شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أحد من دول المنطقة يمتلك غاز ( السارين ) سوى إيران، التي ارتكبت باستخدام هذا الغاز مجزرة ( حلبجة ) بشهادة خبراء أمريكان وبتأكيد مختبرات ألمانية، وهي الآن تقف وراء مجزرة الغوطة في ريف دمشق ( معظمية الشام وداريه ) على وجه التحديد، حيث تراكمت أجساد الأطفال والرضع ، والكبار من النساء والرجال وهم في حالة إغماء واختناق، ولم تظهر عليهم أثار للدماء ، والأعراض التي ظهرت عليهم، أطراف باردة ورغوة تخرج من أفواههم واتساع في بؤبؤ عيونهم .. وكل هذه الأعراض تدل على تعرضهم لغاز الأعصاب وبالتحديد غاز الـ ( سارين ) القاتل.!!

 

من يمتلك هذا الغاز الذي يعتبر من أسلحة الإبادة الجمعية، والذي يعتبر استخدامه محرماً دولياً ؟ ..  كيف وصل من إيران إلى سوريا عبر العراق، الذي يرتبط مع إيران بصفقات الموت، ممثلة بالمجازر التي يرتكبها ( المالكي ) في العراق، والمجازر التي يرتكبها رأس النظام السوري في دمشق؟!

 

لقد روجت المخابرات الإيرانية وسربت إعلامياً معلومات مفبركة تشير إلى أن ( القاعدة، ستقوم باقتحام المنطقة الخضراء، على شكل سيناريو يكاد أن يتشابه في دقته مع اقتحام سجن أبو غريب، الذي هو الآخر افتضح أمره لكونه من صنع إيران وهو مقدمة للمخطط الإيراني القاضي بتفريغ مناطق محددة لمكون اجتماعي معين في بغداد على وجه التحديد، وعلى أساس أن يتم هذا الإقتحام بالتنسيق مع قيادات عسكرية ) .!! .

 

لماذا هذا التسريب الإستخباري الإيراني؟ وما هي الأهداف التي تكمن خلفه في هذه المرحلة العصيبة على شعبنا في العراق وسوريا على وجه الخصوص، وشعبنا العربي بصورة عامة؟

 

من بديهيات الأمور، أن يكون هنالك مبرراً للفعل أو للحدث،  تقدم حجة قد تكون مقنعة ومقبولة وممكنة تغطي بها الفعل .. فماذا حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية، والذي وصفه ( المالكي ) بالعملية التي ستستمر أنشطتها الإجرامية في ما أسماها أحزمة بغداد، والمعني في ذلك جملة المناطق التي المهمة والواسعة، التي يتشكل فيها مكون معين بكثافة معروفة :

 

1-  أغلقت مليشيات ( المالكي ) المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها / طريق كرادة مريم والطريق القادم من ساحة النسور/ بالأسلاك الشائكة .

 

2-  أدى هذا الغلق إلى اختناقات مرورية حادة، وتعطل حركة المواطنين الذين يعانون من كثرة تقطيع الشوارع بالكتل السمنتية من جهة، وكثرة مفرزات المليشيات في شوارع بغداد، ومن المداهمات الليلية.

 

3-  وبتوجيه من الحاكم الصفوي الفارسي تجري حالياً حملة دهم عشوائية من قبل قوات ( سوات ) المجرمة التابعة لمكتب الحاكم، حيث تقوم باقتحام بيوت المواطنين بعد منتصف الليل وترويع الأطفال والنساء واعتقال المواطنين تحت ذريعة مطلوبين  أوفارين من السجن، وكذلك تحت ذريعة الإرهاب والقاعدة والبعث والقوى المناهضة للاحتلال الأمريكي – الإيراني المزدوج .. ففي ليلة واحدة، ومنطقة  واحدة اعتقلت قوات ( سوات ) الإجرامية عشوائياً ( 116 ) مواطناً، أسمتهم بالمتمردين.!!

 

4-  قامت أجهزة السلطة العميلة بتحديد عدد ونوعية الأسلحة التي يحق لمسئولي المنطقة الخضراء حيازتها - حيث وصل الرعب بالمالكي إلى درجة الشك حتى بالمسئولين، الذين يحيطونه -.!!

 

5-  تواجه الحكومة العميلة ظاهرة غياب وهروب العسكريين والنواب .. فقد هرب وتخلف عن الحضور ( 131 ) عضواً أما الذين حضروا الجلسة الأخيرة تحت التهديد بقطع الراتب ( 194 ) نائباً من مجموع الملاك الرسمي ( 325 ) نائباً .

 

6-  تُعدُ سلطات المنطقة الخضراء الآن مشروع ( منطاد للمراقبة الجوية والاستشعار الالكتروني تحت الأرض ) .

 

7-  طلبت سلطات بغداد العميلة من الحكومة الأمريكية رسمياً أن تُجري القوات الأمريكية مسحاً استخبارياً لما تسميه هذه الحكومة تهديد عناصر القاعدة .

 

8-  كما طلبت من واشنطن طائرات بدون طيار تسمى ( درون ) للعمل ضد ما أسمته بتهديد القاعدة .

 

9-  خصصت حكومة بغداد العميلة قواعد للطائرات الأمريكية هذه في العراق .

 

10- تستضيف هذه الحكومة عدد من المستشارين والخبراء الأمريكيين في مجال مكافحة ( الإرهاب ) في العراق ولمساعدة الجيش المليشي.

 

11- وقع العراق مع أمريكا على اتفاقية لشراء ( 36 ) طائرة مقاتلة من طراز ( F- 16 ) .. سددت حكومة العملاء قيمة الدفعة الأولى من الصفقة، وهي بحدود ( 18 ) طائرة مقاتلة .

 

وفي ضوء ما تقدم والحالة العامة التي يمر بها العراق والمنطقة، نثبت بعض الملاحظات والتساؤلات حول ما جرى ويجري على أرض الواقع :

 

أولاً- إن ذريعة إغلاق أبواب السفارات الأمريكية في بعض العواصم ومنها على وجه التحديد بغداد، هي لغرض إعطاء صدقية للفعل الإجرامي الذي تقوم به حكومة العملاء في المنطقة الخضراء من جهة، وغطاء لعودة الجنود الأمريكيين إلى العراق على أساس اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي وقع عليها حاكم بغداد الصفوي مع قوات الاحتلال الأمريكية، والتي تسمح لهم بالعودة إلى حالة الاحتلال من جديد والتدخل تحت مختلف الذرائع الفاضحة .

 

ثانياً- يتفق غلق أبواب السفارة الأمريكية في بغداد وتحرك بغداد صوب واشنطن مع التسريبات الاستخبارية الإيرانية المفبركة بوجود مخطط اقتحام المنطقة الخضراء من قبل القاعدة، الأمر الذي عزز طلبات بغداد وحفز الحكومة الأمريكية المترددة على أهمية تطبيق بنود اتفاقية ما يسمى بالإطار الإستراتيجي، والتي تكون إيران فيها الضامن للمصالح النفطية الأمريكية في العراق.

 

ثالثاً- إن تنفيذ ما يسمى خطة ( حزام بغداد ) قائمة على ذريعة تفجيرات تقوم بها سلطات المالكي ذاتها من أجل تفريغ مناطق محددة من مكونها ( السني ) المعروف، تحت ذريعة الإرهاب ، حيث أنتجت ذريعة ( القاعدة ) ما يسمى بـ ( ثأر الشهداء ) في مناطق حزام بغداد، وهي عمليات مدروسة ومدبرة سلفاً.. راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء، كما بلغت أعداد ضحايا القتل اليومي منذ بداية العام الحالي أكثر من ( 3500 ) ضحية من المواطنين - حسب وكالة فرانس يريس - عدا ضحايا الإعدامات بالجملة والقتل بـ ( الكواتم ) والجثث مجهولة الهوية، التي ظهرت على أرصفة الشوارع والأماكن النائية وضفاف أنهار العراق، فيما بات القتل الجمعي المتعمد في السجون مدخلاً لتصفية الحسابات الطائفية كلما احتقن الموقف، مثل المجزرة التي ارتكبتها سلطات المالكي في سجن التاجي مؤخراً .!!

 

رابعاً- والتساؤل هنا، لماذا تريد أمريكا أن تقدم مثل هذه المعدات الحربية والاستخبارية المتطورة بعد مضي عشر سنوات على احتلالها للعراق؟

 

خامساً- ولماذا تزامنت تسريبات الاستخبارات الإيرانية بوجود مخطط للقاعدة باقتحام أسوار المنطقة الخضراء  مع توجه بغداد صوب واشنطن للحماية؟ .

 

سادسا- ولماذا يجري الربط الإستراتيجي بين ما يحدث في سوريا وما يحدث في العراق، على الرغم من تأثير الأحداث  القريبة والمجاورة .. ولكن الربط بأدوات " دولة العراق الإسلامية والشام " أمر له دلالاته السوقية، فضلاً عن أهدافه غير المعلنة لتشجيع وإذكاء الاحتقانات والصراعات المذهبية والطائفية والعرقية من جهة، وتكريس النتيجة، مقدمة للتقسيم والتفتيت ؟

 

سابعاً- إن غاز الـ ( سارين ) القاتل الذي تسكت عنه أمريكا وتراوغ حياله أوربا، تمتلكه إيران رسمياً، وعلى وفق إستراتيجيتها المعلنة بأن أمنها وأمن سوريا لا ينفصل، فقد وجد غاز الـ ( سارين ) طريقه إلى مخازن النظام السوري منذ فترة الاحتقان الأول بعد أحداث درعا، لأن طهران ودمشق تعتبران أن الصراع هو كسر عظم كما يقال ، ولا تخشى هاتان العاصمتان تداعيات استخدام هذا الغاز على الشعب السوري، ولا تكترثان بنتائج هذا الاستخدام أبداً مهما كانت النتائج، حيث بلغ عدد الضحايا في ريف دمشق ( الغوطة ) جراء استخدام هذا الغاز القاتل ( 1300 ) ضحية بين طفل وامرأة وشيخ وصبي من المدنيين الأبرياء العزل.!!

 

ثامناً- إن جريمة ( حلبجة ) التي استخدم الإيرانيون غاز الـ ( سارين ) ، هو ذاته الغاز الذي استخدمته قوات نظام دمشق .. في ( حلبجة ) قتلت إيران شعبنا الكردي ، وفي ريف دمشق ( الغور ) قتلت إيران شعبنا العربي السوري .. فأين مجلس الأمن الدولي .. وأين محكمة الجنايات الدولية .. وأين مجالس وهيئات حقوق الإنسان في العالم من هذه الجرائم .؟!

 

 

 





الجمعة ١٦ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبــا الحكـــم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة