شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما تتعرض البلدان الى الغزو والاحتلال , فان الشعوب ملزمة بالمقاومة , لان ذلك يمثل شرف وجودها وشرف انتمائها للارض وشرف دفاعها عن قيشمها ومقدساتها , وادنى ذلك هو الدفاع عن النفس , لقد تعدت ادارة المجرم بوش على كل قيم الارض واستحقاقات الشعوب وما اقرته رسالات السماء من حقوق للبشر, وكيف يجب ان تصان تلك الحقوق من اجل ادامة الحياة واستمرار قوانينها الحاكمة , فعبرت البحار وجيشت الجيوش فاحتلت العراق بالقوة ومارست قواتها شتى صنوف القتل والنهب والسرقة وهتك الاعراض , ودمرت هي وحلفاؤها كل ما بناه العراقيون وما استطاعوا انجازه , منذ تاسيس النظام الوطني في العام 1921 وللوقت الحاضر, لقد استخفت امريكا بالشرعة الدولية وبالنظام الدولي وقوانينه , ولم تبال بكل نداءات العالم ومؤسساته الدولية ومنظماته الانسانية , التي عارضت الحرب وارادت منع وقوعها , بما في ذلك نداءات بابا الفاتيكان فكان الاحتلال باطلا وهذا ما اكده امين عام الامم المتحدة السابق السيد كوفي انان في الخامس عشر من ايلول عام / 2004 بقوله ( ان الاحتلال الامريكي للعراق غير شرعي وغير قانوني وهو خرق وتجاوز على ميثاق الامم المتحدة وشرعتها الدولية ) ومن هنا فان ردة الفعل الغريزية لشعب العراق , عندما تصدى للاحتلال وقاومه , كان نتيجة طبيعية ومنسجمة مع خواص هذا الشعب وخواص الشعوب الاخرى , التي قاومت الاحتلالات التي تعرضت لها , فهو شعب يمتلك ارثا تاريخيا كبيرا , يمكنه ان يقود مقاومة وطنية تستطيع الاجهاز على المحتل ومشروعه في العراق وفي المنطقة , والعمل على طرده من ارض الوطن , لقد هب العراقيون بمختلف شرائحهم لمقاتلة الغزاة , فشهد العاشر من نيسان / 2003 وما تلاه تصديا شجاعا ومقاومة للقوات الامريكية والبريطانية , التي كانت تجوب شوارع بغداد ومدن الجنوب , وبعد ان نظمت المقاومة نفسها في جيوش وفصائل , وتوسعت لتشمل محافظات العراق , اخذ المحتل يحسب لها الف حساب بعد ان اوقعت به خسائر جمة في الارواح والمعدات , فارغمته على اعادة النظر في حساباته فكان قراره بالانسحاب في نهاية العام / 2011 بعد ان تم توقيع اتفاقية الاذعان بين المجرم بوش وعميله نوري المالكي , لكن بقي للاحتلال وجود , فله سفارة كبرى تضم الالاف من الموظفين والخبراء والعسكريين , ولديه شركات امنية مدججة بالسلاح , وقواعد حربية ناهيك من ان الاتفاقية الامنية سيئة الصيت كبلت العراق وجعلته تابعا يدور في فلك امريكا , كما كبلت معاهدة 1930 العراق وجعلته رهينة لبريطانيا ,وهنا يبقى السؤال الحاسم والمهم والذي لا يمكن ان يسقط من عقول والسنة العراقيين , الذين اكتووا بنيران الاحتلال وافعاله الجبانة , والتي فاقت حد التصور في الامعان بازهاق الارواح وانتهاك الحرمات والتعدي على شرف الرجال والنساء , فهل هناك اغلى من الكرامة والعرض والشرف والناموس , السؤال الذي غطى اوساط المثقفين والمفكرين والدارسين والسياسيين والبسطاء من الناس , هو هل يبقى الحال على ماهو عليه الان بعد مرور احد عشر عاما على احتلال العراق ؟ وهل يمكن الاعتماد على مظاهرة هنا واعتصام هناك ؟ او بيان او تصريح من على شاشات الفضائيات برفض وادانة ما يدور من احداث في العراق ؟ او هل تكتفي فصائل المقاومة بالتعرض على قاعدة امريكية او الية عسكرية لقوات الحكومة المعتدية على الشعب وحقوقه ؟ وهل يمكن الانتظار لطرح مبادرة دولية ومن اطراف تريد لشعب العراق الخلاص من هذا المازق الخطير ؟

 

وهل يوجد هناك من تحرك ضميره لما يجري في العراق من قتل وسفك لدماء الابرياء كي يطرح مبادرته تلك ؟ وهل ان الادارة الامريكية وصلت الى قناعة ام بعد بان الوضع في العراق لا يمكن حله الا بسماع مطاليب المعارضة الوطنية العراقية ومقاومتها الشجاعة والجلوس معها ؟ ان العراقي المؤمن بحقوقه لا ينتظر الان حلا يحفظ له كامل حقوقه ويعيد للعراق وجهه كعراق واحد موحد خالي من الاحتلال واثاره , وان هذا المطلب لا تاتي به انصاف الحلول التي يحاول البعض ترويجها ,ومنها التعامل مع العملية السيساسية , ان خيار المقاومة الوطنية الشجاعة ,هي وحدها التي تستطيع ان تجبر كل الاطراف , امريكية كانت ام اقليمية , بالاعتراف الكامل والصريح بحقوق شعب العراق , التي هدرت على يد امريكا وحكوماتها التي جاءت بها ونصبتها على راس السلطة في العراق , فالذي له تاثير ووجود على الارض هو وحده القادر على تركيع من تورط باحتلال العراق , ومن قتل الشعب وسرق الثروات , ان يعترف صاغرا ويقر بالحقوق المشروعة له, وبعكس هذا الخيار فسيبقى العراق رهينة لامريكا ولكل الدول الطامعة فيه , وسيبقى الشعب في دوامة العنف الطائفي وفريسة للارهاب والارهابيين والقتلة المأجورين الذين لا يابهون بسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها الابالحق , وما من خروج من النفق المظلم .

 

 





الجمعة ٢ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو مجاهد السلمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة