شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

رداً على تصريحات أغبياء هذا العهد ممن يتولون الحكم في عراق العز والتأريخ ، ويتفلسفون بتثبيت دعواهم بتجريم البعث ، ويتبجحون بما لايتفق مع حال العراق الآن من بؤس وشقاء وموت بإنفجارات المفخخات والمسدسات الكاتمة للمليشيات المجرمة التي دربتها أجهزة الجريمة لنظام ولاية السفيه في إيران ، وعدم إستقرار أبناء العراق نتيجة الإعتقالات العشوائية التي طالت النساء والأطفال ، وحملات التهجير التي إستهدفت مكوّن واحد بهدف خلق الديمغرافية التي تسهل للمحتلين تقسيم العراق إلى أقاليم يكون مصيرها تجزئة العراق إلى دويلات حقيرة توزع ما بين الكيان الصهيوني وإيران وتنفرد أمريكيا بالسيطرة على خيرات ومقدرات الشعب العربي ...

 

أسباب كتابة هذا الموضوع

 

ومن أهم أسباب تعرضي لهذا الموضوع ، هو أن أبناء هذا الجيل لم يعيشوا أيام قيام ثورة البعث ليطلعوا على ما قامت به هذه الثورة في السبعينات والثمانينيات وحتى أيام الحصار الإقتصادي في التسعينات من القرن الماضي من الإنجازات التي إنتقلت بالعراق إلى مستوى الدول المتقدمة صناعياً وإجتماعياً وعلمياً وتربوياً ، رغم ما قامت به الدول المعادية وبوجه الخصوص أمريكيا من إشغال العراق بالحروب لكي تلهيه بها عن التنمية . وخصوصاً عند ما جاءت بنظام الملالي في طهران بقيادة خميني بعد أن إشترطت عليه رفض الإنجاز الذي قام به العراق في عقد الإتفاق الخاص بالملاحة في شط العرب مع شاه إيران محمد رضا بهلوي ليضمن للعراق إنهاء مساعدة هذا الشاه للعصيان الكردي في شمال العراق ، لكي يتفرغ النظام في العراق بالإستمرار في تنفيذ الخطة التي رسمها البعث لتنمية العراق وتطويره في كل المجالات وبأسرع وقت ممكن . وقد إشترطت أمريكيا على الخميني  التحرش بالعراق والعدوان عليه لإشغال الثورة وإستنزاف قدراتها على التنمية ، وكان لأمريكيا ما أرادت ، فقام نظام الملالي بالعدوان على العراق في 4 إيلول 1980 وأشعل بذلك حرباً إستمرت ثمانية سنوات رفض فيها نظام الملالي كل المحاولات الدولية الرامية لإقناع الخميني لإيقافها ، وبعد كل ذلك الرفض لتلك المحاولات حتى أن تجرع الخميني السم الزعاف ( كما قالها هو بلسانه ) حينما أجبره الجيش العراقي البطل بالرضوخ لقرارات الأمم المتحدة التي دعته لذلك  .... وكانت أمريكيا لاتظهر في الصورة ، وكان الخميني يدعي كاذباً معاداته اللدودة للشيطان الأكبر ( كما كان الخميني يسمي أمريكيا ...!!! ) ، وإستمر هذا الكذب إلى أن كشفت إشتراك أمريكيا والكيان الصهيوني مع إيران في هذه الحرب العدوانية ( فضيحة إيران كيت ) حينما حطت طائرة تابعة للكيان الصهيوني إضطرارياً في إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي وهي تحمل الصواريخ بعيدة المدى [ الأمريكية الصنع ] والتي كانت تُحمل من فرنسا إلى إيران لضرب العمق العراقي ... وكذلك دخول الطائرة المقاتلة للكيان الصهيوني الأجواء العراقية لتقصف المفاعل النووي العراقي ( للأغراض السلمية ) في عام 1982 حينما كان الجيش العراقي مشتبكاً مع القوات الإيرانية يذود بها عن العراق ويصد قوات إيران من دخول الأراضي العراقية .... وهنا لابد أن نذكر بأن الثورة برغم هذه الحرب فإنها إستمرت في إنجازاتها التنموية بأيدي وعقول أبناء العراق ، وقد تحول قسم منها إلى الصناعة العسكرية ؛ فأنتجت بالأيادي العراقية الدبابة العراقية والصواريخ بمختلف مدياتها ، فأنتج صواريخ الحسن والحسين البعيدة المدى التي ضرب بها الكيان الصهيوني في أم المعارك عام 1991 ، كما أنتجت مصانعه العسكرية بندقية الآربيجي والكلاشنكوف ومسدس طارق وغيرها من أنواع الأسلحة . كما أنتج العراق صاروخ العابد الدي أطلقته الثورة إلى الفضاء الخارجي ليكون بداية لإطلاق القمر الصناعي العراقي ...

 

تأميم نفط العراق كان البداية

 

حينما بدأت الثورة في العراق عام 1968 لم يكن مايستلمه العراق من الشركات الإحتكارية الأجنبية التي كانت تستثمر نفط العراق عشر معشار مما تجنيه الشركات الأجنبية الإحتكارية من نفط العراق . وكان جل هذه الشركات هي شركات أمريكية وإنكليزية . ولقلة ما تعطيه هذه الشركات للعراق ، فقد بنت حكومة الثورة ميزانيتها السنوية الأولى على عجز مقداره النصف من قيمتها الحقيقية . وقد كان من أهم أسباب قيام الثورة هو تحرير ثروات العراق من السيطرة الأجنبية لتعود منفعتها كلياً للشعب صاحب هذه الثروات . وزاد الثوار إصراراً للإسراع بالثورة محاولات الشركات الأجنبية للتعاقد في إستثمار الكبريت والفسفور في العراق المادتين التين كان لابد أن يستثمرها شعب العراق بشكل مباشر . وكادت الشركات الأحنبية أن تتعاقد مع العراق في النظام الذي سبق الثورة لإحتكار إستخراج الكبريت آنذاك ، لولا قيام الثورة التي إعتقلت الوسيط العراقي ( لطفي العبيدي ) وأحالته للمحاكمة بتهمة الخيانة  ...

 

الديمقراطية المباشرة في إستحصال موافقة الشعب في تأميم النفط

 

هيء نظام البعث الظروف والمستلزمات اللازمة ، وأهمها موافقة الشعب في تحمل كل تبعات التأميم فيما إذا حاولت أمريكيا الإعتداء على العراق ، وكان ذلك من خلال الندوات الجماهيرية ( البرلمان الشعبي المباشر ) وكانت هذه الندوات تسمى [ الثورة تسأل والشعب يجيب ] ، وفي ضوء موافقة الجماهير ، قام نظام الثورة بتأميم نفط العراق في عام 1972 ، بعد أن إستعان بالخبرة العراقية التي كانت تعمل مع الشركات الأجنبية آنذاك ، ولابد أن نشكر  مساعدة الرئيس الإسباني فرانكو لموقفه في مساعدة العراق في التأميم ، بعد أن أجبر شركات بناء السفن ببناء ماأرده العراق منها ببنا السفن العراقبة ، حينما ضغطت عليها شركات النفط الإحتكارية بأن تمتنع  عن بناء ناقلتين بحريتين للعراق لنقل نفطه إلى دول العالم التي تشتري النفط العراقي . وقد إعتبر مبلغ الصناعة دَيناً بذمة العراق ، يسدده متى إستطاع بيع النفط  . وهكذا إنفتح الطريق أمام أضخم عملية تنموية شهد لها العالم بأسره ، نقلت العراق بأسرع وقت إلى بوابة الدول المتقدمة صناعياً ......  

 

إنجازات ثورة البعث

 

1 ) التربية والتعليم ومحوأمية المواطن العراقي .....

 بدأت الثورة بحملة محو الأمية بين صفوف العمال والفلاحين قبل أن يقوم نظام الثورة بتأميم النفط . وقد ألزم النظام الثوري أرباب العمل في القطاعين العام والخاص بأن يقوموا بهذه المهمة وفق قانون شرع لهذا الغرض . وبعد تأميم النفط ، أُعلن عن قيام حملة شاملة لمحو الأمية بين كل طبقات المجتمع العراقي وفق قانون خاص أعتبر فيه أن خريجي دورات محو الأمية يمكن أن يكملوا دراستهم كطلاب في الصف الخامس إبتدائي ، وقد وصل الأمر بالبعض من هؤلاء الخريجين أن يكملوا الدراسة الجامعية بالمداومة المسائية ..... إما فيما يتعلق الأمر بالدراسة الإبتدائية فقد شُرع ( قانون التعليم الإلزامي ) الذي جعلت فيه الثورة التعليم مجانياً حتى نهاية المرحلة الجامعية ، وحدد القانون الإلزامية في التعليم لغاية نهاية مرحلة الدراسة المتوسطة .... وبُنيت المدارس بكل مراحلها ، على إمتداد محافظات العراق ، وبعد أن أنشئت الثورة الجامعات في جميع المحافظات جعلت في كل جامعة كلية خاصة بالتربية بعد أن كانت في العراق كله كلية واحدة للتربية في جامعة بغداد . كما أنشأت أ كثر من 200 دار ومعهد لتخريج معلمي المدارس الإبتدائية . وقبل أن تبدأ الثورة نشاطها التنموي ، في مجالي الصناعة والزراعة ، هيئت الثورة مؤسسات إعداد الكادر المتوسط من الفنيين الصناعيين والزراعيين فأنشأت أكثرمن مئتي معهد مهني في جميع محافظات العراق لهذا الغرض . وبهذا أصبح الهيكل الهرمي من مهندسين وكوادر فنية وعمال مهرة جاهزاً ليغطي كل إحتباجات النمو الصناع والزراعي ..... وبجانب كل ذلك كان الوضع الإجتماعي ينمو ويتطور وتنعدم في مجتمع العراق البطالة بجانب إنعدام الأمية التي حاز بها العراق جائزة كروبسكاية من المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم ، بالإظافة لجوائز عالمية أخرى في هذا المجال.....

 

وبالنسبة للإنجازات قي مجال التعليم الجامعي ، فإن الثورة قد هيأت كل المقررات الخاصة بالكليات الجامعية بكل أقسامها وفروعها العلمية والأدبية ، كما هُيئت كل الكوادر من أساتذة ومدرسين بكل الإختصاصات للوصول إلى الإكتفاء بما يحتاجه الطالب لكل مراحل دراسته الجامعية  ( البكلوريوس – الماجستير – الدكتوراه ) ، كما وجهت قيادة الثورة بأن تكون رسائل الماجستير والدكتوراه بما تتفق وحاجات التنمية . كما تصنعه الجامعات الغربية ولازالت في عقودها مع الشركات الصناعية في أوربا وأمريكيا ، حيث تحدد مواضيع الأطروحات بما يخدم نمو الصناعات الخاصة بها وبمبالغ يتفق عليها ما بين الجامعات الغربية وتلك الشركات ولكنها كانت في العراق بلا ثمن .....

 

2 ) التنمية الصناعية ..... إبتدأت الثورة تنميتها ( الإنفجارية ) بتهيئة مسمستلزماتها ، ومن أهم هذه المستلزمات التي إهتمت بها الثورة هي الكهرباء ، التي قصفـت مصادرها طائرات وصواريخ الإحتلال الأمريكي في 2003 ، بإعتبارها كانت هي الأساس في تطور العراق الصناعي ، ولم يحرم الإحتلال الصناعة من هذه اللازمة فحسب ، بل حرم منها كافة العراقيين الذين يعانون منها لحد الآن ....

 

ـــ الثورةوصناعة الكهرباء .... كانت الثورة تعتمد على مشتقات النفط في إنتاج الكهرباء . ولكنها ومن خلال قدرة علماء العراق الذين أعدتهم الثورة ومراكز البحوث التي لم تكن موجودة في العراق قبل قيام الثورة ، قامت بإنتاج الكهرباء  وعلى شكل تجريبي ومحدود بأمل التوسع في إستعمالها ، عن طريق الإستفادة من الطاقة المتولدة من مساقط المياه والطاقة الشمسية . وقد ولّدت الكهرباء في سامراء من مساقط المياه . كما ولّدت الكهرباء في العمارات السكّنية التي بنيت في نهاية شارع أبو نؤاس على سبيل التجربة بإستغلال الطاقة الشمسية ... ولولا الإحتلال لكان العراق قد توصل إلى تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة بعد أن إكتفى ذاتيا منها في كل المجالات ....

 

 ــــ ومن الصناعات الميكانيكية التي أنجزتها الثورة صناعة المواد الإحتياطية للمكائن التي يستعملها المواطن العراقي في حياته اليومية ، وهياكل بعض المكائن للوصول إلى بناء هياكل السيارات ووسائل النقل المصنوعة في العراق . وكانت أبرز منشأة في هذا المجال منشأة الحديد والصلب في الأسكندرية . كما أنشئت الثورة معمل صناعة إطارات السيارات بمختلف أحجامها في مدينة الديوانية وقد كانت إطارات الديوانية من أجود الإطارات قياساً لماينتج من إطارات في العالم ، وأُنشئت معامل أخرى مماثلة فككها عملاء إيران ونقلوها إليها لتعيد بنائها في إيران كي تستفيد مما أبدع فيه العراقيون ، وليصنعوا منها ما يفرضه العدو الإيراني على أبن العراق ، صاحب المنة عليهم في إنتاج هذه البضائع  .....

 

ــــ إما فيما يخص الصناعات الكهريائية فإن العراق كان أول من صنع التلفزيون الملون وأستخدمه العراقيون في السبعينات من القرن الماضي وقبل أن يُستعمل في أي بلدٍ عربي آخر.. كما صنعت القدرات العراقية في عهد دولة البعث أغلب الأجهزة العائلية من أدوات تبريد وتكييف للهواء والثلاجات والمجمدات والمراوح وأدوات التدفئة الكهربائية والغازية والنفطية وغيرها من الأدوات التي تستهلكها العائلة العراقية كما أستغنى العراق عن إستيراد أسلاك التوصيل الكهربائي من العالم ، بعد أن توصل إلى صناعتها داخل العراق .. هذا وقد فكك عملاء الإحتلال من عبيد إيران معامل هذه الصناعات أيظاً وحولوها لإيران لتبني بها المعامل التي تصنع بها ذات المواد الكهربائية التي يستوردها العراقيون الآن على أساس أنها صنعت في إيران....!!!

 

ــــ كما إهتمت الثورة بالصناعات الغذائية ، وكان من أبرزها صناعة السكر ، فأنشئت معملاً لصناعة السكر من قصب السكر في محافظة ميسان ( سكر قصب ميسان ) بعد أن وجهت فلاحي الجنوب بزراعة قصب السكر ليهيئوا المادة الأولية لهذه الصناعة . كما أنشئت الثورة معمل السكر البنجري في محافظة نينوى الذي يعتمد على حاصل البنجر ، وساعدت الثورة الفلاحين في إرجاء العراق لزراعة هذه المادة وشراءها منهم بأسعار مشجعة لتصنع منه السكر في ذلك المصنع ، وكاد العراق أن يكون من البلدان المصدرة للسكر لولا ماقام به العدو الأمريكي الصهيوني الإيراني من إحتلال للعراق .. ومن الصناعات الغذائية التي أنجزتها الثورة معامل تعليب الفواكه والخضر ومعجون الطماطة . وكانت أهم هذه المعامل قد أنشأت في محافظاتي كربلاء وديالى  .....

 

 ــــ إما صناعة المواد الإنشائية فقد أنشأت الثورة معامل السمنت لتوفر كافة المواد الأولية في الصحراء الغربية من العراق وقد كان السمنت العراقي من أجود الأنواع وكان مرغوباً في منطقة الخليج العربي .. كما أنشئت الثورة معمل زجاج الرمادي لتوفر لتوفر مادة السلكون في رمال الصحراء الغربية ....

 

  3 ) التنمية الزراعية ...... إهتمت ثورة البعث بالجانب الزراعي في العراق الذي يمتلك نهرين يعتبران من ضمن أكبر الأنهار الدولية في العالم ، وهما دجلة والفرات . وقد بقيت مياه هذين النهرين عبر عهودٍ طويلة تذهب هدراً من مصدرهما لتصب في مياه الخليج العربي . كما تصبح هذه المياه مصدراً خطراً على أبناء الرافدين في أيام الربيع من كل عام حينما تذوب الثلوج وتبدأ مواسم الفيضانات تهدد كافة المدن العراقية  ....... وبالرغم من وجود الرفدين الذين وهبهما الله للعراق ، فأن سوء إهتمام الأنظمة التي سبقت الثورة بالزراعة أدى إلى إستمرار الطرق البدائية هي المعمول بها من قبل الفلاح العراقي .كما كان إهمال الدولة قبل ثورة البعث في تعاملها مع الأرض قد أدى إلى التصحر من جانب وسبوخة الأرض من جانبٍ آخر . ولكل ذلك فقد قامت الثورة بما يلي ...   

 

 ـــ  بناء السدود وخزانات المياه .... قامت ثورة البعث ببناء سد صدام على نهر دجلة في محافظة نينوى الذي يعرف اليوم بسد الموصل ، وفي أعالي الفرات بنت الثورة سد حديثة  . ولم تترك الثورة سيول الأمطار الغزيرة التي كانت تغرق البساتين والمزارع في مخافظة ديالى فقامت بحفر بحيرة الرزازة في منطقة الصدور لتجمع بها هذه المياه  وتستغل مياهها للزراعة في مواسم الجفاف .

 

وأستغلت الثورة سيول مياه الأمطار التي كانت تصب في الفرات عبر الوديان الموجودة في محافظة الأنبار والتي كانت السيول التي تحملها تسبب الفيضانات للمناطق المحيطة بالفرات من شماله وحتى جنوبه ، فأنشئت البوابات عند مصبات هذه الوديان في نهر الفرات ، فجعلت هذه الوديان مصدراً لتجميع المياه والإستفادة منه لأرواء ما يحيط  بها من أرضي يمكن زراعتها بمختلف الحاصلات الزراعية ، ثم جعلت الثورة السد الذي بنته في سامراء مصدراً لجعل وادي الثرثاربحيرة يستفاد منها لزراعة الأراضي المحيطة بها ولإستجمام المواطنين ....

 

ومن أهم منجزات الثورة قيامها بأكبر عملية لإستصلاح الأراضي أهمها إزالة ملوحة الأرض ( السبخ ) عن طريق غسل الأراضي الزراعية وتحويلها إلى نهر رئيسي شق لهذا الغرض سماه العراقيون ( سد صدام ) لأنه هو بذاته قد أشرف على إنجازه ، وهو يبدأ من شمال بغداد ليصب في خورعبد الله بعد أن صنعت له العقول العراقية  سايفون ليعبر نهر الفرات جنوب مدينة الناصرية من دون أن يلوث مياه الفرات بالملوحة  وكانت الجداول الصغير تنقل له الماء السبخ من المزارع المحيطة به إبتداءً من بغداد وحتى جنوب الناصرية ...

 

ــــ   كما قامت الثورة بأهم إنجاز تربوي وصحي وزراعي في آن واحد ، تمثل في تجفيف أهوار الجنوب التي حرمت المواطن فيها من إدخال أبناءه إلى المدارس ومن وصول الكهرباء إلى سكان الأهوار وحرمانهم من الثقافات والتطور الذي يوفره الكهرباء ... وكان تجفيف أهوار قد خلص مواطن الأهوار وجنوب العراق من الأمراض التي تنقلها الحشرات التي تنمو يرقاتها في هذه الأهوار ومن هذه الأمراض السائدة قي البلهارزية والملاريا ... وحينما جفت الأهوارإستصلحت الثورة أراضيها ودربت الدولة أهل الأهوارعلى الزراعة بعد أن وزعت الأراضي عليهم وبنت لهم القرى النموذجية ليعيشوا حالة التجمعات السكانية ، وبنت المدارس لأبناءهم . وأوصلت لهذه القرى الماء الحلو والكهرباء ... ولكن الخونة ممن جائوا يهرولون وراء الدبابات الأمريكية قد أعادوا مياه الأهوار على ماكانت عليه سابقاً ليبقوها بامرٍ من جارة السوء إيران كي يعطوها الفرصة لإستغلال الأهوار ضد أي حكم وطني تحاول إيران العدوان عليه . وقد برر هؤلاء العملاء عملهم هذا بأن زوال الأهوار قد حرم سكان الأهوار من صيد الأسماك .......!!!! 

 

ــــ ولعل من أهم ماقامت به الثورة في مجال الإصلاح الزراعي ؛ تعشيب الصحراء لإعادة تماسك التربة وإستزراعها بطريقة الرش .. ومراقبة الرعاة ومنعهم من رعي أغنامهم للأعشاب إلّا بعد تزهيرها ونضوج البذور فيها وإنتشار هذه البذور على أرض الصحراء بالهواء لتعيد إنباتها في المواسم الزراعية اللاحقة . وقد هيئت الدولة الأجهزة الخاصة لمراقبة تجاوز الرعاة لنظام الرعي الذي حددنه أجهزة الدولة المعنية ، وبضمن ذلك المراقبة من خلال الطائرات السمتية . وكانت الثورة تبتغي من كل ذلك زراعة الحبوب والخضروات ، منتقلة بعد ذلك إلى زراعة الأشجار ......

 

الخدمات التي قدمتها الثورة لأبناء الرافدين

 

قدمت ثورة البعث الكثير من الخدمات التي لايستوعبها هذا البحث ، رغم ماأسلفنا من ذكرٍ لبعض الإنجازات التربوية والتعليمية والبحثية والصناعية والزراعية ، ونذكر الآن ما قدمته ثورة البعث من خدمات أمنية وإجتماعية وصحية وخدمات عامة أخرى .....

 

ـــ كان من أهم ما أنجز في ظل النظام الوطني بعد قيام ثورة 17- 30 تموز 1968بناء أجهزة أمنية ذات توجه مهني بحت بعيداً عن إنغماره بالتوجهات السياسية التي أغرقت العراقيين بالدماء في ظل نظام الإحتلال الذي يعيشه العراقيون هذه الأيام .. كما بنت جيشاً مهنياً أعتبر خامس جيش في تسلسله العالمي .وإعتبر واجبه الأول والأخير هو الدفاع عن حدود العراق وأبعدته عن التدخل في الشؤون السياسية  ، لا كما هو الجيش المليشياوي الدي بناه المحتلين وعملاءه بعد الإحتلال ، والذي إستخدموه أداةً لقتل العراقيين وقتل الإبتسامة في وجوههم  ...

 

ـــ إما الوضع الإجتماعي فقد نمى وتطور بعد أن كثرت المدارس وفتحت مجالات العمل أمام كافة المواطنبن ولم يبقى أي متخرج إلّا ووجد الوظيفة المناسبة لإختصاصه وإنقطع كل أثر للبطالة التي ضربت أطنابها بين صفوف المواطنين بعد الإحتلال . وبفعل ما قامت به جمعيات بناء المساكن التعاونية ودعم الثورة لنشاطاتها فإن أكثر المواطنين حققوا إستقرارهم في بناء الدور والتخلص من ضائقة السكن ، بعدأن وزعت لهم الأراضي ودعمتهم الثورة بالأموال التي تساعدهم في بناء هذه الأراضي عن طريق بنك الإعمار الذي يستقطع الأقساط التي لا تثقل كاهل المواطن قياساً لمدخوله الشهري . بالإضافة إلى ما بنته الثورة للمواطنين من عقارات جاهزة وزعتها لمن لادار له .  

 

ـــ إما فيما يخص الجانب الصحي فقد إهتمت الثورة بالإكثار بتخريج الأطباء والممرضين والممرضات من جامعات العراق ومعاهد الممرضين فيه وأنشئت المستشفيات والمستوصفات في كل محافظات العراق . وفي هذا المجال فقد أشرف الشهيد صدام حسين بنفسه على بناء أكبر مستشفى في مدينة الثورة وسميت بإسمه لهذا السبب ( مستشفى صدام ) وبعد الإحتلال بدل إسمها فأصبحت بإسم مستشفى الصدر .. فإنطبق عليها المثل الشعبي الذي يقول ( يامن تعب يامن شكة .. يامن على الحاضر لكة .....!!! ) ... كما إهتمت ثورة البعث ببناء مصانع الأدوية التي أصبحت تنتج الأدوية على إختلاف أنواعها ، وكان من أبرز هذه المعامل ، معمل أدوية سامراء ، الذي كان ينتج الأدوية التي تضاهي في جودتها الأدوية الأجنبية .

 

ــــ وفي جانب خدمة المواطنين في جانب مواصلاتهم بين محافظات العراق كافة ، فإن الثورة أنشئت الطرق السريعة والحديثة ، والجسور على نهري دجلة والفرات في محافظات القطر . وفي بغداد على سبيل المثال لا الحصر أن في بغداد كانت هناك 6 جسور في بداية الثورة وتسلمها عملاء الإحتلال 15 جسراً بزيادة 9 جسور بُني أغلبها بأيادي عراقية , وللتأكيد على قدرة العراقيين على بناء الجسور ؛ فإن نظام البعث قد بنى الجسر ذي الطابقين ، الذي يربط منطقة الجادرية والكرادة الشرقية بمدينة الدورة ، في فترة الحصار الإقتصادي الذي فرضته أمريكيا والصهيونية العالمية ( مجلس الأمن ) على العرق ، في التسعينيات من القرن الماضي...

 

الثورة وسياستها النفطية

 

كانت الثورة تنظر لوجود النفط في العراق على أنه المادة الأساسية للتنمية . وإن وجوده في العراق أوفي أي بلد نفطي يستخرج منه له عمر محدود ثم ينفذ . وأن ملك النفط هو ليس ملك هذا الجيل فحسب ، بل هو ملك الأجيال القادمة أيظاً ، ولذلك فقد تعاملت في إستخراجه بالحدود التي تهيء فيها الحياة المستقرة والهانئة وتبني المنشئات الصناعية بالإضافة إلى تطيور الزراعة بالإضافة إلى توفير الحياة الرغيدة لكل المواطنين وتهيئة فرص العمل لهم . وهكذا تستمر التنمية والتطور ، جيل بعد جيل ، إلى أن يكون ما بنته الأجيال المتعاقبة من منشئات إنتاجية  ومصانع ، وتطور في مجالات إنتاج الحاصلات الزراعية بديلاً لعائدات النفط عندما ينضب في باطن الأرض . وقد يستغرق ذلك مدة قد تتجاوز المئة عام . وهذا يعني إن الإسراف في إنتاجه مع غياب عنصر التنمية ، بالإضافة إلى سرقات المشرفين على إنتاجه ، كما هو حال إنتاج العراق لنفطه في ظل حكومات الإحتلال ، فإن المدة الخاصة لنفاذ النفط ستتضائل وعندها سوف نخون الأمانة المتعلقة بحصة الأجيال القادمة ومنندون أن نقدم لهم البديل الذي يعيشون منه ......

 

وأخيراً ......

نترك للمواطن العرقي وليس لمن يجلسون على كراسي مايسمونه البرلمان الذي أنشأه الإحتلال، القرار الخاص بتجريم البعث كما يطالب الخونة الذين باعوا العراق للمحتلين بالمناصب التي هيئت لهم سرقة ما للعراقيين من حقوق وثروات ... وهل يترك مخربي العراق وخونته وقاتلي أبناءه بعيداً عن التجريم وهل أن ( مادة أربعة إرهاب ) تنطبق على ثوار العراق أم على قاتلي أبناء العراق بالمفخخات وإعدام الأبرياء منهم ، بعد أن إعتبر هؤلاء الأغبياء أن التنمية هي في الإكثار من السجون والمعتقلات والإكثار من الكتل الكونكريتية لتسوّر المدن وتفصل إحداهما عن الأخرى وإستخدام الجيش المليشياوي لقتل العراقيين وكتم أنفاسهم بدل الدفاع عنهم ضد أعداءهم الطامعين في أرض العراق وثرواته  .....!!!؟؟؟ .

 

  وسيأتي بعون الله هذا اليوم الذي سيحابهم به الشعب ويقتص منهم .. وسيأتي هذا اليوم قريباً بسواعد أيطال المقاومة وستعود إنجازات الثورة بإذن الله ....ومن الله النصر والتوفيق ......  

 

 





الجمعة ٢٣ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة