شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الإشتراكي (الأصل )
قيادة قطر السودان

أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية


دماء شهداء الكرامة تعزز قوى الإنتفاضة وتفشل مخطط تجريمها وحرفها والإساءة إليها


مرحلة متقدمة من المواجهه الشعبية مع نظام فاشي دموي معزول
تأطير مبادرات الجماهير وتعزيز القدرات التنظيمية في مواقع السكن والعمل والدراسة


ياجماهير شعبنا الأوفياء :
تمثل هبة سبتمبر التي انطلقت من مدني رفضاً للزيادات في أسعار الوقود وإمتدت الى العاصمة وبقية المدن الرئيسية في الاقاليم ، إمتداداً لنضال الشعب المتصل ضد النظام المتسلط على الشعب منذ يومه الأول لكنها الهبة الأكبر خلال ربع القرن الماضي من ظلم الديكتاتورية من حيث زخمها وحجم المشاركة الشعبية فيها واتساع نطاقها في الزمان والمكان ومستوى القمع الذي واجه به النظام الفاشي ، فبعد أكثر من خمسة ايام من الإحتجاجات العفوية السلمية والمنظمة التي شهدتها مدن العاصمة الثلاثة الى جانب مدني والكاملين وسنار وربك وحلفا والقضارف وكسلا وبورتسودان والأبيض والفاشر ونيالا والدمازين وغيرها تجاوزت الاحتجاجات انطلاقتها العفوية ومسبباتها المباشرة لتنتقل الى مرحلة متقدمة من المواجهه في التنظيم والتعبير عن الأهداف الديمقراطية بما جعلها تكتسب من يوم لآخر المزيد من مشاركات الجماهير في العاصمة والاقاليم ،لقد بلورت إحتجاجات الايام الماضية بسماتها المشار إليها أولى ملامح وسمات الثورة الشعبية التي يراهن عليها الشعب السوداني كطريق لإسقاط النظام الفاشي الدموي وتأسيس بديله الديمقراطي وتحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة ، فقد فشلت آلة القمع بكل ماتسلحت به في إحتواء الحراك الشعبي وتأكد بأن الجماهير أقوى وأكثر صلابه وتصميماً على المضي في خط الثورة حتى النهاية مهما طال أمد النضال ومهما عظمت التضحيات، فخلال الايام الثلاثة الاولى من الهبة الشعبية قدم الشعب السوداني فداء الثورة عدداً من الشهداء يفوق مجموع شهداء ثورتي أكتوبر وأبريل المجيدتيين وعبثاً يحاول النظام الإساءة للإنتفاضة وتجريمها بالتخريب ونهب الممتلكات التي ساهمت أجهزته القمعية فيها أوساعدت من كان ذلك هدفه بالفراغ الأمني الذي إفتعلته فيما تلاحق آلته القمعية أبناء وبنات الشعب المنتفضين سلمياً ،لقد هدف النظام من وراء ذلك الى الإلتفاف على جوهر الأزمة بالتستر على جرائمه وإعطاء مبرر لمواجهة المحتجين والمتظاهرين بالرصاص الحي والترويع ظناً منه أن ذلك قادر على إخافة جماهير الشعب وطلائعها الثورية ، هذا التصميم الثوري والإستعداد النضالي وبذل التضحيات الغالية وعزل عناصر النظام المندسه والذي هو مصدر استمرار الهبه الثورية حتى الآن وإحتمال تصاعدها حتى اسقاط النظام وهو ماأبطل مفعول آلة القمع الرسمية ووضع النظام على حافة العجز التام . فقد إتضح جلياً بأن القتل الذي يمارسه النظام لم ينجح في إخماد الثورة وفي إثناء الجماهير عن الإحتجاج بقدر ماكشف إفلاس النظام وعدم قدرته على التعامل مع التطلعات الشعبية بغير القمع والكبت والإرهاب والتقتيل وإزاء اصرار النظام على البقاء والدفاع عن إستمراره في الحكم بوسائل القمع وحدها فإن من المتوقع أن يتواصل مدد الشهداء والجرحى والمعتقلين .


إن صمود الجماهير على طريق مواصلة الثورة من شأنه أن يوسع قاعدة المشاركة الشعبية بعد أن تجاوزت الجماهير حالة الترقب والإنتظار ويبلور موقف وطني متماسك ويعمق الخلافات بين أركان النظام وخصوصاً ركائزه الأمنية والعسكرية ممايفتح المجال أمام كافة الإحتمالات بمافيها إنحياز الجيش للشعب ، غير أن حضور القوى السياسية ممثلة في قوى الاجماع الوطني من جهة والتنظيمات الشبابية والديمقراطية من الجهة الأخرى من شأن نجاحهما في إنجاز جبهة عريضة تضم كل قوى النضال السلمي الديمقراطي من شأنه أن يحول دون حدوث فراغ تملأه البدائل الزائفة .


جماهير شعبنا الأوفياء :

إن المرحلة المقبلة التي لابد أن تشهد نقلة نوعية على مستوى تنظيم الإحتجاجات وشعاراتها وإتساع دائرتها في المكان والزمان والدفع بقوى إجتماعية جديدة من خلال المزيد من الفعالية للأحزاب وقواعدها بساحة الفعل الثوري من شأنه أن يديم حالة الثورة وتصاعدها نحو آفاقها الحتمية وهذا يتطلب ترتيبات على مستوى كل حزب وعلى مستوى تحالف الأحزاب من أجل التنسيق الميداني لأجل حمل راية التغيير وإبقاء جذوتها مستمرة لقد بدأت الحركة الإحتجاجية تلفت إنتباه وإهتمام شعوب العالم وتضامنها الأمر الذي بدأ في توفير دعم معنوي وسياسي للإنتفاضة ويتعين أن يتم توظيف هذه المعطيات في إستدامة الإنتفاضة وفي تصعيدها بإستقطاب القوى الشعبية وتنظيمها خصوصاً في الأحياء ومواقع العمل والدراسة والزج بها في شارع الثورة ، إن إستدامة الحركة الإحتجاجيه للأيام القادمة يمكن أن يساهم في تعبئة المزيد من القوى الشعبية وحشدها والزج بها في النضال الوطني الديمقراطي ،آن الآوان لأن تتواجد القيادة الميدانية والإستراتيجية لكي تمارس من خلال حضورها الدور المطلوب في التنظيم والتوجيه والقيادة ، وجودهذه القيادة في الميدان عامل مهم في تعزيز الدعم الداخلي والخارجي للإنتفاضة وقطع الطريق على الجماعات التي يمكن أن تسعى لتسويق نفسها كقيادات، إن حالة التعادل في القوى ميدانياً ينبغي أن ترجح عاجلاً لمصلحة الجماهير الثائرة بإستمرار دحر قوى النظام القمعية وتأكيد فشلها في التصدي لإرادة الجماهير لتفادي المأزق السوري فالخيار الأفضل هو العمل على حسم المعركة سلمياً بأسرع فرصة وبأقل عدد من الضحايا وتفويت الفرصة على البدائل الزائفة وقوى التدخل الأجنبي ،لقد وضعت المجازر التي إرتكبها النظام الفاشي الدموي خلال الأيام الماضية والتي قدر ضحاياها بأكثر من 160 شهيداً فضلاً عن مئات المصابين والجرحى والمعتقلين خطاً فاصلاً بين مرحلة وأخرى وبين النظام والجماهير بحيث أنه يصعب العودة مرة أخرى لمرحلة ماقبل 22 سبتمبر فالقتل الجماعي للمحتجين يفرض على الجماهير التقدم على طريق الإحتجاج والثورة من أجل القصاص للشهداء بإسقاط النظام وإحالة مرتكب تلك المجازر الى العدالة .


إن ماحدث في العاصمة وغيرها من مدن السودان من أعمال قتل هي تكملة لمجزرة 23 أبريل 28 رمضان ولممارسات النظام الفاشي الدموي في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وإتساع هذا النهج الدموي في التعامل مع التطلعات الشعبية المشروعه يعني إنسداد سبل التعامل مع النظام أو الرهان على معالجة مشكلات البلاد في ظله ، فالدماء التي تسيل على إمتداد السودان تحتم إسقاط النظام كطريق وحيد لإعادة السلم والطمأنينة والأمن في بلادنا ، ويتعين على القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن ترتفع الى مستوى التحدي الماثل والى المستوى الذي حققه النهوض الشعبي والإنتقال من مرحلة الإحتجاج بما فيها من عفوية الى مرحلة الثورة بماتقضيه من وعي ومن تنظيم وبراعة في إدارة المواجهه اليومية مع توجهات النظام الفاشية .


جبهه شعبية واسعه لتنظيم وتحشيد طاقات الشعب وقواه الحية نحو بديلها الوطني الديمقراطي
تصعيد النضال والإرتقاء بترصين وسائله على طريق الإنتفاضة الشعبية والعصيان المدني

 


قيادة قطر السودان
٢٨ سبتمبر
٢٠١٣

 

 

 





الثلاثاء ٢٦ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة