شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولنا الموضوع لم يكن بعيدا" عن حقيقية العلاقات المعلنه والخفية فيما بين أمريكا وايران من طرف والعلاقات الروسيه الايرانية من طرف أخر  وما تشكله ايران للطرفين اللذان يعيشان مرحله التناوب في حربهما البارده  والتوافق على حساب الاخرين ، العلاقات الايرانية الامريكية تتصف بستراتيجيتها كون ايران الشاه كانت العصا الغليضه بيد امريكا  وحلف الناتو  في منطقة المياه الدافئة  ولكن  تمادي الشاه وممارسته الشخصية المستقله من خلال تضحيته بحصان طرواده  في العراق  حركة التمرد الكرديه  باتفاقية الجزائر  عام 1975 التي قدم العراق فيها  تنازلات تخدم التطلع الايراني  أنذك ومستقبلا" من أجل  البقاء على العراق الموحد والمكاسب الوطنية والقومية التي انجزتها القيادة الوطنية والقومية العراقيه ، لان القيادة انذك كانت على يقين بان العراق هو المؤهل لانبثاق المشروع القومي النهضوي الذي يمكن الامه العربيه  بجماهيرها من الوقوف امام التحديات والمخاطر التي تواجهها ومن هنا يمكننا ان نقول بان  الاتفاقيه  كانت هي وليدة الظرف الحرج والممارسه التكتيكية ولحين توفر شروط الانتقال الى ماهو طموح ، وعند تناول المتغير  الحاصل سياسبا" في ايران وانتقالها من النظام الشاهنشاهي الى نظام  ولاية الفقيه  نقول ان المتغير لم يكن كما يراد له هو تغيير ثوري  جماهيري نابع  من صلب المعانات للشعوب الايرانيه  بل ماهو الا سياق اجرائي تأديبي مارسته الاداره الامريكية مع الشاه بهلوي بالتشاور والتوافق الاوربي وانطلاقا" من رؤية بريجينسكي  مستشار الامن القومي الامريكي  لتحقيق هدفيين اساسيين  يخدمان  المصالح الاستراتيجية الامريكيه  في الشرق الاوسط وخاصة  الوطن العربي ومحيطه  الاقليمي ( منع تمدد الدب الابيض  ويقصد به السوفيات في المياه الدافئة  ، وتطويق  النضج القومي والديني الذي  تشهده المنطقه  ) فكانت رحلة خميني من باريس الى طهران مباركه من تلك الاطراف ولم تتمكن  الامكانات التي كان يمتلها الشاه  على مستوى الولاء والالتساق به من قبل الجنارالات  والمؤسسات الاستخبارية  الايرانيه  لان  الاوامر والمحددات قد صدرت  وابلغت لهم للوقوف موقف المتفرج  والاستسلام للامر الواقع الذي يراد له ان يحول ايران من  النظام  الشاهنشاهي الى الجمهوري  باطاره الديني الرادكالي كما يصفوه  ، وقد نجح الغرب  بدهائه من منح هذا المتغيير  الصبغة الوطنية والمطالبه بمظلومية المعدمين والمسحوقين من ابناء الشعوب الايرانية  والذين سراع ما استطموا بالحقيقه  وكانت الاعدامات  والملاحقات  والقتل  والسجون هي  الاجابه على المطالبه بحقوقهم  تحت يافطت  المحاكم الشرعية  والامر بالمعرف والنهي عن المنكر  ، بالاضافه الى بعض الفعاليات البهلوانية  التي يراد منها اعطاء الشرعية الوطنية  والمطالبه بالحقوق الاسلامية للشعوب  ومنها الشعب العربي الفلسطيني  فكانت  لعبة السفاره  الامريكية في طهران ورفع العلم الفلسطيني  بدلا" من العلم  الصهيوني  على مبنى  السفاره (( الاسرائيليه ))  ، والعملية العسكريه  الامريكية الفاشله في الصحراء الايرانية وتحطم  طائرات الهليكوبتر التي كانوا يخططون من خلالها انقاذ عناصر سفارتهم والملفات الموجوده فيها ، ولكن سرعان ما انفضح الامر  وانكشفت اللعبة  بفضيحة ايران كيت اثناء الحرب المفروضه على العراق  من قبل نظام الملالي  وتحت شعار تصدير الثوره الاسلامية  ، المخابرات الامريكية  والقوى الغربيه كانت تبذل قصارى جهدها من اجل نخب  الجسد السوفياتي  وكان المتغير الايراني  من ضمن هذه الجهود التي استثمرها الغرب لدغدغت العواطف الدينية للمسلمين  السوفيات  وكان النظام الايراني المستثمر المبدع لها  وخاصه بعد ان أخذ البيت السوفياتي يتخلخل وظهور مؤشرات التفكك حيث كان للايرانيين دور في استثمارالامكانات والموارد العسكرية والعلمية  للمسلمين السوفيات  وقد تم استقطاب  قسما" منهم  وكانت هناك  اتفاقات  بعيدة المدى فيما بين  ايران  بعد التغيير والسوفيات قبل الانهيار وخاصه في موضوع استخدام الطاقه النوويه  وهذا الموضوع بالرغم من  الاطمأنان الامريكي والغربي  للواقع الايراني والمتغير المتفق عليه  والمعد مسبقا" أخذ يقلق الغرب اعتقادا" منهم ان التطرف الديني والشعارات  التي ترفع  من الملالي لربمى يكون  هناك ما يهدد الامن (( الاسرائيلي  )) التي يراد لها ان تكون القوة الاقدر  تماسكا" وعسكريا" ، واستمر هذا  اللغو الاعلامي ان كان تحذيرات أو تهديدات بدون فعل مباشر أو غير مباشر  ، ان هذه المحطات  تناولتها القيادة الوطنية القومية العراقيه  وخاصة القائد الشهيد صدام حسين في حديثه الشامل  ( نضالنا والسياسة الدوليه  ورؤيته المستقبلية للواقع الاقليمي والدولي ) وقد كانت الكلمة التي ألقها في عمان أثناء اجتماع  قادة  مجلس التعاون العربي  - العراق – مصر – الاردن  - اليمن  عندما قال رحمه الله ان الانفلات الامريكي  وعدم وجود قوة التوازن سوف يلحق والى حين  اضرار في المنطقه وخاصة  الامن القومي العربي  والمصالح العربيه  وبهذا يمكن القول ان الاتفاق أو التوافق الامريكي الايراني : يشكل سايكس – بيكو في شكل جديد ! اباحت عنه وزيرة الخارجية الامريكية  الاسبق رايز بالشرق الاوسط الجديد الذي يراد منه تقسيم المقسم الى كانتونات متناحره متصارعه وهنا ان نائب الرئيس الامريكي كان الاكثر وضوحا" في  رؤيته للمنطق وكيفية التعامل مع العراق  عندما كان في الكونكرس الامريكي أو نائبا" للرئيس . 


المحللون والباحثون السياسيون والعسكريون  اتفقوا على رؤية محدد تشير الى أن ايران ليلة السبت 23 نوفمبر 2013 أمضتها بأعلى مراحل التحسس والاستجابه الى شروط الغرب لاخراج اتفاقا حول البرنامج النووي مع "مجموعة الست " وبرعاية روسية يقضي بتخلى ايران عن صنع القنبلة النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات في انتظار الاتفاق النهائي في غضون 6 أشهر  ، واحتفاض ايران بحق التخصيب ، وقد عقب هذا الاتفاق كثيرا" من اللغط والتحليلات  والافكار المتناقضه أو المتطابقه  ، فما هي تداعيات هذا الاتفاق وعلاقاته بإعادة تقاسم مناطق النفوذ في المنطقة ؟ تأسيسا"على الثوابت التي تحكم العلاقات الايرانية الغربية الامريكية  ، 
نشرية الديمقراطية الجديدة الحوار المتمدن - العدد : 4301
جاء فيها (( اتفق " الكبار" حسب تعبير كيري - وزير خارجية امريكا -  الذي قال لأحد تجار المخدرات وعميل آل ســعود المدعو " الجربا " اصمت يا ولد  هذه لعبة كبار" أي لعبة القوى الامبريالية في تقاسم مناطق النفوذ ،  وبالفعل فقد اتضح مرة اخرى ان روسيا وامريكا هما اللذان يقرران مصير العملاء وقد تتجه الاختيارات هذه المرة بعد الاتفاق مع ايران والتخلي عن ضرب سوريا مقابل رضوخ اسد لاوامر بوتين بتدمير ترسانته الكميائية قد تتجه نحو حلف جديد في المنطقة تعتمد فيه الامبريالية كالعادة على الطائفية وعلى سياسة فرق تسد مع المحافظة على تفوق الكيان الصهيوني تقنيا ونوويا فهي ستدعم الشيعة –  ايران - سوريا -  حزب الله في لبنان –  والعراق عل حساب السنة والوهابية في السعودية والخليج التي افتضح امرها وقامت بدورها سابقا في الركوب على الانتفاضات ودعم الاخوان في كل من تونس  ومصر وليبيا  وسوريا  ويبدو ان هذا الدور قد تقلص وان الامبريالية تراهن بالاتفاق الجديد على ايران وسوريا وحزب الله على القضاء على "داعش" وجبهة النصرة والقاعدة في المنطقة ))   

 

يتبع بالحلقة الاخيره

 

 





الثلاثاء ٣ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة