شبكة ذي قار
عـاجـل










من المعروف ان المنظمات الانسانية بوصفها منظمات محايدة ومستقلة تضطلع بدور انساني لحماية ضحايا حالات العنف المسلح بين الاطراف المتنازعه وانجاز مهامها الانسانية وفقا لنظامها السياسي وتشريعاتها , وتقر بأهمية اتخاذ التدابير اللازمه من اجل القيام بواجباتها والمتعلقة بالحماية والصحه والمساعدة لمن لديهم احتياجات خاصة وبالذات للنازحين من السكان المدنيين وباعداد كبيره والذي تجاوز عددهم اكثر من (25) خمسة وعشرون الف مواطن من اهالي الانبار جراء القصف العشوائي الهمجي لقوات سلطة المنطقه السوداء وإزاء استمرار نزوح سكان المناطق الذين طالهم القصف العشوائي جراء الاعمال العدائية والتهجير الذي تعرض له السكان ونزوحهم الى محافظة كربلاء العروبه واهلها الطيبون رغم محاولات الفرس تفريسها , كربلاء الامام الحسين ابو الاحرار الذي عشق الشهادة من اجل الحرية والحق والحياة ضد الاستبداد والظلم , كربلاء ابو الفضل العباس ساقي العطاشى الذي ابى حصار الظالمين ضد ال الحسين وفضل الشهادة من اجل رفع الحصار , فأهل الانبار تعلموا درس الحسين والعباس عليهما السلام بأن يعيشوا احرارا في ارضهم شجعان مدافعين عن كرامتهم .


وعلية ضرورة ان تقوم المنظمات الانسانية بوضع خطط ميدانية للوفاء بأحتياجات الفئات المتضررة والاستجابة للاشخاص المتضررين ووضع انشطة لاستخدام الموارد التي لديها في افضل استخدام وزيادة المواد الغذائية .


فسلطة المنطقة السوداء وميليشياتها عمدت الى محاصرة اهالي المناطق الثائرة لمنع وصول المواد الغذائية اليها لتجويعها عمدا حتى الموت وهي جريمة قتل للمدنين الابرياء لا تختلف عن جريمة القتل بالطائرة او المدفع فالنتيجة واحدة هي ازهاق ارواح المواطنين , ومن الادلة الدامغه على هذا العمل الاجرامي المنافي للقيم والمبادىء السماوية والانسانية والقانونية هي منع المساعدات الغذائية المقدمة من اهالي محافظة صلاح الدين الى اخوانهم في الانبار من قبل قوات المنطقة السوداء , كما لم تخفي السلطة حقدها على المقاتلين الثائرين الابطال بل طال الشيوخ والنساء والاطفال والمستشفيات والمراكز الصحية لم تسلم ايضا من الحصار واستهدافها ومنع وصول المواد الطبية اليها .


ومع ان القوانين العالمية وقانون حقوق الانسان تؤكد على مبدأ التميز بين المقاتلين والاهداف العسكرية وبين المدنين والاعيان المدنية بغض النظر عن الدوافع الكامنه وراء النزاع المسلح والتأكيد على حظر الهجمات الموجهه ضد المدنيين وحظر الهجمات العشوائية واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة , ان اعمال العنف او التهديد او استعمال القوة المسلحة من قبل السلطة هو الغرض الرئيسي منها لبث الذعر والخوف وعدم الطمئنينة بين السكان المدنين المسالمين تعتبر جريمة ضد الانسانية .


وعلية للتذكير بأن الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر من اهم واجبها تقديم المساعدات الانسانية للناس كافة وحصولهم عليها يعتبر حقا من حقوق الانسان الاساسية اذ لابد النظر وبعين القلق الى محنة اهالي محافظة الانبار الذي تلزمهم اغاثة عاجلة ومساعدة وحماية الافراد من القصف العشوائي لمليشيات السلطة وتأمين حفظ كرامتهم وحقوقهم الاساسية وتقديم المساعدات الانسانية كتوفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية والاسعافات الاولية .


ان مسؤولية المنظمات الانسانية وضع خطط طوارىء لتنفيذ احتياجات العوائل المتضررة بأعتبار عملها نشاطا انسانيا يستند للشعور بالمسؤولية للتخفيف عن معاناة المتضررين من المدنين وان لا تنئى عن نفسها بهذه المهمه لانها مخالفة لقرارها رقم (1) وقرارات مجلس مندوبي الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر لعام 2007م , وعليها واجب التطبيق اثناء سير العمليات العسكرية واحترام هذه القرارات والوفاء بالتعهدات من اجل الانسانية.

 

 

 

 





الخميس ٢٩ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عامر الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة