شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

المراوغة والخداع في خلط الدين بالسياسة أو بالعكس، أصبح السمة التي يظهر فيها النظام الفارسي الإيراني في أطروحاته وتعاملاته من جهة، ومباحثاته ومفاوضاته من جهة ثانية، حتى باتت هذه السمة أحد أهم أركان منهج هذا النظام هو الخديعة .. والخديعة يراها النظام الفارسي براعة سياسية تضع المقابل في دائرة ( اليقين ) بأن أطروحة النظام صادقة .. ويتم هذا كله في الكلام والتصريحات والمناقشات والمباحثات والمفاوضات على مختلف الصعد سواء كانت دينية أو سياسية، لأن الدين- الطائفة قد وظفت بالكامل لصالح السياسة.

 

الجمهورية الإيرانية الإسلامية، تعكس في سلوكها السياسي الخارجي أنها ( دولة إسلامية ) ودين هذه الدولة ( الإسلام ) .. ولكنها لا تتعامل بفقه الدين الإسلامي الحنيف إنما بفقه السياسة .. لأن الكلام والحديث والمناقشات والمباحثات والمفاوضات، كلها أدوات للسياسة .. والسلوك السياسي والتصرفات الإيرانية على الأرض هي ترجمة مغايرة تماماً للكلام والحديث وأي منهج يقع في دائرة المباحثات والمفاوضات .. فالسلوك على الأرض المعبر عنه في المحيط القريب والبعيد للدولة الفارسية هو المعول عليه .. ومنه يمكن تحديد الرؤية الصحيحة ومدى تطابق الأطروحة مع الفعل.

 

دعونا نبحث التفصيل الكائن بين فتوى الدين وفتوى السياسة الإيرانية وهي تمارس خديعة كبرى تطرحها السياسة الخارجية الإيرانية والتي تتعلق بالملف النووي الإيراني :

أولاً- أدرك النظام الإيراني أن الغرب وأمريكا على وجه الخصوص يشك بقوة في نياته المتعلقة بملفه النووي، وإن خطاً عسكرياً يختفي خلف دعاواها السلمية.

ثانياً- وعلى أساس هذا الإدراك، ابتكرت إيران ( فتوى ) دينية لا أساس لها من الصحة، تقضي بأن الإسلام يمنع إنتاج وحيازة أسلحة الدمار الشامل، أطلقها المرشد الأعلى "علي خامنئي" ..!!

 

ثالثاً- تكررت هذه التصريحات في الإعلام الإيراني وعلى لسان المسئولين الإيرانيين، اعتقاداً منهم بأن التكرار سيكرس الاعتقاد بصحة صدور الفتوى لدى الغرب وأمريكا على وجه التحديد، الأمر الذي سيسهل فتح الحوار ويرفع العقوبات، ويخفف من الضغط الهائل على الاقتصاد، ويحسن الصورة، ويسترد المليارات المجمدة، ويحقق مكاسب الصفقة ( نفوذ ) في المنطقة، والمفاعلات النووية الإيرانية لا يتوقف دورانها، والتخصيب مستمر بزيادة وحدات الطرد المركزي الحديثة .. وخلال شهور تتزايد كميات اليورانيوم المخصب فضلاً عن التعجيل بمسار البلوتونيوم .. هل ترون إن هذه المكاسب كلها تأتي نتيجة ( خدعة كبرى ) أسمها الفتوى، التي لم تصدر أساساً، والكلام عنها مجرد كلام .. النظام الفارسي يبيع الكلام لا غير.!!

 

كيف بدأت خديعة ( فتوى النووي ) : ؟

1- في اجتماع أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) في 11- آب 2005 كانت هناك أول إشارة ذكرها "سايروس ناصري" بشأن وجود ( فتوى ) علي خامنئي تقول ( إن الجمهورية الإيرانية الإسلامية تمنع حيازة أو إنتاج السلاح النووي ) .!!

 

2- وفي 11- نيسان 2012 قال "صادق لآريجاني" رئيس القضاء الإيراني ( إن  الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى هي أفضل ضمانة للغرب بأن إيران لا تريد إنتاج أسلحة نووية ) .!!

 

3- وفي 12- نيسان 2012 كتب "علي أكبر صالحي" وزير الخارجية الإيراني مقالاً نشرته الـ ( واشنطن بوست ) يقول فيه ( لقد سجلنا معارضتنا القوية وفي عدة مناسبات لأسلحة الدمار الشامل,, ومنذ سبع سنوات تقريباً أصدر المرشد الأعلى تعهداً ملزماً بفتوى دينية تمنع إنتاج أو تكديس أسلحة الدمار الشامل ) .!!

 

4- ثم نقلت وكالة الأنباء الإيرانية ( مهر ) تصريحاً لـ" لآريجاني "، وأضافت عليه ( أن خامنئي أصدر فتوى يعلن فيها أن تكديس الأسلحة النووية واستعمالها حرام ) .!!

 

5- كما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ( إيرنا ) في 8- نيسان 2012 ما كان قد أشار إليه "خامنئي" سابقاً من منع لاستعمال الأسلحة النووية، ولكن دون أن تتطرق إلى أي ( فتوى ) صدرت عنه .

 

6- وفي آب 2005 نشرت ( إيرنا ) .. ( إن الممثل الشخصي الإيراني لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) كان قد قدم تقريراً عن فتوى خامنئي ( ليس الفتوى ذاتها ) إلى مجلس أعضاء الوكالة كوثيقة إيرانية ) .. ثم استدركت الوكالة بعد ذلك فسحبت الخبر من موقعها على الإنترنت.!!

 

كشف المستور الإيراني المخادع :

أولاً- خدعت إيران أمريكا عن طريق التكرار بـ ( فتوى ) المرشد الأعلى "علي خامنئي" .. ولكن أين هي الفتوى؟ وهل هي منشورة رسمياً؟ ولماذا لا يتم نشرها رسمياً؟ ولماذا لم تسأل أمريكا أين هي الفتوى المزعومة واكتفت بالمشورة المبتورة لأردوغان رئيس وزراء تركيا؟ وهل الفتوى حقيقية؟ ثم حتى لو افترضنا جدلاً أنها موجودة، وهي غير ذلك، فمن يضمن للعرب ولكافة دول المنطقة سلامتهم الإقليمية من الابتزاز والتسلط والتهديد الفارسي؟ أبداً لا أحدَ يضمن كل هذا.

 

ثانياً- ناقشت هذا الموضوع "هيلاري كلنتون" وزيرة الخارجية السابقة مع "أردوغان" رئيس الوزراء التركي في مؤتمر حلف شمال الأطلسي في فيرجينيا في نيسان 2012 .. كما ناقشت هذا الأمر مع عدد من الخبراء وعلماء دين .. ولكن لا أحدَ استطاع أن يطلعها على أصل ( الفتوى ) الرسمية ، لماذا ؟ لأنها غير موجودة أصلاً.!!

 

ثالثاً- " أردوغان " رئيس الوزراء التركي الطموح إلى إحياء العثمانية الجديدة ، خدع ، عن قصد أو دون قصد " هيلاري كلنتون " وزيرة الخارجية الأمريكية، كما خدعها الخبراء ورجال الدين الذين استشارتهم، وهي بدورها خدعت "باراك أوباما" رئيس أمريكا الذي لا يفقه شيئاً من دواخل التقية الفارسية أبداً .!!

 

رابعاً- قال "أردوغان" خلال زيارته لطهران في آذار2012 ( لقد بحثت بيان المرشد الأعلى – ولم يقلْ رأيت وقرأت فتوى خامنئي الرسمية – مع الرئيس أوباما.. ليس لدي موقف مختلف بأن الإيرانيين يستخدمون الطاقة الذرية سلمياً ) .

 

خامساً- يبدو أن "أردوغان" بات مستشاراً للرئيس أوباما .. وسبق "لأردوغان" أن ورط "أوباما" بالانفتاح على الإخوان المسلمين وأختزل له الإسلام بالإخوان.. لماذا؟ ، لأن أصل حزبه من الإخوان ( المعتدل ) الذي تناغم بسرعة مع " مرسي" وتسرع في تجسيد العلاقة مع مصر دون دراية بالشعب المصري العظيم الذي يرفض الإملاءات الخارجية بأي شكل وبأي غطاء كان .. وكما ورط بلاده تركيا ورط أمريكا المتخبطة أصلاً في تبنيها لمسار الأخوان في المنطقة على وجه التحديد.!!

 

سادساً- يأتي " أحمد داوود أوغلو " وزير خارجية تركيا ليقول في 7- نيسان2012 لصحيفة كيهان ( لا يوجد أي احتمال في إيران بأن يتم عصيان الفتوى التي أصدرها "علي خامنئي" ، وتُحَرِمْ امتلاك أو استعمال الأسلحة النووية ، ويضيف ، ما أن تصدر فتوى عن ولآية الفقيه فأنها تصبح ملزمة، وطاعتها واجباً دينياً ) .. ولكن نقول، أين هي الفتوى يا أحمد داوود أوغلو ، وأنت صاحب العمق الجيو- إستراتيجي للدولة التركية؟ هل نشرت رسمياً؟ وهل أطلعت عليها رسمياً؟ ، لا أحدَ يستطيع أن يثبت وجودها، لأنها ليست موجودة أصلاً أيها العميق.!!

 

سابعاً- قال "أحمد داوود أوغلو" أيضاً ( إذا كانت القوى الغربية مهتمة حقاً بالتفاعل مع دول الشرق الأوسط، عليها تعميق فهمها للخطاب الديني ) .. وإن رئيس وزرائه "أردوغان" أعطى رأيه للرئيس أوباما حول هذه المسألة . ويبدو أن أردوغان وأوغلو يخدعان أوباما من أجل إقناعه بأن يعتمد في سياسته الشرق أوسطية على القوى الإقليمية الكبرى ( تركيا وإيران وإسرائيل ) في إدارة نظام الأمن الإقليمي في المنطقة على أنقاض نظام الأمن القومي العربي. وهذا ما تطرقنا إليه في عدد من المقالات السابقة ومنها بوجه خاص مقال تحت عنوان ( ملامح متغيرات جيو- إستراتيجية مرسومة للمنطقة ) ، نشرته البصرة المناضلة بتاريخ 20/6/2011 يتحدث عن هذا الموضوع ويستشرف آفاقه.

 

ثامناً- ذكر تقرير أعدته ( كيهان ) نقلت عن "خامنئي" قوله يوم 22- شباط 2012 ( من دون شك، فأن صناع القرار في الدول التي تعارض إيران يعرفون جيداً أن إيران ليست وراء الأسلحة النووية، لأن (  ( الجمهورية الإسلامية )  ) ، منطقياً ودينياً ونظرياً، تعتبر امتلاك الأسلحة النووية خطيئة جسيمة، وترى إن انتشار هذه الأسلحة لا معنى له، فهي مدمرة وخطيرة ) . والتقرير يشير إلى ( فتوى ) خامنئي من أن ( الإسلام ) وليس ( الجمهورية الإسلامية ) ، منع حيازة الأسلحة النووية.!!

 

المخاتلة والخلط المتعمد هنا .. بين مفردة ( الإسلام ) كدين، وبين مفردة ( الجمهورية الإسلامية ) كدولة .. لأن الإسلام لم يمنع الجمهورية الباكستانية من امتلاكها للقنبلة النووية.!!

 

تاسعاً- كما أن " هوشانغ أمير أحمدي" رئيس المجلس الأمريكي- الإيراني والمقرب من النظام الإيراني قد أدلى بدلوه إذ قال ( لحسن الحظ قرر الرئيس أوباما أن يثق مبدئياً في المرشد الأعلى في كلماته بأن القنبلة النووية ممنوعة في الإسلام ) .!!

 

هل ترون ..؟ أين هي الخديعة؟ أين موقعها بين ( الإسلام ) كدين وبين ( الجمهورية الإسلامية ) كدولة ؟ ، الفتوى الدينية لا وجود لها رسمياً لكي تلتزم بها الجمهورية الإسلامية، حيث تضيع الحقيقة ويبدأ الخداع يأخذ طريقه إلى البيت الأبيض.!!

 

عاشراً- النظام الإيراني الفارسي لم يكف عن تسويق فكرة ( القنبلة النووية الإيرانية ممنوعة في الإسلام ) ، ولم يتوقف عن تكرار التصريحات حول الفتوى المزعومة كلما حان موعد استئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، حيث يتبارى المسئولون الإيرانيون في تصريحاتهم حول ( الفتوى ) ، التي لا وجود لها، والتي لم يطلع عليها أحد ، ومن يراجع موقع الفتاوى التي أصدرها خامنئي لا يجد أي نص يتعلق بهذه الفتوى .. سؤل خامنئي عبر الفيس بوك ( أعلنتم تحريم استخدام السلاح النووي، وهو سلاح رادع مهم وضروري ، فهل الحصول عليه ممنوع ؟ ) فكان جواب خامنئي ( لا يوجد في رسالتكم جانب فقهي، وعندما يكون لها ذلك الجانب فسوف يكون من الممكن الإجابة عنها ) .!!

 

فأذا كان قد أصدر فتوى في ذلك، فلماذا لم يؤكدها؟ ولماذا يمتنع عن الإجابة عليها؟ ولماذا يراوغ على أساس الفقه الملزم للإجابة ؟

 

أحد عشر- طالب ثلاثة أعضاء في مجلس الأمن الدولي من الأوربيين عام 2005 رسمياً إيران تزويدهم بنسخة رسمية من هذه ( الفتوى ) ، ومنذ ذلك التاريخ ولحد الآن لا جواب رسمي من النظام الإيراني.!! ، فيما أشار أحد تلامذة آية الله "مصباح يزدي" وأسمه "محسن غارافيان" إلى وجود ( فتوى ) تقول ( إن الشريعة لم تمنع استعمال الأسلحة النووية، لا بل تدعو إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة ) .!!

 

نستنتج من كل هذا الكم من التصريحات التي نشرت رسمياً الآتي :

أولاً- إن أمريكا تريد سنداً ترتكز عليه من إيران لتفتح الحوار معها لتخفف عقوباتها على أساس امتثال إيران لشروط الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

ثانياً- هذا المدخل، تسعى أمريكا من خلاله لتكريس نظام للأمن الإقليمي في المنطقة على أنقاض الأمن القومي العربي - وقد استعجل "ظريف" وزير الخارجية الإيراني بطرح مشروع بلاده على ( دول الخليج العربي الست + اثنان إيران والعراق ) لإدارة نظام الأمن الإقليمي تحت يافطة التعاون المشترك وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في الخليج – لكي يمهد الأمر بصورة إستباقية لأجندة المباحثات المتوقعة بين إيران وأمريكا، ولكي يضع الإتحاد الأوربي، وخاصة فرنسا وألمانيا أمام سياسة الأمر الواقع.

 

ثالثاً- منذ ثلاث سنوات، وبوساطة ألمانية، كشف عضو البرلمان الألماني السابق الدكتور "تودنهوفر" تفاصيل العرض الإيراني، الذي قدمه شخصياً إلى الإدارة الأمريكية يوم 26- نيسان 2010 ويتضمن أربعة بنود:

 

1-تقدم إيران ضمانات موثقة وحقيقية تتعهد فيها بعدم صنع القنبلة النووية، ومن بين تلك الضمانات التزام الحكومة الإيرانية بعدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من 20% المخصصة للأغراض الطبية.

2-الاستعداد للوصول إلى إتفاق مرضٍ مع أمريكا حول تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط .

3-استعداد إيران للمساهمة في إيجاد الحلول للصراع في أفغانستان والعراق.

4-الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب العالمي بأفكار وإجراءات ملموسة.

 

إن تقاسم مناطق النفوذ مفهوم استخدم في ظل القطبية الثنائية وصراعهما حول اقتسام مناطق النفوذ في العالم ( Share Of Influence ) ، الأمر الذي تضع إيران نفسها بمصاف المعادل الثنائي، وهو أمر يدخل غرور القوة .. ويعني تحديد المناطق التي تقع تحت هيمنة الدولة الإيرانية.. أو المناطق المنتدبة أو تحت الحماية أو الوصاية، كما تعني المجال الحيوي. [ معلومة البنود الأربعة جاءت في مقال للكاتب بدر الدين كاشف الغطاء].

 

رابعاً- والتساؤل الكبير، هل أن أمريكا مخدوعة ؟ الجواب كلا ونعم .. كلا، لأنها قد خططت لاستيقاظ الأصولية الدينية والعرقية منذ ما قبل دخول السوفيات إلى أفغانستان. ونعم ، لأنها تورطت بالإخوان المسلمين، ورغم ذلك فقد أفادها تيار الأخوان في تفكيك الشعب العربي في معظم الساحات العربية. تتخبط أمريكا، نعم . تجهل معرفة كنه القوى المحركة للصراع ، كلا . وهل تخلط بين القوى التي ترفع السيف نفسه والراية نفسها مع بعض الاختلافات في الوسائل والهدف مشترك؟ ، كلا. لأنها تعرف قوى السيف والراية السوداء الإيرانية وتفرقها تماماً عن القاعدة التي خلقتها، والتي فرخت قاعدات حسب الطلب وحسب الظروف، وكلها تعمل تحت خيمة تمزيق الشعب العربي وسلخ هويته القومية العربية، وتشويه الدين الإسلامي الحنيف بخلق النقائض في المكونات المتعددة من أجل إعادة تشكيل الصراع على وفق نظرية المفكر اليهودي "زبيغنيو بريجنسكي" .

 

اتقوا الله يا عرب ويا مسلمون .. الأعداء يخططون وينفذون .. وأنتم تتصارعون في ما بينكم، وبعضكم نيام ، فمتى تستيقظون .؟!





الاربعاء ٢٤ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة