شبكة ذي قار
عـاجـل










يتوهم المالكي أنه أذل العراقي أحمد العلواني وأخزاه بالصور التي روّجها عن لحظات القبض عليه واعتقاله وما درى أنه بهذه الصور التي أظهرها له رفعه في نظر العراقيين وسقط هو من أنظار كانت مازالت مخدوعة به.


اقترب العلواني من العراقيين خطوة فاقترب منه العراقيون خطوات، وهو على رأي الشيخ كاظم عنيزان فضّل أن يبقى صاهلاً مضحياً بكل شيء على أن ينضم إلى جوقة الناهقين حول المالكي الطائفي الذي بان معدنه الرديء لكل ذي عينين منذ أول يوم.


الحرص على المنصب والجاه الكاذب والمال مقابل التضحية بأبناء الوطن لا يفعلها عراقي مثل العلواني، وإنما يفعلها غيره من الذين يمدون رقابهم للذبح منتظرين الدور كالخراف في قطيع.


ما علينا.. كنت إلى ما قبل اعتقاله أنظر إليه نظرة المتشكك فقد اقتنعت منذ الاحتلال بأن من يمد يده لمصافحة المحتل ويقبل بعمليته السياسية مهما كان هو شخص ملوث، ولكن الاعتقال بشرف يجبّ ما قبله ويغسل المرء من الأدران كلها، واعتقال العلواني مع فجيعته بأخيه الشيخ علي وزوجه سجلته في دفتر العراق شريفاً رفض بيع شرفه وأبياً أبى أن يحني رأسه ومخلصاً وجد أن من الخيانة أن يخذل أهله وليتنا نجد بين سياسيي أحزاب الدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة وغيرها نموذجاً مشرفاً كالعلواني، ولكن من أين يأتي الشرف للطائفيين؟


سيتحول العلواني إلى رمز وطني إذا ظل ثابتاً على موقفه، ولا أظنه سيفرط بهذا الشرف الثمين الذي حازه، وقد يكون هو شرارة ثورة العراقيين المنتظرة، وقد يكون هو شعلان أبو الجون هذا القرن، فلا عشيرته ستسكت على ضيمه ولا العراقيون الشرفاء الذين يهمهم العراق لا طوائفهم سيواجهون اعتقاله بالصمت، ولا عشائر العراق ستبلع الإهانة التي نالتها جميعا باعتقاله، ودعك من الشيوخ البضائع والسلع الذين يمكن أن تشتريهم بالمال وتبيعهم بأبخس الأثمان.


كشف العلواني بوقفته الشامخة وتحمله الأذى أن الديمقراطية المدعاة مجرد أكذوبة جازت على السذج والجهال، وأنها على رأي الممثل العراقي القدير والبارع بهجت الجبوري (ديمقراطية مسلفنة) وأنت لا تدري إذا فتحت غلاف السيليفون ماذا يظهر لك تحته أبضاعة جيدة أم بضاعة رديئة مكانها أوعية الأوساخ والأزبال.


لكني أحذر من أمر جد خطر وهو أن بعض دعاة التقسيم والأقلمة وجدوا في وقفة العلواني العراقية متنفساً لإعادة الكرة في طرح مشروعهم الأعرج في تجزئة العراق وتفتيته والمطالبة بالإقليم، والعلواني صار رمزاً للعراق واعتقاله إهانة كبرى لأهل النجف قبل أن تكون لأهل الأنبار وكذلك لأهل كربلاء والديوانية والعمارة والناصرية والبصرة والسماوة والحلة وأربيل والسليمانية ودهوك وغيرها قبل أن تكون إهانة لأهل الأنبار الكرام وعشيرة البو علوان الماجدة، فكيف ستكون هذه الوقفة التي صارت عنواناً للعراق كله عاملاً من عوامل تسويغ الإقليم؟


إن العلواني يدفع ثمن تجرئه على فضح المشروع الإيراني ومهاجمة الولي الفقيه ووقوفه بوجههما في محافظة يرى الولي الفقيه وتابعيه في سلطات بغداد أن سكانها من أبناء يزيد الذين هم أعداء أبناء الحسين الذين يتوهمون أنهم هم، بينما الحسين براء منهم ومن وليهم الفقيه إذ شوهوا تراثه وتراث جده وأبيه وأبنائه وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام جميعاً، بتمزيقهم وحدة المسلمين وترويجهم ديناً لا يعرفه الحسين ولا جده ولا أبوه ولا أخوه ولا أبناؤه ولا أهل بيته ولا شيعتهم الثابتون على هديهم.


الرحمة للشهيد علي العلواني والصبر والثبات لأخيه أحمد ونقول له إن العراق يستحق أكثر من هذه التضحيات، وأن هذه التضحيات هي التي تنعشه وتعيده وطناً للعراقيين جميعاً، ونقول لجرذان المنطقة الخضراء إن يوم العلواني له ما بعده ولن تفلتوا من عقاب العراقيين حتى لو كنتم في بروج شيدتها لكم أمريكا وإيران.
 

 





الاحد ٢٦ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة