شبكة ذي قار
عـاجـل










في الحلقه الثانية أشرنا فيه الى الحيز المجتمعي الساكت أو المتفرج رغم تضرره ، ولكن ما يحيّر فعلا في تصرف الشعب أن هناك الحيز المتضرر من نتائج الاحتلال وسوء الاداره والتسلط الحزبي المقيت الذي يمارسه حزب الدعوة العميل والهالكي الذي يعمل لتحويل العراق الى ضيعة مرهونة باستهتار دعاته بحقوق الشعب ومصالحه ، لاحراك ولا رد فعل بالدور الكبير الذي يمكنه الاضطلاع به لتأمين حياة أفضل ليس للجيل الحالي فقط ، بل للجيل الناشئ ايضًا الذي سيحمل مستقبل العراق بين يديه وان هذا السلوك نابع من مقوله اشاعها المتطفلين وهي - اني شعليه خليها تطلع من غيري - والذي يراد منها الانكفاء والابتعاد عن ممارسة الدور الوطني النابع من روح المواطنه الحقه ان كان ذلك اصلاحا" او تغييرا" ، وهنا تثار الاسئله لماذا هذا السكوت القنوع الشعبي لكن اظهرت الاستطلاعات التي اجرتها منظمات غير حكومية تعنى بالشأن المجتمعي ان الجميع يشتكي من الاحوال التي وصلت اليها البلاد فالخدمات الاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها المواطن لا تقتصر على شخص دون آخر ، اذ انها تطال الجميع وما النسب الصغيرة التي عبّرت عن رضاها او عن عدم اكتراثها بهذه الخدمات وتطورها سوى شريحة صغيرة تنتمي اما الى الطبقة الميسورة او استفادت في وقت ما من هذه الخدمات أو من هم من اروقة النظام والمستفيدين من أتاوات المقاولات والمحاصصه لقاء الحصول على الموافقات الخاصه ، فيما الغالبية من العراقيين عبّرت عن عدم رضاها واذا اردنا ابعاد السياسة عن الهم الشعبي ، نرى ان هناك حوافز عديدة تدفع المواطنين الى القيام بدور ما للحصول عليها ، بدل الاكتفاء بالشكوى دون أي تغيير في الاوضاع ليس المطلوب القيام بثورات او فوضى على غرار ما حصل في بلدان من محيطنا الاقليمي أو العالم الثالث كما تم الاتفاق على تسميته بالبلدان النامية ، فمن شأن هذه الامور زيادة البلبلة والقضاء على أي أمل في السير نحو الامام لتحسين الاوضاع ، المطلوب في المقابل هو ايصال رسالة واضحة الى المسؤولين تنقل ما يقوله المواطن في السر والعلن بوجوب التغيير وانهاء حالة الضياع على أي حال ، يبقى للمواطن الرأي الأخير في ما آلت اليه الاوضاع وايمانًا بهذا الدور الكبيرارتأت لجان الحراك الشعبي التطوعية في عموم المحافظات العراقيه المساهمة في ايصال هذا الصوت الخفي والمعلن بالمشاركة في البرامج واللقاءات والتجمعات لمعرفة ما يفكر به المواطن وما اذا كان تفكيره ينطبق ويتوافق مع تفكير المسؤولين او هو مغاير تمامًا له وهل يلائم اقرار المسؤولين ان يبقى الشعب دون صوت ، ويتلهى بالامور المعيشية والحياتية انطلاقا" من مقولة - أكثر من الازمات تنجو من ما تلبية الحاجات - علمًا ان هذا الخيار هو سيف ذو حدين ، وقد يرتد سلبًا على مطلقيه ، وقد تناول تيار جماهيري هذه المقوله تحليلا" لاستنتاج ما تفرزه للحاكم اذا كانت الفكرة صحيحة وقائمة على رؤيته التسلطية المتفرده والمؤسسه لولايته الثالثة وقد أظهرت نتائج هذا الاستطلاع ،

 

ان غالبية العراقيين تحمّل المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذيه والقضائية ليس ببعيده عنهما اسباب الجمود الحاصل والمشاكل الراهنة بدأ" من عدم الفصل بين السلطات الثلاث والانتقائيه الدستوريه وغياب رئيس الجمهوريه الذي لايعرف مصيره وحقيقة الغيام واسبابه ، وخضوع الاعلى للادنى أي ان السلطة التشريعية هي السلطه المراقبة المحاسبه المقتدره على تغيير الحكومة كونها السلطة التنفيذية التي اثبتت عجزها وتقصيرها وفشلها الامني والخدمي وهما المجالين المهمين في حركة الحياة اليومية وبالتالي المسؤولة مباشرة عن تنفيذ السياسات الكفيلة باخراج العراق من محنته المتداخله دستوريا" وقانونيا" أما ألهم ألاساسي للمواطن اليوم فهو ايجاد الاجواء الامنية التي تجعله مطمأن على حياته وأفراد اسرته في البيت والعمل والمدرسه والشارع وحتى الملاعب والمتنزهات التي يراد منها الترويح والترفيه وان كانت هي الاخرى معدومه في العراق بعاصمته ومحافظاته ماعدى محافظات كردستان ، مضاف الى ذلك ايجاد عمل له فهل من المعقول ان تضرب البطالة بهذا الشكل الكبير في بلد يطفو على خيرات حباه الله جل علاه يحسد عليها وعائدات بمليارات الدولارات لم ينتفع منها سوى الوعود وهي في جيوب السراق ذاهبات ، في وقت لا يوّفر العراقي أي وسيلة لتوسيع آفاقه العلمية وقدراته الفكرية والجسدية لان واقع الحال هو التراجع عن ما كان قبل 2003 لما يرافق الحياة اليومية من ممارسات جميعها تصب في نقطة تدمير مالم يتمكن الغازي المحتل من الوصول اليه وتدميره ومن أبرزها تدمير الشخصية العراقيه وانهاء الكفاءات التي ادخرها العراق سابقا من ابنائه العلماء والمبدعين ، الكفاءة المطلوبة فقدت لان شهادات المزورين الذين تسللوا الى المؤسسات العلميه فعلت فعلها في تدني العلم والتعليم ولخير دليل الجامعات العراقيه وما لحق بها بقرارات علي زندي الذي ينتحل الادب وليس منه بقريب ، فهل هذا فعلا ما بات العراقي يطمح اليه ، وهو الذي يملك تاريخًا حضاريًا وثقافيًا يفخر به ، وقد كان محط انظار شعوب العالم ؟ ، وللخروج من حالة الجمود والمشاكل الراهنة وعن همها الاساسي لابد من تغيير الحكومة ومن الطبيعي أن يكون هذا الجواب هو اول ما يتبادر الى الذهن فالحكومة هي السلطة التنفيذية ، وهي التي تضع الخطط والمشاريع الكفيلة بتغييرالاوضاع سلبًا أو ايجابًا وما تقوم به الحكومة للخروج من حالة الجمود والمشاكل الراهنة ، هو نشاط سلبي وقد لا يكون البعض يرى ان تغيير رئيس الحكومة يمكن ان يشّكل حلا يدفع بالبلاد الى الامام ، ويريحها من المشاكل الحالية ومن صراعه مع الشعب اولا" وخصومه السياسين ان كانوا معه في التحالف او من خارجه ، أو الخصوم المفترضين بمخيلته ونصائح جيشه من المستشاريين الاميين

 


يتبع بالحلقة الرابعه

 

 





الاثنين ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة