شبكة ذي قار
عـاجـل










على مدار عشر سنوات افرزت العملية السياسية الفاشلة .نخبة من السياسيين يفتقرون الى ابسط مقومات العمل السياسي. ويفتقرون الى الخلق القويم الذي اوصنا به الخالق سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم . اغلب هؤلاء الساسة فقدوا حتى (( صفة المواطنة )) حين رهنوا انفسهم بيد الاجنبي ان كان جار قريب الى العراق او بعيد ممن اسهم في تدمير البلاد. وحين يخسر الانسان صفته الوطنية يصبح (( عميلا رغم انفه )) ولكن ساسة العراق اليوم يعترفون بعمالتهم من دون ان يرغمهم احد ،بل يتفاخر بعضهم يعمل مع اكثر من جهاز مخابرات اقليمية ودولية. وليس فقدانهم (( المواطنة )) فحسب بل اصبحوا مجرمين عتاة في القتل والتدمير والتفجير والتزوير . واحتل العراق بفضل ساسته الجدد الفاسدين عام 2003 صنف منظمة الشفافية الدولية العراق كواحد من أسوأ بلدان العالم أما في عام 2012 فقد كان العراق في المرتبة 169 من اصل 176 بلدا بريد 18 نقطة من اصل 100 نقطة. فيما وضع البنك الدولي العراق في أسفل قائمة آخر عشر دول من مجموع 100 دولة من التي تحاول السيطرة على الفساد عام 2011 . في عام 2010 اظهر استطلاع دولي أن 77 % من العراقيين يعتقدون أن الفساد قد ازداد سوأ خلال السنوات الثلاث السابقة فيما قال 4 % منهم فقط أن الفساد قد انخفض ، وفي العام الذي تلاه أجرى البنك الدولي استطلاعا حول العراق وجد أن 62 % من الشركات قالت إن الفساد كان العقبة الرئيسية أمام القيام بالأعمال التجارية هناك. ذلك كله يكلف البلاد ثمنا غاليا ولم تكن هناك طريقة لمعرفة حجم الأموال المفقودة بسبب السرقة والاحتيال والاختلاس، لكن كانت هناك بعض التقديرات فقد قال القاضي راضي حمزة الراضي الرئيس السابق لهيئة مكافحة الفساد في العراق إن لجنة النزاهة قدرت حجم الأموال المفقودة من العراق بين أعوام 2003 إلى 2008 ب18 مليار دولار فيما قدرت دراسة ممولة من صندوق النقد الدولي إن 65 مليار دولار قد تم تسريبها خارج البلاد من عام 2003 حتى عام 2010 أما في عام 2013 فيعتقد ديوان الرقابة المالية أن ما يقرب من 40 مليار دولار من الأموال غير المشروعة تغادر البلاد في كل عام. هذه الأرقام المذهلة هي ببساطة سرقة لمستقبل البلاد وإعاقة لتنميتها بشدة. اذن من خلال ما يجري على الواقع مبررات الخجل يفترض تكون موجوده عند الانسان الشريف. ومن هذه المبررات


اولا – ان تخجل حين يكون قرارك بيد غيرك . وحكومة العمالة في بغداد فاقدة هذا الشيء كما هو معلوم .


ثانيا- ان تخجل حين تتهم بالفساد وحماية المفسدين، وخلال عشر سنوات فساد حكومة المنطقة الخضراء ازكم انوف العالم اجمع.


ثالثا- ان تخجل حين تكون غير قادر على حماية المواطنين وان الميليشيات الاجرامية والعصابات وفرق الموت تعبث بأرواح الناس الابرياء وتروع العوائل الامنة .


رابعا- ان تخجل حين تكون غير قادر عدم توفير ابسط الخدمات للناس وان تفشل في اقامة اية مشروع خدمي .وتسرق اموال العام .


خامسا- ان تخجل حين تكون ضحايا شعبك يومية وتزايد مستمر. وان الارهاب يضرب اغلب مدن البلد.


سادسا- ان تخجل حين تكون غير قادر على توفير حياة افضل الى اطفالك وتسهم في منع الجريمة وتفشي المخدرات والانحلال الخلقي بين صفوف الشباب.


كل هذا يجري في الواقع العراقي اليس هو واقع مخجل حقا.. اليس على الساسة الجدد ان تحمر وجوههم خجلا مما يجري.

 

 





الاحد ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة