شبكة ذي قار
عـاجـل










هل هو حقا ( العراق ) الذي صادق مجلس الامن على اخراجه من طائلة البند السابع الذي فرض عليه كجزء من عدوان امبريالي امريكي صهيوني سافر منذ عام 1991؟. الجواب قطعا انه ليس العراق، بل هو اسم جرد من مضامينه ومعانيه وقيمه وكينونته العربية المسلمة المؤمنة وما زال العمل العدواني الغاشم يجري منذ ذلك التاريخ وقبله امتدادا الى بداية سبعينيات القرن الماضي للإيغال في نقله الى اسم على غير مسماه وكيان فاقد لمضامينه.


من حق مجلس الأمن الدولي التدخل لفض النزاع المسلح الذي نشأ بين العراق والكويت عام 1991. ولكن كل ما صدر من قرارات عن مجلس الأمن بعد انتهاء العمليات العسكرية وانسحاب العراق، ليس لها أي سند قانوني، بل هي عدوان اجرامي على العراق وشعبه ومنها اخضاع العراق لسلطة البند السابع والحصار الاجرامي القذر الوحشي. ولو تركنا جانبا الاسباب الموضوعية والذاتية التي دعت العراق للدخول في الكويت والأهداف القذرة التي وظفتها الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية وقوى المد الطائفي ممثلة بنظام خميني المدعوم من اميركا والصهيونية لاستغلال موضوع الكويت قد ادت في مجملها الى تحقيق نتائج كارثية في العراق تجعل من رفع الحيف الآن لا قيمة له لأن العراق لم يعد ذاك العراق الذي كان، بل ان جملة ما انتجه الحصار والحرب المرافقة للحصار ومن ثم الغزو والاحتلال قد انتج ( دولة ) و ( نظام ) غريب على العراق الاصيل ولم يبقي من العراق الرسمي غير الاسم ومقاومة وطنية وقومية وإسلامية تقاتل بشراسة لإعادة العراق الى عراقته.


انه ليس ذاك العراق العزيز الابي الشامخ. انه ليس ذاك اللاعب الاقليمي والدولي الذي يحسب له العالم ألف حساب اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأخلاقيا كدولة ونظام يحمل منهج امة وقيم ومبادئ وطنية وقومية وإنسانية راقية. انه لم يعد ذاك البلد الموحد الناهض الباني المتطور المتطلع. انه ليس ذاك البلد الآمن الذي ينام شعبه متطلعا ويستيقظ بانيا. انه ليس ذاك الوطن المستقل الحر السيد الموحد الذي كان.


بل هو :

عراق تحكمه سفارة اميركا وقواعدها العسكرية المنشرة في طول البلاد وعرضها . وتدير شؤونه حكومة عميلة ايرانية تدعمها ميليشيات وقطعات عسكرية ايرانية بصيغ تواجد مختلفة منها المخابرات وفيلق القدس والحرس الثوري الفارسي .وتتوغل في اجزاءه الصهيونية ومخابرات كيانها المسخ الذي يحتل ارض العرب في فلسطين . انه عراق تبتزه الطغمه الصهيونية التي تحكم الكويت وتقضم اجزاء من ارضه ومياهه وسماءه. انه عراق ينخر جسده الفساد المالي والإداري والسياسي وتنهب ثرواته بشكل منظم من اطراف الاحتلال المختلفة بما فيها ايران فضلا عن اميركا وبريطانيا. وهو بلد تنهش وجوده الطائفية السياسية التي اعتمدها الاحتلال كنظام ومنهج حكم وخنجر يمزق وحدة البلد. وهو عراق ممزق عمليا بين الكونفدرالية والمناطقيات الطائفية السياسية والعرقية.


هذا هو حال العراق الذي انتجته عدوانية اميركا والقرارات الستين التي اصدرها مجلس الامن الخاضع لها خضوعا مطلقا بعد اخراج دول التوازن التقليدي وهي الاتحاد السوفيتي والصين وانفرادها كقوة وحيدة غاشمة مجرمه .


وعلى هذا فان قرار اخراج العراق من سلطة البند السابع هو في حقيقته لم يصدر للعراق بل لمنتج الاحتلال وللكينونة المتهافتة التي خلقها الاحتلال فوق ارض اعرق دولة في التاريخ اسموها العراق الجديد وهي في حقيقتها : عراق محتل فاقد السيادة وعليه فان قرار مجلس الامن لا قيمة له عمليا بل سيكون طريقا جديدا لإيذاء العراق وطنا وشعبا .


يتـبــــــــــــــع ...

 

 





السبت ٢٠ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة