شبكة ذي قار
عـاجـل










نقلت وكالات الانباء ان مارتن كوبلر توجه بالأمس الى النجف الأشرف لتوديع علي السيستاني ، وبدلا من ان يتحلى بالشجاعة الاخلاقية والدبلوماسية المطلوبة منه كونه ممثل الامين العام للامم المتحدة فيذهب الى مواجهة الندوات والتحشدات والتظاهرات العالمية التي تجتاح العالم ضد جرائم حكومة المالكي وتفضح السجل الاجرامي لفيلق القدس وادانتهم على الافعال الجرمية المرتكبة ضد العراقيين عموما، ومشاركتهم التنفيذية في احداث مجزرة جريمة معسكر اشرف وبعدها مخيم ليبرتي وإسهامهم الفعلي في التخطيط والتنفيذ لتفجير مرقد العسكريين بسامراء ... وغيرها الكثير من تلك الجرائم التي فاحت روائحها، وكثرت الادلة الجرمية حولها، وحان التطرق اليها بالاعترافات الواضحة من قبل المسؤولين الأمريكين، ومنها اعترافات الجنرال جورج كيسي في الحفل التضامني مع المقاومة الايرانية الذي تم تنظيمه بالامس بباريس .


هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الجنرال الامريكي جورج كيسي عن التدخل الايراني بشؤون العراق: وكان قد سبق ان نشر مثل الاعتراف أعلاه، عندما أعلن الجنرال "جورج كيسي" بصفته قائد القوات البرية الأميركية، والمتعددة الجنسيات المُحتلة للعراق، بتاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر 2004 من أنَّ: "إيران تُمثل تهديداً استراتيجياً لاستقرار العراق..؟!" .


ولمن يتفاجئون بالأمس بصراحة تصريحات الجنرال كيسي حول الدور الايراني وعملائهم في قتل مئات الالوف من الايرانيين لا بد نذكرهم هنا : إن التدخل الإيراني الدموي في العراق، كان وسيبقى موثقاً رسمياً لدى إدارة الولايات المتحدة ومراكز دراساتها ولكل المحللين والمتابعين السياسيين، ورغم كل ذلك التدخل الدموي الايراني في شؤون العراق منذ 2003 وقبله ظل الغزل الأمريكي-الإيراني ثابتا وجرى التنسيق بين الدولتين باتجاه زعزعة الأمن في العراق، وأغلب ما جرى في العراق ظل مُتفق عليهِ بينهما ، أما ما يسمى بالنزاع المُفتعل بينهما فقد ظل إعلامياً ولم يتجاوز الأمر غير ذلك.


ويكفي الاشارة هنا انه كم من المرات قد القت القوات الامريكية المُحتلة القبض على إيرانيين من فيلق القدس الإيراني، وهم يُمارسون تدريب الميلشيات الطائفية في العراق، وفي حالات كثيرة جرت عمليات خطف ونهب واغتيالات في العراق تحت سمع وبصر القوات الامريكية، دون ان تتحرك الاخيرة وفي حالة حدوث حالات اعتقال للعناصر الايرانية او توابعها الارهابية في العراق تتدخل القوات الامريكية وتطلق سراحهم، وكأن شيئا لم يكن.


البارحة بباريس عاد الجنرال جورج كيسي الى إعترافاته القديمة ـ الجديدة، وأقر هذه المرة أنه : "إبان فترة الغزو الأمريكي، بأن إيران تستخدم الإرهاب كوسيلة من أجل الوصول إلى أهدافها في العراق".


في كلمة الجنرال كيسي بمؤتمر "نحو الحرية" الذي نظمته المعارضة الإيرانية في باريس، " اتهم النظام الإيراني بدعم مليشيات تعمل على إذكاء الطابع الطائفي في العراق، متهما ايران بالمسؤولية عن مقتل الآلاف من العراقيين.". وحمل الجنرال جورج كيسي إيران" المسؤولية عن التفجير الذي تعرض له مقام الإمامين العسكريين في سامراء في عام ألفين وستة، وذلك من خلال ضبط مواد متفجرة إيرانية الصنع استخدمت في تفجير المرقد آنذاك.". وكشف قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق إبان فترة الغزو الأمريكي عن: " ابلاغ رئيس الحكومة نوري المالكي عن مسؤولية فيلق قدس والمليشيات المرتبطة بها بإذكاء العنف وإثارة النعرات الطائفية في العراق.".


تلك الاعترافات للجنرال جورج كيسي قد تكررت في الاعلام وتزامنت في اكثر من مرة مع حوارات أجراها العميل المزدوج أحمد الجلبي مع صحيفة الحياة اللندنية قبل سنوات معترفاً بتبجح وعرفان لسادته :... بدور الجارة الإسلامية إيران، الفاعل، والمؤثر في التمهيد لغزو واحتلال العراق، ثم المشاركة الفعلية فيه، الذي تمخض عن احتلال بغداد ، خلال فترة زمنية غير متوقعة ، ... وإنه لولا التدخل الإيراني في دعم قوات الغزو والإحتلال، عن طريق زج الميلشيات الإيرانية، ثم الحرس الثوري ، و ... الخ، لتغيرت مسارات مقاومة الجيش العراقي، لقوات ذلك الغزو والاحتلال .. الخ.


كل هذه الامور يعرفها كيسي وتعرفها المرجعية السيستانية ويعرفها كوبلر فما الذي جمعهما في الثاني والعشرين من جوان ليصبحوا حديث العالم ومثالا على التواطؤ على ضرب وذبح شعب العراق.


ما بقي لهذا المشعوذ الاممي المسمى مارتن كوبلر الا ان يذهب وللمرة الاخيرة للتطواف على جميع المراقد الشيعية وغيرها لشراء كميات من الترب والسبح وعلامات النذور والواهليات وامتار من القماش الاخضر وطاسات الحنة والزناجيل والقامات لتعليقها على باب الامم المتحدة وهيئاتها الدولية . "


صوغات " النجف و " بركات خمس السيد" سيحملها مارتن كوبلر كعدة للشغل في الشعوذة السياسية ، وسيكون منظرا لكيفية خروج المسيح الدجال برفقة المهدي المنتظر من احدى غرف مجلس الامن او المخابرات الامريكية ليعيدوا للعالم عدالته المفقودة وسلامه الضائع.


بالامس كان مارتن كوبلر يستجدي الشفاعات لدى " السيد" والتي سوف لا تحميه ابدا من حكم لعنات التاريخ عليه، كنذل ومبتذل وخائن لمهمات وظيفته الدولية في العراق التي كُلف بها ليكون شاهدا على ما يجري في العراق.


لقد كان اسم كوبلر في الامس على لسان كل احرار العالم لعنة عليه وسيبقى مذموما ومدانا على شناعة افعاله وأقواله وشهاداته المزيفة لحماية حكم الملالي في طهران وعملائهم في المضبعة الخضراء.


كم كانت لديه من الوقاحات ، انه في الوقت الذي كان عليه الرد على اسئلة العالم التي تستجوبه في كثير من محافلها هذه الايام وهي تدينه من ان يهرب الى وكر علي السيستاني.


حقا ذهب كوبلر الى الكوبرا الجاثمة بجوار مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لعله سينقل منها بعض ما تبق من سمومها الى مواقع الازمات المرشحة في العالم الاسلامي.

 

 





الاحد ١٤ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة