شبكة ذي قار
عـاجـل










إعتبر المحتل الأمريكي ما أسموه بالديمقراطية والإنتخابات الوسيلة المضمونة  للسيطرة على الدول التي تخضع لهيمنته ، وذلك من خلال تنصيب عملاءه حكاماً على تلك الدول .. تلك الديمقراطية التي تظفي من خلال مايسمونها الإنتخابات التي تشرف عليها هيئات ومفوضيات ولجان لايعرف أحداً كيف جاءت ومن قام بتعيينها ومن هم الذين يوجهونها بالخفاء لتنفذ ماتريده منهم الأطراف المحتلة ، ومع كل ذلك فهم يعطونها صفة الإستقلال وعدم الإنحياز ....!!! . وهكذا كان الأمر بالنسبة لما يحدث الآن في العراق المحتل من نشاط بين الأحزاب الدينية والطائفية والعنصرية ومجاميع الإنتهازيين الذين لم يحققوا وجودهم إلَا في ظل الإحتلال ....

 

إنها ديمقراطية ( ولاية بطيخ الذي يتساوى فيها الفطير بالمستروح ....!!! ) وديمقراطية اللأهثين وراء المال الحرام على حساب لقمة العيش لأبناء لأبناء الوطن .. ولا يمكن أن ينجح المحتل في السيطرة على الأمور في البلدان التي يحتلها إلّا من خلال تطبيق هذا النوع من الديمقراطيات التي تحقق هدفين رئيسيين في آن واحد ؛ هما الفوضى السياسية وتضليل المواطنين بما تطرحه الأحزاب من مفاهيم توصلهم للإقتتال والإنقسامات الطائفية والعنصرية والدينية . وهذا هو مايدفع به شلة الضلالة من الأحزاب في هذا الوقت الحاسم من عراقنا الحبيب ...

 

وفي هذا المجال لابد لنا أن ندخل في خضم ( المعمعة ...!!! ) التي يخوضها عملاء الإحتلال في العراق ، متسابقين مع بعضهم البعض ليفوزوا بعار حماية مصالح المحتلين ، ونشير إلى أن هذه الدورة من الإنتخابات ، وكما هو الحال في الدورات الإنتخابية السابقة ، سيقع المواطن العراقي أمام إبتزاز كبير وهو يذهب ليلوث سبابته بحبر الموافقة على بقاء سيطرة المحتل على أرضه ومقدراته وثرواته الطبيعية .... وسيرى إبن الرافدين بعد إنتهاء هذه الإنتخابات بأنه لم يستطيع أن يغير أي شيء وسيرى أن السيء سيتحول إلى أسوء ، بل سيتحول الإحتلال إلى غولٍ أكثر شراهة مما هو عليه الآن . وخصوصاً لما سيحصل عليه نظام ولاية الفقيه في طهران من أراضي عراقية حدودية وحقول لآبار نفط عراقية وسيطرة عسكرية وميليشياوية لكبت أنفاس العراقيين من دون تمييز بالطائفة والعنصر والدين ...  

 

واللعبة الإنتخابية التي يواجهها العراقيون هذه الأيام تتميز ، رغم سوء سابقاتها ، بتكشير نظام ولاية السفيه عن أنيابه ليبدأ بتنفذ عملية القضم بالأراضي والمياه والثروات النفطية العراقية بالتواطؤ مع أحزابه الطائفية التي نشأت وترعرعت في كنف المجوسية الفارسية وبالحكومات التي تتمخض عنها نتائج تلك الإنتخابات التي دمرت العراق ، وخصوصاًعلى يدي البلطجي والمليشياوي نوري كامل أبو ( مايطيه ) ، ويرفض ( بالديمقراطية الجديدة ...!!! ) أن يترك موقعه كرئيس لما يسمى رئاسة الوزراء ، وأي وزراء الذين يحتويهم هذا المجلس ...!!!؟؟؟ ، فقد إحتكر هذا البلطجي على كل الوزارت الأمنية بالإضافة لوزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة التي كان ينوي على ما يبدو أن يقود بها هذا الجيش الميليشياوي ليفتح به مايسمونها العراقيون إستهزاءً ب ( جنة قلعة) ...!!! ...  

 

إن الزيارات المتتالية لرموز هذا النظام الذي أوجده الإحتلال من شيعة وسنة وبشكل عام إلى إيران لمقابلة قادة نظام ولاية الفقيه ، يدلل في ظل هذه الظروف الإنتخابية على أن أمريكيا  وإسرائيل قد كلفتا شريكتيهما في إحتلال العراق إيران التي أصبح فيها نظام ولاية الفقيه هو  المفوضية العليا للإنتخابات العراقية القادمة ...!!!  ... وهو الذي يقرر من يتولى الأمور الرئيسية ورئيس الوزراء القادم وماعليه فيما يتخذه من خطوات من أجل تسهيل الأمور لإيران وأمريكيا والكيان الصهيوني في إبتلاع العراق وتقاسم السيطرة عليه وعلى شعبه بكل طوائفه وأعراقه ، وعلى جميع ثرواته وكل مقدراته ...

 

وكانت زيارة المالكي الأخيرة بعد إستدعاءه من حكومة ولاية الفقيه تستهدف تعبيد الطريق لإيران في جملة قضايا تتعلق في حسم الأمور لما يريده الإحتلال ، فيما يلي الأهم من هذه الأمور ...

 

1 ) تصعيد حملات التهجير للمكون السني من محاقظات الجنوب والفرات الأوسط ومحيط العاصمة بغداد ، ليسهل لنظام ولاية الفقيه السيطرة على عاصمة العراق بغداد نزولاً إلى الجنوب حتى البصرة ، وهذا الهدف يطرح على جميع مَن يُستَدعون إلى طهران من قادة الأحزاب الطائفية التي نشأت في كنف ملالي طهران . كما أن وجود المنافسين من المكون الآخر الذين يُستدعون إلى طهران  لابد أن يُدفعوا بهذا الإتجاه لكي يتصاعد فيه الأمر للحرب الطائفية لينفذ نظام ولاية الفقيه من خلال هذا الواقع ليحتل مايحتله من أرض العراق ( ولكن هيهات لما يريده هؤلاء الملالي في أن يوصلوا أبناء الرافدين المتوحدون بطوائفهم وأديانهم وأعراقهم لما يخططون له ، فأبناء العروبة في العراق من سنة وشيعة ومسيحيين وأكراد وتركمان وغيرهم قد عرفوا غايات الفرس وهم يخططون لجعل العراق العربي فارسياً عبر القرون الطويلة .....!!! . )

 

2 ) فتح جنوب العراق ليصبح الإمتداد يسيراً وسهلاً لإحتواء دول الخليج العربي وأرض الجزيرة العربية  ، فإيرن تسعى لأن تكون إمبراطورية تنافس حتى حليفتيها أمريكيا والكيان الصهيوني في السيطرة على قوة العرب في موقعه الجغرافي المتوسط للعالم ، والذي كان سبباً من أسباب إسقاط نظام البعث في العراق الذي كان يدعو لوحدة العرب .... ولهذا السبب سارع عملاء إيران بعد إحتلال العراق إلى رفع النجمات الثلاثة التي تزين عَلم العراق لأنها تمثل إتحاد الدول العربية الثلاث ( مصر وسوريا والعراق ) ، ولولا خوفهم من الشعب وإتهامهم بالإلحاد لرفعوا حتى عبارة ( الله أكبر ) التي خطها شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله بيده الكريمة من علم العراق الذي أكد نظام البعث فيه عروبة العراق وإيمانه بالله بعكس إيمان نظام ولاية الفقيه وحليفيه أمريكيا والكيان الصهيوني ...

 

3 ) ومما يريده نظام ولاية الفقيه وكذلك حليفيه في إحتلال العراق أن يستمروا في التخلص من شباب العراق ( جيل المستقبل ) بالقتل عن طريق التفجيرات في وسط تجمعاتهم وإلتزام المليشيات التي تقتلهم بالأسلحة الكاتمة وغيرها من الأسلحة ، وأن تزيد الحكومات التي تأتي بها ديمقراطية الموت التي جاءت يها أمريكيا وإنتخاباتها التي كُلفت إيران بتزويرها من حملات القتل لشباب العراق ... ومما يريده نظام ولاية الفقيه ممن سيفوزون بتزويره للإنتخابات القادمة في العراق أن يسمحوا لكل الميليشيات التي يُنشئها ويدربها في إيران لقتل العراقيين من كل الطوائف ويساعدونها في مهماتها الخاصة بإثارة النعرة الطائفية التي توصل أهل العراق إلى الحرب الطائفية ، وكذلك مساعدة هذه الميليشيات في الإنتقال إلى تنفيذ مهامها الإجرامية في الدول العربية كدول الخليج العربي والسعودية وسوريا والأردن ولبنان ووصولاً إلى اليمن في جنوب الجزيرة العربية  ....

 

وأخيراً .... فإن الإنتخابات القادمة في العراق هي أتعس من سابقاتها فكل من سيأتي هو مكمل لما قدمه المالكي ومن سبقه من خدمة لدول الإحتلال وعلى وجه الخصوص إيران ونظام ولاية الفقيه فيها ... ونقول أن تحرير العراق لايأتي بالإنتخابات التي ستزورها إيران بل عن طريق الثورة .... فتوحدوا ياأبناء الرافدين سنة وشيعة ، عرباً وأكراداً وتركمان ، مسلمين ومسيحيين  وباقي الأقليات الأخرى .

 

فثوروا على نظام الإحتلال فبغير الثورة لايتغير النظام الذي بناه المحتلون ... ثوروا فأنتم أبناء الثورة التي غيرت معالم التأريخ منذ أقدم العصور , سينصركم الله بعونه ،والله خير الناصرين ....  

 





الاحد ١٢ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة