شبكة ذي قار
عـاجـل










1-  تحدث الرئيس الأمريكي " باراك أوباما " هاتفياً مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حول عزم روسيا التدخل عسكرياً في الأزمة الأوكرانية، قائلاً (( .. إن تحركات القوات الروسية في أوكرانيا تشكل انتهاكاً واضحاً لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، بما في ذلك التزامات روسيا بموجب ميثاق الأمم المتحدة )) .. وعلى هذا الأساس (( .. أن أمريكا تدين التدخل الروسي في الأراضي الأوكرانية )) .!!

 

2-  كما جاء في بيان البيت الأبيض حول الموضوع (( .. إن مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها إلى عزلة سياسية واقتصادية أكبر )) .!!

 

3-  أما بيان وزارة الخارجية الأمريكية، فقد جاء فيه (( .. إن غزو واحتلال روسيا للأراضي الأوكرانية يهدد السلم والأمن الإقليميين وسيكون تأثيره عميقاً على العلاقات الأمريكية- الروسية )) !!

 

كيف نفسر رد الفعل هذا ؟ وكيف تظهر التناقضات في السياسة الخارجية الأمريكية ؟ :

 

أولاً-  إن التدخل العسكري الروسي لم يحصل لحد الآن، إنما هو قرار يسمح بالتدخل .. كما هو قرار أمريكا للتدخل في سوريا وتراجعت عنه ولم تتدخل عسكرياً لحد الآن .!!

 

ثانياً-  إن إيران تدخلت في العراق وارسلت ( .. عناصر استخباراتها وحرسها ، وعقدت صفقة سلاح مع حكومة بغداد المنصبة بقرار المحتل الأمريكي، وهي الصفقة المحظور عقدها دولياً ، وارسلت مليشياتها المسلحة لقتال الشعب العراقي في الأنبار وديالى والحويجة وطوزخرماتو، ونفذت جرائم القتل والتصفيات الطائفية بأسلحة كاتمة تحت توجيهات الإيراني "قاسم سليماني" ، وزرعت مئات الخلايا التابعة للطاغية ولي الفقيه "علي خامنئي" في مناطق ومحافظات العراق للإشراف على سير اعمال التطهير الطائفي والعرقي .. والسفارة الأمريكية في بغداد تعد من اكبر واضخم السفارات في العالم من حيث امكاناتها وعدد الدبلوماسيين والإستخباريين والإداريين فيها، فضلاً عن انتشار العسكريين والمستشاريين الأمريكيين في كل معظم وزارات الدولة، وفي التشكيلات العسكرية التي اشرف البنتاغون على اختيار عناصرها وتدريبها وتسليحها وتقديم الخبرة لها .

 

هذه السفارة هل هي لا تعلم بالتدخل الإيراني في العراق ؟ وهل هي لا تعلم بالمجازر التي ترتكبها عناصر إيرانية على رأس تشكيلات المليشيات الطائفية ؟

 

أمريكا تعلم بكل هذه التفاصيل، وهي مقتنعة بها، وتمثل تدخلاً إيرانياً سافراً في الشأن العراقي، ينتهك القانون الدولي ومباديء ميثاق الأمم المتحدة .. وتعلم بأن إيران تتدخل سياسياً ومذهبياً – طائفياً، وتتدخل عسكرياً، ولكنها لا تحذر إيران من مغبة هذا التدخل كما تحذر موسكو في التدخل العسكري في أوكرانيا .. ومن هنا يظهر التناقض في عناصر الموقف السياسي الأمريكي على المستوى الدولي والإقليمي، يأتي في صيغة ازدواجية المعايير في مسألة التعامل مع نص في الميثاق الذي يحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بأي صيغ كانت وعلى أي وجه لا يستقيم مع ديباجة الأمم المتحدة والقانون الدولي.. فأمريكا نسمع لها صوت في أوكرانيا، ولا نسمع لها صوتاً في سوريا ولا في العراق على وجه الخصوص.

 

ثالثاً- إن التدخل الإيراني السافر في الشأن السوري بات واضحاً للعيان تماماً ( .. فقد تدفقت عناصر الحرس الإيراني عبر العراق إلى سوريا لتقاتل جنباً إلى جنب مع قوات النظام الطائفي في دمشق ، والأسلحة الإيراني لم تتوقف عبر العراق وطرق أخرى إلى جيش النظام السوري الذي يقاتل شعبه ، كما ارسلت الأموال لأنقاذ الاقتصاد السوري الذي افلس تماماً ، وأمرت تابعها الحاكم في بغداد بتقديم المليارات لدعم العملة الإيرانية التي تدهورت كثيراً ، ولدعم الليرة السورية التي انهارت ولم يعد النظام قادراً على تصريف شؤون البلاد من حيث رواتب الجيش والموظفين واجور العمال ونفقات مرافق الدولة المتآكلة والمدمرة بآلة الحرب الحكومية .. وإلا من أين يأتي التمويل ؟ تمويل الجيش ومصروفات الميزانية ؟ ، تأتي أولاً من العراق على حساب شعب العراق الذي يعاني بطش السلطة الطائفية القمعية، وتأتي من إيران أيضاً .

 

والتدخل الإيراني في سوريا يأتي بصورة مباشرة وصفيقة إلى حد الإعلان عن التدخل، فضلاً عن أوامر طهران لحزب الله في الجنوب اللبناني بالتدخل المسلح المباشر المعلن عنه دون اعتبار للقيم والمعايير والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة .

 

التدخل الإيراني هذا في سوريا ، ألم  يعد تدخلال واخلالاً في السيادة السورية ويعد مخالفاً للقانون الدولي ولمباديء الأمم المتحدة ؟ ، فلماذا لا تحذر أمريكا إيران وتنذرها بالعواقب الوخيمة إذا ما استمرت في تدخلها ؟ ألم يكن التدخل الإيراني في العراق وسوريا يهدد الأمن والسلم الإقليميين ، كما اشار إليه بيان الخارجية الأمريكية بشأن أوكرانيا ؟!

 

رأس الأفعى في واشنطن ، وزعانفها السامة في طهران .. والمغفل في هذه اللعبة، التي اشرنا إليها سابقاً، ما يزال، رغم يقظته، لا يدرك أنه بدأ يغوص في مستنقع سوريا ومستنقع العراق حين وضع بيضه في السلة الإيرانية، وفي منطقة لا أحد يخرج منها سليماً ، لا أمريكا ولا إيران ولا حليفها حتى ولا الكيان الصهيوني .. لأن هذه المنطقة، منطقة الرسل والأنبياء، منطقة الشهامة والكرامة الإنسانية على مر السنين .!!

 

 





الاحد ٢ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أذار / ٢٠١٤م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة