شبكة ذي قار
عـاجـل










كان جلّ طموحنا وآمالنا نحن العراقيين أن نرى فلسطين العربية قد تحررت وعادت إلى أحضان الأمة وعاد شعبنا العربي في فلسطين يعيشون في وطنهم مثل أي شعب آخر ويمارسون مواطنتهم وحياتهم دون أي تهديد إسرائيلي يهدد وجودهم وإنسانيتهم ..


كان طموحنا نحن العراقيين أن نوقف إسرائيل عند حدها فلا تجرؤ أن تمس وطناً يحمل الهوية العربية .. لذا خسرنا وطننا وأعطينا التضحيات الجسام وقوافل من الشهداء .. ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي كان يقود العراق في حروب تحرير عربية شاملة كان من الطبيعي أن يستهدف هذا الحزب بشخوصه ووجوده وأفكاره ..


هذا الحزب الذي ولد وكانت مفردة التحرير العربي أول مفردة حوتها دستوره وأوراقه .. ولد على هذه المفردة ونشأ عليها وشبّ عليها .. إذن من الطبيعي أن يجتث هذا الحزب ويجتث أعضائه ورجاله لأن بقائه يعني تحرير فلسطين وزوال إسرائيل وإيقاف مشاريع إيران وإطماعها –الدولة الاستعمارية القائمة على فكرة اجتثاث كل ماهو عربي -وطنا وحزباً وتكتلات وأشخاص..


هذا الهجوم الشنيع الذي شنّ على حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق تحديداً كان سببه الرئيسي فكر الحزب وأيدلوجيته الرامية إلى تحرير الأرض العربي والقيم العربية والإنسان العربي من براثن الاحتلال .. هذا الحزب شكلّ الجيوش والقوات واستورد الأسلحة وبنى مدارس وجامعات وربى أجيال وأسس دولة قائمة على مشروع وفكرة التحرير والاستقلال ..


هذا الحزب قاد حروب ومعارك ليحمي عروبة العراق ويسترد فلسطين وجولان ويحمي الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ..
فكيف لا يجتث من الوجود ويلقى برجاله في دهاليز المعتقلات والسجون ..


وكيف لا يطالب رجال دولة اللاقانون في العراق بإصدار قوانيين تجريم البعث واجتثاثه وهم الذين تغذوا من المطبخ الإيراني كل ماهو سام وحاقد وطائفي .. طعموا مفاهيم دولة استعمارية ترفض فكرة التحرير والاستقلال والحرية والإنسانية والعروبة والقومية العربية ..


إيران تنتقم اليوم من العراق وحزبه القومي حزب البعث عبر أحزابها ورجالها ،وإيران هي التي تمارس كل جرائم القتل والإرهاب في العراق وهي التي تنتهك حقوق الإنسان وكرامته في العراق..وإيران هي تدفع باتجاه إصدار قوانيين وانظمه تمس حقوق الإنسان وتقرر مصيره ..


هذه الدولة الاستعمارية لها تاريخ استعماري واضح المعالم منذ نشوء الحضارات العربية ترفض وجود دولة حضارية قائمة على فكرة التحرير والاستقلال .. دولة عربية بهوية عربية وشعارات عربية وسلوك عربي ، قائمة على فكرة استعمار واحتلال وإخضاع الوطن العربي والفكر العربي .. إطماعها الاستعمارية واضحة ليست وليدة اليوم أو قبل يوم ولها جذور متأصلة في التأريخ..


وعندما تسعى إيران عبر شخوصها في العراق لاستهداف هذا الحزب العربي للأسباب التي ذكرناها آنفا ولأسباب أخرى لا يخفى على أي عربي حر وتصدرّ القوانيين والأنظمة التي تمسّ عناصره وشخوصه وتلقي بهم في السجون وتغتالهم على مرمى الإسماع والإبصار –إلا يتطلب إن تقف الدول والأنظمة التي ترفع شعار تحرير فلسطين وشعارات التحرير والاستقلال في خطاباتها وتحدّ من إصدار هذه القوانيين والأنظمة وتعمل على نصرة هذا الحزب الذي ناضل وكافح وقاد المعارك لبقاء الوطن العربي مستقلاً حراً ..


لا ينبغي للعرب أن ينكروا ويتنكروا لدور العراق في حماية أوطانهم وشعوبهم من المد الإيراني الفارسي الصفوي .. العراق الذي كان يقوده حزب قومي عربي هو حزب البعث العربي الاشتراكي دافع وبكل شجاعة وبطولة وحمى العرب والعربة والوطن العربي من الإطماع الإيرانية حين شنّ إمام المجوس خميني الحرب عليه سنة 1980 انتهت بانتصار العراق وحزبه التحرري في أعظم معركة قادها قادة الحزب على رأسهم شهيد الأمة الرئيس صدام حسين.. هذه المعركة التي تجرع فيها إيران السمّ الزعاف فجاءت اليوم تنتقم حين فتحت أمريكا الأبواب مشرعة أمامها..


العراق وقف وقفة عز وكرامة ودافع عن الأمة العربية عن طريق هذا الحزب العربي القومي الذي ربى كل من انتمى إليه ولم ينتم على فكرة الدفاع عن الأمة والعمل على تحرير الأراضي العربية المغتصبة والوقوف بوجه الدولة الصفوية الاستعمارية إيران ..


إن العرب اليوم مطالبين بحماية هذا الحزب وغيره من الأحزاب العربية القومية الداعية والقائمة على فكرة ومبدأ التحرير والمقاومة فأجتثاث هذه الأحزاب تعني اجتثاث الأوطان والشعوب والقيم العربية ..


ولأن مابني على الباطل فهو باطل ..ولأن دولة القانون وأحزاب إيران استولت على السلطة باحتلال غير شرعي للعراق فأنّ القوانيين التي صدرت أو تصدر هي قوانيين باطلة وغير شرعية لأن الحكومة في الأساس غير شرعية والدستور الذي صدر دستور غير شرعي ولأن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب لا يعترف بقانون أو نظام صادر أو سيصدر من دولة استعمارية كانت أمريكا أو إيران ..


حيواّ هذا الحزب فهو يحارب المدّ الفارسي الصفوي الأمريكي الإسرائيلي.. ويحارب الإطماع الإسرائيلية في فلسطين ، ويقاطع كل مايقف ضد العروبة ..هذا الحزب قائم على مبدأ المقاومة والكفاح المسلح والنضال السلمي المتواصل لنيل الاستقلال والكرامة والسيادة المستلبة ..



كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





السبت ١٣ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة