شبكة ذي قار
عـاجـل










الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام. فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما، وإحساس بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، والقدرة، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية والقدرة. يتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم الشائع "احترام الآخرين" أو مبدأ التعامل بالمثل, لكن هنالك فرق بينة وبين عدة مصطلحات مثل " الاهتمام والإعجاب " يفضل عدم الخلط بينها ... ويفضل عدم المبالغة في الاحترام حتى لا يساء الفهم. أكيد أن تميز شخص ما بهذه ( القيمة ) الوجدانية تجعله محط أعجاب بل وقدوه للآخرين .. في أحلك الظروف يتم استذكار والإشادة بخلق هذا (( الرجل المحترم )).


سبب تناولي لهذا الموضوع هو ما جرى من حوار في الملتقي الثقافي الشهري الذي يعقده نخبة من المثقفين والإعلاميين . وكنت اشرح فيها موقف البعث من أحداث مصر و أحداث سوريا وكنت أتطرق إلى بيانات القيادة القومية بهذا الشائن . قاطعتني سيده ذات توجهات أسلامية وقالت ما نصه (( اغسلوا أيديكم سوف لن تعودوا للحكم مرة أخرى)) قلت لها هل أنتِ تعرفين مواقف الحزب كلها آم فقط كلامك هذا مجرد تحامل على البعث.! قالت لا فقط رأي قلت لها وللحضور اسمحوا لي أن أوضح لكم الحقائق . وشرحت لهم موقف الحزب وسياسته ومواقفه من الحكم وكيفية شكل ألدوله التي يريدها البعث في ظل المتغيرات الدولية والتطورات التكنولوجية الحديثة مستندا في ذلك على بيانات قيادة البعث وعلى إستراتيجية المقاومة والتحرير . كان للحديث قبول واستحسان من لدن الجميع . وسألني شاب من الحضور ( لماذا رجال البعث محترمين.؟) قالت له سيده ذات توجهات ليبراليه وميول ماركسية رافضه للاحتلال وعملائه، أنا سوف أجيبك . وسائلته ما هو الاحترام؟ من وجهة نظرك ،هل تحترم نفسك والآخرين؟ هل تحترم آراء الآخرين ومعتقداتهم؟ ما الذي تفعله لإظهار الاحترام؟ أليس
الاحترام هو الموقف الذي يساعدك على ان تكون قدوة في كل شيء ،وكل ما خلقه الله.


ولأجل معرفة لماذا يحترم الناس والبعث.؟ ، عليك معرفة مايلي


- السلوك :
حسن السير والسلوك أمر حاسم في حزب البعث العربي الاشتراكي ، وان حياته الداخلية تنمي الاحترام بين الجميع. من خلال الالتزام وحسن الأخلاق والطريق التي يتصرف بها أعضاء البعث وتعاملهم مع الناس و القيم التى من خلالها يتعاملوا مع الآخرين.. و يسعى البعث دائما للحصول أعضائه على أفضل سلوك و أحسن معاملة ,لأجل التعامل الأمثل مع الناس بالطريقة التي تحب أن يحترموا بها أعضائه.


- صدق المبادئ .
مِن أقسى ما يمكن أن يوجَّه إلى أي شخص أو جماعة أو اتجاه من نقد، هو أن يوصم بغياب المبادئ، وأنهم يدورون حول رؤية مصلحية نفعية لا تستند إلى مبدأ شريف تناضل من أجله وتقدم نفسها مستمسكة به، وأن ما تقوله بلسانها لن تجد له رصيداً على أرض الواقع، وما كان لهذا النقد أن يكون شديداً على النفوس إلا لأن ثمّ إيماناً عميقاً بأهمية المبادئ لدى البعث العظيم .لكون هذه المبادئ جاءت من رحم معاناة هذه الآمة وتعشقت مع أماني البسطاء للخلاص من ما يعانوه في ظل الثالوث المدمر(( الفقر والجهل والتخلف)) الذي يجثم على صدر الأمة العربية. لذلك فان رجال البعث ((ميزتهم)) أنهم يعشقون المبادئ ويضحون من اجلها وما قوافل شهداء البعث ألا دليل على صدق المبادئ والانتماء . هكذا رجال يعشقون المبادئ فأنهم كسبوا احترام الناس اجمع .


- احترام النفس
يعمد البعث على تنمية احترام النفس لدي أعضائه وأنصاره من خلال كم هائل من القيم والممارسات النضالية لذلك دوما يزرع في شخصية أعضائه قاعدة تقول (( عليك أن تتعلم أن تحترم نفسك ، وإلا فإن الناس لن تحترمك.(( ، ودائما كان يثقف على أن يغذى ألبعثي روحه بقراءة الكتب المفيدة ، استثمار ذلك في تطوير حياته للأفضل ,و جعل آرائه ومعتقداته الخاصة إيجابية.. وان وصية الرئيس القائد الشهيد صدام حسين { رحمه الله } حين قال (( اجعل الرحمة تاج العدالة، والحزم بديلاً عن التردد.. والتأني بديلا عن التسرع والحكمة بديلا عن التهور، والعقل بديلا عن الحماقة، ولا تعط عدوك فرصة عليك((. أليس هذه أسس ثابتة لاحترام النفس.


- احترام الاختلاف
ضرورة احترام الاختلاف بين أفراد الآمة الواحدة . على أساس قاعدة (( حقي وحق الآخرين)).. على هذا الأساس تكون ثقافة البعث وممارسته .. وعلى هذا الأساس انبثقت الجبهة الوطنية القومية عام 1973 ، فأن البعث يؤمن بان النقاش يتحول إلى حالة سلبية حالما يتخلى عن قواعد أساسية تقوم على احترام حق الاختلاف وعدم جعل هذا الاختلاف سببا في تسفيه الاخر او تخوينه مهما كان رأيه، طالما انه لا يتضمن تحقيرا او تحريضا، باعتبار أن البلاد هي لجميع مواطنيها، ولكل منهم الحق نفسه بإبداء رأيه وفق ثقافته ورؤيته أو حتى مصالحه التي يفترض انها جزء من مصالح مجموع المواطنين، وتاليا مصلحة الوطن.‏ ليس مفيدا تقوقع أصحاب الرأي الواحد ضمن مجموعات وحصر النقاش فيما بينهم بما يغذي فقط روح التكتل وسوء الفهم تجاه الآخر، بل من الصحي انفتاح الجميع على بعضهم البعض وتبادل الهواجس والأفكار حتى لو لم يسفر ذلك عن توافق تام، فانه يساعد ولا شك في تقليص الفجوات وتهدئة الخواطر طالما أنه يجري في جو من الانفتاح والتسامح والتفهم، خاصة انه يدور بين أبناء البلد الواحد الذين طالما كانوا أصدقاء وأهلا متجاورين ومتحابين.‏


لا أريد أزيد أكثر على حديث السيدة المحترمة التي أجاب الشاب السائل .على الرغم من وجود الكثير واكتفيت بتعليق فقلت تعرفوا كيف كان البعث يوصي الشباب . فقلت له نص وصية قائد البعث الشهيد صدام حسين (( رحمه الله )) الذي أوصى بها الشباب قائلا(( أيها الشباب، إذا سبقكم من ترونه أنه سابق لكم بما هو مادي أو مظهري، فلا تعقبوا أثره، واختاروا طريقكم الخاص المشرف، إذا كان طريق من سبقكم على غير هذا الوصف، واسبقوه إلى ما هو روحي واعتباري، بالثقافة، والموقف، والتحصيل الدراسي والعمل الشريف المشروع، إذ أن موقفكم على هذا هو الأعمق أثرا، والأكثر رسوخا، والأعلى منزلة.. وغيره قد يكون إلى زوال.)) أليس هذا يجعل الكل يحترم من يطبقها.. رحم الله شهداء البعث الذين منحونا الدروس والعبر .
 

 

 





السبت ٢٤ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة