شبكة ذي قار
عـاجـل










حملت بشائر فجر الاحد 26 كانون الثاني 2014 ، وعبر كل ساعت النهار أخبار انتصارات الثوار في العراق وعلى كل الجبهات، مُكبدين الآلة العسكرية المالكية والصفوية خسائر فادحة ، وجاءت البشائر متوالية مسجلة بالصور والافلام والوثائق التي نقلتها وكالات الأنباء العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي تعكس الصور هزيمة قوات المالكي ومرتزقته بشكل مريع، وخاصة في جبهات النعيمية وسد الفلوجة وعلى اطراف الرمادي وبقية مدن الانبار وفي الرطبة وهيت وابو غريب، حيث بادر الثوار الى تكتيكات ذكية في قيادة الهجومات واختراق معسكرات جيش المالكي وقواعده والاستيلاء على أسلحته واستجلاب همراته ونسف دباباته واسقاط طائراته . كما تم نقل الاسرى الى مدينة الفلوجة ومعاملتهم معاملة انسانية تليق بتقاليد الثوار وفروسية شجاعتهم.


وعند مساء اليوم أيضا نقلت اخبار مدينة الرمادي تأكد هروب آمر قوات سوات العميد الركن ثامر بعد ارتدائه دشداشته، حسب اعترافات مرافقه واحد أفراد حمايته وغيرهم من أتباعه، ممن تم أسرهم فاعترفوا بذلك.


وفي الوقت الذي حاولت قوات فليح رشيد الحلفي الظهور في المنطقة إعلاميا لرفع المعنويات ىالمنهارة ولتأمين الوصول الى مناطق البو فراج بعد انكسار قوات سوات، كان العميد الركن ثامر، الهارب بدشداشته مختفيا ومرعوبا عبر بساتين وأحراش منطقة البو فراج هاربا عن أعين الثوار ورجال العشائر الذين يلاحقونه.


كانت الساعة التاسعة من مساء اليوم الاحد هي ذروة الأحداث العراقية ، عندها انشغل الإعلام المحلي والعربي بشكل استثنائي بالجانب الرياضي، نظرا للفوز المستحق الذي سجله منتخبنا الاولمبي في نهائيات كأس آسيا للشباب دون 22 سنة.


نعم على الساعة التاسعة من مساء اليوم سارعت قناة البغدادية، عبر برنامجها الاخباري الدعائي في ستوديو التاسعة الى إغلاق ملفات الفساد والتسقيط اتلسياسي المرافق للحملة الانتخابية التي باتت فضائحها تزكم الأنوف. توقفت البغدادية فجأة وسايرت أولا نقل خبر الفوز لإدراكها ان تلك الليلة ستكون استثنائية في تاريخ العراق، حيث انشغل أبناء شعبنا طوال ساعات نهار اليوم بمتابعة مأساة قصف الفلوجة وخروج ونزوح السكان المدنيين بأعداد تجاوزت نصف سكانها أي بحدود 250000 نازح من مجموع نصف مليون من سكانها.


وصول تباشير أخبار الانهيارات في جيش المالكي أمام ضربات الثوار من جبهة الأنبار وكذلك ما وصل منها عبر مجابهات مجالس الثوار العسكرية في كركوك وصلاح الدين الى الموصل وحتى في محيط بغداد قرب أبواب المنطقة الخضراء التي شهدت ضربات ناجعة لمرتزقة مليشيات المالكي المجيشة في مناطق المنصور والبيجية وأحياء العدل والحرية والتاجي وهروب مئات الجنود من مواقع سيطراتهم ومعسكرات تجمعاتهم في ظاهرة إنهيار شامل قلما تعرض لها جيش نظامي في عصرنا .


لم تتمكن حكومة المالكي ولا كيانات تحالفه اللا وطني من توظيف خبر الفوز الرياضي للفريق العراقي لصالحهم، رغم الإعلانات المتكررة وبرقيات التهنئة للفريق التي بعثها ابراهيم الجعفري ونوري المالكي والتي حاولت كل فضائياتهم الطائفية استغلال الفوز وكأنه فوز طائفي، طالما اعتبرت العقول القاصرة ان الفريق العربي الخصم كان سعوديا وهو في نظر الطائفيين المتطرفين فريقا " وهابيا" ، لكن طغيان فرح الفوز وفطنة أبناء شعبنا فوتت الفرصة للاصطياد في المياه العكرة، فكان فرصة وطنية عراقية عبرت بها الجماهير العراقية العريضة المحتفلة بشبابها، الذي تدفق الى الشوارع بكل محافظات القطر، عفويا، بشماله وجنوبه محتفلا بالفوز الرياضي المستحق للعراق. وفي الوقت ذاته عبر أعضاء الفريق الاولمبي من ان الفوز يُهدى الى كل شعب العراق الصابر المظلوم، حيث عبرت الصور المنقولة من الملعب من عمان مباشرة فرحة وحماس جمهور المشجعين بأعلامهم الوطنية العراقية وبنجومها الثلاث، وكما عبر المتحدثون من عديد فئات شعبنا العراقي وأجياله عبر قنوات الإعلام المختلفة رفض الطائفية والفرقة ومحاولات تقسيم العراق، والتأكيد على أن فوز العراق لكل العراقيين موحدا وطنا وشعبا .


واذا كان ذلك هو الحدث الرياضي فقد تزامن مع الحدث السياسي والإعلامي الذي كانت حاضنته كواليس قناة البغدادية مساء اليوم وهو الأهم في نظرنا في هذه المقالة السريعة.


ولا نستبق الأحداث والتعليق تفصيليا على ماسمي بيان و ( مبادرة قناة البغدادية لحل أزمة الأنبار ) بعد الجولة الأولى التي استهلها انور الحمداني نيابة عن إدارة القناة بمستهلات وآيات من القرآن الكريم وبعدها الاعلان عن استضافتها عبر السكايبي الشيخ على حاتم سليمان.


وحتى تنجلي كثير من الأمور غدا وما بعده، يبدو ان الجولات القادمة للحصص تمت على عجل ، وهي ربما تكون مبيتة مسبقا بالتوازي مع تطورات الحرب والأحداث الجارية في الأنبار. وكي يكون الاخراج متناسبا مع الطرح الذي بدا وكأنه عفوي، وجعل للسلطة المناكفة للبغدادية مبررا استمرار احتجاز معدات النقل التلفزي والتوجه الى الانبار، فقد تباكى انور الحمداني من منع السلطة لسيارة النقل التلفزي للبغدادية الوصول الى الفلوجة لنقل مقابلة الشيخ علي حاتم سليمان لذا تم ترتيب اللقاء معه عبر السكايبي، وهذا ما شوش على اللقاء كثيرا.


ورغم ادعاء أنور الحمداني في مقدمته المفصلة من ان مساعي كبيرة قد اجريت بين عديد الاطراف العشائرية والسياسية من اجل الاإقدام على طرح هذه المبادرة، لكن مسار تقديم الحصة كان يفصح تماما ان البغدادية أخذت الضوء الاخضر من المالكي؛ إن لم تكن قد تم تكليفها بها لجس نبض توجهات الثوار والعشائر الثائرة ولمحاولة شق صفوفهم من خلال التركيز والإلحاح على قضيتين اساسيتين لا ثالث معهما، وقد استهلكت محاولات الحمداني كامل وقت الحصة التي اضيف لها ربع ساعة لاول مرة في حلقات برنامج " ستوديو التاسعة" وهي محاولات انور الحمداني وعلى الهواء مباشرة دفع الشيخ علي حاتم سليمان الى الإقرار والاعلان انه ممثل كل العشائر أو الطلب منه تسميتها بالاسم، وانه والعشائر التي يمثلها " يدين داعش والإرهاب" بشكل واضح وصريح ودقيق معيدا هذا السؤال وطلب الإجابة عليه أكثر من مرة من الشيخ علي حاتم سليمان ، الذي أجاب بوضوح وصراحة وبدقة : أن لا صلة لأحداث الأنبار بمنظمات الارهاب فلا "ماعش " او "داعش" هناك، وانه مستعد وعشائره لمحاربة إرهابهم، كما يحارب أيضا إرهاب السلطة أو جيش المالكي .


كما بدى من خلال مجريات تقديم الحصة التي استقبلت الشيخ علي حاتم سليمان، عارضة عليه قبوله المبادرة والاعلان عن وقف اطلاق النار فورا لمدة 72 ساعة مع قوات الجيش ، ثم الشروع بعدها بحوار مباشر على الهواء بين الشيخ علي حاتم أو من يمثله من شيوخ عشائر الأنبار وبين شخص آخر ينتدب ليمثل حكومة المالكي، طالبا من الشيخ علي حاتم سليمان اختيار أي شخصية يظن انه مستعد للحوار معها . وعندما لم يحدد الشيخ علي حاتم سليمان اسما محددا او شخصية ما ، كان أنور الحمداني ينتظر دوره للرد على الشيخ علي حاتم سليمان مقترحا شخص ما ينتظر دوره للدخول في حوار الجولة الاولى بعد ان يقدم الشيخ علي حاتم سليمان عرضا موجزا لمطالب العشائر التي ينتظر من الحكومة مناقشتها وكأن اصوات التظاهرات والإعتصامات ولوائح المطالب التي دخلت اليوم مرور 400 يوما بذكرى انفجارها وكأن الحشلوك مالك البغدادية وإدارتها لم تراها أو تسمع عنها الا اليوم، وبعد مرور قرابة الشهر من الحرب الدموية التي تشنها قوات المالكي على الأنبار وبقية محافظات العراق المنتفضة.


لا يستبعد ان الشخص المنتظر خلف كواليس البغدادية لمناظرة ومحاورة الشيخ علي حاتم سليمان في الجولة الأولى المقررة هو وكيل وزير الدفاع وعراب الخيانة لمحافظة الأنبار المجرم القاتل سعدون الدليمي.


عندما عرض أنور الحمداني احتمال أو إقتراح إسم سعدون الدليمي للحوار عبر الهواء، رفض الشيخ علي حاتم سليمان كليا قبول محادثة ومحاورة سعدون الدليمي مناظرا أو حتى ممثلا للسلطة أو الجيش، كما اقترحته البغدادية، وعندما ألح عليه أنور الحمداني أكثر من مرة قبول المحادثة مع سعدون الدليمي قابله الشيخ علي حاتم سليمان بالرفض المطلق؛ كون سعدون الدليمي، وحسب قول الشيخ علي حاتم سليمان" هو جزء من المشكلة، ولا يمكن أن يكون أبدا طرفا مقبولاً في وضع أي حل للمشكلة؛ ولكونه كان كذاباً ومتلوناً ومنافقاً وعديم الثقة وانتهازياً مكشوفاً في كل مواقفه السابقة والحالية، وهو غير موثوق به حتى على طرفي الأزمة والقتال، أي سلطة المالكي من جهة وعشائر الأنبار المنتفضة من جهة أخرى.


بعد ساعة من انتهاء الحصة دون اتفاق او تصريح رسمي من الشيخ علي حاتم سليمان طبلت قنوات البغدادية لإعلان ونجاح مبادرتها، وبدأت تعلن عن " أخبارها العاجلة" عن قبول عدد من الشخصيات ، من أمثال صالح كرحوت رئيس مجلس محافظة الانبار وأمثاله استعدادهم للانخراط في نجاح مبادرة البغدادية، معلنين تجديد ثقتهم مرة أخرى بالمالكي ورغبته في إيجاد حل ما للمشكلة. وهكذا اختزلت البغدادية كل هذه الحرب وكأنها مشكلة عابرة يمكن حلها على الطريقة العشائرية وليست مشكلة سياسية مرتبطة لنتائج الاحتلال وفساد وسقوط العملية السياسية واستبداد دكتاتورية المالكي وشركائه وحلفائه في الداخل والخارج.


الجدير بالتذكير هنا ما سجلته ردود الفعل الكثيرين من العراقيين على صفحات التواصل الاجتماعي التي بدأت كتاباتها تنهال على الفيسبوك والتعليقات تفضح دوافع مبادرة البغدادية، ومنها ما كتبه الناشط ابو عبدالله العبيدي من الأنبار. وننقل هنا ماكُتب على صفحة " المواطن أنور الحمداني" نفسها التي نشرت خبر المبادرة بملصق خاص. المفاجأة لردود الافعال حول تلك المناورة جاءت بعد أقل من ساعة من انتهاء حصة الجولة الأولى لمبادرة البغدادية ، جاء فيها ما نصه حرفيا :


( ... الحديث عن المبادرات بدأ يظهر على الساحة فبدأت قناة الشرقية والبغدادية بذلك بدواعي حسن النية ولكن اقول:- ان المبادرة التي تطرحها قناة البغدادية ، والتي كانت ساكتة طول الفترة الماضية عن قصف الجيش العشوائي على المدنيين هي مبادرة حكومية لإنقاذ جيش المالكي من الأنبار ولإستثمار الوقت لحين وصول الإمدادات من أمريكا وإيران... والكل لاحظ أن أنور الحمداني قد حرص من بداية البرنامج إلى نهايته أن يأخذ عهداً من الشيخ علي الحاتم بوقف إطلاق النار، وهذا ما تريده الحكومة الآن، ولكن شيخنا حفظه الله كان أذكى منه بكثير، فلا وقف لإطلاق النار إلا بعد سحب الجيش وميليشيات المالكي من كل مدن الانبار، عندها يكون التفاوض، ) .


طرح الشيخ علي حاتم سليمان إمكانية قبول وساطة كلا من مسعود البرزاني أو مقتدى الصدر عندما تقدم لعشائر الانبار ضمانات واضحة حول انسحاب الجيش من الأنبار، ووقف القصف الجوي والمدفعي، وترك العشائر التكفل بمعالجة الوضع الأمني وحدها من دون تدخل ، وهي قادرة على ذلك، رافضا في الوقت نفسه التوجه إلى بغداد لمقابلة المالكي والتفاوض معه ، الذي لا يستحق مثل هذه الثقة به، كما عرفته وقابلته من قبل ، أضاف الشيخ علي حاتم سليمان، مضيفاً: أما إذا رغب المالكي التفاوض على ارض الأنبار فان عشائره لازالت تمتلك مضايفها العربية العامرة بالشيوخ.، رافضاً اقتراح الحمداني ان تكون النجف أو كربلاء مكانا للقاء والتفاوض مع المالكي أو من يمثله.


من جانب آخر كتب السيد نزار العبيدي على صفحة أنور الحمداني التعليق التالي :
( ... اين كانت هذه المبادرة عندما كانت تقصف المنازل وتزهق أرواح الأطفال كان الأستاذ ملتفت الى قضية البسكت للتسقيط السياسي وترك الأطفال يموتون تحت القصف العشوائي على منازل المدنين .... نسأل الاستاذ أنور: من يتحمل دماء المدنين التي سالت من جراء تغطرس المالكي يجب قبل الهدنة يجب محاكمة المسؤولين على قتل الأبرياء من أهل الرمادي والفلوجة والمحاكمة للمالكي بالتحديد . من ثم بعد ذلك يكون الحديث عن مبادرات ) .


إن قناة البغدادية التي طرحت نفسها على الساعة التاسعة من مساء 26 كانون الثاني 2014 وسيطا وطنيا محايدا بين الحكومة العراقية وجيشها وبين عشائر الانبار في مبادرة ستنقل حواراتها ومناقشاتها على المباشر وتكون مفتوحة لطرح الطرفين مطالبهما وأفكارهما وتصوراتهما حول مستقبل الحلول لوقف ما أسمته المبادرة " الفتنة" وكما وصفها أنور الحمداني من دون الاشارة ولو بجملة واحدة عن مشعليها. كما وعدت ادارة البغدادية بانها ستسعى الى جمع كافة الأطراف ذات الصلة على طاولة الحوار ونقل ذلك الحوارعلى المباشر من خلال شاشتها ليطلع عليه الشعب العراقي.


هذه القناة التي ذرفت دموع التماسيح فجأة على دماء العراقيين تناست وعدها تماما بعد أقل من ساعة من انطلاق الجولة الأولى في الحوار مع الشيخ علي حاتم سليمان ذهبت إلى الاتجاه المعاكس حين قدمت في أول نشرة أخبار تالية لها على الساعة العاشرة مكررة بأخبارها وتعليقاتها نفس اتهامات حكومة المالكي ومزاعم ضباط جيشه واصفة مقاتلي العشائر والثوار بأنهم من " داعش" وإنهم إرهابيين هاجموا القطعات العسكرية في النعيمية اليوم، متهمة إياهم بقتل الجنود واختطافهم، ومحملة أهالي الفلوجة المسؤولية عن وجود "داعش" و " الإرهاب" في المدينة .


البارحة فقط كتبنا مقالتنا المنشورة بالأمس يجدها القراء الكرام على الرابط التالي، وقد عممتها وكالة الأخبار العراقية، وتناقلتها عديد المواقع الالكترونية بعنوان [ وطن تسكنه الفجيعة والانهيار.. فضائيات البترو ـ دولار في لبوس العار والشنار]


http://www.iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=64178


والتي جاء فيها :
[ ... أيحق لنا أن نتسائل في زحمة الانهيار الشامل للقيم في بلادنا : هل هناك من وطن تسكنه الفجيعة كما تسكن الفواجع العراق اليوم . ومما جاء في مقالتنا أيضا عن فضح الإدوار الخبيئة والارتزاقية لبعض الفضائيات التي تسمي نفسها " عراقية" مثل : ( قناة البغدادية وغيرها من القنوات التجارية التي يبدو أنها وجدت لها أبواب وأرزاق ومواد إعلامية متوفرة لتنشرها على مدى الساعات الليلية والنهارية ، وأضحت وغيرها من سائر الفضائيات تبيع ولاءاتها واستعدادها لتفضيح من يطلب منها تعرية خصومه تمهيدا للحملة الانتخابية، حسب الطلب ولخدمة من يدفع أكثر. وتتصدر فضائية الشرقية المشهد الإعلامي بسياسة تضليلية لا يمكن فرزها تماما كخط معارض ومقاوم لما هو قائم في العراق، وقد خلطت علينا بطريقة ديماغوجية إمكانيات الصفاء في الرؤية الوطنية الخالصة، وهي تلعب عبر الكثير من عناصر خطابها الإعلامي لعبة الصد والغزل، وحتى المراودة مع النظام القائم في العراق ومع كثير من رموزه الموغلة في الخيانة الوطنية. وتبدو ضرتها فضائية البغدادية أنها باعت ولائها نسبيا رغم أنها لم تتمكن في يوم من الأيام ان تقف بحيادية بين ظروف الماضي والحاضر للعراق. ]
ليلة الامس سمعنا انور الحمداني يجيب احد الإخوة من أبناء الفلوجة عن أسباب تجاهل قناة البغدادية لمأساة أطفال الفلوجة، بدلا من المتاجرة بقضية البسكويت الفاسد. وكما قلنا كان أنور الحمداني مرتبكا ومتلعثما وهو يفبرك جوابا كان غير مقنع لمستمعيه، مختتما جوابه بإطلاق العنان لأغنية عراقية مسجلة في فيديو كليب، كانت تمجد قادة الصحوات من أمثال أبو ريشة المقبور الأول وأبي ريشة المأجور الثاني، مما دفع الأمر بأحد المواطنين العراقيين بإضافة تعليقه عن تصرفات " المواطن أنور الحمدانيط على صفحته الفيسبوكية جاء فيه:


( ... أخي أنور لم تكن موفقا اليوم في تبريرك لعدم متابعة قناتكم أو برنامجكم لأحداث الأنبار والمعارك والقصف اليومي لسكان الفلوجة والخسائر في الأرواح بين المدنيين هناك، وقطعا البسكويت منتهي الصلاحية لن يكون اخطر من قذائف المدفعية والدبابات على رؤوس الأبرياء من أهل الفلوجة، وليس على رؤوس "داعش" . ) .


بالأمس كتبت مقالتي الأخيرة ، والتي وضعتها بكامل نصها وروابطها الالكترونية متعمدا في بريد صفحة " المواطن انور الحمداني" واذكر الآن القراء الكرام بآخر مقطع ورد فيها :
( ... أما ضرتها البغدادية المتاجرة بفضيحة البسكويت ونقل الأخبار من نقلها المباشر في ستوديو التاسعة وغيره من فيلات ومضافات بهاء الأعرجي ومكاتب سادتها الجدد من قادة تيار الأحرار فلم تجد البغدادية ضيرا من تذكر الفلوجة البارحة وبجواب يذكرنا بالمثل " رب قول أقبح من فعل " ردا على رسالة مواطن من أهل الأنبار يعاتبها هذا الجفاء والتجاهل عن نقل مأساة أطفال الفلوجة بدلا من الارتزاق والتكرار الممل لفضيحة البسكويت. لقد عبر ذلك المواطن الأنباري في مخاطبته الدعي أنور الحمداني عن استعداد الجياع والمشردين النازحين من القصف قبول هضم وأكل هذا البسكويت الفاسد، حتى وان كان ساما لصد غائلة الجوع التي تنهش أمعاء أطفال الفلوجة، وكان جواب الحمداني مفضوحا في تبريراته الحشلوكية ووصل به الأمر أن اختتم تلك الفقرة من رده بإطلاق العنان لفيديو كليب غنائي كان يُمجد ضمن فقراته بصور وبطولات العميل أبو ريشة والصحوات الخائنة المقاتلة إلى جنب مليشيات المالكي ) .


نتسائل ، كما يتسائل العراقيون : ما الذي تغير خلال 24 ساعة فقط في كواليس وحسابات البغدادية وماذا تم من صفقات مشبوهة في بازارات القاهرة وبغداد السياسية والاعلامية حتى تلتفت قناة البغدادية فجأة ودون سابق مقدمات لتعلن " صحوتها الإعلامية " بمبادرتها الجديدة حول مأساة الأنبار وتقدم مبادرتها ( .. لإطفاء نار الفتنة ) ، في حين ظلت برامجها الإخبارية المعتادة كلها، ومن دون استحياء، وهي تلوك بمضغة ما تريده منها حكايات وأساطير حكومة المالكي عن " داعش" و " الارهاب" والتطبيل الأجوف حول مكافحة الإرهاب وتحكي عن اختفاء وهروب عناصر " داعش" في الانبار، وسيطرتها التامة على الفلوجة وتتناسى الدور الحقيقي لـ " ماعش" ولمن لا يعرف " ماعش" فهي اختصار عنوان [دولة المليشيات الايرانية في العراق والشام].


هل تجندت البغدادية كي تكون "صحوة اعلامية" مدفوعة الثمن تحاول بها استدراج الشيخ علي حاتم سليمان أو غيره ولنقل الفتنة المطلوبة بين رجال العشائر الأنبارية وغيرها؟ ، ام انها مجبرة تحت سيل لعابها أمام ملايين الدولارات التي يوزعها مستشار المالكي للإعلام علي الموسوي يدفعها من خزينة الدولة العراقية المنهوبة؟ ، أم ان البغدادية وأخواتها يسارعن الى إلقاء طوق النجاة لإنقاذ رقبة المالكي المنحدر في مهاوي السقوط المحتوم في قمامة التاريخ كمجرم وقاتل لا محالة.


ان غدا لناظره قريب

 

 





الاثنين ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة