شبكة ذي قار
عـاجـل










في شهر تشرين الثاني 2013، صدر عن دار الكتاب العربي في بيروت كتاب (الحراك الشعبي وملاذاته الآمنة) في طبعته الأولى. وقد جاء في مقدمته ما يلي :


مقدمة الكتاب

إن إصدار كتاب عن الحراك الشعبي العربي، قبل اكتمال فصوله ومعرفة نتائجه، هو مغامرة محفوفة باحتمالات سلبية عديدة منها احتمال توجيه اتهامات من أكثر من طرف بأنني أستبق تحليل حدث لم تكتمل فصوله خاصة أن السجالات حول هذه الظاهرة الفريدة في تاريخ الأمة العربية كانت كثيرة، شابتها اتهامات متبادلة بين التيارات السياسية، كما بين الأشخاص.


ولقد بدأت تلك السجالات والاتهامات على قدم وساق منذ اندلاع ما أُطلق عليه ( الثورة الليبية ) تحديداً، وما تزال السجالات تتراكم فيما لحق بها من حراكات، والاتهامات المتبادلة لم تتناقص بل تزيد. وكان الأكثر إيلاماً فيها ما كانت تدور بين أصحاب الاتجاه الواحد، أي الاتجاه الحريص على أن يحصد الحراك الشعبي أفضل النتائج، ولعلَّ أفضلها هو ما ينتج عنه تغيير فعلي في مناهج الأنظمة الرسمية وليس في أشخاصها أولاً، وإبعاد السكين الخارجية عن رقاب الشعب والهيمنة على أنظمة الحكم الرسمية معاً ثانياً.


وإذا كان إقدامي على إصدار كتاب حول هذه الظاهرة فهو لأن معظم المسائل الخلافية بالتحليل والرأي كانت مستندة إلى الواقعة الخبرية ولم تأخذ الرؤية الاستراتيجة دورها في السجال والحوار. لذا آليت على نفسي أن أتحصَّن بعوامل الرؤية الاستراتيجية كي أنجو من أفخاخ التحليل الخبري، خاصة أن الإعلام الذي كان يوجِّه إلى الرأي العام كان مفخخاً بالفعل، وهذه حقيقة لا ينكرها المتساجلون والمتحاورون. وهناك عامل لا يقل أهمية عن أفخاخ الإعلام، ألا وهو التعصب المسبق ضد الأنظمة السياسية الرسمية، التي وللحقيقة لم تترك عذراً للدفاع عنها. لكن ذلك لا يجوز أن يحول دون الإغراق في التعصب لأن الحراك الشعبي غفل عن التمييز بين هدف (إسقاط الأنظمة) و(إسقاط الدولة). ولكل ذلك استندت مغامرتي إلى عاملين أساسيين وهما:


1- الحصول على أكثر وقائع ما كان يجري في كل قطر حصل على أرضه حراك شعبي ضد النظام الحاكم فيه، وإلى معرفة بكل الاستراتيجيات الموضوعة لتصنيع مستقبل المنطقة والعالم، وفي القلب منها الوطن العربي. وهذا الواقع لا يمكن أن ينكره إلاَّ جاهل أو متجاهل.


2- لأن ظواهر أهداف الحراك الشعبي وشعاراته كانت تركز على إسقاط أنظمة رسمية عربية وصلت حدود الغضب الشعبي منها إلى سقوف الحقد عليها، كان يُخشى من الابتعاد عن الموضوعية في المواقف، التي تدعو لإسقاطها من دون حسابات أخرى بغض النظر عن مصير الدولة، خاصة منها الحسابات التي تمليها مصالح الخارج وأطماعه.


لقد كنت دائماً من المحافظين على النظر بإيجابية إلى كل حراك شعبي، وبسلبية إلى أداء الأنظمة الرسمية، وبسلبية أكثر إلى المخططات الخارجية وأهدافها، ونظرت إلى تلك المخططات بعين من يرى فيها خطورة كبرى خاصة عندما تصاعدت أصوات الدول الغربية واتفقت على تأييد الحراك الشعبي بصورة لافتتة للنظر، وكانت شعاراتها تظهر وكأنها أكثر شعبية وعروبة من طلائع الحراك الشعبي. كما كنت محافظاً على الانحياز إلى صف الحراك الشعبي العربي ضد الأنظمة الرسمية التي جعلتنا نمتلك مليون سبب وسبب يدعونا إلى إسقاطها ومحاكمة رموزها، ولكنني كنت محافظاً أيضاً على الانحياز إلى جانب الدولة العربية مهما بلغ حقدي على الأنظمة الحاكمة طالما كنت أشك في أن يقطف الخارج حتى ولو ثمرة واحدة من ثمار الحراك الشعبي.


لكل هذا، ولكي أنظر من زوايا موضوعية لما يجري، ولمعالجة كل حراك شعبي في أي قطر عربي كان معياري ثنائيتين، وهما:


1- انحيازي كلياً للحراك الشعبي ضد الأنظمة الرسمية.


2- انحيازي كلياً إلى خط الدفاع عن الدولة في مواجهة الخارج.


وانطلاقاً من هذه المعايير الخاصة لم أَخْفِ موقفي الواضح الذي أعبِّر عنه بالتالي: «طالما كان التدخل الخارجي فعلياً، فعلى الشعب والنظام أن يقفا معاً لقطع دابر هذا التدخل»، وهذا لا يعني أن تستريح حركة الشعب بعد الاطمئنان على ضمان رأس الدولة من القطع، بل ليس من المشروع استئناف الحراك الشعبي فحسب، بل هو واجب على كل مواطن أيضاً.


لبنان في شباط 2013

حسن خليل غريب


جاء الكتاب في 320 صفحة، وفي خمسة فصول :

محتويات الكتاب

-  الفصل الأول : استراتيجية الأطلسي : الشرق الأوسط الجديد بين « حدود الدم » و « الدومينو الديموقراطي »

-  الفصل الثاني : مقدمات الحراك الشعبي العربي

- أولاً: ثورة تونس.
- ثانياً: ثورة مصر
- ثالثاً: ثورة ليبيا


رابعاً: «الربيع السوري» عقدة النجار التي ستكسر المناشير الغربية وهو نقطة البداية في استعادة التوازن بين مصالح الشرق والغرب.

- الفصل الثالث : الحراك الشعبي العربي والاستراتيجيات الخارجية

- أولاً: مدخل: تعريف المصطلحات.
- ثانياً: وسائل التدخل الخارجي:


1- الدول الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية

2- دول الإقليم.


ثالثاً: بعض الأنظمة العربية الرسمية.
رابعاً: بعض حركات الإسلام السياسي.

خامساً: واقع بعض المعارضة العربية التي التحقت بالخارج.


- الفصل الرابع: محاولات نظرية تأسيسية لتحديدمفهوم للحراك الشعبي العربي.

- الفصل الخامس : مسؤولية الحركة العربية الثورية ودورها.

 

 





الاربعاء ٣ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة