شبكة ذي قار
عـاجـل










يا قمر الزمان
قالت ماجدة من ماجدات عراقنا الحبيب، كل أصوات حرائر العراق فضلا عن أصوات غيرهن من حرائر العرب والمسلمين بُحّت بنداءات الاستغاثة تستصرخ كل الأسماء .. فلم يجبهن بعدك أحد .. !!
لم يجبهن أحد من أصحاب الفخامة ولا السيادة ولا السمو ولا الجلالة .. !!


لم يجبهن أحد من الآيات .. ولا الحجج ولا أصحاب الفضيلة و السماحات ..
لم يجبهن أحد من الفرسان ..
ولا فرسان ..
ثم لما استيأسن خلَصْن نجيا .. وعُدن يهتفن ويصرخن كما كن قبلا يفعلن .. ويستنجدن باسمك ..
( واصداماه!! ) .


***


يا قمر الزمان
لا زال وجهك المشرق صبيحة يوم عيد .. يومئ إليهن وإلينا ،أنْ صبرا فإن لنا معاد .. ولا زالت عيوننا أجمعين ترقبك قادما من قلب النهر ،بعد أن يفرغ الرفاق حقائبهم الملأى بالأسلحة .. والعتاد ..


***


يا قمر الزمان
منذ صبيحة يوم العيد .. ونحن نتملى المشهد في كل أفق رحيب .. ونرقب طلوعك من بين شظايا الموت ..
الموت الذي تكدست شظاياه من حولك وبين يديك ..
منذ صبيحة العيد ونحن نرقب عيداً .. يبدعه الله كما أبدع عيدنا ،بفداء اسماعيل جدك في القدم ..
منذ صبيحة العيد ،ونحن في ذهول .. نرقب بعيون الدهشة .. وانتظار المعجزة .. كيف ستجيئ!!


***


يا قمر الزمان
كنتُ واحداً ممن يرقب ،وكان العابرون كثير .. ولا إشراقة وجه فيهم لأحد .. وذات رجاءِ طلع وجه له بريق وجهك الدري .. والتماعات جبينك الوضاء .. وله نفس جمالك وكمال روحك يا أباعدي ،وله قامة فارعة تشبه قامتك التي تطاولُ السماء .. لم أكن أتبين .. أهو ملاك يسيح في الأرض .. أم ممن يعمرون جنان الله في الاعالي ،أم شيءٌ غير ذلك ..


سمعته يتحدث عنك بإكبار .. ويردد في ندائك ( أبا عدي!! ) ،فأحببتها كنية لك ،وهي تترقرق من شفتيه يا أباعدي .. وها أنا أناديك بها ،منذ أطربني وهو يناديك بها ..


***


أبا عدي ..
كان ذلك الكائن السلوة والآية والمعجزة .. يذكّر سهيلا بك .. ويحمل في عينيه كل وميض العزم المترع بالمعاناة والإصرار التي افتقدتها فيك ..
حدثني أنه مثلك ،فقد الأبناء والأحبة .. ومثلك فقد الملك .. فقد الوطن مثلك ،بعد أن غصبه الغاصبون ومثلك قال ..


أنه لم يفقد إيمانه بالواحد القهار .. وظل يقاوم ..
أتراه كان ظلك أم خيالك أم ملك يتشبه بك؟


***


حدثني يا أبا عدي .. بكلمات كانت تتنزل على قلبي ،مجللة ببهاء قلب طاهر وضاء ،لا يشبهه إلا قلبك .. وبعزم صادق لا يشبهه إلا عزمك .. وبمحبة للخلق ورحمة لا تشبهها إلا رحمتك ومحبتك ..


***


يا أبا عدي ..
تظلّلتُ به كما يتظلل العابر اللائذ من هجير الشمس بظلال نخلة ..
سبّحت الله ،وأنا أرمق سبحات وجهه المتلألئة بالنور ..
أدمنت النظر إلى صورته .. وسماع حديثه الشجي البهي ،الذي لا يذكّر إلا بك ..


أجلسني بجواره ،كما كُنت تجلس محبيك إلى جوارك .. خاطبني وناجاني ،كما كنت تفعل مع من تقربهم إليك ،من عباد الله البسطاء مثلي ..
أكرمني مثلما كنت تكرم من وصل إليك ،حتى أحسست بحنان أمي فيه ،ورعاية أبي عنده .. وكلما يخطر لك على بال أيها القمر البابلي ..


***


أجل يا أباعدي .. كان كأنه أنت ولا غيرك ،أو كأنك أنت هو ولست غيره ..


أبا عدي ..
ثم غاب عن وجهي .. في لحظة لا تشبهها إلا لحظة غيابك ..
أجل غاب .. وما كان أحد في الكون أحوج مني إليه كي يواسيني بفقدك .. فأبدل لي غيابه بعد الأنس وحشة وبعد الوجد فقداً .. وأسلمت لله وجهي ..


***


أبا عدي ..
فأضاء بين جوانحي أمل يتوهج ،وائتلق يقين يزهر كأحاديث الشجن ..
ويسافر كأطياف الشوق ..


ويقيم في الوجدان ،كبشارات الله في قلوب أنبيائه وأوليائه وصالحي عباده من المؤمنين ..
أمل ينبؤني أن صاحبي ذاهب أليك ،كي يجيئ بك إلينا .. في رحلة الموعد الحق ..


***


أبا عدي ..
وهاأنا قد عُدتُ إلى قارعة الطريق .. حيث وجدني صاحبي ،أرقُبُ ظهوركما معا ،في موعد لا أسأل عنه أحدا بعدكما إلا الله ..


***


أبا عدي ..
أبت الخواطر والآمال أن تنعقد إلا عليكما ،أو تسافر إلاً إليكما .. ليس لأنكما أنتما .. أنتما ..
ولكن لأن الله مبدعكما وخالقكما .. وجاعلكما حجتيه على العالمين ..
فمتى تجيئان معا أيها القمران .. !!
 

 





الاحد ٢٦ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار سعد - ( سهيل اليماني ) نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة