شبكة ذي قار
عـاجـل










مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وثورة العراقيين خطت أميالاً وتخطت محطات، ومن غير المعقول، بعد ذلك، أن نعود القهقرى، أو مثلما يقول لقطاء العملية السياسية التي تقاتلها الثورة لأنها أس بلاء البلاد ومصيبة العباد : العودة إلى المربع الأول، الذي ما رأى العراقيون سواه، منذ أكثر من أحدى عشر سنة.


للواهمين نقول إن الثورة بلغت نقطة اللاعودة إلى وراء وأشهرت لاءها العظيم : لا تفاوض ولا تفاهم ولا لقاء حتى يتحرر العراق ويتخلص العراقيون من معاناتهم مع عملية سياسية غرسها المحتل في قلب العراق وفرضها وفرض شخوصها فرضاً.


ولابد أنكم تذكرون أننا قلناها، وها نكررها مرة أخرى ليفهمها من لم يفهمها قبلاً وليسمعها من لم يسمعها سابقاً وليعيها من لم يعها ماضياً : إن المتبجح بقوة واشنطن أو طهران في مقاتلة الشعب مصيره الهزيمة والخسران والوقوف أمام محكمة الشعب، حتى لو كانت جميع القوى الكونية تسنده وتعينه وتقدم له السلاح، فبندقية الثائر تعادل طائرات ومدرعات وصواريخ، لأنه على حق، وجنود من هو على باطل ينهزمون حتى لو كانت بيدهم أشد الأسلحة فتكاً ودماراً.


إن كل ثائر من ثوار المجلس العسكري في العراق لا يأبه أوقع هو على الموت أم وقع الموت عليه، لأنه لم يقاتل طلباً لراتب أو مكسب ولا ينشد كرسياً يتحكم من خلاله برقاب الناس ولا يريد جاهاً اوشهرة أو مالاً حراماً يشتري به الفلل والقصور خارج العراق، بل يطلب وينشد ويريد وطناً حراً يعيش فيه شعبه بكرامة وعدالة ومساواة ومحبة وتآخ.


لشدما أتألم وأنا أرى عراقيين يقعون أسرى بأيدي عراقيين، وأنا على يقين أن أخلاق الثوار ترفض أن تتعامل مع هؤلاء الأسرى بإهانة وإذلال، ولكني على يقين أكبر أن هذا العراقي الذي وقع أسيراً بأيدي أخوته يشعر، في لحظات الأسر، بالذل والهوان والعار لأنه ارتضى لنفسه في لحظة ضعف أو اضطرار أن يكون درعاً لأعداء الشعب، ولذلك فإن مسؤولية هؤلاء الأسرى يتحملها من أغراهم بقتال أخوتهم وأبناء شعبهم، ويتحملها أهلهم الذين ما استجابوا لنداء الثورة بسحب أبنائهم من جيش المالكي.


الفرصة مازالت سانحة والشرف مازال فاتحاً أبوابه لمن يريد الانتقال إليه من العار الذي أغرق فيه نفسه بقتال أبناء شعبه دفاعاً عن أقزام جلبهم المحتل ليحرقوا سيد البلدان العراق العظيم ويمزقوه إرباً إربا، أما من لم يرد الشرف ويهرب من بابه ويرضى بأن يظل الخزي والعار يكلله، فـ ( ذنبه على جنبه ) والثورة مجبرة على أن تدافع عن نفسها وصولاً إلى الأهداف التي يريدها شعبها.


لا تفاوض مع أقزام الاحتلال ..
لا تصالح مع الطائفيين ..
لا لقاء مع سافكي دماء شعبنا ..
لا تفاهم مع مرتكبي مجزرة الفلوجة وقاصفي الفلوجة بالمدفعية الثقيلة
ولا رحمة بمن يقف في وجه الثورة بعد أن رفع يده القذرة في وجه العراق ..


الثورة ماضية نحو أهدافها ولا تجوز عليها الحيل التي تحوكها واشنطن أو طهران أو أقزامهما، وثورة العراقيين واحدة سواء في الشمال أو الجنوب أو الوسط، ودعك من قلائل يفتح الشعب عينه حين يفتحها فلا يرى أحداً، فهؤلاء القلائل أصحاب منافع ومكاسب حرام سيدوسهم الشعب بقدميه فيمن يدوس من العملاء والخونة والأقزام ..


تحرشتم بشعب العراق؟
إذن ذوقوا ما لم تذوقوه في حياتكم كلها، وسيركع حتى أسيادكم أمام إرادة العراقيين الصلبة.

 

 





الاثنين ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة