شبكة ذي قار
عـاجـل










تسعى الدبلوماسية الأمريكية بزعامة الوزير كيري لتحقيق اختراقات مهمة في جدار التسوية الشرق أوسطية المتعثرة بين الجانب الفلسطيني والمحتل الصهيوني, حيث تكثفت الزيارات المكوكية الأمريكية الخاصة بتلك العملية وخصوصا بعد انجاز صفقتي الكيماوي السوري والنووي الإيراني مما شكل حافزا كبيرا للدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة للسعي الحثيث لإيجاد تسوية بأي شكل من الأشكال لأهم قضية عالمية مر عليها ستون عاما عجزت خلالها الشرعية الدولية عن تطبيق أي من قراراتها الخاصة بتسوية الصراع العربي الصهيوني والتي شكلت على مدار الستة عقود الماضية تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار العالم بأسره,ولا زالت حتى يومنا هذا تضرب إسرائيل بعرض الحائط كل القرارات الدولية التي هي في الأساس ليست عادلة كونها أعطت المهاجرين اليهود من أصقاع العالم الحق في إقامة دولتهم على حساب أجزاء كبيرة من الأراضي العربية الفلسطينية ودون وجه حق.


اليوم يعاود كيري مجددا جولاته وصولاته وخصوصا بعد انجاز ملفي الكيماوي السوري والنووي الإيراني كما اشرنا سابقا ولا يحمل في جعبته سوى أفكارا غاية في السوء والانحياز للرؤية الإسرائيلية الرافضة لإنهاء الاحتلال عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967م وبقائه جاثما على معظم الأراضي التي تصنفها الشرعية الدولية بالأراضي المحتلة,وكذلك عدم تطبيق بقيه القرارات الخاصة باللاجئين وحق العودة وإزالة المستوطنات ووقف التهويد للقدس وغيرها من المدن والمقدسات الإسلامية, والإفراج عن كافة المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية داخل السيادة الفلسطينية المفترضة.


إن ما حمله كيري من أفكار ومشاريع سيئة ومنحازة تؤكد على ما اشرنا إليه تكرارا ومرارا وفي مقالات سابقة على أهمية عدم الثقة بالرعاية الأمريكية للمفاوضات الجارية,وعدم تعليق الآمال على دور ايجابي للولايات المتحدة يحدث اختراقا في جدار الاحتلال ويفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 67م وعاصمتها القدس الشريف.


بعد كل ما تقدم نجد انه لزاما علينا كفلسطينيين تصعيد المواجهة مع الاحتلال وبكافة الإشكال بالتزامن مع التوجه الحثيث لكافة المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي والتكتلات الإقليمية بهدف فضح الاحتلال وجرائمه العنصرية وعزله دوليا ,وطلب المساعدة الدولية في إنهاء الاحتلال الأطول في عصر الديمقراطيات والحرية وحقوق الإنسان التي يتشدق بها عالمتا المعاصر,وكذلك التوجه لكافة القوى الشعبية والثورية العربية والإسلامية لتشكيل تحالف عربي إسلامي عريض مساند للحق العربي الفلسطيني ومشارك في استعادة ذلك الحق السليب ويعزز من صمود شعبنا في نضاله وكفاحه ضد الاحتلال والعنصرية.

 

ولا ننسى في هذا الإطار تعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية من خلال إيجاد الصيغ والآليات وبجهود كافة الشخصيات الوطنية والنضالية والكفيلة بإنهاء حالة الانقسام والشرذمة ووضع الخطط المناسبة لتوجيه مسار انفجار الغضب الفلسطيني القادم ضد الاحتلال ومستوطنيه مشكلين بذلك الرافعة الحقيقية للموقف الفلسطيني الثابت على الثوابت الوطنية الفلسطينية والكفيلة باستعادة كامل حقوق شعبنا غير منقوصة.


إذا اّ ن الأوان لإماطة اللثام عن الوجه القبيح والدور القذر للولايات المتحدة ( رأس الأفعى ) والذي شكل جسرا وغطاء لاستمرار الاستيطان والتهويد طبلة العشرون عاما المنصرمة من عمر المفاوضات العقيمة,والتوجه نحو المفاوضات المباشرة مع الاحتلال وباللغة التي يفهمها .. لغة المقاومة .. وتدفيع الاحتلال ثمنا باهظا في كل المجالات جراء استمراره في الاحتلال والاستيطان والتهويد والعنصرية .. ودعونا نسلك طرقا أخرى ووفق الإمكانات المتاحة وبغض النظر عن حجم الثمن الذي ندفعه في سبيل الحق والحرية وفي سبيل استعادة كامل حقوقنا المغتصبة منذ ما يزيد على الستون عاما.

 





الخميس ٩ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة