شبكة ذي قار
عـاجـل










الباحثون عن خلاص للوطن لن يجدوه في العملية السياسية التي فرضها المحتل ولا في منتجاتها وإفرازاتها، وإن فعلوا فسيكونون مثل من ينتظر حصاد بذور زرعها في أرض كلها صخر أو في أرض يباب.


والقاعدة الفقهية تقول ( لو كان لبان )، ويعني لو أن مثل هذه العملية الشريرة تنتج خيراً لأنتجت في تجارب شعوب العالم التي تحررت من ربقة الاحتلال، فتلك الشعوب لم تتحرر ولم تتخلص من المآسي التي زرعها لها الاحتلال إلا عندما صممت مشروع خلاصها بيديها.


والعراقيون صمموا مشروع خلاصهم، منذ الأيام الأولى للاحتلال، عندما انطلقت مقاومتهم الباسلة وأثخنت المحتلين بالجراح ودوختهم بأساليبها المبتكرة التي لم تخطر على بال الغزاة، حتى نظفت أرض العراق منهم، على الرغم من المشاريع التي أنتجها المحتل لمواجهتها وتشويه وجهها النقي من شراء ذمم وترويج للطائفية وإنشاء ( صحوات ) وأعمال عنف نفذتها شركات مختصة اعتمدها من أمثال ( القاعدة ) وسواها، وحالياً ( داعش ) وشقيقاتها، إلا أن مقاومة الشعب أفشلتها جميعاً.



كان الظهير القوي للمقاومة العراقية المسلحة مقاومة سلمية في كل اتجاه وحاضنتها الشعب .. الشعب كله .. وفي وقت مبكر طرحت المقاومة الوطنية برنامجا وطنيا لتحرير الوطن، على الرغم من أنها كانت المقاومة الأولى المظلومة في العالم فلا حواضن لها من دول الجوار ولا دعماً مادياً أو إعلامياً يسندها إلا من شعبها ومع ذلك فإنها حققت ما لم تحققه مقاومات الدنيا كلها ..


اليوم، إذا أردنا أن نبحث عن حل لمأساة شعبنا فإن الحل هو المقاومة ولا شيء سواها، فهي الدواء الشافي لجراحات الوطن العميقة، ومن أراد الخلود فما عليه إلا الاتجاه صوبها والعمل ضمن أنشطتها ووفقاً لبرنامج التحرير الذي طرحته منذ وقت مبكر، وقلب الوطن يسع الجميع حتى من وصل بخطيئته إلى النهاية وأراد الاعتذار من العراق فسيجد له مكاناً في قلب الوطن الحاني.


حاول حسنو نية البحث عن حل من خلال انخراطهم في العملية السياسية الاحتلالية ووصلوا إلى قناعة هي أن الأسلوب الذي اختاروه كان مشكلة أخرى، ووجدوا أنفسهم في قفص اتهام شركائهم الذين خططوا للاستحواذ على كل شيء، وذلك هو ثمن الطعم الذي تلقفوه بشهية في البداية والذي اسمه ( المحاصصة الطائفية )، فعاد بعضهم إلى أحضان الوطن مستغفراً وأخذت بعضهم الآخر العزة بالإثم أو العزة بالمكاسب الحرام فظل كافراً بالوطن وبالشعب.


ولو لاحظنا فإن الحلول التي وضعها المحتلون وروج لها من جاء معهم لم تلق هوى في نفس الشعب مثلما لقي خيار المقاومة. لذلك فإن المقاومة الوطنية هي المبتدى وهي المنتهى، وهذا ما قلناه من البداية ولن يصدق سواه في النهاية لمن أراد مخلصا البحث عن خلاص لهذا الوطن.


والآن، نقولها أيضاً : إن الانتخابات التي ينتظرها بعض الناس في نيسان المقبل ما هي إلا محض خدعة انطلت على السذج من الناس ويراد لها أن تنطلي على الناس جميعاً، فإذا كان المخدوعون ينتظرون من هذه الانتخابات أن تخلصهم من سوء فإنها ستسلمهم إلى أسواء ألعن، ثم سيكتشف الجميع أن ( كل الشرايع زلك ) والعبور لن يتم إلا من خلال المقاومة العراقية التي باستطاعتها هي فقط أن تعدل الميل وتزيل الخراب وتكنس ما فرخه المحتل في أرضنا الطيبة من فايروسات فتكت بالأخضر واليابس وتحصد أرواح العراقيين يومياً.

 





السبت ١٨ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة