شبكة ذي قار
عـاجـل










عكف النظام الإيراني الصفوي على استخدام القتلة في داخل إيران وخارجها من أجل تكريس الحكم الفارسي وتمدده صوب الوطن العربي بكل الوسائل الممكنة والمتاحة و"قاسم سليماني"هذا الإرهابي القاتل أحد أشرس سفاكي الدماء في إيران له مهمات تنفيذ إرهاب الدولة القومية الفارسية عن طريق خطوط ارتباط خارجية مع عناصر فارسية أو من أصول فارسية مثل " عماد مغنية " القائد العسكري الإستخباري في حزب الله اللبناني، الذي لقي حتفه حين كان يقوم بمهمة في دمشق، وكذلك من خلال الجنرال "حسن شاطري" الذي يتنقل بحرية  بين طهران وبيروت ودمشق، وقد اغتيل وهو يقوم بمهام عضو الارتباط الرسمي ما بين "قاسم سليماني" وحزب الله والقيادة الإستخبارية للنظام السوري.

 

يمتد نفوذ "قاسم سليماني" مباشرة، إلى ميناء ( ميدي ) باليمن .. هذا الميناء يعتبر من أخطر الموانئ، التي يعتمد عليها الحرس الإيراني في تجنيد وحشد الشباب العربي الخليجي من - السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان- الذين تجندهم المؤسسات الإيرانية ، الدينية والسياسية والإستخبارية، ويحتضنهم الحوثيون ويستقبلهم الحرس الإيراني في الميناء، لكي ينطلقوا من هناك إلى جزر ( دهلك ) في البحر الأحمر، التي أستأجرها الحرس الإيراني من ( إرتيريا ) وحولها إلى معسكرات تدريب لهؤلاء الشباب العربي المخدوع .. هذا النفوذ يمتد في العمق ليطوق دول الجزيرة العربية من حافات البحر الأحمر تمهيداً لتكريسه على أرض الواقع، فيما تتناءى من الكونغرس الأمريكي أصوات تدعو إلى جعل إيران حليف في نظام للأمن الإقليمي في المنطقة تشرف عليه أمريكا، بدلاً من نظام الأمن القومي العربي.!!

 

يرتبط "قاسم سليماني" القائد الفارسي القاتل بمجرم إرهابي آخر في العراق أسمه " إسماعيل حافظ اللامي" والذي يكنى ( أبو درع ) ، يتلقى توجيهاته وينفذ مخططاته ، حيث تلقى على يديه تدريبه في أحد معسكرات الإرهاب الدولي في إيران - معسكرات خاصة بالحرس وفيلق القدس - التي تضم عناصر من الشيشان والأفغان، فضلاً عن معسكرات تدريب يشرف عليها حزب الله اللبناني .. كل هذه المعسكرات يشرف عليها "قاسم سليماني" .. والقاتل الذي نحن بصدد نشاطاته الإرهابية في العراق هو "إسماعيل اللامي" أبو درع الذي يسكن حالياً في مدينة "الثورة" مدينة الصدر قطاع ( 75 ) ، والذي روَعَ أهالي بغداد والنجف بعمليات الخطف والقتل الطائفي خلال عام 2005 حتى عام 2007، وذلك بحكم ارتباطاته وصلاته المتشعبة مع كبار المسئولين في وزارة الداخلية والدفاع وجهاز المخابرات، فيما يرتبط هذا الإرهابي القاتل بجهاز إيراني خاص يديره "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس .. يتلقى تعليماته، كما يتلقى توجيهات مرجعيته  "كاظم الحائري"، في ( قم ) ، وهي مرجعية رسمية للتيار الصدري الذي ينتمي إليه أبو درع القاتل.

 

تؤكد مرجعية "كاظم الحائري" على استئناف حملة الاغتيالات في العراق، وخاصة الضباط والطيارين وعناصر الأجهزة الأمنية في الحكم الوطني .. حيث يباشر "إسماعيل اللامي" أبو درع تنفيذ هذه التوجيهات ، فيما تضع حكومة المالكي تحت تصرفه سيارات الشرطة والجيش وسيارات الإسعاف، فضلاً عن استخدامه سيارات مكتب مقتدى الصدر في تنفيذ عمليات القتل.!!

 

فقد كان "باقر جبر صولاغ" وزير الداخلية الأسبق قد منحه حرية التنقل في العراق يستخدم فيها مجموعة متنوعة من ألـ ( باجات ) باسم ( لجنة اجتثاث الإرهاب ) .. وتحت حماية هذا الوزير ورعايته كان القاتل الإرهابي " إسماعيل حافظ اللامي" الملقب أبو درع يستخدم المثقاب الكهربائي في تثقيب رؤوس المواطنين الأبرياء الذين يتم اعتقالهم في المداهمات ليل نهار.

 

هذا القاتل الذي يرتكب جرائم بشعة ضد الإنسانية بدم بارد .. هذا الفاشل الهارب من تأدية الخدمة العسكرية بائع السمك الذي يتحلق حوله اللصوص والقتلة، سرعان ما تحول إلى رأس حربة إيرانية لا يتواني عن تنفيذ تهديدات "نوري المالكي" بإغراق العراق ببحر من الدماء .. فيما أسقط "نوري المالكي" بقرار منه إلى محكمة جنايات الرصافة جميع القضايا الإجرامية المقامة ضده .!! ، وأصدر تعليمات إلى مليشيات ( عصائب أهل الحق ) بتشكيل خلية أسماها خلية العمليات الخاصة، وجعل ارتباط هذه الخلية مباشرة بمكتبه .. فهل المالكي رئيس وزراء مثل بقية رؤساء وزارات العالم، أم رئيس مافيا إرهابية ؟! والسؤال موجه للذين في عيونهم غشاوة والذين ضعف لديهم التحليل إلى درجة السذاجة.!!

 

دعونا نحلل ما آل إليه وضع التصعيد الطائفي الأخير في بغداد على وجه التحديد:

 

1-اندفعت مجاميع تمارس طقوس الزيارة إلى مرقد الإمام موسى الكاظم ( رض ) ، وهي مجموعات ليست عفوية إنما مسيرتها موجهة أيديولوجيا وسياسياً وواقعها كان تحت أنظار أجهزة الدولة، الأمن والشرطة والإستخبارات العسكرية وقوى الأحزاب المليشية .. أي بمعنى أن تحرك هذه المجاميع كان مبرمجاً، وإن هذه البرمجة كغيرها قد اضطلعت بتنفيذها هذه القوى، وليس تحركها وتصرفاتها كانت عفوية.

 

2- إن كافة القوى العاملة في العملية السياسية وأجهزتها الأمنية والإستخبارية على علم بطبيعة تحرك هذه المجاميع في المناسبات المعينة والمحددة، تتلقى منها التوجيهات، وهي على اطلاع حتى على اللافتات التي ترفع الشعارات وعائديتها المذهبية والسياسية .. فهل أن هذه القوى الأيديولوجية والسياسية والأمنية والعسكرية كانت بمعزل عن هذه المجاميع؟ وهل توقفت عن تزويد هذه المجاميع بالتعليمات، خاصة وإن المنطقة حساسة والوضع متشنج وسابقة جسر الأئمة ماثلاً أمام أعين الجميع؟

 

3- وصف "مقتدى الصدر" حالة التجاوز الخطيرة على رموز الإسلام والمسلمين من لدن هذه المجاميع بأنها مجموعة ساذجة وعقول أصحابها ناقصة .. ثم استنكر فعلتهم الشنعاء وتبرأ منهم أمام الله .. فهل هذا يكفي؟ وهل يتوقف عند العناصر الذين نعتهم بالسذج الذين يتلقون مبالغ من جهات خارجية، لم يحددها، ألا يقتضي ذلك فتح تحقيق ما دام " مقتدى الصدر" يعرف بأن عناصر هذه المجاميع القيادية تتلقى أمولاً من الخارج، وهي جريمة تخابر مع دول أجنبية يحاسب عليها القانون؟

 

4- الحالة لا تتعدى التصعيد الطائفي المدروس من أجل فتح باب الفتنة الطائفية لحساب إيران، التي تشوش على مسألة حضورها ( مؤتمر جنيف2 ) ، ولحسابات تجديد ولآية ثالثة للمالكي حتى لو انتهى الأمر إلى بحر من الدماء، كما هدد هذا المأزوم الطائفي تحت ضغط إيراني أمريكي مزدوج .

 

5- كما تعد الحالة الخطيرة هذه جس نبض أو بالون اختبار لردود الأفعال، في ما إذا كانت هذه الردود مسيطر عليها أم أنها منفلتة ومدى قدرتها على الصمود والتصدي.!!

 

6- "المالكي" ووزارة الداخلية قد أفصحا بطريقة الالتفاف على الحدث والإيهام بعدم معرفتهما ومحاولة استبعاد مسئوليتهما المباشرة عن هذا التصعيد وانحدار مجريات الأمن العام في البلاد والإمعان في انتهاك الأمن الاجتماعي إلى درجة التهتك والتفكك الأسري بطريقة التشريد المبرمج استناداً لقرارات مؤتمر ( ديالى ) سيء الصيت، وهي قرارات إيرانية بامتياز تحت إشراف "قاسم سليماني" .. وعلى الرغم من ما أفصح  عنه "المالكي" ووزارة الداخلية، فأن ذلك لا يلغي مسئوليتهما المباشرة عن كل ما يحصل للشعب العراقي، لأن وجود الـ"المالكي" على رأس السلطة، واحتكاره صنع القرار السياسي والأمني والعسكري، يتحمل كامل المسئولية القانونية والسياسية والاعتبارية أمام الله والشعب والإنسانية.. وكلا الأمرين، الإيهام بعدم المعرفة بالحدث، والمعرفة به وبتفاصيله، يدخلان دائرة المسائلة القانوني.

 

7- الحالة برمتها تشكل انعكاساً للذعر الإيراني والقلق الذي ينتاب القيادة الإيراني، على الرغم من شهر العسل الذي تعيشه مع الإدارة الأمريكية، التي تبدو مرتبكة ومترددة وتحاول أن تصنع من إيران شرطي الخليج، ولكن واقع الحال لا يبشر الإدارة الأمريكية بخير، لأن لا أحد يرتضي من بلدان العرب ولا الشعب العربي أن تكون إيران ولا غيرها شرطياً في الخليج والمنطقة بالإنابة، وإذا ما تأكدت هذه التوجهات على أرض الواقع بمؤشرات فأن لا أحد يضمن المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة .. لماذا ؟ لأن إيران تريد أن تدنس روح الإسلام ورموزه العظام وتلغي الهوية القومية العربية .. وهنا سيشتعل الأخضر واليابس على رؤوس الأمريكيين والإيرانيين والإسرائيليين، وليس لدى الشعب العربي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية الوطنية ما تخسره .!!

 

8- الذعر الإيراني مرتبط بالقلق الأمريكي .. إيران وأمريكا بين المطرقة والسندان .. بين متطلبات الداخل وضغوطه الشديدة وبين متطلبات الخارج وضغوطه الشديدة .. فالداخل الإيراني يعاني اقتصاداً متردياً لحد الكارثة، والقيادة الإيرانية تريد فك الاختناقات الاقتصادية بأي ثمن من أجل أن تتمكن من التعجيل بسير ملفها النووي الذي لا تريد المساومة عليه، وهي في وضع يرثى له عدا المكابرة والغطرسة الفارسية المعروفة، فيما تعاني هذه القيادة من الضغوط الخارجية ( انكشاف كل أوراقها الأيديولوجية وأدواتها السياسية والعسكرية على مستوى المنطقة .. وانحسار دورها تماماً بعد تصحيح الموقف في مصر وتحرير القرار المصري من اللعبة الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية المشتركة .. وبروز مؤشرات خسارتها الإستراتيجية في سورياً بضمور نظام دمشق ونزع سلاحه الكيميائي بتوافق - أمريكي روسي إسرائيلي إيراني تركي أوربي -  فيما يتهاوى حزب الله في الجنوب اللبناني كنتيجة للضمور والانهيار السوري ولتراجع الدور الإيراني ) .

 

فسندان الداخل الأمريكي لم يكن سهلاً، فالشعب الأمريكي قد تَعَوَدَ على حياة البذخ والرفاهية ونظام الرعاية الصحية والاجتماعية وغير ذلك من الأنظمة، وليس بمقدوره الانسحاب والتراجع عن هذه الحالة أو التخلي عنها، لأنها حالة محكومة بقوانين ومحددات صارمة.. أما مطرقة الخارج فهي ثقيلة جداً ومربكة ومكلفة، فأمريكا لا تريد أن تدخل حرب ولا تريد أن تغلق ملفاً من ملفات المنطقة، فهي تسعى من أجل إبقاء الجرح نازفاً في هذه الملفات.. ولا تريد أن تخسر مصالحها التي كلفتها خسائر فادحة في الأرواح والأموال والهيبة والمكانة الدولية.. فهي تعزف في سياستها الخارجية على أنغام التوافق الإستراتيجي وتريده بدون ثمن في مكان وتقدم ثمناً في مكان آخر.. في العراق انتهى الأمر بها إلى أطلاق يد إيران في العراق مقابل ضمان المصالح النفطية الأمريكية.. وحتى هذه الضمانات تبدو غير مضمونه، ومن هنا مبعث القلق الأمريكي على الرغم من القواعد الأمريكية الأربع في العراق، والقوات الأمريكية المرابطة في الكويت، وكثافة القوات الأمريكية والخبراء في السفارة والقنصليات الأمريكية، فضلاً عن الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الحكومة الصفوية في بغداد .. فأين موقع الملف النووي الإيراني من كل هذا، في الوقت الذي فيه تفور المنطقة العربية برمتها رافضه للنفوذ الإيراني الذي تزمع الإدارة الأمريكية إدخاله في نظام للأمن الإقليمي؟!

 

والشعور القائم بين المطرقة والسندان، يدفع القيادة الأمريكية والإيرانية إلى وضع مرتبك يتداخل فيه التنافس في إطار التوافق ومقيدات الاتفاقية الإستراتيجية.. أما وضع الشعب العراقي والدولة العراقية فيبقى في الظل دون تقدم بل تراجع وتهتك على طريق التقسيم، الذي يقف الشعب العراقي العظيم وقفته التاريخية بوجه كل محاولات التقسيم والتفتيت.

 

حكومة العملاء في بغداد تعاني هي الأخرى ذعراً ورعباً، لأنها حكومة تتكئ على إيران، فإذا ضعفت إيران وتراجع دورها ضعفت ، وتتكئ على أمريكا، فإذا هددت بحرب في المنطقة ارتبكت وقلقت، كما هي إيران عند ضعف أو انحسار نفوذها في المنطقة، تزيد من نفوذها وتدخلها في العراق، لأنها تعتبره البديل الإستراتيجي المتقدم صوب الخليج والجزيرة والمشرق العربي.

 

9- ما تفعله حكومة العملاء الصفويين في العراق من قتل وسلب وتهجير واستفزاز لمشاعر المسلمين ورموزهم، هو جزء من التصعيد السياسي لأغراض التطهير الطائفي، بأدوات إيرانية يديرها ويشرف عليها "قاسم سليماني" .. أما " إسماعيل حافظ اللامي" الملقب أبو درع ، فهو أحد هذه الأدوات العاملة مع زمر القتل الطائفية التي يدعمها "المالكي" رئيس مافيا التطهير العرقي والطائفي في العراق.

 

فعلى الرغم من الدم الذي يسفك، والأموال التي تنهب، وطوابير العائلات العراقية التي تهجر، والتهتك والتدمير المنظم الذي يصيب بنية الدولة العراقية والمجتمع العراقي.. وعلى الرغم من كل محاولات إشعال الفتن الطائفية ومحاولات التقسيم ومغريات الفيدراليات المشبوهة المقرونة بأجندات أمريكية- إيرانية- إسرائيلية ، التي تجمع على التقسيم والتفتيت، سيبقى الشعب العراقي العظيم وقواه الوطنية والقومية والإسلامية الوطنية، هي صاحب القرار الحاسم في طرد بقايا الاحتلال وعملائه من الفرس الصفويين وجواسيس الكيان الصهيوني .. وقد بانت خيوط فجر التحرير حين استجاب الجنوب لنداء الشمال في متلازمة وطنية لا أحد يستطيع فك عراها على مر السنين .!!

 

 





الجمعة ٦ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة