شبكة ذي قار
عـاجـل










لكي لا تسود أجواء الاحساس بالخضوع للأمر الواقع, وهو واقع احتلال ودمار سياسي واجتماعي لا يمكن ان يسود في أي جزء من أجزاء العراق لان العراق وشعبه حر أبي, ولكي نتحاور مع ممكنات الواقع المنفتحة على الغد الذي نعمل ونضحي من أجله حبا بالعراق وبأمتنا العربية، وانغماسا يصل الى وصف الانصهار بالإيمان المطلق بحتمية انتصار أحرار العراق في جهادهم ضد الاحتلال ومسيرهم الحثيث باتجاه النصر المؤزر بإذن الله, لا بد أن نشغل عقولنا في مواجهة معادلة التطويع والتطبيع للأمر الواقع بالاعتماد والرهان على موضوعة المطاولة.


عند البحث في عوامل التقابل والتضاد والتعارض والتقاطع الاجتماعية والسياسية والفكرية والعقائدية والإعلامية يتوجب الخوض في البيئة المعنية طبقا لمواصفاتها ومشهدها الواقعي الفعلي بعيدا عن الاقحام وبعيدا عن المجاملة وبدون أي تسطيح او سطحية في البحث والتحليل والاستنتاج المفضي الى تقديم حلول المواجهة المطلوبة للحفاظ على صلتنا بالوطن الواحد وبالأمة المنبع والأصل والمال. ان أي فعل مؤثر لا يمكن أن ينجز ويغور في أعماق البيئة الاجتماعية، ما لم يحيط بكل العوامل الفاعلة. كما ان قوة التأثير تأخذ مداها الأبعد والأعظم عندما تكون مبنية على قواعد انسانية راقية فيها التقدير والاعتزاز وتكللها المصالح الوطنية العليا العابرة للمواقف الفردية والفئوية الضيقة، وتبتعد عن لغة التخوين والتكفير الجمعي والقفز باستنتاجات وتحليلات وطروحات متشنجة وتغوص بردود افعال غير متزنة.


ان لغة التخوين والتكفير الجمعي ولغة الاتهام الجمعي بالخيانة الوطنية للعراقيين في الجنوب، ووسمهم بالولاء للفرس التي يمارسها البعض على بعض قنوات التواصل والفضائيات، لا يمكن أن يخدم العراق، بل يصب شاء مروجيه أم أبوا في خدمة مخططات الاحتلال الاجرامية الرامية الى بث عوامل الفرقة والتشرذم والعداء بين أبناء الوطن الواحد. كما ان العقل الذي يستلم بعض المواقف الفردية التي تصب بهذا الاتجاه ويستخدم وسائل الاتصال هو أيضا على الأعم الأغلب يتصيد بسوء نية وبقصد تحويل مواقف فردية لبعض من فقدوا البوصلة الوطنية الى مواقف عامة.هكذا اتجاه في النظرة و الفعل لا يلغي قط ان نقول للخائن انه خائن وللمرتد انه مرتد بل وان نؤدبهم بكل الوسائل المتاحة وصولا الى الموقف الذي يلغي نتائج الخيانة والارتداد العقائدي او الوطني او القومي.


لكي لا تغيب الحاضنة الوطنية العروبية العراقية في جنوب العراق لابد من العمل الحثيث بالاتجاهات الاتية طبقا لما نراه ونفهمه كأبناء لتلك البيئة التي نجاهد من أجل أن تبقى عراقية عربية مسلمة بلا نوازع تفريق طارئة كتلك التي اتى بها الاحتلال المجرم:


أولا": توسيع قواعد القوى الوطنية والقومية المناهضة للاحتلال الايراني والأمريكي بطرق غير تقليدية تتجاوز عقبات الخوف والتردد التي أهلتها عوامل التصفيات الجسدية والإرهاب الايراني المنتظم في المنطقة وتنهي عوامل الوهن التي نتجت بفعل القوة الغاشمة للغزو والاحتلال وبطش منتجاته.


ثانيا": تعزيز دور المرجعيات الدينية العروبية للتقليص ما أمكن من تأثيرات الحوزة الفارسية ومرجعياتها التي عملت على بث عوامل توطين الاحتلال الامريكي والفارسي.


ان تعزيز دور هذه المرجعيات يتطلب توجيهات صريحة وشجاعة وبقرارات ثورية مدروسة لمناضلي القوى الوطنية والقومية والإسلامية لكسر حواجز التردد التي يتوقف عندها الكثير من كتاب وإعلاميو المقاومة العراقية للاحتلال. ان صدور مثل هكذا توجيهات وقرارات ستشكل صمامات حماية وأمان للإعلاميين والكتاب ضد من سينبرون لمهاجمتهم والتنكيل بمواقفهم تحت ذرائع مختلفة. ويتطلب العمل الجاد والمبكر لدعم رجال دين عرب لتعزيز هذا الاتجاه ودعمه من كل النواحي.


ثالثا: ان نجد سبلنا المختلفة اللازمة للتقليل من التأثيرات المؤذية وطنيا وقوميا للحوزات والمراجع الدينية الفارسية خاصة والأجنبية عموما.ان العمل هنا يقتضي نمطا خاصا من الادارة والتصرف الحكيم ولمنطقي المؤثر الذي يثبت ان هذه الاطراف قد اضرت بالوطن نتيجة لمواقفها التي ساعدت على توطين الاحتلال الفارسي مثلما ساهمت بتوفير بيئة امنه لقوات الغزو والاحتلال في جنوب العراق.


رابعا: ان نحدد القوى الوطنية والقومية والإسلامية المؤثرة ونجد السبل للعمل معها. هنا يجب التركيز على القوى التي نمت بعد مرحلة الغزو واتخذت مواقف ظاهرة ضد الاحتلال سلمية كانت او مسلحة.


خامسا: ان ننفتح دون أي حرج على رجال الدين العرب ونعمل على توسيع دوائر تأثيرهم و شانهم اجتماعيا وسياسيا وكمراجع دينية لزيادة تأثير النفس العروبي الضعيف جدا في هذه البيئة. ان بقاء المراجع الفارسية متحكمة في اتجاهات الحوزات والمرجعيات يعني بقاء السم ينخر في رئة العراق.


سادسا: ان نتحدث عن الفرات والجنوب بكل اعتزاز وتقدير بغض النظر عن أية قناعة أخرى للحديث ناتجة عن رد فعل على ضعف أو انعدام المشاركة في فعاليات المقاومة المختلفة او لأي دافع اخر. ان الحديث الايجابي هنا لا يقصد به قط ان نهمل مواقع الخيانة والإجرام بل علينا ان نؤكد عليها بشكل مضاعف بدون ان نجعل من الجزء ممثلا لشعب كامل نعرفه عز المعرفة عربيا مسلما وطنيا قوميا الى النخاع. ان استخدام اللغة المهينة لشعبنا هناك كلغة الخيانة والتكفير الجمعي تصب في النتيجة لصالح الاحتلال شاء المتحدث أم أبى.


سابعا: ان نبتعد جميعا عن استخدام لغة مهينة أخرى يستخدمها البعض للأسف الشديد هي ان نسم المنطقة وأهلها يشكل جمعي بأنهم فرس صفويين مجوس لان هذه اللغة خاطئة غير صحيحة ولا تنفع غير أعداء العراق وتستخدم وتستثمر على نطاق واسع من قبل عملاء ايران للتنكيل بالعراقيين هناك وكسر معنوياتهم.


ثامنا: العمل على تفعيل دور العشائر العربية في تشكيلات التنظيمات الوطنية والقومية والنفوذ الى بيوتاتها ومضايفها بطرق مبتكرة وذكية تأخذ بنظر الاعتبار الجانب الامني لابناءها ووجهائها.


تاسعا: الوصول الى عوائل شهداء الفرات والجنوب من البعثيين وغيرالبعثيين وإيجاد سبل الارتقاء بمعنوياتهم وإحياء الشعور بحقوقهم التي لم ولن تضيع


عاشرا: تجديد الصلة والعلاقة العضوية مع ابناء وإخوة وأقرباء المهجرين والمعتقلين من ابناء المنطقة وعلى اسس ثورية وإنسانية غير تقليدية.
 

 

 





الخميس ٢ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة