شبكة ذي قار
عـاجـل










" النجاح يقترن بمن يفكر في الحلول لا من يناقش المشكل فقط "

 

تؤكد العلوم الصحيحة عامة من أن لا شئ ثابتبما في ذلك الفعل الإنساني سواء نحو الداخل الذاتي أو الجمعي ، أو نحو الآخر ، ان كان في صيغة فرد لفرد ؛أو شعب لشعب ؛ أو أمة لأمـــــةفيما يمثله كفعل في مختلف الميادين ، و في علاقته بهذا الآخربصيغة تفاعل ان كان سلميا أو عدائيا ، سواء كان ضمن مجتمع أمة واحدة بما تجمعه من ألوان ، أو داخل مجتمع الأمم و ما تسجله من تقاطعات عامة أو فوارق متقابلة ؛ مما يعني التحول أو التطور او التغير أي كانت التسميةهو سمة التاريخ و صيرورته ، سمة بمثابة الثابت المتواتر في الزمان منذ ظهور المجتمعات ،و المتغاير في المكان ، السمة التي شكلت الخط البياني المتصاعد للحضارة و تقدم الإنسان علي طريق تحقيق السعادة ان كانت مادية أو معنوية ، سمة لم تشكلعبر التاريخ مشكلة في ذاتها ، بقدر ما كانت المشكلة في ادراك أفراد أو شعوب المجتمعات للتحول أولا ، و قدرتهالسيطرة عليه  وتوجيهه في مسار يخدم تطلعاتها كمجتمعات ثانيا ، وألاّ تترك الآخر يتحكم به لصالحه .

 

يؤكد التاريخ المعاصر من أن نهاية النظام العالمي الذي ساد خلال القرن التاسع عشر قد عرف نهايته السياسية مع مؤتمر باريس كتتويج للحرب الأولي بمفهوم اتفاق بين المنتصرين علي اعادة توزيع النفوذ الجغراسياسي الذي كان أساسا علي حساب المنطقة العربية فيما اصطلح علي تسميته ب"سايكس ــ بيكو" و نهايته الإقتصادية مع أزمة الثلاثينات ... الأزمة التي مثلت أساسا حاسما في الحرب الثانية بكل أبعادها لتكون منطلق التحول في العالم و صياغة النظام العالمي الذي ساد سياسيا حتي نهاية القرن الماضي بكل ما يعنيه من توتر و توافق دولي و تنافس استراتيجيات حكمتها ثلاث عوامل ؛ الثروة ، العلم و الثقافة ، التحكم في التكنولوجيا و تطويعها لمختلف الأغراض بشكل سلس ؛ عوامل جعلت استراتيجية مجتمع الشركات بما مثلته هذه الأخيرة من قدرة علي التحكم في العوامل الثلاث تتفوق علي مجتمع الدولة المركزية أو "الدولة ــ الأمة " و تدفعها الي اعادة صياغة تواجدها ضمن دول ــ أمم المركز بعد أن تخلت علي مفهوم القطب المنافس لفائدة القوة المتحولة و المندمجة في مجتمع الشركات  ، و هو ما مثله انهيار المنظومة الإشتراكية و انتهاء النظام العالمي الذي ساد فترة ما بعد الحرب الثانية سياسيا و اقتصاديا لفائدة نظام دولي تتحكم في اتجاهاته الشركات من خلال مركزها التقريري و التسييري سياسيا و اقتصاديا ثقافة و سلوكا اجتماعيا الولايات المتحدة الأمريكية التيتعمل علي اعادة صياغته طبقا لمقتضيات المصلحة التي تحددها طبيعة منتوجاتها ومواطن المواد الأولية الضرورية و أدفاق الثروة التي تجنيها دون اعتبار للقيم التي سادت نهاية الحرب الثانية و لا للإنسان في "دول ــ أمم" المحيط مسجلة تحولا راديكاليا في مختلف ميادين الحياة اعتمادا علي عاملين الإعلام و سهولة التواصل الذي مثلتهالأنترنات و التطورالمتسارع للمعلوماتية ؛ و ما يرتبط بها من صناعات الذكاء.

 

تحول اقترن بولادة "النخبة المعولمة " ذات الثراء الفاحش والتي صارت تسيطر لا على اقتصاديات العالم الغربي "التدفق العالمي للأموال" فحسب و انما ايضا علي مراكز البحوث و مؤسسات صياغة القرار السياسي بكل ما له من ابعاد محليا و عالميا ؛ النتيجة أن خسر الرأسمال صلاته بالقوميةتحت تأثير العولمة التي لا تعرف الحدود " ، كما أن سعي " النخب المعولمة"المحموم نحو الثراء جعلها تتخلي عن الطبقة الوسطى لا بل عن مؤسسات "الدولة ــ الأمة" ، فحل المتحري الخاص بديلا عن المتحري الوطني ، و شركات الحماية الخاصة بديلا عن مؤسسات الأمن العمومي ، و شركات المرتزقة بديلا عن الجيوش الوطنية ، " نخبة " متقوقعة علي ذاتها ، وتمارس ازدواجية تسويق الديمقراطية ، فالحقت الدمار لا بدولها القومية و انما بالدول و الأمم الأخري ، مولدة في دول المحيط " أشباها لها " من حيث السلوك هم حثالات المجتمع من لصوص و عملاء و منحطين من حيث الحقيقة الفعلية لهم ، توليد اما قسري تحت تأثير الإحتلال كما هو في العراق و ليبيا ، أو تحت تأثير الدعاية و التأطير الإعلامي كما هو في تونس و اليمن و مصر قبل ازاحتهم ، وكل ذلك في اقتران بائن  بتراجع دور الطبقة الوسطي التي ساهمت ايجابيا في اثراء مفهوم المكان الذي وجدت فيه بصيغة وطن يجب الدفاع عنه و حمايته في جانب و في جانب ثاني اصباغها الإحترام علي فكرة التواصل التاريخي الذي يعد أبرز الحلقات الحاضنة و الدافعة للحس الوطني و القومي ، الحلقات التي تستهدفها  التحولات القائمة حاليا في أولويات فعلها . النتيجة أن أصبحت القومية كعقيدة تتعرض الي هجوم من كلا الجانبين : من دعاة الخصوصية العرقية ، ومن أولئك الذين يقولون بأن الأمل الوحيد في بلوغ السلام يكمن في تدويل و عولمة كل شيءحتيالتأملات الفنية ، و ان كان قولها مصبوغا بخطاب ليبرالي قديم جديد إندماجي عند طرف ، و عند الاخر بخطاب ديني ، الخطاب الذيلا وطن لهباعتبار حقيقة أن الدين لا وطن لهبما يجعله خطاب عامل متمم لرؤية " النخبة المعولمة " و ممهدا الطريق لها بما يتبناه من نظرة جامدة و متدحرجة للوراء ، النظرة التيتري في العولمةتأكيدا لعقيدتهو استجابة تامة لرؤيتها الإقتصادية التي تنبني علي الوساطة وما تعنيه من أساس للإقتصاد الريعي الطبيعة الحقيقية التي تنبني عليها العولمة و ان كان بنظرة عصرية. فعلي من تقع المسؤولية في كل ما أصاب الوطن العربي و أقطاره من ذلك ؟

 

صحيح ، أنظمة الاستبداد والفساد هي المسؤولة عن تردّي أحوال الشعب العربي  وما يتعرض له  الوطن العربي من استهداف متسارع ، و هي المسؤولةعنالتدخّل الأجنبي بمصير الأمة و الشعب العربي ، لكن هل سيغيرالإقرار بذلك من النتائج المعاشة و التي يدفع الشعب العربي تكلفتها  سواء كانت مادية مقتطعة من الدخل أو من دمائه بصيغة ضحايا يومية ، و تقتطع بصيغة زمن و جهد مادي و فكري من السير علي طريق نهضته ، اذا لم تدفع بالعديد من مكوناته الي القطع مع أحلامهم في أن يكون لهم ما للآخر من مكانة بصيغة كرامة و عزة . أليس الاستنجاد بالأجنبي لتغيير حكوماتٍ وأنظمة، كما حدث في العراق وليبيا ويما يتوخاه البعض من سلوك في أقطار أخري يؤشر الحاجة الي ذلك لوقف التهديد بالإرهاب كما هو في تونس ، لا يعدو أن يكون أكثر من اعادة ما كان قد حدث قبل قرن من الآن تقريبا بالتوازي و الحرب العالمية الأولي ، و تحتلافتة"الثوة العربية الكبرى" ضد الحكم العثماني ، و كأنهم يتقصدون ذات النتائج فلا دولة " الخلافة " التي وعدهم بها المحافظون الجدد منذ خطاب بوش الإبن في تركيا سنة 2004ستقوم ،حيث لم تقم "الدولة العربية الواحدة" التي وعدت بهبريطانيا الشريف حسين ، بل قامت في المشرق "دولة الكيان الصهيوني " التي وعد بها الوزير البريطاني بلفورسنة 1917 العصابات الصهيونية . وبديلاً عن "الدولة العربية الموحّدة" وزع المجال العربي في المشرق مناطق نفوذوانتداب فرنسي و أنقليزي . و باعتماد هكذا مقاربة فبدلا من دولة " الخلافة " التي يمنون بها أنفسهم و كما وعدهم بوش الإبن بذلك ، سيستيقظون علي العراق و قد نفذ فيه التقسيم حسب مقترح بايدن الذي أجازه الكنغرس الأمريكي  و الذي تعمل الإدارة الأمريكية بتوافق و التطلعات الإيرانية علي جعله حقيقة قائمة... كمنطلق لمزيد من القسمة في باقي الأقطار ، و سيجدون أنفسهم ليبراليين أو دينيين يتقاتلون لا من أجل التحرر و انما حول أي من مظلات السياسات الدولية أو الإقليمية يجب أن يستظلوا بها علي نمط الإقتتال القائم في سوريا الآن كنظام أو كفصائل معارضة له ، الإقتتال الذي جرد سوريمن سلاحها المحدود كسلاح ردع ، و هم نظامكان أو فصائل معارضة بفعلهم هذا يقدمونخدمة لأعداء الأمة العربية ما كانوا كأعداءليحلموا بها حتي و هم في أعلي درجات تقدمهم.

 

لا شك أن ثقافة المجتمعات القائمة علي عملية التصعيد المستمرة و التي نعيش فصولها يوميا هي السبب الرئيس لعجزنا نحن العربأفراد أو جماعات منظمة أو منتظمة عن فهم الواقع ، واصطدامنا بصعوبات جمةفي التأقلم مع المعطيات المتغيرة . و لهذا السبب  نري أن المعارضة السياسية و الأنظمة الموجودة داخل الهيآت المعلنة أو المستحدثة علي خلفية الحراك ، أو من خارجها تسعي الي فرض حججها البسيطة ومبرراتها من خلال عملية عرض الواقع لا من خلال مشاريع بائنة بصيغة حلول ، و حتي في عرضها للواقع تغييب القاعدة الدينية التي يستند اليها المجتمع اما نتيجة الوعي المنقوص بها من حيث الرؤية أو متقصدة ذلك تحسبا اما لمنخرطيها  أو لعلاقاتها الخارجية  دون التنبه الي  أن القاعدة الدينية للمجتمع العربي تمثل محور مفصلي في التكوين البسيكولوجي للمواطن ؛ فهي القاعدة التي تحصر الفرد ضمن قيم منافية لتركيبته النفسية ؛ القاعدة التي  سهلت في السابق و خاصة اليوم للأنظمة أمتلاك آلية اخضاع الفرد لها لتساهم مع الدين في كبح رغبات و حاجات الفرد الذي انتهي الي أن اتخذ من الدين ملجأ أخيرا له ... و هو الأمر الذي  أدي  مع مرور الوقت الي زعزعة الهوية الوطنية خاصة اذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن الدين  بلا وطن ، و أن التدين لا يحترم الوطنية . مما يعني أننا نعيش اليوم صراع بين العقل الوطني بامتداداته القومية  و العقل اللاوطني  بامتداداته العولمية . والواقع و التاريخ  يؤكد من ان بين العقل الوطني  و العقل اللاوطني... مسافات رجولة و نخوة تعد و تحسب بمقاسات المراحل التاريخية الكبري ؛ تماما كالمسافات التي تفصل بين أجدادنا العظام و هم يغيرون واقعهم من الجاهلية بكل خصائصها الي عصر التاريخ بما مثله النموذج المحمدي من تصور عبرت عليه الرسالة السماوية في تجلياتها القيمة و من يستهدفها حاليا بصيغ متعددة و بأدوات لا تتردد في رفع شعارات الدفاع عنها ... كما تبينه بعض من الرموز كخطاب اما كتابة أو اعلاما حد الفعل المباشر ... ان فعل هؤلاء المنبتين خلقا و أخلاقا و سلوك مادي و هم يرفعون لافتة الأجداد بنظرة متدحرجة للوراء ... و من خلال نظرة استقاها بعظهم من زوايا مظلمة  ** دهاليز أو موائد  **  يعلم الله وحده طبيعة  ما وضع عليها  من بذاءات لا يترددون في تصنيفها ب"المساجد"أو " الحسينيات " في بلدان ما سمي ب"الهجرة الإضطرارية " ، وآخرون بالمقابل استقرؤها من "مواخيرالليل"  في الأزقة الخلفية لشوارع مدن الغرب تحت الأضواء الخافتة و المشروبات المدفوعة مسبقا ...  كلا الحالتين لسبب أو للآخر أصبحت لهما الآن أسبقية التقرير و الفشل المطلق في ما هو تسيير ملامحه الإنسداد التام لآفاق الخروج من أزمة الأمــــة العربيةالمركبة ــ سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ــ ، و ها هم و كعادتهم  كلما ضاقت عليهم دائرة الفعل أو الخطاب ؛ أو تخلي عنهم من فرمطهم مستبدلهم بغيرهم من ذات الطينة و المنشأ الا و عادوا شاهرين سيوف فعلهم  باتجاه النهش في المشروع القومي و بمن يمثله لا خطابا فحسب و انما فعلا ميدانيا بائنا و مؤشرا في الواقع وبصيغة معاشة يوميا .

 

صحيح أن أهم ما يوصف به العقل العربي في المرحلة الراهنة ، هو الصفة الاخبارية الخطابية الفاقدة لمفهوم الرؤية المستندة للواقعية بما فيها من طموح البناء و النهوض و بما يعبر عنها من تصور سياسي آيديولوجي ، متخليا اما نتيجة تراكم التخلف أو تحت تأثير الظاهرة الثقافية العربية في تاريخيتها منذ سقوط الدولة العربية الاسلامية  ، او تحت تأثير الصدمة و تنامي حركة الاستهداف للأمة  عن مفهوم العقل المستند الي الرؤية العميقة و تاريخية الظاهرة المعاشة و خصوصيتها الانسانية المباشرة أو العامة بمايجعله عقلا نقديا يهدف البناء لا عقلا تخريبيا يهدف الارتداد كما نلاحظه في أكثرمن نموذج بصيغة خطاب ليصبحوا جزءا من المصاعب المضافة أمام العقل العربي في فعله بصيغة البحث عن الرؤية و الاستنتاج الصائب و السليم ، عقل ينحرف بالفعل و بالنقاش محولا كليهما  من جدل تصاعدي يخدم بناء الأقطار و تعميق وحدة المجتمع و نهضة الأمة العربية علي طريق مقاربات بين رؤي تنتهي لتكون في خندق واحد هو خندق تحصين الوطن و الدفاع عن الأمة العربية و تحررها و استقلالها الي خندق المناكفة اللفظية و تعميق الفرقة و زيادة مآسي الشعب و الإنسان العربي .

 

نعم هناك ضرورة قصوى للإصلاح والتغيير في عموم المنطقة العربية و في كل مجالات الفعل الإنساني عربيا  ، غير أنالسؤال الذي نصطدم به هو كيف نجعل ذلك حقيقة ؟  وما هي ضمانات هذا البديل الذي نبحث عنه ، وما هي مواصفاته وهويّته ؟ هل يمثل " اللغو" الديمقراطي الذي يشق الساحة العربية طولا و عرضا هو ما نتقصده بالبديل لما هو قائم ؟ أليس المثال العراقي المخلق أمريكيا تحتل ظل الإحتلال و تحت لافتة " كسب الآليات الديمقراطية " هو المدخل المعتمد في تجيير الإحتلال و جعل الوطن يخسر وحدته و يخضع للهيمنة الأجنبية و ساحة مفتوحة لكل الإحتمالات بما فيها تذويب الهوية العربية و التقسيم ؟

 

لنتوقف عن لوم من يستهدفنا كأمة و من له أطماع في وطننا كموارد و كجغرافيلكون طبيعته و توجهه هكذا و لن يتحول عنه لا الآن و لا حتي في المستقبل و صيرورة أحداث التــــاريخعامة هي هكذا وأحداث اليوم تؤكد ذلك ، و لكن علينا أن نلوم أنفسنا لتفريطنا في الرؤية و الفعل الذي يجعل الآخر لا يخامره حتي التفكير في استهدافن؛ الرؤية التي يجب استحضارها خطابا و سلوكا تلك التي تنطلق من الشعب  وما يختزنه ضميره و وعيه الداخلي من طموح ثابت بمفهوم الحلم القابل للتحقق حلم الوحدة و التحرر و استعادة العربي لكرامته كاملة و في شتي ما تؤشره ككلمة من ميادين  ؛ الشعب الذي يبقي الكائن الوحيد الحي و دائم الصيرورة ، و الذي أثبت التاريخ أنه يتصرف بعقل ؛ فهو يأخذ مقاسات فعله من جديد عند كل منعراجات حياته مستحضرا رموزه الخالدين ان كان في تاريخه السابق أو القريبمن عبد الكريم الخطابي الي عمر المختار و صولا لجمال عبد الناصر و تتويجا بصدام حسين ؛ أما الذين يودون ركوب فعله علي شاكلة ما هو قائم بصيغةتصنيع الأمثلة ، فيستخدمون مقاييسهم المخلقة نظريا القديم منها و الحديث ، و يتوقعون منه أن يلبسها ، و هم متأكدون من أن العربي لا و لن يضع  علي رأسه لا طاقية لينين رغم ما للرجل من أرث نضالي يحفظه التاريخ باجلال له ولبلاده ؛ و لا و لن يلبس بدلة ماوتسي تونغ ؛ و لا و لن يضع طربوش السيد قطب أو حسن البنا و لن تستهويه عمامة القرضاوي و توابعه ؛ و لا و لن يغير دينه السماوي بقيمه السمحة التي مثلها الرسول الكريم " محمدصلي الله عليه و سلم و علي آله و صحبه أجمعين " بالدين الوضعي للولي الفقيه /السفيهو لن يستبدل السجود في مكة بالسجود في قم، و لن يتصنع وضع غرة علي جبينه بفعل فاعل حتي ينطبق عليه معني الآية الكريمة " سيماؤهم علي وجوههم من أثر السجود" ؛  و لا و لن يقبل بأن يحل "المكدونلاند " أو " الهامبورغر " بديلا عن "الكفتاجي"(*) أو "الكسكسي"(**) حتي وان كان " مسفوف " (***) أو البرياني أو التشريب و لا حتي بصحن تمن و مرق أو صحن فلافل لا غير .

 

فمتي نتعلم  فن الخياطة و أسلوبها و طرق مسك الابرة أو تحريك آلة الخياطة و نوعية الخيط و طبيعة الفتق المراد رتقه ؟ أم أننا لازلنا من هواة ماهو جاهز ؟ حتي و ان كان يستهدفنا في ذواتنا ؟ و هل لازالت منزلقات اللاعودة هي التي تستهوينا اشباعا لأمراضنا الذاتية التي لم تغسلها دماء شهدائنا رغم غزارتها بعد ؟  الدماء التي لا يتردد  الآخر ممن يستهدفنمن أن  يتوضِأ بها سياسيا لتبيان قدسية فعله بمفهوم الأحقية والأسبقية حتي و ان كان علي حساب تحريف التاريخ و الفعل الوطني  ؟

 

متي نفهم أن المرحلة شعارها:

"على أنقاض تاريخ الأجزاء، الممزق والمبعثر ، يجب أن نستعيد بناء  تاريخ الكـــــــل أيها العرب ."

 

يتبــــــع ...

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 





الاحد ٢٢ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة