون مجلس النواب الجديد اكثر فاعلية من الحالي ، فيقر التشريعات التي تجبر الحكومة على اجراء تغيير في سياساتها ، ومن المفيد فعلا ان يكون من ينتمي الى هذا الجواب يعمل فعليًا ضمن الحدود الديمقراطية للخروج من الازمة التي يعيشها البلد ، لان التغيير ان على الصعيد الحكومي او النيابي هو عمل سياسي وبالتالي خروج هؤلاء عن الهم المعيشي للاهتمام بالشؤون السياسية المرتبطة فعلا بالهموم الاجتماعية والاقتصادية والمالية وغيرها ،

 

ومن الممكن ان يكون هناك الرأي الثالث وهو حصيلة معاناة معيشية كبيرة تصرف النظر عن الهموم ، الاخرى التي تواكب اصحاب هذا الرأي ومن حقهم الاهتمام بوضعهم ، المعيشي لانهم ربما رأوا ان لا احد غيرهم يهتم بهذا الموضوع وللاحباط الذي تعرضوا اليه اختاروا جواب الهجرة كهم اساسي لهم ومع ان الهجرة غير محبذة الا ان البعض يجد انها الحل الوحيد امامه ، وفئه اخرى ترى ان لا شيء بات يستحق اهتمامهم والسبب قد يكون اما لانهم لم ينجحوا في تحقيق ما رجوه من اصلاحات او تحسينات على وضعهم ، او انهم رأوا انه بمقدار ما يقلل الانسان من التفكير بمشاكله بمقدار ما يرتاح ، خصوصًا وان الجواب ليس في جعبتهم او انهم لا يملكون القدرة على التغيير ، والهم الاخر هو احترام حقوق الانسان كان حاضرًا ايضًا في الاجوبة ، ولو ان نسبته كانت شبه غائبة بفعل الاعلام التضليلي الذي يمارسه الهالكي واجهزته والساق تهمة الارهاب بكل من يطالب بحقه والضعف الذي تتسم به لجنة حقوق الانسان النيابية وتحول وزارة حقوق الانسان واجهزتها الى ادات دفاع عن الحكومة وجرائمها وافعالها ومن الطبيعي ان يقول البعض ان احترام حقوق الانسان هو همهم الاول ، نظرًا الى ما يرونه يوميًا من معاناة للمواطن العراقي فاحترام حقوقه لا يكون فقط بحرية التعبير ، بل ايضًا بحرية العيش وفق الحد الادنى من الخدمات والاحترام والعيش الكريم  .


ألله أكبر وان ارادة الشعب أقوى من القيود التي يتخذها الهالكي وحومته لتكبيل الغيارى من ابناء العراق كونهم رفعوا صوت الحق ولعنوا الباطل وأهله .







الاربعاء ١٨ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة