شبكة ذي قار
عـاجـل










هذه المفاهيم التي عملت الاحزاب الدينية على تدوينها في الدستور ببعدها المذهبي الطائفي  والتي تعد بحقيقتها ألغام  وبراميل من البارود تنفجر لتدمر النسيج المجتمعي وهيكليت الدوله في أي وقت يشاء ذوي النفوس المريضه المؤتمره بأ وامر الاجنبي  ، ان اضمحلال الدولة  بمثل هذه المواد الدستوريه والمفاهيم  والتعابير التي تم اجتزائها من الدستور الفارسي الذي ترتكز عليه ولاية الفقيه أو ما أراد املائه المحتل والصهيونية العالمية تأسيسا" لروحية التناحر والتخاصم  المستمر ، ما يوازيها من مجتمع مدني يفترض عمليا وعلميا ظهور تشكلية اجتماعية اقتصادية جديدة تلغي الانفصال القسري القائم بينهما كما تلغي نهائيا الفوارق بين الجهد العضلي والذهني وبين الريف والمدينة وبين المراة والرجل ، لتنهي والى الابد ظاهرة الاغتراب وبين الانسان ونفسه لما لحق به من اجتثاث و تهميش واستهداف تجاوز حقه في الحياة بل هويته وموروثه الفكري والقيمي ، الى حيث افاق الحرية ببعدها الانساني التي تبني المجتمع اللاطبقي مجتمع المشاعة الواعية مجتمع التسيير الذاتي بدوافع مدغمة فيها الذات والموضوع ، وحتى لايقال ما يقال برؤيتي هذه أود التوضيح وكما أشرت في الحلقة الاولى  الذات هي  الامه العربية التي رمز لها الخالق جل علاه بأنها الامه الوسط  التي أنيطت بها مسؤولية ايصال الرسالات السماويه الى البشريه جمعاء لان أرضها موطن الانبياء والرسل  ومهد الرسالات هذا جانب  ، والجانب الثاني  المحتوى الوجداني الذي يراد به  العمق الانساني  المتجسد بالفكر الاسلامي التغييري النهضوي  التصحيحي لمسارات  الحياة العربية  وانطلاقا" الى البشريه  جمعاء – وما بعثناك الا رحمة للعالمين -  وبعثت لاتمم مكارم الاخلاق  -  وانك لعلى خلق عظيم ، فالمزج فيما بين الامه بموروثها الحضاري ومحتواها القيمي السماوي  سوف يحقق العداله والمساواة والولادة المجتمعية الجديده ، وباطلاله عاجله على كلمة المرحوم أحمد ميشيل عفلق عام 1943 م بذكرى المولد النبوي الشريف  من على مدرجات جامعة دمشق تعطي البعد الفهمي لمعنى الانبعاث والولادة المحمدية  وجوهر الرساله الاسلامية كثوره انسانية كبرى  تشرف العرب بحملها  ، وان وصف الرسول الاعظم صلى الله عليه وأله وسلم والمسلمين الاوائل  وان كان عددهم لايتجاوز عدد اصابع اليدين  ليعطي المعنى  النابع من الفهم الايماني لمفهوم الجهاد والتضحية والايمان ، ومن هنا كان  تعبير  القائد المؤسس رحمه الله - كان محمدا" كل العرب وليكن العرب اليوم كلهم محمدا"- وهذه الجدليه  لها مضامينها  وأبعادها  ، كما  كان هناك  حوار أجرته جريدة الجمهورية  ، ونشر  على صفحاتها في 27/4/1980 مع المرحوم أحمد ميشيل عفلق  في ذات المحور  والرؤيه لمفهوم التسيس الديني  ونصه

 

(( ما هو رأي الرفيق القائد المؤسس بما يجري من تسعير لحملة العداء والحقد العنصري على العروبة ؟ وضد العراق ؟ وما هي حقيقة نظرة الحزب منذ التأسيس للدين ؟ فأجاب هناك صلة قوية إن فترة التأسيس فيها ما يتصل بالظرف الحاضر والأزمة الراهنة التي نواجهها ، وفي شعوري إن فترة التأسيس تحوي كل شيء إنها ثرة وغنية ، وقد لا تكون عبرت عن نفســـــها التعبير الكافي ، لكن أكثر الأفكار التي جاء بها الحزب على امتداد مسيرته الطويلة ، كانت متضمنة في الفكرة الأساسية ما أود الإشارة إليه هنا هو التالي  : حركة البعث ولدت من نظرة فكرية لنســـــمها فكرية حتى لا نقول فلســــفية على أســــاس أن فلسفية كلمة ضخمة  ، أقول من نظرة فكرية ممتزجة بمعاناة وجدانية أرادت ان تجمع شــــيئين أساسيين هما : الإيمان  والعقلانية ، التجربة الروحية في حياة العرب ، أي الإسلام ، وروح العصر هذان هما الإيمان والعقلانية ووراء هذه الإرادة قناعة بأننا لا نجمع نقيضين  ، ولا حتى شيئين مختلفين وانما شيئا واحدا يأخذ مظهرين حسب اختلاف الزمان ، كما  سؤل ونظرة الحزب إلى الإسلام ، كيف كانت منذ البداية  ؟ فاجاب نظرة الحزب إلى الإسلام هي هذه  : انه حي في هذا العصر أكثر من أي شيء آخر ، عصري ، ومستقبلي أيضا ، لأنه خالد يعبر عن حقائق أساسية خالدة  ، لكن المهم هو الاتصال بهذه الحقائق لكي تؤثر وتكون فاعلة ومبدعة  فكان رأي الحزب نتيجة التفكير ونتيجة  المعاناة  معا  ، ان هذا الاتصال لا يكون بالنقل الحرفي  ، ولا بالتقليد وإنما بان تكتشــــــف هذه الحقائق من جديد  ، من خلال ثقافة العصر ومن خلال الثورة والنضال ،  وسؤل رحمه الله كيف إذن تعامل البعث ، منذ فترة التأسيس مع هذه الحقائق ليصل الى الثورة  ؟  فأجاب الحزب وضع مبادئ عقلانية علمية للثورة العربية ، أستنبطها من ثقافة العصر  ومن واقع الأمة العربية واقع جماهيرها الواسعة  ، جماهيرها الكادحة  ، ورسم لهذه الجماهير طريقا للنضال من اجل بلوغ أهدافها وفي الوقت نفسه وضع هذا النضال في جو الرسالة العربية وقيمها الروحية والأخلاقية أي انه وضع ثورة الجماهير العربية في أفق حضاري متصل بماضي الأمة وتراثها الخالد من اجل تجديد هذه الرسالة في المستقبل ،  وكان هناك  السـؤال الاهم إذن الحزب لم يكن مع الإلحاد  ؟  فأجاب باســـهاب أبدا هذه كتاباتنا ، على قلتها ، ومنذ "ذكرى الرسول العربي عام 1943 وقبل ذلك ، أقول في ذكرى الرسول العربي واعتقد في الصفحة الثانية  -   يجب أن تتحد الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوى المحكم الصائب - 

 

فهذه قناعاتي الفكرية العميقة  بان الفكر النير وحده لا يكفي بل لابد أن يتحد مع الصلاة ومع الســــاعد المفتول (  تعبير عن الشجاعة  ، عن حيوية الإنسان وإرادته  ) قبل ذلك  ماذا أقول في ذكرى الرسول العربي قلت "نحن أمام حقيقة راهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب  كانت الشخصية العربية كلا موحدا ، لا فرق بين روحها وفكرها  ، بين عملها وقولها  بين أخلاقها الخاصة وأخلاقها العامة  ، وكانت الحياة العربية تامة  ، ريانة  ، مترعة يتضافر فيها الفكر والروح والعمل وكل الغرائز القوية  ، أما نحن ، فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة  ، ولا نعرف إلا حياة فقيرة جزئية  ، إذا أهلها العقل فان الروح تجفوها ، وان داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها إما فكرية جديبة ، أو عملية هوجاء  ، فهي أبدا محرومة من بعض القوى الجوهرية  ، وقد آن لنا أن نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها  ، وللحياة العربية تمامها" ))  ،

 

ويقول جان جاك روسو : فرد يملك كل شيء = ملكية مطلقة ، ومجموعة تملك الكثير = حكم ارستقراطي  ، الكل يملك = ديمقراطية  ! كما هيجل يقول : انسان واحد حر =  دولة مستبدة بعض الناس احرار =  دولة ديمقراطية العبيد  ، كل الناس احرار =  دولة ديمقراطية حديثة ! أما ابن خلدون يقول : ان العلوم العقلية لا تسلم بالمنقول من الشريعة والسلف ، واذ يؤكد على ارتقائية المعرفة فيطرح ثلاث مراتب في عقل الانسان هي : العقل التمييزي ، العقل التجريبي والعقل النظري ،  ومن هنا فهو يعتبر علم الاجتماع البشري وتاريخه هوعلم عقلي صرف ! وفي عام 1513 كتب ميكافيللي كتابه الشهير الامير ، حيث دشن فيه عملية الطلاق بين السياسة والاهوت ، منطلقا من واقع جديد اخذت تفرزه البنى التحتية الجديدة  ، تفسخ الاقطاع وبزوغ الوليد الجديد من رحمها الراسمالية  وراح يقول ان السياسة تناقض الدين من حيث هي قوة للخداع وخداع للقوة ، وانها بريئة من اي التزام اخلاقي  اخلاقها الوحيدة هي ان الغايات تبرر الوسائل ومهما كانت قبيحة  !

 

وهنا أراد  ميكافيلي ان يبين التناقض فيما بين الفعل السياسي كسلوك يومي لاداره الحياة  بكل مفرداتها  وبين الدين الذي عبر عنه باللاهوت لما فيه من مقيدات أخلاقية  ، ومما تقدم فالاسلام كدين ـ ايمان لايعمل في الحياة التقليديه بل انه اطلالة الدنيا الاخره من خلال الافعال والاعمال  والمتحققات لرضاء الله أولا" دون الركون الى رضاء الفرد لان ذلك قد يؤدي الى التناقض مع حاجات ألأخرين  وكحركات سياسية ، هو ليس خارج السياق التاريخي السائد في مجتمعنا  وهو بالتالي يتاثر ويؤثر بطبيعة التطورات والصراعات الطبقية القائمة ، والجزء السياسي منه تحديدا هو تعبير عن مصالح طبقية قائمة وتمارس الحداثة السياسية بمظاهر دينية اي انها تستخدم هذه المظاهر وتجير ما تراه مناسبا لها من احكام دينية لخدمة وجودها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي بذلك تستغل الدين اسوأ استغلال  وتحوله الى غطاء ومضله لمفسدتها الدنيوية  بالاضافه الى الخداع والتضليل  وتوريط البسطاء  من المواطنين الذين يعانون من الحرمان وشغف العيش ليستسلموا الى أهواء السياسين الملتحين ومن اتخذ من الاكثار من الخواتم وكثرت التسبيح وسيله من وسائل الخداع ليمرر نهبه وسلبه للمال العام  والمتاجره بسوق النخاسه بكل القيم التي أكدها الدين كقوة تغيير وتصحيح وتصويب  ، مهمة قوى ألاصلاح والتغيير تجريد الاسلام السياسي من اسلحته الاعتقادية وذلك بعزل الاعتقاد عن الدولة وجعله علاقة فردية خاصة ، على أن يكون الاسلام هو مصدر التشريع مع مراعات الحقوق  للديانات والطوائف في مجتمعنا العربي  ، وهنا لابد من الانتباه الى شيء أراه مهما" وأعني الغلو والتطرف بالتعامل مع الاعتقاد بسياسة الاسلاميين واصحابها والدعوة لاقصائهما واستاصالهما فهي دعوات تعطي نتائج عكسية بل انها تصب لمصلحة الاسلام السياسي نفسه  والعمل على اشاعة  العقلية المدنية  وبناء الدوله المدنية  بالنتيجه سوف تعري الانحرافات التي مارسها ويمارسها  الاسلاميون  وخطيئتهم في تجاوز حدود الله لتحقيق غاياتهم الدنيويه وارتباطهم المصيري مع اعداء الاسلام  من اجل ماهم به مولعون  وهذه التجربه في عراقنا  وما افرزته ان كانت كنتائج تؤشر التخبط والفشل أو السير بخطى جمع الكفر نصارى يهود ودعاة الصفوية الجديده التي تريد انبعاث الامبراطوريه الفارسيه التي تمكنوا من اقامتها فكريا" من خلال جملة الافعال  والسلوكيات التي اعتمدتها نظرية  ولاية الفقيه  ، وهنا لابد من الاشاره الى  المسؤولية التي القاها الله العلي الاعلى على عباده  لاحداث التغير  حيث قال بمحكم كتابه  بمامعناه ان التغيير المطلوب لايمكن ان يتحقق مالم تتغير ألنفوس وهذا يعني بعلم السياسه والاجتماع النقد والنقد الذاتي  والفرصة الان سانحه امام العراقيين الذين انكشفت الغشاوة عن بصرهم وبصيرتهم  والوطنيين الذين كانت مواقفهم الرفض لكل مانتج عن الغزو والاحتلال ان يفعلوا فعلهم التصحيحي الاصلاحي من خلال صناديق الانتخابات لاسقاط  طاغوت  اتخذ من الاسلام ورموزه ستار ليحقق  احلامه ونواياه  والاجندة التي تصب في مصالح اعداء الوطن  والعروبه  والاسلام المحمدي الحنيف النقي من كل البدع  والضلاله  والتحريف والتكفير .

 

ألله  أكبر  والخزي والعار لمن اتخذ من الاسلام المحمدي وسيله لبث سمومه وأفكاره المفرقه كي يؤمن تسلطه  ووصوله لدست الحكم والانتفاع اللامشروع

 

 





الجمعة ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة