شبكة ذي قار
عـاجـل










الهالكي في كلمه له قسم العراقيين الى معسكرين وحسبما هو يرى ويعتقد (( معسكر الحسين ويقصد هنا نفسه وحزبه العميل والمليشيات المتحالفه معه ومعسكر يزيد وهنا يقصد الطرف الثاني من ابناء العراق كما انه وبملىء فمه النتن قال بيننا وبينهم أبحرا" من الدم )) فأتوجه بخطابي هذا الى الهالكي ومن هم يهرولون خلفه استرضاءا" للشيطان الرجيم وعبودية" وأقول الإسلام دعوة دينية وحركة اجتماعية سياسية ترجعان في أصولهما إلى بساطة دين سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وتوحيده وكانت رسالة النبي الهاشمي المضري محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جانب توكيدها وحدانية الله وتطبيق شريعته هي تحقيق العدالة وتخفيف الفوارق الطبقية والاجتماعية بين الناس أبيضهم وأسودهم عربيهم وأعجميهم ، ومن الواضح أن الدعوة الإسلامية كحركة دينية ــ اجتماعية قامت من أجل تحرير الإنسان من الفقر والجهل والبغي والعبودية ، وارتبطت بنشر الحق والعدالة الاجتماعية ودعت إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، عن طريق إصلاح الانسان وتقويم العائلة وإعطاء المرأة حقوقها الكاملة وإلغاء العبودية وتغيير الفوارق الطبقية في المجتمع ، وباختصار إقامة نظام اجتماعي عادل يقوم على مبدأ العدالة والتكافل الاجتماعي والمساواة ، وهذا يتطابق مع قوله تعالى :* ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم الوارثين * من الامور البديهية أن الحركات الدينية والسياسية والاصلاحية تنمو وتهرم أو تتعرض لهزات عنيفة تنحرف بمسيرتها عن جوهرها وأصالتها ، أما الدين الإسلامي فلا يهرم ولا يتغير فقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه إلى يوم القيامة ، إنما المسلمون قد يتغيرون وينحرفون عن جوهر الإسلام ، فيختفي الحاكم العادل عن الساحة الإسلامية ويخلفه الحاكم الظالم المستبد المتعطش الى المال السحت الحرام ألمستأثر بالسلطة العامل بكل قواه للتفرد والتسلط وارهاب من يقف ضده وشراء الذمم والضمائر ، وتبقى المبادىء الإنسانية الحية والسامية مسجونة تتحرك ضمن أطر النظريات مبعدة قسراً عن أطر التطبيق العملي لغياب من ينصرها ويحميها لان الغازي المحتل ومن تسلطه بدعمه شرع قانون أسموه مكافحة الارهاب يعد السيف المسلط على رقاب العراقيين المؤمنين بالعراق الواحد وبالحق اليقين الا وهو حق الشعب بالحياة الحرة الكريمة والنمو والاعمار ، وفي هذه الأجواء غير السليمة تتكون مجموعات فاسدة مليشياوية التكوين ديدنها القتل والاختطاف والتهجير تتظاهر بالإسلام والاسلام منها براء وتعبث بتعاليمه وقد تصل إلى الســــــــــلطة بطرق ملتوية تعتمد الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى وخير دليل على هكذا قوى لااســـــلاميه حزب الدعوة العميل بفروعه ان كانت في الداخل أو الخارج ، وعصائب الباطل ، وجيش المختار ، ومنظمة غدر ، وحركة حزب الله العراق ، وحركة ثأر الله .... الخ وما شاكلها من تيارات وحركات متاجره بالاسلام وحقيقتها الفساد والافساد والتفرد بالسلطة


وعند البحث والتصفح في ألتاريخ الإسلامي ما بعد الخلافة الراشدة وخاصة عند مبايعة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ألخليفة الراشدي الرابع حيث كان هناك من تمرد ومن ارتد ومن خرج على الخليفة اتباعا" لنزوات الدنيا وقد وصل الامر الى شهر السيف على الخلافة وكانت هناك المعارك التي سقط فيها المسلمون الخلص لدينهم ، ويقابلهم المسلمون الذين عميت بصيرتهم الاحلام الدنيوية والوعود بالجاه والسلطة والمنافع ، فأقول من سنن الكون أيضا أن الحق لا يموت بل يبقى ضرورة حية في ضمير المؤمنين الصادقين بايمانهم والباحثين عن الخلود الابدي فيجنان الله ونعيم دنيا الاخره ، به تتأجج في النفوس ممهدة للثورة التي تغير الواقع تغيرا" جذريا" لانهاء حالة التشويه والتحريف والتضليل الذي يقوم به وعاظ السلاطين ، كما أن الثورة تحتاج إلى قائد يتحمل عن رضا أنواع القهر والمعاناة والتهجيرلتنجح الثوره وتحقق أهدافها ، وقد يضطر إلى أن يبذل روحه فيتوج نضاله بالشهادة ، لقد احتاج الإسلام إلى ثورة لتصحيح المسار وإلا تلاشت الحالة الإسلامية ، فكانت ثورة التصحيح الحسينية بتدبير إلهي موقوفة للتذكير برسالة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم مُعدة لإنقاذها من ردة جاهلية شرسة وما علق بالاسلام من بدع وسلوكيات وعقائد لاتمت اليه بصله ولم تكن من ثوابت السنة النبوية الشريفه ، ثورة الإمام الحسين عليه السلام نبهت المشاعر الإنسانية إلى ضرورة تغيير الواقع المدمر لتراثها وحضارتها وحريتها ، ودفعت بجمهور العاملين من أجل التحرر الإنساني شوطا بعيدا في مسار الوعي الذاتي لانقاذ البشرية من متاهات الانحطاط الجماعي ، هذا العنصر الفاعل في ثورة ألامام الحسين يدعونا إلى الاعتقاد الجازم أن الثورة قد حققت نصراً عاماً للإنسانية جمعاء وليس للمسلمين وحدهم تغذيه روح النضال والعزم على الخلاص ويبتعدان بهم عن روح الهزيمة التي ظلت مسيطرة بأشباحها على كيانه ووجوده ، لقد مارس ألامام الحسين عليه السلام قدره في الشهادة توكيدا للكرامة الانسانية حيث حمل قدره بيده ومضى حتى الشهادة وبهذا يكون الامام الحسين قد مد الأفكار والضمائر بما لا ينضب له معين وبما لا يؤثر فيه زمان ولا مكان وأصبح ملاذاً يلجأ إليه طلاب الحق والعدل بمختلف أطيافهم في كل زمان ومكان ، وهذا يدعونا جميعاً إلى إعادة تقييم طبيعة تعاملنا مع الثورة ، أي علينا أن نتعامل مع الإمام الحسين على أنه قائد مصلح قبل أن يكون شهيدا لأن هدف الإصلاح في وجدان الإمام الحسين قد سبق الشهادة وهو الذي دفعه باتجاه التضحية بنفسه وبأهل بيته وعائلته ، ولذا فإن علينا أن نهتف في وجه العالم وفيما بيننا أن الحسين مصلح قبل أن نسوقه للعالم على أنه مظلوماً شهيدا فمن أجل أن نكون حسينيين بامتياز علينا أولاً أن نعيد صياغة علاقتنا بالثورة الحسينية العملاقة ، ففي هذه الثورة من المفاهيم والأسس والمبادئ ما بوسعها أن توحدنا وتنتشلنا من واقعنا الحاضر المخيف الذي هو بكل مفرداته نقيض الثورة الحسينية ومبادئها لان الواقع الذي يرفل بالتخلف والفساد والافساد والفشل وسرقة المال العام والتزوير والضعف أمام الأعداء والتفسخ الخلقي المريب ، إلىنرتقي بواقع جديد نستطيع من خلالها اللحاق بمن سبقنا ، وفي ذلك الوقت وحده نكون قد ضمنَّا شفاعة الحسين وشفاعة جده وأبيه وأمه البتول ، أما إذا اكتفينا بالشعائر ونحينا جانبا كل تلك المبادئ التي استشهد من أجلها عليه السلام ففي ذلك مظلمة للامام ألحسين المصلح الشهيد ولثورته


فأين انت ياهالكي من هذه القيم والمفاهيم الانسانية ؟ ، وهل ان الامام الحسين كان لفئه او جمع معين ؟ حتى تمنح نفسك وصفا" لاتستحقه انت وحزبك وصنائعك المليشياويين ، وهل الذين نعتهم بمعسكر يزيد هم حقا" من اتباع يزيد أم هم الاكثر ايمانا" بالامام الحسين عليه السلام منك لانهم لم يتخذونه برقعا" وستارا" ووسيله لتحقيق الاهداف الدنيوية التي رفضها ابا الاحرار وطلقها والده امير المؤمنيين لانها بئرة الشقاء والبغضاء والباطل والجاه المزعوم ... الخ ، ألا يكفيك ادعاءا" وأنت أول الخارجين على القيم التي يؤمن بها المؤمنيين الصادقين بايمانهم ، الواعين لدورهم ومكانتهم ، وأنت ياهالكي من سجاياك الخداع والكذب والتضليل والنفاق لانك لاتؤمن بالصدق والوضوح لانك تعاملت مع الشعب بالاسم المستعار وانت اول من حنث باليمين ونكث العهود والوعود حتى مع شركائك


الخزي والعار للهالكي وحزبه والامعات التي تتخذ منه رجل سياسة ودوله

 

 





الثلاثاء ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة