شبكة ذي قار
عـاجـل










ولكي نفهم ذلك ينبغي أن نتفحص التصريح الآتي وأن نحاول تحليله :

 

العميد " حسين دهقان " وزير الدفاع الإيراني قال ( .. إن القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية – ويقصد حماس – قد تضاعفت ألف مرة للرد على اعتداءات الكيان الصهيوني ) .!!

 

 يجمع هذا التصريح بين الغطرسة والغباء في آن واحد، وتنطوي مفرداته ( القدرة الصاروخية ) و ( تضاعفها ألف مرة ) للرد على ( الإعتداءات الإسرائيلية ) ، على ما يلي :

 

1-  اعتراف إيران الصريح بأن القدرة الصاروخية لـ ( حماس ) في غزة ، هي قدرة إيرانية الصنع ، وإن إيران هي التي نقلت هذه الصواريخ بمختلف وسائل النقل إلى غزة ، كما نقلت الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين عن طريق البحر الأحمر إلى جبال ( صعدة ) ومنها إلى العاصمة صنعاء ومحافظاتها .. وهو الأمر، الذي يدين إيران بأنها تعبث بأمن المنطقة، ليس حباً بالفلسطينيين ولا كرهاً بـ ( إسرائيل ) ، إنما من أجل إيجاد موضع قدم لها على حافات البحر الأبيض المتوسط، ذلك الشريط الذي يطوق المشرق العربي ويمتد صوب الجزيرة العربية – جنوب لبنان ، سوريا الساحل ، غزة ، نزولاً إلى الجزر الأريتيرية المؤجرة لحساب إيران كقواعد بموافقة إسرائيلية ، حتى جبال صعدة اليمنية .

 

2- هذا الإعتراف يدين إيران سياسياً وقانونياً بأنها تخرق القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، ولم تكن طرفاً في نزاعات المنطقة، وخاصة الصراع العربي- الصهيوني، والفلسطيني- الإسرائيلي لكي تقوم بحشر نفسها في هكذا صراعات إقليمية ذات الكلف العالية سياسياً ومالياً وعسكرياً وأمنياً .

 

3-  اطلاع إيران على حجم أكداس السلاح الإيراني الذي وصل ( غزة ) ووصفه بأنه ( تضاعف ألف مرة ) ، دون الخشية من ردود الفعل الدولية والإقليمية أو التحفظ حيال الأمم المتحدة .. وهذا التضخيم في القدرة يتماشى تقريباً مع الغطرسة الفارسية، خاصة تلويحها بدخول غواصة إيرانية جديدة متطورة إلى الخدمة في مياه الخليج العربي .

 

4-  مثل هذه التصريحات الإيرانية الفارسية مصحوبة بالغطرسة، حين تظهر على سطح الأحداث، تعني أمران ، الأول : أن ضغطاً خارجياً ( مخادعاً ) يظهر في الأفق، الأمر الذي يستوجب تضخيم الرد عليه، والثاني : إن مشكلة داخلية ضاغطة أخذت تعصف بالنظام الإيراني، الأمر الذي يستوجب التوافق الإسرائيلي- الأمريكي لإطلاق تهديد مزعوم لكي يكون لهذا التهديد رد فعل في شكل إبراز عضلات الصواريخ والغواصات والضربات الماحقة .. كما كانت تصريحات محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإيرانية الفارسية بمحو ( إسرائيل ) من على الخارطة .

 

وازاء هذه التصريحات الرسمية لوزير الدفاع الإيراني، التي لا تستطيع نكرانها القيادة الإيرانية الصفوية .. ماذ سيفعل مجلس الأمن الدولي ، ومثل هذا التصريح المقرون بالفعل يعتبر بمثابة اعتراف رسمي بالتدخل، الأمر الذي يتعارض مع أحد أهم مبادئ القانون الدولي، وهو تحريم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبأي شكل من الأشكال ؟ .. ثم ، ماذا ستفعل أمريكا صاحبة المظلة ( الإنسانية والكونية والديمقراطية ) ، حيال هذا الإعتراف الإيراني ؟ وماذا سيقول "بان كي مون " الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً بشأن التصريح ؟ وكذلك ماذا ستقول " شتيرن" واتحادها الأوربي؟ ، ثم الجامعة العربية ومجلس أمناؤها في هذا الشأن ؟!

 

اللعبة .. مكشوفة تماماً ضمن اطار الخديعة الكبرى، واللآعبون هم ( إيران وامريكا واسرائيل ) ، أما الآخرون فيستمرؤن الإطلاع على التصريح ، مجرد كلمات عابرة في صحافة الصباح ، وقد يعنيهم ربما الإطلاع على اللعبة المتفق عليها، دون الرغبة في معرفة قواعدها ، ومن لا يعرف قواعد اللعبة  يخسر كل رهاناته  في نهاية المطاف .!!







الاحد ١٥ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة