شبكة ذي قار
عـاجـل










بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي لمحاربة الارهاب في بغداد للفتره من 12 – 13 / 3 / 2014 أقول الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين المنتجبين أجمعين تمكن المالكي الغارق حتى قمة رأسه بالافعال والاعمال الارهابيه ومن خلال الدعم الامريكي له من التمكن من انعقاد هذا المؤتمر لمكافحة الارهاب في العالم ولكون العراق يتعرض للارهاب لابد وان يكون مكانا" لانعقاده وتتكفل الحكومه العراقية كل النفقات المترتبه على ذلك ، وفي الوقت الذي ندين فيه كل أنواع وأشكال الارهاب الذي ابتليت به الانسانية وراح ضحيته الالاف من الابرياء ان كان قتلا" أو تفجيرا" أو استلابا" للحقوق والادمية البشريه التي أكد عليها الخالق جل جلاله في محكم كتبه وأحاديثه القدسيه ومن خلال سنن أنبيائه ورسوله الذين لاينطقون عن الهوى بل وحي يوحى ، ومن أبرز أنواع الارهاب وأبشعها ارهاب الحكومات المتعارف عليه بارهاب الدوله الذي ضحاياه هم اؤلائك المحرومون المظلومون مسلوبي الحرية والكرامة والمسنتغلين استغلالا" يتجاوز المعايير الاسلاميه والاخلاقيه ، وهنا لابد من الاشاره الى أنه لم يتم لحد الان اعطاء التعريف الواضح والمحدد لمفهوم الارهاب ومن هم الارهابيون ، وهل هناك فصل فيما بين الحق الذي أكدته الشرائع السماوية والوضعيه والفعل الناتج عن املاء الرأي والاقرار بالقبول بالرغم من الشرعية لما يشكل ذلك من تجاوز على القوانين والاراف التي تحدد معايير الاحترام للجنس البشري ودياناتهم ومعتقداتهم وأفكارهم وأحقية التعبير والاختيار واتخاذ الموقف الذي لايشكل خرقا" وتهديدا" للسلم المجتمعي والامن الوطني او القومي او الاقليمي


فأقول قد كثر الكلام في تحديد الإرهاب واضطربت الآراء والمصطلحات على إيضاح مفهوم الإرهاب كل حسم ارادته وتطلعاته وبرنامجه ورؤيته للعلاقات الدولية أو الاقليمية , وعلى الرغم من كثرة التعريفات والحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب فلم نقف على حد جامع مانع لحقيقة الإرهاب , وكل تعريف لحقيقة ما لا يكون مطردا منعكسا - أي جامع مانع - فإنه لا يعتبر تعريفا صحيحا ومع أن كثيرين من الباحثين والمحللين في هذا الموضوع قد ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيد على مائة تعريف أو أكثر إلا أنها تخلوا كلها من أن تحدد مفهوم الإرهاب تحديدا دقيقا يستطيع القارئ أن يفرق به بين الإرهاب وغيره أو بين حق الدفاع عن النفس والمجتمع والدوله والغزو والاحتلال ، ولكي تعرف أن كل ما ذكر من تعاريف للإرهاب لم تكن كافية لتحديد مفهومه تحديدا لا يختلف فيه أحد , وسأذكر هنا نماذج مما قيل في تعريف الإرهاب :


* الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة
* والإرهاب يكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف
* أو الإرهاب هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة
* والإرهاب هو عمل بربري شنيع
* هو عمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصابا لكرامة الإنسان


وإذا قمنا بتحليل هذه التعريفات المذكورة بغرض تحديد درجة دقتها وقياس مدى إمكانية الاعتماد عليها في عملية وصف وضبط وتحديد ما يمكن تسميته بالعمل الإرهابي نجد أن كلاً منها لا يكفي لبيان مفهوم الإرهاب بياناً جلياً واضحاً تتوفر فيه شروط التعريف وما يجب القيام به لمكافحته ، لأن كلاً منها إما جامع غير مانع وإما مانع غير جامع وإما ليس جامعا ولا مانعا وهذا الاختلاف في تعريف الإرهاب راجع لاختلاف رؤى وقناعات الدول ومصالحها وأيديولوجياتها فكل دولة تفسر الإرهاب بما يلائم سياستها ومصالحها سواء وافق المعنى الصحيح للإرهاب أو خالفه لأجل هذا تجد عملاً يقوم به جماعة من الناس أو الأفراد يطلق عليه أنه عمل إرهابي وتجد عملاً مثله أو أفظع منه يقوم به جماعة آخرون لا يعتبر إرهابا والشواهد كثيره في عالمنا اليوم وفي مقدمتها فلسطين كأرض وشعب تحول الى مجاميع في شتات الارض فقدت كل مكوناتها الانسانية لتعيش تحت رحمة المساعدات كلاجئين سلب وطنهم وتغيرت ديموغرافيته وفق ارادة السالب والداعم له بل المدافع بلا هواده عن امنه وبقائه بالرغم من عدم الشرعية التأريخية والانسانيه ، والشعوب التي احتلت بلدانها ونهبت خيراتها واستعبد وا من قبل الغازي المحتل ، وتم املاء القوانيين والنظم التي مزقت الشعب وجعلته متنافرا" متناحرا" من خلال تطبيق سياسة فرق تسد وشراء الذمم والضمائر بالمال السحت الحرام ، وانطلاقا" من انتمائنا القومي كأمة ذات معايير انسانية ورسالتها رسالة عطاء وابداع وتفاعل انساني ، ومسلمين تحكمنا معايير الدين الاسلامي المحمدي الحنيف النقي من البدع والاجتهادات الدنيوية التي يراد منها الهيمنه والتسلط باسم الدين ن يمكننا التعامل مع مفهوم الارهاب بهاتين الرؤيتين


أما من حيث اللغة فالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً من باب أكرم وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف وإذا تتبعنا هذه المادة في القرآن الكريم مادة رَهِبَ أو أرهب وجدناها تدل على الخوف الشديد قال تعالى ( وإياي فارهبون ) أي خافوني وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا , وقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي تخيفونهم ، قال ابن جرير : يقال منه أرهبت العدو ورهبته فأنا أرهبه وأرهِبه إرهابا وترهيبا وهو الرهب والرهب ومنه قول طفيل الغنوي :


ويل أم حي دفعتم في نحورهم ... بني كلاب غداة الرعب والرَّهَب .... أي الخوف
وقال ابن جرير : حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) أي من الرُعب وهذا التفسير للرَّهب بالرعب يدل على أن الرعب مرادف للرّهب وأن معناهما الخوف الشديد يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وأله وسلم : (نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي بالخوف .


أما مفهوم الإرهاب في الشرع : فهو قسمان
اولا : قسم مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد وحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط على الشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك


ثانيا : فعل مشـــروع شـــــرعه الله لنا وأمرنا به وهو - إعداد القوة والتأهب لمقاومة أعداء الله ورسوله - ، قال تعالى * وأعدوا لهم ما اســـتطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم * ، فهذه الآية الكريمة تنص على أنه يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسليح وإعداد القوة وتدريب الجيوش حتى يَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب وهذا أعني وجوب الإعداد للمعارك مع العدو أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين سواء كان الجهاد جهاد دفع أو جهاد طلب لكن ينبغي أن يُعلم أن مجرد القوة المادية من سلاح وعدة وتدريب لا يكفي لتحقيق النصر على الأعداء إلا إذا انظم إليه القوة المعنوية وهي قوة الإيمان بالله والاعتماد عليه والإكثار من الطاعات والبعد عن كل ما يسخط الله من الذنوب والمعاصي فالمستقرئ للتاريخ يدرك صدق هذه النظرية قال تعالى * كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين * ، وقال تعالى * لقد نصركم الله في موطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين* ولما كتب قائد الجيش في غزوة اليرموك للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال في كتابه : إنا أقبلنا على قوم مثل الرمال فأَمِدَّنا بقوة وأمدنا برجال فكتب له عمر رضي الله عنه : (( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب : فاعلم أنكم لا تقاتلون عدوكم بقوتكم ولا بكثرتكم وإنما تقاتلونهم بأعمالكم الصالحة فإن أصلحتموها نجحتم وإن أفسدتموها خسرتم فاحترسوا من ذنوبكم كما تحترسون من عدوكم )) ، والأمثلة التي تدعم هذه النظرية كثيرة في التاريخ منها معركة اليرموك اذ كان العدو متفوقا على المسلمين من حيث العدد والعدة ، حيث بلغ على حسب احدى الروايات مائة وعشرين ألف مقاتل من الروم مسلح بأسلحة حديثة كالمنجنيقات وقاذفات اللهب وغيرها ، وعدد المسلمين بضعة آلاف وعدتهم بدائية كالسيوف والرماح , ومع هذا انتصر المسلمون على اعدائهم لتحقق القوة المعنوية وهي الإيمان بالله والتوكل عليه ، هذا هو المفهوم الحقيقي للإرهاب لكن أعداء الله وأعداء رسله ودينه من الصليبية الحاقدة والصهيونية المجرمة لمفهوم الإرهاب عندهم معنى آخر فمفهوم الإرهاب عند هؤلاء الكفرة هو : هو الاسلام والجهاد وصولا" الى تطويق الامتين العربية والاسلامية وسلبهما ما امتلكا من تقنيات علميه وتكنلوجيا تمكنهما من الانتقال الى ميادين الانماء والتطور وامتلاك مقومات الدفاع عن مصالح ومكتسبات المسلمين ، وعند قراءة احداث سبتمبر في نيويورك التي جندهتها الماكنه الامبريالية الصهيونية بانها من فعل المسلمين والحقيقه وما نشر من تقارير وتحليلات من داخل المؤسسه الغربية أشارت الى أمر مهم وحيوي يصب في الاستراتيجية الغربيه لان هدف الصهيونية العالمية والاداره الامريكية التي هي نتاج الفكر الصليبي المتصهين المعبر عن المسيحية المتطرفه محاصرة النضج الاسلامي القومي الذي تشهده المنطقه ولاجل هذا وابتعادا" عن الخلفية التي جاءت منها طالبان ومن هو اسامه بن لادن والظواهري وما هو الدور الامريكي بصناعتهم لمحاربة الدب الابيض الاتحاد السوفياتي ومنع تمركزه في المياه الدافئه ، من أجل هذا كله كان غزو افغانستان بحجة مكافحة الارهاب وتكون الصفحة الثانية استهداف القاعدة المشعه في الوطن العربي العراق والمشروع القومي النهضوي التي تعمل القيادة الوطنية القومية على تنفيذ مفرداته لتتمكن الامه من امتلاك ناصية العلم والتعامل مع التكنلوجيا للتمكن من التصدي لاعدائها ومشاريعهم وطمعهم في السيطرة على المنشآت النووية في هذه المنطقة كالمفاعلات النووية في باكستان , لأن امتلاك المسلمين للسلاح النووي يعد خطرا عليهم ويهدد مصالح الصليبية والصهيونية , وليس ببعيد عنا تدمير الصهيونية للمنشآت النووية في العراق في الوقت الذي شن فيه نظام الملالي العدوان العسكري المبيت على العراق ، ومن أهدافهم أيضا بسط النفوذ على حقول البترول في آسيا الوسطى وغير ذلك من أهدافهم القذرة التي يريدون بواسطتها بسط نفوذهم على العالم , وإلا فالعالم مليء من العصابات الإرهابية المنظمة في أمريكا الجنوبية كالعصابات المنظمة في البيرو والارجنتين وكلمبو وفي أمريكا الشمالية وفي أوربا في اسبانيا وإيطاليا وفي روسيا وفي غيرها , فلماذا لم يشنوا غاراتهم وحربهم على هذه البلاد التي توجد فيها هذه العصابات الإرهابية المجرمة المنظمة


ومن هنا يتبين جليا" وبالايجاز الذي تناولناه ان المؤتمر الذي وجهت به الصهيونية العالمية وأمريكا وايران من أجل تبيض وجهها امام الرأى العالم العالمي والمتبنى من قبل الارهابي المالكي الذي طال اجرامه الكويت في ثمانينات القرن المنصرم والعراق دعما" للتدخل المفرط بالشأن الداخلي العراقي من قبل ملالي قم وطهران باعمال التفجير في بناية وزارة التخطيط ووكالة الانباء العراقيه - واع - ومطار بغداد الدولي ، ونفق ساحة التحرير ، ووزارة الاعلام استهدافا" لشخص وزيرها لطيف نصيف وقبلها جامعة بغداد باستهداف الرفيق الاسير طارق عزيز وفي اليوم الثاني استهداف موكب تشيع الطلبه الذي استشهدوا بالحادث في منطقة الوزيريه ، وغيرها من الفعال الاجرامية التي اعلن حزب الدعوه العميل تبنيها ، وما هو يقوم به الان على مستوى استهداف الشعب العراقي في كل المحافظات العراقيه ان كانوا عربا" او كردا" او تركمان ، بالاضافه الى تهريب المجرمين من تنظيمات القاعده باساليب اعترف وزير العدل حسن الشمري بان قيادات مهمه في الدوله ضالعه بتهريب السجناء وغيرها من الجرائم التي طالت العراقيين رجالا ونساء والالاف من المعتقلين بدون اي تهمه او اجراء المحاكمات لهم ناهيك عن الاقرار الاممي بعدم قانونية وسلامة المحاكمات والاحكام التي صدرت بحق الالاف والمئات الذين اغتيلوا تحت عنوان تنفيذ احكام الاعدام الصادره بحقهم ، نقول أيها العالم الحر ويامؤسسات القانون الدولي ومنظماتها هل يعقل الارهابي يكافح الارهاب فبأي شرعية قانونية ن وان ممثل الامين العام للامم المتحده بكلمته اعترف مضمونا" بعدم قيام الحكومه العراقييه بواجباتها الدستوريه والقانونية لحماية الشعب العراقي وهنا تمت الاشاره وان كانت بحياء القبول بالامر الواقع حسب الاراده الامريكية بان الحكومه العراقيه عاجزه عن القيام بواجباتها لحماية مواطنيها ولاتتعامل بمنطق الراعية الدستوريه لحقوق الشعب العراقي من خلال انحيازها الى طرف الضلاله والظلم غض التظر عن الفعل المليشياوي للخزعلي والبطاط وبدر ابو حسن العامري لانها جميعها تصب في حقيبة مختار العصر وعدوانيته


بهذه الملاحظات والافكار لابد من المنصفين الذين حقا" انهم حياديون ومهنيون ان يقولوا قول الحق وتكون بحوثهم وملاحظاتهم واستنتاجاتهم ان النظام القائم في العراق ماهو الا نتاج عملية ارهابيه قامت بها امريكا وحلفائها عدوانا" على دوله ذات سياده ومؤسسه للامم المتحده وهنا لايمكنه ان يقود عمليه يراد منها مكافحة الارهاب لان الالتزام الاخلاقي يلزم مكافحته هو اولا" والزامه باحترام حقوق الانسان وتنفيذ مطالب الجماهير التي طالبوا بها منذ أكثر من عام دون الاستجابه لها أو حتى سماعها ماعدى التهريج الاعلامي


ألله أكبر والعزة للعراق وشعبه الصابر المحتسب والنصر لقريب







الخميس ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة