شبكة ذي قار
عـاجـل










مقالتي هذه وبهذا العنوان سبق أن نشرتها قبل قرابة السبع سنوات، أراها تستحق مني إعادة النشر لها والتذكرة بها وبشخوص وعناوين أحداثها ومسمياتها ، اليوم عاد الجزارون والقتلة إلى تنفيذ جرائم تنفيذ الإعدام بحق عدد من ابناء شعبنا وأحراره، ويتم هذا القتل المبرمج بشكل هستيري وحاقد، مستغلين جلبة انعقاد مؤتمرهم حول الإرهاب ببغداد، والقتل اليومي هم يمارسونه على قدم وساق، وها هم يفتخرون بتصاعد أرقام تنفيذ الأحكام الجائرة في مجازر المجرم حسن الشمري وحكومة القاتل المالكي بغياب القانون تماما وصمت العدالة وانعدام كلي لحقوق الإنسان في العراق.


http://articles.abolkhaseb.net/ar_articles_2007/0907/kadem_150907.htm


أبناء قراد الخيل والخنازير كفوا عن التلاعب بمصير الاحرار من أبناء شعبنا

( تكرار لعبة شعيط ومعيط وجرار الخيط في الشأن العراقي مرة اخرى )


عندما نقرأ تصريحات صحفية على شاكلة:
جعفر الموسوي [المدعي العام ]: ( ... لا أحد يتحمل تنفيذ حكم بالإعدام دون صدور مرسوم جمهوري)
برقيات اعلامية : (رئاسة الجمهورية تنفي نية الهاشمي الاستقالة في حال إعدام علي حسن المجيد)


لا بد لي أن استعيد هنا صرخة الشاعر العراقي المبدع مظفر النواب التي صرخ بها يوما في أحدى قصائده ... واجعلها عنوانا لمقالتي، مع الإعتذار لكل الحيوانات التي يصنفها البيولوجيون على صنف اللبائن أو الثدييات الرحيمة ببعضها البعض .


تذكرنا بأيام المسرح العراقي الذهبية في السبعينيات الخوالي وهو يقدم مسرحيته الذائعة الصيت وبأدوار " شعيط ومعيط وجرار الخيط" في قاعة الخلد في كرادة مريم. وقدرنا اليوم أننا نشهد من جديد أدوار أكثر فجاجة لأمثال شعيط ومعيط وجرار الخيط.


ولكن المسرح هذه المرة لم ينتقل بعيدا سوى بإبدال عنوانه في كرادة مريم إلى كرادة " مستر كروكر"[ السفير الأمريكي]، وهناك على مسرح المنطقة الخضراء يُعاد التمثيل بإخراج أمريكي، حيث أُبدل الخيط بحبل في مشنقة أمريكية يُراد لفها على رقاب أحرار العراق، رقبة رقبة، وفي لعبة ينخرط في إداء أدوارها كومبارس عراقي ذليل بالتناسق الطائفي من جهتين مطلوب منها أن تمد حبالها بطريقة لعب الكرة الطائرة، وقاعدتها المعروفة في اللعب عبر الشبكة " واحد يرفع... وواحد يكبس"، والمشاهد العراقي يكتشف اللعبة يوما بعد آخر.


هكذا قرأت، شأني شأن الآخرين اليوم، تصريحات "السادة" ، من دون لحي وعمائم، كل من الجعفري والهاشمي، المنوه عنها إعلاميا أعلاه. وهم يقولونها بملئ الفم المليان بالدم، ومن دون خجل، وكأن شعب العراق بات قطيع تجارب مجلوب لهذه الأرض من تكساس، ووظيفتهم، وهم يتدربون عليه في رفع ورمي الحبال على رقاب أبنائه الأحرار على طريقة رجل البقر" الكاوبوي" الأمريكي.


الملفت للنظر هنا أيضا، في هذا السياق، إن جل الشخصيات العميلة التي تعلقت بشباك صيد الاحتلال الأمريكي وتشبثت به، حرصت على أن تحمل لأنفسها ألقاباً عائلية معينة تم اختيارها دون سواها. فهم أرادوا اغتصاب لقب "السيد"، الذي يحترمه أبناء شعبنا؛ إذا ما تعلق الأمر بالانتساب إلى آل البيت والعترة الطاهرة من أسباط الرسول.


لكن الأمر يبدو مشبوها، ونحن نرصد بروز بعض "الألقاب" وطغيانها، من خلال تركيز الإعلام على تلك الألقاب ومسمياتها المموهة بطرق عدة باتت مفضوحة للرأي العام الوطني والعربي، حتى اختلطت علينا أمورها وأغراضها من كل صوب لكون أن أصحابها امتدت أصولهم ما بين أصول أعجمية وأخرى عربية مستعجمة.


غالبا ما توحي تلك المسميات إلى ألقاب عراقية معروفة وحرصت أن تنتسب إلى أهل البيت العلوي وامتداداته في أشجار الأنساب، القليل منها إلى قريش العلوية، فمنهم الموسوي، الجعفري، الهاشمي، الحسني، الحسيني...الخ.


ومع كل احترامنا للشرفاء الأُصلاء من"السادة" العراقيين الحاملين لمثل هذه الألقاب؛ إلا أن تزايد وجود وحضور وتزاحم بعض الألقاب على مناصب السلطة والإعلام بعد احتلال العراق 2003 بدأ يثير فينا كثيرا من القلق وحتى الشكوك. ومع كل احترامنا لكل "سيد "، عراقيا كان أم عربيا يحمل لقب الموسوي، فاني بدأت اشك بأكثر من لقب موسوي جديد في عراق ما بعد الاحتلال.


أتساءل:أحيانا هل ربما يوجد بين هؤلاء الموسويين الجدد من التابعين للطائفة الموسوية التي غادرت العراق إلى إسرائيل بعد قيامها 1948 ومنها تسللوا إلى إيران؟؟. وهل هم من تلك العوائل التي اخفت عبريتها وادعت بعروبتها المضللة لأخذ دور ما حاضراً ومستقبلا؟؟؟.


لا أظن أن سادة موسى الكاظم، الإمام المظلوم ، القتيل مسموما هو وابنه علي بن موسى الرضا "عليهما السلام" على التوالي قد خلفا كل تلك الذرية التي اجتاحت العراق وإيران وباكستان والهند ولبنان؟؟.


عندما منحتني أمي يوما اسم الإمام الكاظم مخالفة بذلك عرفا سائدا بما قاله العرب والمسلمين من أن: "خير الأسماء ما حُمد وعُبد"، والعبودية في الأسماء هنا لله وحده لا شريك له. وهنا إذ استغفر للإمام موسى الكاظم باسم كل الكاظمين الغيض من أبناء العراق أن يساء إلى اسمه بلقب حامليه بـ "الموسوي" ، خاصة من قبل هؤلاء الخونة والمرتزقة الذين عرفناهم بعد الاحتلال للعراق. ولذا اطلب من الكاظمين والموسويين الحقيقيين والهاشميين الأحرار المطالبة بإعادة النظر في قانون منح الجنسية العراقية لمثل هؤلاء الطارئين ولا بد من أن ندقق بألقابهم بالعودة إلى سجل العشائر العراقية المعروف والعودة إلى التحقيق في أفخاذها وأنسابها المعروفة في سجلات القبائل العربية والكردية والتركمانية والتدقيق في ألقابها وانتماءآتها من جديد.


أما بقية الألقاب ودلالاتها فسنجرها بذات السياق، ونحن نراها، وهي "متأمركة" وقد استحوذت على سلطة "العراق الجديد" بكل دواليبها المُعلنة والخفية بمعية ومشاركة للاحتلال، ونترك لكل قبيلة أن تمسح عارها من خلال شهادة امام القانون تتهم هؤلاء بالسطو على ألقاب العرب وقبائلهم الحرة.


أعود إلى مسرحية شعيط و معيط القديمة الجديدة من خلال أدوار وتصريحات المدعو جعفر الموسوي ونائب رئيسه المُنَّصب جمهوريا السيد طارق الهاشمي، وأنا أراهم يسارعون في بث التصريحات الإعلامية هنا وهناك لذر الرماد في العيون حول قضايا ومسميات تتعلق بالعدالة، ودولة القانون، وتطبيقات الأحكام وتصديقاتها القانونية... الخ. وهم يعرفون أن مطبخ تلك الأحكام هو "البنتاغون" وموضع تقديمها بالشكل المطلوب عراقيا هي باحة المهزلة المسماة "محكمة الاحتلال الجنائية الخاصة"..


إنهم يتحدثون، كل حسب دوره المطلوب، وكأننا حقا في ظلال وارفة في دولة القانون والعدالة التي تتمثل بتطبيقاتها الموصوفة بـ "العادلة"، والتبجح بشرعية تلك المحاكمات وإجراءاتها وبأصولها القانونية، متناسين إن العراق اليوم هو الحديقة الخلفية للغابة الأمريكية المتوحشة، فيها تسرح الضواري والذئاب والخنازير مع المارينز ورعاة البقر.


إن التنفيذ المسرحي لجلسات المحكمة الخاصة في بغداد هو استكمال شكلي لمرحلة التحقيق والتعذيب البشع المجرى في قاعدة غوانتينامو وسجن أبي غريب والمعتقلات السرية المنتشرة في كل مكان في ربوع العراق لاحتجاز أحرار العراق.


إن جعجعة تصريحات الهاشمي وتهديده بالاستقالة إن نُفذت الأحكام بحق الأحرار من المحكومين بالإعدام باتت لا تقنع أحدا. لقد شاهدناه في زيارته لـ "أقفاص الحرية" في سجون الداخلية التي جلبها سادته الأمريكيين إلى بغداد الرشيد. شاهدناه بكل وضوح الصورة والصوت، مُتَقَولا، وهو يحسد المعتقلين العراقيين على الأمان الموفر لهم في الأقفاص الفولاذية، وهو يراهم ورقابهم رهينة تحت سكاكين الجزارة الطائفية. نعم شاهدناه وهو " الدعي السني"، الذي تأبط شرا مع الأفعى الثانية المسماة "نائب الرئيس". هذا "السيد"، "الشيعي" الآخر، وهما يتجولان دون خجل أمام الكاميرات المرافقة لهما في زيارة مُرتبة لهما سلفاً للمعتقلات وكأنها في زيارة لشم الهواء هناك بعد أن ضاقت بهم قصور المضبعة الخضراء .


رأينا "السيد" النائب الهاشمي مع مُكمله النيابي الرئاسي" السيد" عادل عبد المهدي وهما يسيران بين صفوف الأقفاص. التي تحتجز خلفها الأبدان والأرواح المعذبة كرهائن للموت والقتل والتعذيب في كل لحظة يطلبها الجلادون.


عادل عبد المهدي"السيد"، بلحيته وسبحته وبسملته وتعويذته التي لا تفارقه، كان يسمع زميله " السيد" الهاشمي دون أن ينبس ببنت شفة على تعليقاته.


مشاهد النقل التلفزيوني لكل تلك العذابات الإنسانية وشكاواهم وصراخ عذاباتهم، سجلته كامرة قناة الهاشمي المسماة ظلما "بغداد"، وكأنه كان في زيارة استجمام وسياحة لأحد حدائق الحيوان أو السيرك، وهو يمر وسط صراخ الضحايا من المعتقلين الأبرياء.


هل سننسى ذلك المشهد: أيها السادة " العلويون "و "الهاشميون"؟؟، ونحن نرى أحرار العراق أسرى الأقفاص الأمريكية وحراسهم طائفيون وحاقدون على المقاومين ومنهم من يحملون أسمائنا من عمر وعلي .


وعد الهاشمي أمام كامرته الخاصة، وبث صور جولته السياحية بين الأقفاص والمحتشدات البشرية في سجون بغداد. وقتها وعد الهاشمي وصاحبه ولكنهما لم يفيا بوعدهما، حتى بإطلاق سراح برئ واحد من بين عشرات الألوف من الأبرياء. لم يف الهاشمي بما وعد ، رغم شعوره ووجوده "سجينا" في القصر الجمهوري وهو يتنقل تحت حماية آمنة في المنطقة الخضراء من قبل قوات المارينز وشركات الحمايات الخاصة.


على أمثال هؤلاء " السادة" الكف بالمتاجرة بقضايا القانون والعدالة السائدة اليوم في غابات بلادنا أو تلك التي خلت منها حتى من الوحوش البرية لتترك ملاجئها وبيوتها ومغارات الفاقة والجوع والخوف لوحوش بشرية متأمركة مهنتها الافتراس والقتل اليومي في العراق.


لا احد سيصدقكم أيها " السادة" بعد اليوم وأنتم تكررون القول: ( ... لا احد يتحمل مسؤولية تنفيذ حكم الإعدام من دون تصديق وصدور مرسوم جمهوري بشأنها). ولا ندري من أين تنتظرون مثل ذلك المرسوم الجمهوري الموعود للف حبالكم على رقاب عراقية أخرى. ربما تقصدون حقا المرسوم الجمهوري المصادق عليه من أركان الحزب الجمهوري والبيت الأبيض ورئيسه بوش وهم " سادة " العراق يدعون بحمل وصاية " إلهية" على شعب العراق،. ام سيصادق على الأحكام من هم من عبيد "ولاية الفقيه" ومن آخرين تابعين بتنا لا نعرف كنياتهم الجمهورية الجديدة في المضبعة الخضراء؟؟ وهل هم موسويون وجعفريون وهاشميون آخرون من شاكلتكم أو من قادة المليشيات والأحزاب المُؤَسلمة إعلاميا وسياسياً.


وردا على الموسوي وأمثاله والهاشمي وأشباهه، نتسائل دائماً : ما حكم القانون في الهيئة الرئاسية التي نصبها الاحتلال لممارسة الحكم الذاتي في محمية عنوانها "المنطقة الخضراء" التي أريد لها التَمَكُن من حكم العراق على أخطاء تطبيقاتها لدساتيرها؟.


حاكموا وصادقوا ما شئتم على الأحكام التي بلغت في حالة علي حسن المجيد سبعة أحكام متتالية بالإعدام... وهل من مزيد يا مجلس قضاء المضبعة الخضراء؟ . ونتساءل أمام من بالغوا في إصدار الأحكام الجزافية بالموت : هل انتم من أصحاب المعجزات الجدد، ستقومون بإحياء المعدوم وإعدامه مرة أخرى لكي تشفون غليلكم من الحقد الأسود... سنتابعكم، وعلى منطق دساتيركم العرجاء التي وقعتموها، وفيها التزمتوا على الحكم فيها، وأنتم الذين التزمتم بالصمت والهروب من العراق، ساعات تنفيذ أحكام الإعدام بالشهداء الآخرين كما فعلها جلال الطالباني.


لمَ لم يتجرأ "زعومي أفندي" التوقيع على مراسيم أحكام الإعدام على الرئيس الراحل صدام حسين وبقية أعضاء القيادة العراقية. ولم لم يحتج على تنفيذها وقد نُفذت من دون تصديق "رئاسي"..


كل العالم بات يعرف مهزلة تنفيذ الأحكام الظالمة بحق أحرار العراق، فهل لنا أن نتساءل: الم تكن هناك مخالفة دستورية؛ حتى وفق ذلك النص الصهيوني الكسيح الذي سميتموه تعسفا بـــ " الدستور العراقي"، وهو عبارة عن صفقة اتفاق مافيوية تمت بين ممثلي الطوائف السياسية المتأسلمة والمتأكردة والمُعتلفة والمتكالبة حول نفايات وأُعطيات إدارة الاحتلال.


لنتذكر دائما: انه لولا تلك المؤآمرة على شعبنا، التي جسدتها تزكية طارق الهاشمي وحزبه "الاسلامي" للدستور، وذلك الوعد الكاذب على العمل بتعديله لاحقا، لما كان لذلك "الدستور" أن يرى النور، وأن يمر، رغم كل وسائل التزوير والقمع التي رافقت ما سمي بـ "الاستفتاء" على الدستور.


نعم ذاكرتنا لم تنس أبدا كيف تم تمرير ذلك الدستور وتدشين العملية السياسية والانخراط فيها مُحاصصة قذرة وفاسدة بكل تفاصيلها ومفاصلها، تلك العملية التي تم فيها توزيع أدوار تلك المسرحية الشوهاء المفبركة بمكل فصولها، وتم فرض مشاهدتها بعد إخراجها أمريكيا على الشعب العراقي الصابر والعالم المُضَلل بشعار الديمقراطية في العراق المُحتل.


نعم لقد أحضر شعيط و معيط وجرار الخيط من خلال لعبة الهاشمي ومناورته مع حالة التوافق الأمريكي مع شلة الحكيم والطالباني كـ " ثلاثي متعاون مع الاحتلال لينقذوا المشروع الدستوري الأمريكي في آخر لحظة قبل سقوطه المدوي، ورفضه من خلال عملية الاستفتاء التي جرت، وبكل ما رافقها من تزوير مفضوح، بعد أن رفضته غالبية أبناء شعبنا الحر، حتى وصلت النسبة في الرفض لذلك الدستور إلى مئة بالمئة في أكثر من ثلاث محافظات عراقية رافضة للدستور، مما يعني سقوطه في سلة الأزبال والقمامة حسب نصه الصهيوني والطائفي والشوفيني الكسيح.


ورغم كل ذلك تم تمرير الدستور والمصادقة عليه بعد مناورة الحزب الإسلامي القذرة، وكوفئ بطل الدستور المزيف "السيد" طارق الهاشمي على خدمته الجليلة للسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء. هاهو يعمل بمنصب نائب رئيس لدولة قوامها حفنة من المرتزقة وعلى رأسهم "زعومي أفندي" المدعو "مام جلال" ، المرؤوس الفعلي لحكم البلاد والعباد.


وإن غدا لناظره قريب
 







الخميس ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة