شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

هل السياسة، وعاء تناقضات وتقاطعات في المواقف، وانتقائيات في الاختيارات، وتعاملات مزدوجة في ا لمعايير ؟ ، أم أن السياسة لا تكترث بالتناقضات والتقاطعات وكل الذي يثير الاستغراب والريبة ؟ ، وإذا كان الأمر هكذا يعكسه مسرح العلاقات الدولية ، فأين نضع الصدقية في التعامل والثقة في عقد الاتفاقات وإبرام الاتفاقيات بين الدول، والتأكد من حقيقة الإلتزامات، بغض النظر عن معايير القوة والأحجام والمساحات وكثافة السكان وتميز الجغرافية- السياسية والإستراتيجية، وضخامة المصالح ؟!

 

أمريكا تخرق مبادئها .. وترتاب من سيناريوهاتها .. ولا تثق حتى بنتائج سياساتها :

1-  خرقت أمريكا أحد أهم مبادئ رؤسائها ، وهو مبدأ كارتر ( Carter Doctrine ) ، الذي يؤكد على ( أن أي اقتراب أو تعرض لمنطقة الخليج العربي، يعد تعرضاً للمصالح الحيوية الأمريكية ) .. وللأمن القومي الأمريكي . هذا المبدأ خرقته أمريكا بتوافقها الإستراتيجي مع إيران لضمان مصالحها النفطية في العراق من جانب، وعَرَضَتْ مصالحها ومصالح غيرها في الخليج العربي نتيجة إهمالها خطر التدخل الإيراني السافر في شؤون دول الخليج ، وفي مقدمتها البحرين والكويت والإمارات والسعودية والعراق ومنه إلى سوريا ولبنان في المشرق العربي من جهة أخرى .

 

2-  يتضمن سلوك أمريكا السياسي- الإستراتيجي تناقضاً واضحاً بدواعي مشروع الشرق الأوسط الجديد .. والإشكالية في هذا الأمر، أن المشروع الأمريكي يسعى إلى ( إسقاط نظام سياسي ويدمر دولة، ولا يستطيع البناء الجديد، ويترك واقع الحال فوضى عارمة، ليس فيها أي أمل بتشكيل البناء، بل تفسيخ ما هو متبقي من الانهيار في ظل فراغ الأمن الذي يحرق الأخضر واليابس ) ، فكيف يمكن توصيف هذه السياسة بأنها فككت ثم شكلت واقعاً جديداً أمناً ومزدهراً ؟!

 

3-  اعتمدت أمريكا في سياساتها على تفكيك الجيوش العربية، وبدأتها من العراق بعد إسقاط نظامه الوطني واحتلاله، وحلت محل هذه الجيوش النظامية العربية مليشيات تعتمد على قاعدة القتل والنهب والتدمير والتهجير، وهي أداة في يد السلطات الفاسدة التي تحكم .. فهل ينتج عن هذا الوضع الأمن والاستقرار والازدهار؟! ، ألم تكن هذه السياسة سجلاً مفتوحاً للحروب الأهلية والإقليمية والتدخلات الخارجية ؟! ، فأين هو منطق بناء شرق أوسط جديد من كل هذا الانحدار إلى الحضيض ؟!

 

4-  ثم ، وهذه مسألة مهمة ، ألم تكن إيران جزء من الشرق الأوسط الجديد، وكذلك تركيا ؟ فلماذا الصمت الأمريكي حيال أوضاعهما وسلوكهما السياسي الخارجي ؟ ، ولكون تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ، لا تمسها أمريكا بسوء حتى وهي تتعامل مع شعبها بطريقة غير ديمقراطية وغير إنسانية ، فما هو وضع إيران التي تحظى باهتمام أو تفهم أمريكا، على الرغم من السلوك الإيراني الفاشستي التوسعي حيال دول المنطقة العربية، الذي يزعزع أمن المنطقة ويعرضها إلى مخاطر عدم الاستقرار ؟

 

5-  تحرص أمريكا وتهدد وتحشد جيوشها وأساطيلها لنزع  السلاح الكيميائي من سوريا .. ولا تكترث بمعالجة الملف النووي الإيراني .. وكليهما يقعان في خانة واحدة من اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل وانتشارها ونشر موادها وتجاربها .. وتحشد أمريكا سياسياً وعسكرياً على ملف السلاح الكيميائي السوري، ولا تحشد على الملف النووي الإيراني، ولا تحشده على الملف النووي والكيميائي الإسرائيلي، حين استخدم الكيان الصهيوني الفسفور الأبيض وقتل المئات من أبناء ( غزة ) ؟ ، فيما تعترف أمريكا في تقارير خبرائها ومختبراتها بأن إيران استخدمت ( السيانيد ) في ( حلبجة ) العراقية، ولكنها تصمت صمت القبور حيال هذه الجريمة  البشعة دفاعاً عن إيران وعن مصالحها .. ألم يكن ذلك يشكل تناقضاً صارخاً في سياسة أمريكا الخارجية ؟!

 

كيف نفسر السلوك السياسي الخارجي الأمريكي في ظل المتغيرات..؟

-  إن تبريرات التحول في الإستراتيجية الأمريكية ( لعام 2002 و 2006 و  2012 ) ، لم تكن مقنعة، لأنها تحمل تناقضات في مبادئ صياغاتها ، ليست النظرية إنما العملية التطبيقية على أرض الواقع في المنطقة بشكل عام ومنطقة الخليج العربي ومشرقه بصورة خاصة .. حيث تأكيد أمريكا على إستراتيجية ( الاحتواء ) .. والمغالطة هنا، ليس احتواء نزاع أو صراع بين دولتين إقليميتين، مثلما كانت أمريكا قد مارست سياسة الاحتواء حيال الحرب الإيرانية العراقية  في عقد الثمانينيات، على الرغم من الخديعة الأمريكية تحت غطاء الاحتواء إمدادات الأسلحة لإيران وصفقاتها معروفة ومعلنة، إنما المغالطة في توصيف احتواء إيران كنظام سياسي وكدولة تمارس سلوكاً سياسياً عدوانياً يستوجب من أمريكا ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، احتوائه، بوضعه في قفص، وتحجيمه، لكونه سلوكاً معادياً لجيرانه .. هذه السياسة إذا كانت بديلاً عن المواجهة العسكرية، فينبغي أن يكون الاحتواء بموازاتها، لا سيما وإن السلوك الإيراني لم يتراجع منذ علم 1979 ولحد هذه اللحظة عن عدوانيته، إنما على العكس ازدادت هذه العدوانية شراسة بالتدخل العسكري السافر في سوريا والتدخل السافر في العراق ولبنان والبحرين على وجه الخصوص والمنطقة بشكل عام .. فكيف ستعالج سياسة الاحتواء مثل هذه الشوفينية والشراسة والتدخل العسكري الإيراني السافر في شؤون جيرانها ؟!

 

-  ما تزال أمريكا تمارس ( لعبة الأمم ) ، بشأن الفعل العسكري الأمريكي ورد الفعل العسكري الإيراني .. وخلاصة هذه اللعبة هي عدم الاحتكام لمنطق التهديد باستخدام القوة بما يتوازى مع سياسة الاحتواء وفرض العقوبات ، إنما استجداء الحوار والمواقف.. لماذا ؟!

 

-  هنالك مبدأ كارتر ( Carter Doctrine ) ، الذي يتعلق بالخليج العربي ، وهناك إيران التي أدخلت الخليج العربي في مواجهة تهدد الوجود القومي لدوله ومصالحها ومصالح غيرها .. ومع ذلك فأن رد الفعل الأمريكي حيال السلوك السياسي الإيراني لم يشهد تطوراً جدياً يتوازى مع التهديد، ليس بغلق مضيق هرمز والتأثير على إمدادات النفط في الخليج، إنما تهديد إيران لدول الخليج العربي، التي تعتبر صديقة لأمريكا، وللمصالح الأمريكية الحيوية التي يؤكدها مبدأ كارتر.!!

 

-  سياسة الاحتواء الأمريكية ينبغي أن تتضمن هدفاً معيناً ومحدداً وواضحاً ، وهو إما تغيير السلوك السياسي للنظام الإيراني تجاه جيرانه  أو إعادته إلى داخل حدوده الإقليمية لتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار.. وعدا ذلك فأن بقاء النظام السياسي الإيراني يمارس أسلوب التهديد والضغط على المنطقة، يعرض مصالح دولها وشعوبها إلى الخطر أو الضرر الكبير، وكذلك المصالح الدولية، باعتبار أن منطقة الخليج العربي هي في حقيقتها منطقة مصالح دولية متشابكة.

 

-  لن يرتكب الإيرانيون تصرفاً خاطئاً ينتظره الأمريكيون في الخليج ، إنما يمارسون سلوكاً من شأنه زعزعة الاستقرار في الخليج والمشرق العربي بأدوات طائفية ( عناصر مليشيات مسلحة وعناصر استخبارات، وتسليح، وتدريب، وتوجيه، وتنظيم خلايا، إلخ ) .

 

-  والمعروف أن الأمريكيين اعتقدوا بأن التيار الإسلاموي، الذي سموه بالمعتدل، ممثلاً بالإخوان المسلمين وبالنظام التركي، وأقنع الإيرانيون الأمريكيين، في نهاية عقد السبعينيات، بإمكانية تعاونهم في السياسة  لأهداف مصالحهم الإستراتيجية التوسعية، قد أظهر الواقع الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الأمريكيون حين اعتقدوا بنجاح تعاون التيار الإسلاموي وتعاون إيران مع أمريكا في العراق وأفغانستان، الذي لم يكن حباً بالتعاون إنما تنفيذاً لخطط التوسع الإستراتيجي على حساب المنطقة العربية،  وان الأمريكيين كانوا يدركون خطورة السلوك السياسي الإيراني المتعاون على مصالحهم في المستقبل .. والطامة الكبرى ، هي صمت أمريكا ومأزقها، الذي تفضحه سياسة ( الاحتواء ) ، التي ستولد كارثة حيازة إيران على السلاح النووي، عندها ستجد أمريكا نفسها والمنطقة برمتها أمام مأزق خطير، ربما، أكثر تأزماً من المأزق الكوري الشمالي تماماً ومأزق الصواريخ الكوبية .. فإذا كانت نظرية الاحتواء تقود إلى هذه النتيجة، فما هو هدف الاحتواء إذن ؟!

 

-  لقد أساءت أمريكا إلى مفهوم سياسة ( الاحتواء ) كثيراً بتغاضيها عن أهداف هذه السياسة، التي ستقود إلى كارثة كما أسلفنا، على دول المنطقة، ما لم تستدرك الدول العربية أولاً: وقبل غيرها مسؤولية نتائج السياسة الأمريكية هذه في تعاطيها مع الملف النووي الإيراني من جهة، وتعاملها مع السلوك السياسي الخارجي الإيراني من جهة ثانية .. وعلى هذه الدول أن تعتمد على نفسها أولاً وعلى شعبها العربي ثانياً وعلى القوى الصديقة المحبة للحرية والعدالة ثالثاً .. فقد قال ( جون كيري ) وزير الخارجية الأمريكي على هامش أزمة الملف الكيميائي السوري ( إن التهديد باستخدام القوة بشأن السلاح الكيميائي السوري هو العامل الوحيد، الذي خلق مبادرة نزع هذا السلاح ) التي تمت الموافقة عليها من كل الأطراف المعنية بالأزمة ( روسيا وأمريكا والإتحاد الأوربي وإيران وإسرائيل ) !! .. فلماذا لا يتم تجديد ( الخط الأحمر الأمريكي ) لوقف تخصيب إيران لليورانيوم في مفاعلاتها النووية عند حدود معينة من التخصيب يخضع لجدول رقابة زمني لفرق التفتيش الدولية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) ، من أجل وضع النظام الإيراني تحت الضغط المتمثل بالشك والتدقيق والتفتيش .؟!

 

-  الإيرانيون ، وهذه مفارقة فاضحة ، يعلنون وقوفهم مع محاربة الإرهاب ، وهم يحتضنون قادة الإرهاب المتمثل بالقاعدة وعناصرها داخل أراضيهم .. فهل هذا اتفاق أمريكي إيراني أم ضحك الإيرانيون على ذقون الأمريكيين ؟! ، فإيران تُسَخِرْ القاعدة وعناصرها معاً ومن أراضيها للعمل الإرهابي في أراض دول أخرى، وهذا ما لمسه الأمريكيون وأعلنوا عنه إعلامياً ، ولكن دون اتخاذ أي إجراءات من شأنها وضع حد للسلوك الإيراني، على الرغم من أن أمريكا تعلن تمسكها إستراتيجياً بمحاربة ( الإرهاب ) الدولي.!!

 

-  فما هو بالضبط هدف سياسة الاحتواء الأمريكية تجاه إيران؟ وكيف يتم التوصل إليه ؟ وهل يجعل السلوك السياسي الإيراني في حالة ضمور متواصل وسريع ؟ .. وهل الهدف من سياسة الاحتواء تغيير السلوك السياسي الإيراني بإسقاط النظام بعد إضعافه أم وضع النظام في قفص لمنعه من أن يهدد جيرانه .. وهنا يتوجب التوقف عند نوع التهديد، فالتهديد الإيراني الراهن يتم من خلال تحريض أدواتها الطائفية ( الطابور الخامس ) ، يرافقه تهديد للوجود العربي ومحو الهوية العربية، واغتصاب الأرض والمياه والسماء العربية، كما يحصل للعراق والبحرين والإمارات، والكويت على الطريق  والسعودية أيضاً وغيرها ؟!

 

-  هذا التهديد الداخلي والخارجي، الذي تواجهه الدول العربية حالياً في ظل احتقانات المنطقة التي سببها إيران  و ( إسرائيل ) وأمريكا وبهذا المستوى الخطير، فماذا يحصل لو امتلكت إيران سلاحاً نووياً ؟ ، ماذا ستفعل أمريكا والإتحاد الأوربي ومجلس الأمن والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، حين تفرض إيران سياسة الأمر الواقع على البحرين والكويت والإمارات والسعودية والعراق وغيرها ؟!

 

-  فإذا أرادت أمريكا استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة عليها أن تعيد النظر في مفهوم سياسة ( الاحتواء ) التي تمارسه حيال السلوك السياسي والإستخباري والأيديولوجي الإيراني الخارجي المعادي .. وإن التراجع الإيراني أمام الضغوط الأمريكية يعد تراجعاً تكتيكياً لكسب الوقت من أجل الحصول على القدرة النووية ، ولكن يتغير الموقف إذا امتلكت إيران للسلاح النووي، حينئذٍ ، تفرض إيران سياسة الأمر الواقع تحت دعاوى فهم أمريكا ( إن أي دولة لا ترغب في المخاطرة بخوض حرب نووية ) ـ ولكن على الرغم من صحة هذا المنطق النظري، فأن الأمر لا يتعلق بالرغبات ، ترغب أو لا ترغب في الجحيم النووي، إنما الأمر يكمن في ( الأيديولوجية ) التي لا تفهمها أمريكا ، إلا إذا أصبحت أمام مأزق مماثل لمأزقها أمام كوريا الشمالية .!!

 

-  الإيرانيون، ربما يدركون الخطوط الحمراء التي يضعها الأمريكيون .. ولكن، ماذا تنفع بعدئذٍ إذا أصر الإيرانيون على تنفيذ حلمهم عند حدود جغرافية - سياسية فارسية لإمبراطورية لن تقف عند حافات البحر الأبيض المتوسط،، بتخطيط أخذ مداه في العراق ولبنان وسوريا من جهة ، والبحرين ومياه الخليج العربي ومضيق هرمز من جهة أخرى.؟!

 

الخطأ الذي تقع فيه أمريكا، التي تعبث بأمن المنطقة وبأمن العالم، أنها تعتقد بأن السلوك السياسي الخارجي الإيراني قد يتغير صوب العقلانية ؟ ، وهذا رأي خبرائها، ولكن شيئاً من هذا القبيل هو تضليل إستراتيجي لحقائق الجغرافيا وحقائق التاريخ، التي تتحكم بالنظم الفارسية منذ فترة الشاه مروراً بخميني وحتى خامنئي .. لأن السياسة الإستراتيجية الإيرانية توسعية لا تتحدد بنظام سياسي معين وخاصة تجاه المنطقة العربية ، إنها سياسة لن تتغير حيال المنطقة إلا في حالات الضغط القوي .. فحين شعرت إيران الفارسية بأنها ما عادت قادرة على الوقوف أمام العراق انكفأت وتراجعت وشربت سمها الزعاف .. فإيران احتلت الجزر العربية في الخليج في زمن الشاه، وظلت محتلة في زمن خميني، وما تزال محتلة في زمن خامنئي.!! ، وإن تهديدها استقرار العراق وأمنه في زمن الشاه ما يزال مستمراً ومستشرياً في جسد العراق لتمزيقه وتدميره.!!

 

إن الخديعة الكبرى تكمن في سياسة ( الاحتواء ) ، وسياسة انتظار أن تغير إيران سلوكها السياسي الخارجي .. فقد كان " محمود احمدي نجاد" قد اندفع أكثر في تنفيذ سياسة إيران الخارجية وتم اتهامه بتدمير اقتصاد إيران وتدمير الأخلاق والقيم .. ولكن ماذا حصل بعد أن حل محله " حسن روحاني" الذي دعا إعلامياً إلى الاعتدال، تناغماً مع عقلية الإدارة الأمريكية والغرب المخدوع ، كما دعا إلى الانفتاح ، ولكن مليشياته بدأت تتدفق على سوريا للقتال الطائفي إلى جانب نظام دمشق ضد الشعب السوري ، وهذا التدخل العسكري كان فضيحة كبرى كشفت الوجه الكالح والمخادع للنظام الفارسي في طهران .. وهذه الخديعة هي الأخرى تتعارض مع ما قاله " علي خامنئي" (  ( ليس من الضروري أن يمارس الحرس الثوري أنشطة سياسية ، وعليه أن يبتعد عن السياسة )  ) .. ومع هذه الدعوة الفاضحة يرسل خامنئي حرسه ليمارس سياسة القتل والتهجير في العراق، ويرسل مجاميع من عناصره عبر حدود العراق إلى سوريا لمقاتلة شعبها العربي الثائر على الفساد والظلم والطائفية المقيتة .!!

 

-  والفضيحة الأكثر فضاعة في السلوك السياسي- الإستخباري الإيراني الفارسي، إدعاء إيران بأنها تحارب الإرهاب والقاعدة –  وهي بهذا الإدعاء تغطي على تعاونها الفاضح مع أمريكا في سياسة محاربة الإرهاب الدولي –  ولكنها تستضيف قيادات القاعدة على أراضيها وتفتح لها قواعد للتدريب ، وتقوم بتدريب عناصرها من الشيشان والأفغان وسجناء ( غوانتانامو ) وأفغان- عرب معروفون لدى القاعدة ، وتفتح لهم حدودها وتكلفهم بأعمال القتل والنسف والتصفيات في العراق وبالتنسيق مع الحرس الإيراني.!!

 

دول المنطقة برمتها ترفض السلوك السياسي الإيراني، وهي جميعها وفي سياساتها مسالمة وغير عدوانية ولا توسعية على حساب جيرانها ، ولا تريد حروباً .. هذا الواقع يفترض صياغة سياسة إستراتيجية دفاعية صارمة من شأنها أن تضع حدوداً لمخاوفها الجدية حيال الوجود المتخفي الإستخباري الفارسي تحت أي ذريعة والعمل على استئصاله من جذوره ، والضغط  الموحد المستمر على ضرورة إعادة النظر في سياسة ( الاحتواء ) الخائبة، التي تراعي فقط المصالح الأمريكية وتستهين بمصالح دول المنطقة ومصالح شعبها وأمنها واستقرارها .!!

 

 





الخميس ١٤ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة