شبكة ذي قار
عـاجـل










وهنا لابد من العوده الى الحاح المالكي على ضرورة انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب واعلانه استعداد العراق لتبني هذا المؤتمر على اراضيه وقد رفد هذا العرض والاعلان المطالبه بتقديم العون الامريكي والغربي والروسي للعراق للقيام بالمهمة ، فهل هذا هو من ضمن المفردات التي تم الاتفاق عليها بعد انفراج الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا حول الملف الأكثر تأزيما للخلاف بينهما - وهو الملف السوري بما فيه مصير بشار الاسد - ، وبعد عرض الرئيس الإيراني حسن روحاني التعاون مع واشنطن في الموضوع السوري ، وفي محاربة القاعدة اذن الخيارات التوافقية ستكون هي الأكثر ترجيحا ، ليس في الموضوع السوري فقط ولكن في كل الملفات كما في البحرين وغيرها ولا نبتعد كثيرا" عن جملة التهديدات والتلميحات التي تعرضت لها العربيه السعودية وقطر والامارات من قبل وزارة الخارجية الروسيه كما تناقلته وكالات الانباء والاعلام الايراني الذي اتسم بالهجومية الغير اعتيادية وتناغم معه ما يسمى بالسياسيون العراقيون من التحالف الوطني وتحديدا" ائتلاف دولة القانون يتقدمهم المالكي ، كما لابد من التوقف امام ما تفوه به ظريفي وزير الخارجيه الايراني عند زيارته بغداد وما نوه عنه خامنئي عند لقائه المالكي وقد لمح له بالدعم والاسناد لتولي الولايه الثالثة على ان يكون له الموقف الحاسم في موضوع المحافظات الغربيه العراقية والاعتصامات والاحتجاجات التي تورق النظام الايراني لما لها من تأثير في سوريا التي تعمل ايران ومن تحالف معها على ابقاء النظام السوري وتقديم الدعم المباشر والغير مباشر لتمكينه من الوقوف على قدميه وتحمل الظربات التي توجه له من المعارضه والدعم الغربي لها ،

 

فكان اندفاع المليشيات العراقيه لواء ابو الفضل وغيره والدعم الحكومي العراقي وتدخل حزب الله لبنان بالمباشر في الشأن السوري والدفاع عن النظام السوري بستار حماية مرقد السيدة زينب بنت الامام علي عليهما السلام والمراقد الشيعية الاخرى ، كما انه هناك أسباب لكلِّ طرف تدعوه إلى هذا المنحى في العلاقات الدولية ، أمريكا ، وروسيا ، وإيران ، فالإدارة الأمريكية تدرك ثقل العبء المادي والمعنوي الذي لا يزال قائما جراء غزو واحتلال أمريكا لأفغانستان والعراق وما نتج عنهما من خسائر بشريه وماديه والتي اتخذها اوباما وسيله انتخابيه ، وقد واجهة ادارة أوباما الحقيقة حين لم يستجب الكونغرس إلى طلبه تفويضا بضربة عسكرية محدودة لنظام بشار الاسد ، علما بأنه من الناحية الدستورية ليس ملزما بهذا التفويض ، لكن استشعاره للحالة ، وللحالة الشعبية بخاصة بعد امتناع البرلمان البريطاني الترخيص بالفعل ذاته جعله ينأى بنفسه وإدارته عن التفرُّد بخوض هذه المغامرة التي قد تعرِّض هيبةَ الولايات المتحدة للخطر، أو تضطرها إلى حرب أوسع مما ترغب ان الامبريالية الامريكية لا ترغب في التورط في حرب في سوريا التي قد تتحول الى حرب اقليمية خاصة وانها تلاقي معارضة داخلية و اروبية - بريطانيا و المانيا - وقد تجرها هذه الحرب الى مواجهة السلاح الروسي لذلك حصل التقاسم الظرفي بين روسيا و امريكا فيما يخص الغاز والنفط اساسا وقد تؤمّن ايران تدفق النفط من مضيق هرمز وروسيا تتكفل بإقامة توازن المصالح ، وقد يؤدي هذا المخطط الجديد الى تهميش ألدور ألتركي خاصة وان الخارجية الامريكية لها العديد من الاحترازات على سياسة اردوغان الذي صنعته واوصلته إلى الحكم وهو الذي خسر اكثر من 40 مليار دولار سنويا في الحرب على سوريا يسعى بكل جهده ان تكون تركيا الممر الاستراتيجي لأنابيب النفط والغاز الروسي واللبناني والسوري والقطري الى اوروبا للتعويض والمتتبع للتحرك التركي وخاصة ما بعد اندلاع الاحتجاجات فيها هناك انسحاب تدريجي من ألشأن ألسوري وتقاربه مع العراق و ايران ،

 

كما ادى التوافق الروسي الامريكي الى ضرورة عقد مؤتمر جنيف2 حول سوريا وحصل النظام السوري على الضوء الاخضر لسحق المعارضه – الارهاب - وأصبح الجيش السوري وحزب الله وكتائب الحرس الثوري الايراني والمليشيات العراقيه يتحركون على كامل التراب السوري بعد ان سقطت كل الخطوط الحمراء في ريف دمشق ، وحلب ، وادلب ، والقلمون وغيرها ولم نعد نسمع في الاعلام المرئي والمقروء ان ألاسد يقتل شعبه بل تكفل الاعلام الامبريالي بتسويق حقيقة الاعمال الارهابية في سوريا من ذبح وخراب واغتصاب مؤكد على أن جبهة النصره وداعش هما قوتان ارهابيتان اللتان لابد من انهاء تواجدهما واتساعهما انطلاقا" من محاربة الارهاب الدولي وعليه فان كل المجريات واللعبة المخابراتيه استدارت بوجهتها من العمق السوري الى الصحراء العراقيه المتاخمه للحدود السوريه الاردنية وطلب من المالكي الاعلان بالحرب الفعلي على القاعدة وداعش وان تتوجه فرقه العسكريه بهذا الاتجاه ولكن ان تكون فوهات اسلحتها نحو الشعب المنتفض لانه الحاضنه للارهاب وقد اتقن اللعبه والمخطط المالكي وأدواته وأنجزها وكما يقال بالمضبوط وهاهو الشعب العراقي بين فكي الارهاب المصنوع امريكيا – ايرانيا" والتعسف المفرط الحكومي لاسكات الصوت الوطني والمطالبه بالحقوق وللتسريع بتحقيق الحلم الصفوي الجديد تحت يافطت التشيع .


وأما روسيا غير المتمتعة بنفوذ عريق في منطقة الشرق الأوسط بالرغم من علاقاتها القديمه الاتحاد السوفياتي الذي خرجت منه روسيا الاتحادية التي تعد الوريث الشرعي له في كل الامور وأهمها عضوية مجلس الامن الدولي ، مع الدول العربيه وتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات ، والمستفيدة من ضعف أمريكا النسبي ، وتحوُّلها عن التفرُّد إلى التحالف والتعاون الدولي ، ما أكسب موسكو فرصة لاستعادة حضور دولي من خلال استغلال قدرته في التأثير في القرار الأممي ، فهي تعلم حدودَ طموحها ذلك أن لعب دور عالمي ندّي يتطلب استقرارا سياسيا واقتصاديا واندفاعا ذاتيا ، وليس مجرد الاعتماد على دول مستاءة من تفرُّد الولايات المتحدة ، وروسيا لا تملك هذه القوة السياسية والاقتصادية الراسخة ، وحجم اقتصادها المعتمد على الغاز والنفط ( تعتمد الموازنة بنسبة %55 على النفط ) لا يكافىء حجم الاقتصاد الأمريكي الهائل إنتاجية ومواردا فضلا عن معضلة الفساد التي تستفحل في هيئات حكومية عليا ، حتى وزارة الدفاع وما انفضح في صفقة السلاح العراقية مع روسيا دليل قاطع على ذلك ، وبالرغم من أن بوتين يبذل جهودا للحد منها إلا أنه اعترف بعمق هذه المعضلة


وإن ظهر لروسيا دور في هذه المرحلة فإنه دور سلبي يعيق أكثر مما يبادر إلى وضع تصورات سياسية شاملة وهي بشكل من الأشكال تسبِّق بالدفاع عن نفسها ، أن تطالها يدُ التدخل الأمريكي بحجة الديمقراطية ، أو أن يصلها الإسلام السياسي ، أو ( الجهادي ) وهناك الارضيه له في الشيشان علما أن نسبة المسلمين فيها يزيد قليلا عن 7% وهم أكبر أقلية دينية في روسيا الاتحادية ، وعلى حدودها الجنوبية تخشى من وصول الإسلام السياسي إلى الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى ، ومع أن وضع روسيا الحالي بالقياس إلى تراجع أمريكا لا يمكن تجاهلُه إلا أن ذلك لا يمكِّنها إلا من زيادة أوراقها في عمليات المساومة ، تحت مظلة توافقية ، تتوخى مصالح اقتصادية ، وتحاول درء مخاوف التدخل في شؤونها هي ، ومن هنا نرى روسيا من الذين حققوا السبق في الوقوف مع الحكومه العراقية والاعلان عن الاستعداد بدعمها والتسليح للقوات المسلحة العراقيه لمحارة الارهاب وكان ذلك حال اعلان المالكي حربه على داعش والحقيقه هي توجيه فوهات المدفعية والاسلحة المتوسطه والخفيفه الى مدينة الرمادي واقضية الفلوجه والكرمه ومناطق الصقلاوية والخالدية وغيرها من القصبات الانباريه بدلا" من الصحراء ( وادي حوران والابيض ) الذي أكدت حكومة المالكي وامريكا بان القاعده وداعش تتواجد فيهما وهناك خطوط امداد مع سوريا والحدود الاردنية ، يقول عبد الباري عطوان (( تحققت المعجزة اليوم داعش ، وغدا النصرة ، وبعد غد الاسد ، فهل ستنجح معادلة بندر والامريكان والروس وينتصر تحالف الصحوات المزدوج ؟ ،

 

و يقول في زمن انعدمت فيه المعجزات ، وانقلبت فيه كل المعادلات والمقاييس ، ففي سورية اليوم كل شيء جائز ، وكل المفاجآت واردة ، ولكن حمام الدم سيستمر وربما يتصاعد وضحاياه لا يتغيرون ، المعجزة التي نتحدث عنها هنا تتمثل في توحد جميع الفصائل والكتائب المقاتلة على الارض الســـــورية ، ليـــس ضد النظام ( ولو مؤقتا ) ، وانما ضد الدولة الاســــــلامية للعراق والشــام ( داعش ) واعلان الحرب عليها ، من اجل اجتثاثها ومقاتليها دون اي رحمة او شفقة وفي اسرع وقت ممكن اربع جبهات جديدة تتوحد حاليا تحت راية الحرب على داعش ، هي الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر وجيش المجاهدين ، وجبهة ثوار سوريا ، جميع هذه الجبهات تحظى بدعم المملكة العربية السعودية ، بينما قيل ان جبهة النصرة التي تعلن الولاء لتنظيم القاعدة تقف على الحياد ، ( حتى القاعدة تلعب سياسة ) ويضيف العطوان كيف يمكن فهم هذه التناقضات ؟ وبالاحرى كيف تتحالف السعودية واتباعها من السنة مع ايران المالكي في العراق ويقاتلان ــ القاعدة ـــ جنبا الى جنب ، ثم يتقاتلان على ارض سـوريا ولبنان السعودية تدعم السنية المتشددة ضد حزب الله ، والشيء نفسه على الارض السـورية ؟ )) ،

 

وأما إيران فإنها بعد انتخاب الرئيس روحاني حاولت إظهار وجهٍ أكثر اعتدالا وانفتاحا ، حتى لهجة روحاني مع (( إسرائيل )) وعنها تغيرت لقدرتها واللوبي اليهودي على التأثير في السياسة الخارجية لواشنطن وفي أحدث مقال كتبه روحاني في صحيفة واشنطن بوست قال إن - عصر العداوات الدموية انتهى - وكان عرّف نفسَه أثناء حملته الانتخابية على أنه رجل الدين المعتدل ، وأنه لن يكون مغامرا فيما يتعلق بأزمة بلاده النووية ، ولا يخفى أثر الأبعاد الاقتصادية التي ازدادت سوءاً بسبب العقوبات المفروضة على إيران في هذا التحول في سياسة إيران الخارجية فنتسائل كما تسائل عبد الباري عطوان في نهاية تحليله للمعجزات التي تعصف بالمنطقة العربية والمستفيد منها اعداء العروبه المتطلعين للتمدد بالارض والاقتصاد والهيمنه هل السياسة القائمة على الثارات والنزعات الانتقامية وتحتم التحالف مع الشيطان في معظم الاحيان ، ولهذا تغرق المنطقة في حروب لن تخرج منها لعقود قادمة ، والسؤال المطروح بقوة هو عما اذا كان هذا الهجوم المزدوج سينجح في اجتثاث تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق معا او في احداهما دون الاخرى ، واذا نجح بالفعل ، وهو ما نشك فيه ما هي الخطوة التالية ؟ المحصلة التي نراها ان توافق المصالح والتقاء الارادات فيما بين امريكا وروسيا وايران هي التحفظ على بشار الاسد لفتره تجعله يغادر الموقع الغير مرغوب به غربيا" وهو قد نجى بجلده والمقربين منه ، واعطاء الفرصة للمالكي كي يحصل على الولايه الثالثة لاتمام ما مرسوم له من خلال الشحن الطائفي وجعل البسطاء من العراقيين والواقعين تحت تأثير الفكر الطائفي الذي ابتدئه المالكي ذاته وحزبه عندما هيأ الاجواء بأن المعركه القادمه مع الارهاب ماهي الا المعركه فيما بين معسكري الامام الحسين عليه السلام ويزيد وهي ذات الدعوات التي اتخذتها ايران لتبرير زج حزب الله اللبناني والدخول بالمباشر في الصراع السوري بدعوى حماية الرموز والمشاهد الشيعيه في سوريا من عبث القاعدة وداعش التي لوح قياداتها بهدمها وكما حصل لقبر الصحابي الجليل عدي ابن حجر


ألله أكبر والعزة لكل من أمن بترابه الوطني ودافعه عنه والامل يحدوه نحو الحرية والخلاص الوطني

 

 





الاربعاء ٤ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة