شبكة ذي قار
عـاجـل










ابْنُ العَلْقَمِيِّ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى سُقُوْطِ الدَّولَةِ العَبَّاسِيَّةِ ... اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى مُوَالاَةِ الكُفَّارِ ... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ عَصْرٌ أَو مِصْرٌ حَيْثمَا وُجِد... اسْمٌ لاَ يَخْلُو مِنْهُ كِتَابٌ سُطِر فِيهِ التَّارِيْخُ الإِسلاَمِيُّ .


ذَلِكَ الخَائِنُ يُدَافِعُ عَنْهُ بَنُو مِلَّتِهِ ، وَيَنفُونَ عَنْهُ تُهْمَةَ الخِيَانَةِ كَالصَّفَّارِ ، وَفِي المُقَابِلِ يُثْنِي بَعْضُهُمْ عَلَيْهَا وَيَعُدُّوْنَهَا مِنْ أَعْظَمِ المَنَاقِبِ لَهُ .


تَعَالَوْا مَعِي نَعِيْشُ تِلْكَ الخِيَانَة بِشَيْءٍ مِنَ الاختصَارِ ، ابنَ العلقمي كان وزيراً للخليفةِ العباسي المستعصمِ


قالَ ابنُ كثيرٍ : " وكان الوزيرُ ابنُ العلقمي يجتهدُ في صرفِ الجيوشِ ، وإسقاطِ اسمهم من الديوانِ ، فكانت العساكرُ في أخرِ أيامِ المستنصرِ قريباً من مائةِ ألفِ مقاتلٍ .. فلم يزلْ يجتهُد في تقليلهم ، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف "[ البداية والنهاية : 13/202 ] .


ثم قيامه بمكاتبةُ التتارِ : يقولُ ابنُ كثيرٍ : " ثم كاتب التتارَ ، وأطمعهم في أخذِ البلادِ ، وسهل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقةَ الحالِ ، وكشف لهم ضعفَ الرجالِ " [ البداية والنهاية : 13/202 ] .
واخيرا النهي عن قتالِ التتارِ ، وتثبيط الخليفةِ والناسِ فقد نهى العامةَ عن قتالِهِم [ منهاج السنة : 3/38 ]


وكذلك عمل على ايهام الخليفةَ وحاشيتهُ أن ملكَ التتارِ يريدُ مصالحتهم ، وأشار على الخليفةِ بالخروجِ إليهِ ، والمثولِ بين يديهِ لتقع المصالحةُ على أن يكونَ نصفُ خراجِ العراقِ لهم ، ونصفهُ للخليفةِ ، فخرج الخليفةُ إليهِ في سبعمائةِ راكبٍ من القضاةِ والفقهاءِ والأمراءِ والأعيانِ .. فتم بهذهِ الحيلةِ قتلُ الخليفةِ ومن معهُ من قوادِ الأمةِ وطلائعها بدونِ أي جهدٍ من التترِ .


رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل ان يسلمه هولاكو امارة المدينة.
والنتيجة أهين مؤيد الدين ( ابن العلقمي ) على أيدي التتار، بعد دخولهم، وقد شوهد يركب حماراً فنظرت له امرأة وقالت له ( أيهٍ يابن العلقمي، أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟) 1


من كل هذه المقدمة الطويلة اردنا التعريف بشخصية لعنها التاريخ على امتداده والى يوم الدين ومع مضي هذه الحقبة التاريخية الطويلة يتفاجأ العديد من الناس بظهور ابن علقمي جديد في الانبار , انه محافظ الانبار الجديد احمد خلف .


وما اكثر الشبه بين الامس واليوم فقد سار هذا المحافظ على نفس الخطى التي سار عليها ابن العلقمي فهو الذي اوهم المالكي بوجود ارهابين وهو الذي طلب منه التدخل لفض الاعتصام وهو الذي اقنع المالكي بان اهل المحافظة يريدون صلحا والان هو بمثابة الداعم المؤيد للمالكي وجيشه وهو ايضا سبب ما لحق بهذه المحافظة من خراب وتدمير وعندما اراد الله ان يخزيه اظهره امام الناس ومن على شاشات الفضائيات وهو يمثل هذا الدور القذر ويعترف للمالكي بانه ابن العلقمي اليس هناك شبه كبير بين الاثنين . ولكن بقي ان ننتظر نهاية هذا الرجل هل سيكون نفس المصير ام سيكون اسوأ .


( 1 ) خير الدين الزركلي – كتاب الاعلام – ابن العلقمي

 

 





الجمعة ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حـجـي حمـــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة