شبكة ذي قار
عـاجـل










كان امل كل الخيرين الاحرار أن يتحرر العراق من التبعية والاحلاف العسكريه المقيده للارادة الوطنية القومية ، ومن أجل الوصول الى هذا الهدف السامي التقت ارادة الخير من خلال جبهة الاتحاد الوطني المؤسسة سنة 1957 والتي أسهمت مع تنظيم الضباط الاحرار في تفجير ثورة 14 تموز 1958 واسقاط النظام الملكي ، وهنا لابد من الاشاره الى أن ميثاق جبهة الاتحاد الوطني في العراق والذي صدر في بغداد في 19 تشرين الثاني 1958 عن" اللجنة الوطنية العلي يدعو للاستمرار في العمل الجبهوي ودعم الثورة وتحقيق اهدافها والسير بها لبلوغ حياة ديموقراطية سليمة (( الفقرة 4 )) وادناه نص الميثاق


1 – لما كانت جبهة الانقاذ الوطني تقر ان أمة العرب واحده فرقها الاستعمار وأعاق توحيدها وان العراق جزء لايتجزأ من الامه العربيه ، فانها تعمل على اعلاء شأن القوميه ونسعى بوجه خاص من ىأجل تحديد أفضل وأمتن شكل من أشكال الارتباط بالجمهوريه العربيه المتحده على ان يجري بحث ذلك بالوسائل الديمقراطيه المألوفه


2 - تعتبر الجبهة ان الكيان العراقي يقوم على اساس من التعاون بين المواطنين كافه باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم وتعتبر العرب والاكراد شركاء في هذا الوطن وتقر بحقوقهم القوميه ضمن الوحده العراقيه وتسعى من اجل تطبيق ذلك


3 - تعمل الجبهة على صيانة استقلال العراق من كل تدخل اجنبي وتبنيه سياسة عربيه متحرره وانتهاجه سياسة الحياد الايجابي وابعاده عن التكتلات والمحالفات العسكريه والاجنبيه ومتابعة السير في اقامة وتوسيع علائق التعاون الدولي المتكافىء طبقا" لمبادىء مؤتمر باندونغ والتعايش السلمي على اساس المصالح المتبادله وحق الشعوب في الحريه وتقرير المصير والعمل على توطيد السلام في العالم


4 - تعمل الجبهة على دعم الثوره وتحقيق اهدافها والسير بها لبلوغ حياة ديمقراطيه سليمه


5 - تعمل الجبهة على توجيه الاقتصاد نحو اعمار البلاد وتصنيعها بسرعة باقامة الصناعات الكبيره وتشجيع الصناعات الوطنيه الاهليه وتوظيف رأس المال الوطني في المشاريع المنتجه والعمل على تطبيق الاصلاح الزراعي وتطوير الزراعه وزيادة الانتاج القومي ونشر الرخاء العام


* تعتبر الاطراف المشاركه في جبهة الاتحاد الوطني هذا الميثاق عهدا" فيما بينها للعمل باتحاد وتضامن من اجل تحقيق اهدافه


لكن الرياح لم تجر وفق ما كانت السفن تشتهي ، فأنفرط عقد الجبهة وحدث الصراع وانعكست اثاره على حياة الناس هذا ما حدث وهكذا هي أحداث التاريخ ، حيث كان الشعوبيون وأعني هنا قيادة الحزب الشيوعي العراقي هم أول الخارجين على الميثاق والعاملين على انهاء الثوره بشكلها ومضمونها واعتبارها مرتع لاحلامهم وامنياتهم وعبوديتهم خارج الحدود وما رافق ذلك السلوك المنحرف من رفع شعارات القتل وهتك الاعراض والاباده الجماعية لكل من يتعارض معهم ولا يتوافق مع تطلعاتهم ، فاستخدم الزعيم عبد الكريم قاسم من قبلهم لتحقيق ماهم يبتغون ، فانحراف عبد الكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز 1958 ومعاداته للقومية العربية ومحاربته للقوى القومية الوطنية الثورية ، كما انه خرج عن نص ميثاق جبهة الاتحاد الوطني ومن هنا كان الواجب الوطني والقومي والاخلاقي يتطلب التصويب في المسار وجعل الاهداف التي تم تحديدها هي لب المسار الوطني القومي والبناء الديمقراطي في العراق ما بعد ثورة 14 تموز 1958 ومن أول المطالبين في حينه النهوض بالواجب الوطني القومي هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان طليعة الأمة العربية وقائد لجماهير العراق والوطن العربي والوليد الشرعي من رحم امه تتعرض الى أبشع وأشرس المأمرات والعدوان والهيمنه على اقتصادها وحرمانها من حق الحياة الحرة الكريمة والتطور العلمي والتكنلوجي ، وأن يعمل من أجل إسقاط هذا النظام وتصحيح مسيرة الثورة التي قضت على الاستعمار وتخلصت منه دون رجعة وخاصة بعد الاعتقالات والإعدامات والمطاردة للقوى الوطنية والقومية والثورية فأصاب الحزب ما أصاب الشعب العراقي كله بل كان نصيب حزب البعث العربي الاشتراكي الحصة الأكبر من هذه الإجراءات التعسفية والقتل والإعدام والتشريد والسجن والملاحقة للمناضلين .


أن أهم الأسباب والموجبات التي دفعت قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي والتحالف القومي العربي والوطني للتفكير بوجوب الحركه الثوريه للتخلص من الطاغية عبد الكريم قاسم هي : يمكن اجمالها بتفرده بالسلطه متخذا" من شعار فوق الميول والاتجاهات مبررا" لبناء دكتاتوريته ، يرافق ذلك تمكين الشيوعيين والشعوبيين من الاستيلاء على مقاليد السلطه وانعكاس ذلك على الشعب واضطهاده بعزل رموزه الوطنيه من ضباط احرار أو اعتقالهم وانزال جريمة الاعدام ببعضهم ، ومن هنا تسارعت الاحداث وتحولت السجون والمعتقلات الى ميادين تكبيل و احتجاز لمناضلي الاحزاب القومية والوطنية والثوريه التي كانت هي حجر الاساس في انضاج الثوره واسقاط النظام الملكي وخروج العراق من دائرة الاسترليني ، وتحويل النقابات والجمعيات الى مواطن اللاوطنية وتحويلها الى جماعات تابعه لاتعبر عن حقيقة نشوءها ، اشاعة الفوضى والقتل وان مجازر كركوك والموصل لخير دليل على تحول النظام من قوة بيد الشعب الى قوة قهر وقتل واباده جماعيه وخاصه للعروبيين القوميين الوطنيين ، يرادف ذلك العمل على عزل العراق عن الامه العربيه ورفع الشعارات التي تتعارض مع مفهوم الوحدة العربيه ، بالاضافه الى الكثير من الأسباب والعوامل الأخرى وسخط الشعب على النظام القاسمي ورفضه شعبياً وعربياً وحتى عالمياً دفع القيادة القطريه للبعث الخالد اتخاذ قرار انجاز ألثورة التي تخرج العراق من هذا المأزق الكبير الذي يعيشه ، بعد أن مارست قوى قوميه حقها بالخلاص من النظام الا انها فشلت بسبب بعض ظروف موضوعيه وذاتيه ويمكن اجمالها بايجاز وهي ( انتفاضة الموصل عام 1959 والتي سميت بثورة الشواف حيث تم التصدي لها بكل انواع العنف والهمجيه من سحل وتعليق على اعمدة الهاتف ةالكهرباء ، تحرك شعبي في كركوك وبغداد وتحديدا" في الاعظمية تأيدا" وتفاعلا" مع انتفاضة الموصل البطله ، محاولة الانقضاض على الدكتاتور في شارع الرشيد بقرار من فتيه امنوا بالوطن والمواطن والسياده والاستقلال للعراق وكرد فعل على مجازر الموصل وكركوك ، انتفاضة عمال البانزين بقيادة البعث الخالد والذي يعد الارضيه الممهده للثورة بعد ان عزز ذلك التحرك الشعبي الاضراب الطلابي في جامعة بغداد والمحافظات الاخرى عام 1961 حيث وثق الطلاب مبدأ التكافل والتحالف فيما بين قوى الشعب الثائره ) فكانت الولادة النابعه من صلب الحاجه الشعبيه في صبيحة الرابع عشر من رمضان المبارك الموافق اليوم الثامن من شباط 1963 لتعيد للعراق وجهه القومي ووطنية مناضليه والاحرار كي ينهض العراق ليمارس دوره الذي تحتاجه الامه في مواجهة العدوان ودسائس الصهيونية


واليوم ونحن نعيش الذكرى 51 للثوره التي تستحق تسمية عروس الثورات بشموليتها وعنفوانها ، ينهض ابناء العراق بالثورة الشعبيه العارمه للخلاص الوطني من الحقبه السوداء التي اريد لها ان تمنع العراق من دوره القومي والوطني وتجعله خانعا" خاضعا" تبعا" لاعداء الامه المتمثلين بثالوثهم الشرير الامبريا صهيونية فارسيه بوجهها الصفوي الجديد


تحية لعروس الثورات وشهدائها الممهدين للحياة الحرة الكريمه بذكراها 51
تحية للبعث العربي الاشتراكي صانع تاريخ الأمة العظيم ولكل من خطط للثورة وأنجزها


تحية وعهد لشهداء البعث في كل مكان من الوطن العربي بان تستمر روح التضحية والجهاد كي تتحر الامة من قيودها والجماهير العربية تتمكن من ممارسة دورها للوصول الى شاطىء الامن والسلام والحرية بقيادة الرفيق الامين العام للبعث الخالد والقائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق المناضل المجاهد عزة إبراهيم خليل أعزه الله وحفظه ورعاه من شر الاشرار

 

 





السبت ٨ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة