شبكة ذي قار
عـاجـل










كتب أحدهم يدعى (د) كاظم الموسوي ، عضو المؤتمر القومي العربي، يتحدث عن عدد من المسائل في مقالة له نشرت مؤخراً.. ومن هذه المسائل، وعلى لسانه، ما ساد المؤتمر في دورته الرابعة والعشرين، التي عقدت في القاهرة يومي 1و2 من شهر حزيران- يونيو 2013 [ من أجواء الود والجدل والنقاش ولقاءات الصداقة ودعوات الاعتزاز والمودة، لا يعرفها إلا من يعيشها أو يراها عن قرب، لا بأحكام مسبقة وقرارات جاهزة وتهم محنطة ]. !!

 

هذا هو مدخل المقال،  حلَ فيه معضلات الأمة العربية وتصدى لمخاطرها بهذه الأجواء التوصيفية .. طبعاً .. هذه الأجواء لا يعرفها ذوو القرارات الجاهزة والتهم المحنطة.. ولا أدري كيف حدد الموسوي كاظم (د) نوع القرارات الجاهزة وكيف فسر (التهم) بأنها محنطة، وهو لم يدرك، ربما، حقيقة ما يحيط بالأمة العربية وأقطارها من مخاطر ومن مشاريع ومن قوى متربصة للانقضاض على رقاب الجميع واحداً يلوي الآخر.

 والمشكل في هذا المدخل إن هذا " الموسفي" ، الذي لا يعرف في الوطن العربي أرضاً تغتصب ولا شعباً يهان ويستلب ولا ثروات عربية تنهب ولا دماً يسفك .. ولكنه يرى فقط كيف يغطي على منهج إيران السياسي، من خلال المؤتمر، وكيف يسود النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت ودول المغرب العربي، وكيف يغطي صراع الغزل أو غزل الصراع بين إيران والشيطان الأكبر .. لذلك لن تجد على جبينه قطرة حياء واحدة حيال ما يحصل في العراق من كوارث يندى لها جبين الإنسانية بفعل إيران الدولة الطائفية المارقة، التي تحتل العراق .. ولا أظن أن أحداً يتوقع من هذا (غير السوي) أن يكون عربياً يرى الأمور بعين عربية إسلامية إنسانية موضوعية .. لماذا ؟ لأنه يتحدث عن (حال) الأمة العربية ويتغاضى عن (حال) العراق الذي هو جزء من حال الأمة العربية .. وإزاء هذه الحالة كيف يمكن أن يوصف بالموضوعي من جاء إلى المؤتمر ليتكلم عن نهضة الأمة ومشروعها، فيما يهمل ركناً أساسياً من هذه الأمة ؟!

 

نحن نعلم أن نقطة سوداء في قلب هذا (غير السوي) في تعامله مع الحقائق الموضوعية، التي يراها الإنسان العربي المسلم البسيط حتى وغير المتعلم، فكيف وهو الـ(د) الأكاديمي ، ولا أدري في أي حقل خاض فيه علمه ، وربما مثل " حسن روحاني"، الذي سطر في سيرته للانتخابات الرئاسية في إيران، أنه نال شهادة الماجستير والدكتوراه من كلاسكو .. ولكن حين أقدم أحد الشرفاء على متابعة هذا الأمر من تلك الجامعة في إنكلترا ، أفادت الجامعة بأنها لم تمنح شهادة الماجستير ولا الدكتوراه لهذا الرجل الذي أسمه "حسن روجاني" ولا حتى "بريوني" !! ، هل ترون الدجل يمتد من طهران إلى بعض أعضاء المؤتمر القومي العربي، أسير سياسة طهران في هذه الظروف العصيبة التي تمر به أمتنا العربية العظيمة .؟!

 

يقول [ المؤتمر القومي شب ونضج.. فهو بالأساس فكرة ومشروع مرجعية فكرية عربية، بدأت وتوسعت لتضم التيارات الفاعلة في هذه الأمة وأطلق عليها الكتلة التاريخية القادرة على تحمل المسؤولية التاريخية ومهمات النهضة الحضارية العربية وفي إطار مشروع النهضة وأهدافه الستة المعلنة - الوحدة العربية ، والديمقراطية ، والتنمية المستقلة ، والعدالة الاجتماعية ، والاستقلال الوطني والقومي والتجدد الحضاري - ]  ويضيف [ مهما أضفنا من مهمات أو تعديلات في مفاهيمها أو في أطروحاتها ، فإنها كلها تصب في الفكرة ذاتها .. والمهم هو العمل عليها بما يضعها في الصالح العام ويهدي بها السبيل لنهوض الأمة وصيانة الوطن، لا سيما بعد كل ما حصل وجرى من تغييرات تاريخية خصوصاً في بعض الأقطار] .!!

 

عجيب أمر هذا الدعي بالقومية .. يقول بنهوض الأمة وصيانة الوطن، ولكنه يرى أن العراق لا حاجة لصيانة استقلاله الوطني، فهو معافى وشعبه يعيش حراً مستقلاً وليس مكبلاً باتفاقية الوصاية الأمريكية والإنابة الإيرانية ، وليس محتلاً من عصابات طهران الطائفية، ولم يرى القتل الطائفي في العراق يومياً ولا الدماء التي تسيح ولا الثورة العارمة التي أخذت تشغل بال كل عراقي شريف دون أن يحدها مكان، فرأي ابن الشمال هو رأي ابن الوسط والجنوب إذا ما سؤل عن وضعه العام خلال السنوات العجاف التي انصرمت ، سيقول نحن محكومين من دولتين هما أمريكا وإيران .. ولكن (المو  سوي) لا يكترث برأي ملايين المواطنين العراقيين ومثلهم العرب، الذين يعانون جور السلطة، سلطة الاحتلال الطائفية المدعمة  أمنياً وعسكرياً من قوى الاحتلال، التي قتلت وأعدمت ونهبت وشَرَدتْ ملايين البشر طيلة عشر سنوات ولحد الآن .. ألم يكن (حال) الشعب العراقي هو جزء من (حال) الأمة العربية " إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ، ألم يكن هذا حديث كريم للرسول العظيم محمد صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم ، يتوجب الأخذ به كقاعدة عامة ؟!

 

أين مكان هذا النص ( صيانة الوطن والاستقلال الوطني والقومي والعدالة الاجتماعية والديمقراطية) من كل ما تقدم ؟ ألم يعش العراق حالياً منعطفاً حاداً .. ألم يعش العراق والأمة العربية تحديات تستهدف وجودهما معاً .. أم أن العراق هو خارج التاريخ ، أم أن جغرافيته باتت على إحدى المجرات ؟! لماذا هذه المخاتلة والغموض والضبابية حين يصل الأمر إلى العراق ؟!

 

لا أحد يريد أن يتحول المؤتمر القومي العربي إلى حزب سياسي، ولا أحد يريده نادياً سياسياً أو اجتماعياً - لقد بات كذلك -  ولا " هايد بارك" مدفوع الأجر ... هنا بيت القصيد (مدفوع الأجر)، وهذا ما تم فعلاً ..  فمؤتمر القمة في بيروت مثال تكفل به حزب الله التابع لإيران، وأموال حزب الله من الولي الفقيه، والمحصلة هي تحويل مسار المؤتمر من وجهته القومية العربية إلى وجهة رمادية تخدم بالتالي إيران.. وهذا لا ينسجم حتماً مع نظام المؤتمر ولا مع برنامجه .. ومثلما تتدفق المليارات لتمزيق الأمة العربية، تتدفق الملايين من السفارات الإيرانية لتغطي نفقات البعض من الذين يدعون القومية العربية ولكن " تقيتهم " تدفع نحو المسار الإيراني الذي هو معاكس لروح مبادئ المؤتمر القومي العربي.. وإلا ما الذي حدا ببعض أعضاء المؤتمر أن يحول دون التعرض لأخطر مرحلة يمر بها العراق وهو (محو هويته القومية العربية بالتفريس) – غسل أدمغة الأطفال بترهات المناهج الطائفية، وتدمير أثار العراق ذات البعد العربي، تغيير نصوص التاريخ العربي الإسلامي كحقائق موضوعية، الفرز الطائفي في المدارس، إحلال العنصر الفارسي محل العربي على أساس التطبيع، فرض العادات والطقوس الفارسية ، نقل موبقات المتعة والأمراض الجنسية  إلى المجتمع العراقي .. ثم مسلسل القتل على الهوية والتعذيب على الهوية وجدران الفصل الطائفي على الهوية ، والقتل والتعذيب على الهوية ، والاعتقالات والدهم المنظم والعشوائي والإعدامات بالجملة وفقاً للفقرة (4) إرهاب ، ثم الدعوة والعمل على تقسيم أرض العراق وتفكيك شعبه على أسس طائفية .

 

والتساؤل هنا .. كل هذا ألا يشكل تهديداً جدياً وخطيراً للقطر العراقي، وهو أحد أهم أركان الأمة العربية عبر التاريخ ؟ .. أريد من هذا (الموسفي) جواباً واضحاً ودقيقاً وقاطعاً ؟ هل أن ما يجري في العراق هو مجرد صراعات يمكن أن تنتهي بالمصالحة ؟ ، إذا كان يعتقد بهذا الأمر وعلى هذه الشاكلة، فكيف يكون رأيه على صعيد الأمة العربية وهي تواجه تحديات تاريخية تهدد وجودها مشاريع أجنبية عدوانية أخذت طريقها للتنفيذ بوحشية غير مسبوقة ؟!

 

لا أحد من القوميين الشرفاء العرب وغيرهم يتعرض للمؤتمر القومي العربي، ولكن الشرفاء من أبناء الأمة يتعرضون لكل من يصر على حرف مسار المؤتمر ويعطل دوره التاريخي في الدفاع عن الأمة العربية وأقطارها، ويرتضي أن يكون ذيلاً لإيران الدولة التي ناصبت العداء للأمة العربية قبل ظهور الكيان الصهيوني ، ومنذ ما قبل ظهور الإسلام  وبعد ظهوره، ولم تخفِ أطماعها التوسعة على حساب العرب .. فهل يستطيع (غير السوي) أن يجيب، لماذا تصر إيران على اغتصاب الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي.. هذا الخليج الذي ما تزال تصر على كونه فارسياً والبحرين فارسية والكويت فارسية والعراق تحتله بلاد فارس؟ .. وعلى الأرض تدفع إيران بحرسها ومليشياتها الطائفية إلى سوريا ، وتسلح حزب الله في جنوب لبنان،   وتسلح الحوثيين في صعده- اليمن ،  وتزرع خلاياها في أقطار المغرب العربي.. فهل يستطيع " الموسفي" أن يجيب على هذه التساؤلات، لكي يقنع الشعب العربي بأن الأمة ليست أمام خطر التقسيم والتفتيت الطائفي الإيراني والصهيوني والأمريكي؟!

 

الإشكالية .. هنا مزدوجة أو مركبه .. في مضمون المفاهيم، التي يتوجب إعادة النظر في توضيحها وتفسيرها والاتفاق على مضامينها الجوهرية وإبعاد التفسيرات المغرضة عن مفرداتها .. مناقشة الأطروحات التي يأتي بها البعض من أجل التمرير والإصرار على تمرير الآراء والبيانات الختامية بعيداً عن أرض الواقع .. فضلاً عن مراجعة النظام الأساسي ومدى انطباقه وتطابقه مع مجريات التحرك وفي ما كان نظامياً أم يشكل خروجاً على النظام .

 

فليس في أعضاء المؤتمر الكرام تقع الإشكالية، إنما في بعض أعضاءه الذين يعرفون أنفسهم في التفسير المنحرف، والتحريف المقصود للنظام الأساسي وعلى طريقتهم الخاصة بمسميات (التوازنات)، حتى باتت الحقائق الموضوعية تحت رحمة ذلك البعض وهم على عدد الأصابع، ويعرفون بعضهم بعضاً ومكشوفون تماماً من خلال أطروحاتهم، وهناك ما يثبت كونهم يدفعون بقرارات المؤتمر باتجاه لا يقدم سوى كلاماً عاماً وخاوياً من أي مضمون، وهي عملية تسويف للكثير من القضايا المهمة التي وضعت في غير سياقاتها الصحيحة.. فلو وضعت الثوابت القومية موضع التطبيق الموضوعي والعادل في تفسير القضايا وإرجاعها إلى عناصرها الأولية في التحليل والاستنتاج .. ولو وضعت هذه الثوابت على أساس تحديد المخاطر والتحديات التي تجابه الأمة العربية وكل أقطارها، لتغير الأمر تماماً، ولكن التفسيرات والتحليلات ومخرجات المؤتمر لم تكن كلها تعتمد على تلك الثوابت الوطنية والقومية المعروفة للقاصي والداني، ولما تعرض أحد لأحد في المؤتمر .. فالإشكالية هنا ، والزيادة في ذلك (النظامين الأساسي والداخلي) يحتاجان فعلاً إلى إعادة نظر ، لأن المستجدات لا تبقي المفاهيم أو التفسيرات على حالها – عدا الثوابت الوطنية والقومية، التي يعرفها شعبنا العربي ولا تحتاج إلى كبير عناء .

 

نعم ، لا أحد يستطيع أن يوقف المؤتمر، ولكن لا أحد يستطيع أن يغير مجراه القومي العربي الأصيل، ولا أحد يستطيع مهما برع في استخدام المفردات أن يخرج المؤتمر القومي العربي عن نهجه القومي العربي بتفسيرات تخدم أغراض أجنبية بأي حال .

 

التيارات الأربعة الفاعلة في الوطن العربي (القومي والإسلامي والليبرالي الوطني واليساري)، لا أظن أنها تختلف على الثوابت الوطنية والقومية .. والثوابت المصيرية للأمة العربية هنا ، لا تعني أن لكل تيار ثوابته فهي ثوابت للأمة يحكمها واقعاً (جيو- سياسياً) وواقعاً (جيو- إستراتيجياً) ، لا أحد ينكره أو يتجاوز عليه .. وإن اشتراط الفهم الوطني والقومي أن برامج وأفكار هذه التيارات الستة لا تتعارض ولا تصطدم بهذه الثوابت مهما كانت النظرة إليها ومن أي زاوية، ولا تسمح بتفسيرات نظرية محضة أو تنظيرات لا تستوي مع حقاءق الواقع الموضوعي، التي تعيشها الأمة.. فالثوابت الوطنية لا تنفصل عن الثوابت القومية بأي حال، فهي تشكل متلازمة عضوية لا تفرق بين جغرافيا- سياسية وأخرى، ولا بين شعب غربي على هذه الساحة وبين شعب عربي في ساحة أخرى، كما هو حال التحديات التي شخصتها حقائق التاريخ وحقائق الجغرافيا قبل أن يفسرها على مرامهم البعض وأصحاب النظر القاصر والنظريات في الزوايا الضيقة لفهم السياسة- الإستراتيجية لحركة الوحدات السياسية الدولية والإقليمية، عبر حقب الزمن الماضي والحاضر وما ترمي إليه في المستقبل .

 

ومن هنا .. فأن حقائق التاريخ وحقائق الجغرافيا- السياسية للوطن العربي من جهة، والقوى الأجنبية التي تحيط بهذه الجغرافيا وحقائقها الموضوعية، هي الأخرى، تفصح عن تحديات واضحة للعيات تجاوزت مرحلة التنظير إلى مرحلة التخطيط فهي الآن في دور التنفيذ والتطبيق، جاءت في شكل مشاريع تجاوزت مرحلة الاستعمار التقليدي القديم نحو مرحلة (تفكيك العرب والمسلمين) بوسائل الصراع والاقتتال الداخلي الطائفي والعرقي، نحو غاية أخرى هي (شرذمة مكونات الأمة وإمكانية تشتيتها وبعثرتها) ، عن طريق خلق النقائض الكائنة فيها .

 

هذه التحديات تستوجب التوقف عندها، وعند حدود مراحلها التي قطعتها، والآثار الناجمة عن مخلفاتها، وليس ذلك فحسب، إنما تسمية الأشياء بأسمائها ... فعندما نقول إن التحديات التي تواجه الأمة العربية تأتي في شكل مشاريع إستعمارية يراد فرضها على العرب والمسلمين هي

 

1-  مشروع صهيوني ( من النيل إلى الفرات ).

2-  مشروع أمريكي ( الشرق الأوسط الجديد ) .

3-  مشروع تركي ( إحياء الإمبراطورية العثمانية ) .

4-  مشروع فارسي ( إحياء الإمبراطورية الفارسية) .

 

هذه المشاريع لاستعمارية تشكل مصدر الخطر المحدق بالأمة العربية في الظرف الراهن.. فكيف يقر من يريد من أعضاء المؤتمر القومي العربي أن يسقط عمداً وبصورة ضبابية المشروع الفارسي من قائمة التحديات التي تواجه الأمة العربية ، ولماذا ؟!

 

ألم يقرأ الموسفي كاظم (د) ،تصريحات "علي لاريجاني" حول الكويت و "محتشمي" حول الكويت و " رفسنجاني" حول الكويت أيضاً .. ألم يقرأ نصوص فارسية تطالب بالبحرين أرضاً وتطلب من الشعب العربي في البحرين الالتحاق ببلاد فارس .. ألم يقرأ لماذا الأحواز العربي في القبضة الفارسية .. ألم ير الجزر العربية في الخليج العربي تتحكم بها مخالب فارسية، وهي الجزر التي كانت تحت السيطرة البريطانية، وطيلة وجودها تحت السيطرة البريطاني، لم نسمع أن إيران تتحدث عنها، ولكن حين سلمتها بريطانيا الجزر بعد انسحابها من الخليج أدعت إيران بملكيتها لهذه الجزر .. ألم يكن ذلك استعماراً لأراضي  عربية ؟ ألم تكن "الأسكندرون" أرضاً عربية مغتصبة من تركيا ؟ ألم تكن "سبته ومليليه" أراضي عربية مغتصبة من أسبانيا ؟ ألم يكن " قصر شيرين وزين القوس ونفط خانة وأراضي عراقي على طول الحدود قد ابتلعتها إيران لحد هذه اللحظة على الرغم من اعترافها بعائديتها للعراق في اتفاقية الجزائر لعام 1975 ؟!

 

ومع كل هذا الخرق الفاضح للثوابت الوطنية والقومية، يغمض البعض من أعضاء الأمانة العامة ومن أعضاء المؤتمر القومي العربي أعينهم ، ومنهم "الموسفي كاظم" لحساب المشروع الفارسي الصفوي، وكيف يسقط من قائمة التحديات ، أنفة الذكر" ومن أجندة المؤتمر القومي العربي .

 

فالحقيقة ترصد المتسللين إلى أروقة المؤتمر بجلودهم الملساء الطائفية، والشعب العربي يرصد حركتهم ويوثق انحرافاتهم الفاضحة وسيكشف المستور في الوقت المناسب .!!

 

 

المرفقات : مقال د. كاظم الموسوي

 

المؤتمر القومي العربي وضرورة التجديد ..

 

 د. كاظم الموسوي

عضو المؤتمر القومي العربي

 

عقدت الدورة الرابعة والعشرون للمؤتمر القومي العربي في القاهرة يومي 1 و 2 من شهر حزيران/ يونيو 2013 الحالي، وحضرها اكثر من مئتي شخصية عضو فيه، وضيوف وأصدقاء وإعلاميون وغيرهم ( راجع موقعه الالكتروني (www.arabnc.org، واحتفت ايام انعقادها بحضور واسع، وتحوّل مقرها الى ورش نقاش وجدل ولقاءات صداقة ودعوات اعتزاز ومودة لا يعرفها إلا من يعيشها او يراها عن قرب لا بأحكام مسبقة وقرارات جاهزة وتهم محنطة.

 

ذكرت انها الدورة الرابعة والعشرون للمؤتمر، وكل عام منذ تأسيسه يعقد دورة له، فعمره الان شب ونضج ولابد ان يعتبر اعضاؤه وأصدقاؤه لمواصلته وديمومته، فهو بالأساس فكرة ومشروع مرجعية فكرية عربية، بدأت لتيار عريض في الواقع العربي وتوسعت لتضم التيارات الفاعلة في هذه الامة وعلى امتداد الوطن العربي، وأطلقت عليها مفهوم الكتلة التاريخية، القادرة على تحمل المسؤولية التاريخية ومهمات النهضة الحضارية العربية، وفي اطار مشروع النهضة وأهدافه الستة المعلنة، الوحدة العربية، والديمقراطية، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني والقومي والتجدد الحضاري. ومهما اضفنا من مهمات او تعديلات في مفاهيمها او في اطروحاتها فأنها كلها تصب في الفكرة ذاتها وإطارها والمساعي التي يتطلبها انجازها او تحقيقها عمليا وتخدم في النهاية الامة وأجيالها والوطن ومستقبله. فلا تشغله غيرها وان اختلفت المسميات، ولا توقفه الاختلافات او التباينات مهما طرحت وارتأت داخل اطاره وفي حدود مسيرته ومنهجه. في كل الاحوال المهم هو العمل عليها بما يضعها في الصالح العام ويهدي بها السبيل لنهوض الأمة وصيانة الوطن. لاسيما بعد كل ما حصل وجرى من تغييرات وتحولات تاريخية، خصوصا في بعض الاقطار.

 

المؤتمر في هذه القضايا والأهداف التي يطرحها او قام عليها يؤكد اهميته وضرورته في الواقع العربي الراهن، كأكبر تجمع عربي مستمر، بأعضائه ومساهماتهم في الحراك الشعبي او في المواقف الواضحة في المنعطفات الحادة في تاريخ الصراع السياسي والتحديات المتنوعة التي تستهدف الامة والوطن في آن واحد، وما اكثرها الان وما يخطط لها وما صرف عليها او يبذر من اموال الامة في تخريبها وتدمير مشروعها الانساني الحضاري هذا. ولا يزعم المؤتمر كما ورد في نظامه وبرنامجه ان يتحول الى حزب سياسي طامح لسلطة او ناد سياسي او اجتماعي او "هايد بارك" مدفوع الاجر. فمن دلالاته المتميز بها، كما اشار الامين العام الحالي عبد الملك المخلافي في كلمته الافتتاحية: "لابد من الاشارة اليها ان تجمع المؤتمر القومي العربي منذ تأسيسه قام واستمر بعيدا عن الامكانات المادية او الارتهان لجهة او دولة عربية، او غير عربية، وإنما بإرادة اعضائه، وهو احد صور الارادة العربية والتوحد القومي في الوقت الذي تتدفق المليارات لتمزيق الامة وأقطارها ورهن إرادتها"!.

 

تعرّض المؤتمر ويتعرض، مع كل دورة الى حملات هجوم ومحاولات احباط أو تعد سافر على نشاطاته وأعماله. اغلبيتها تعكس مدى تأثيره وفعاليته والاخلاص لمبادئه وأهدافه. هذه الحملات لا تنتقده لإعادة بنائه او تستهدفه لتصحيحه او لتجديد اطاراته وصيغه، كما يلاحظ، وإنما تعمل بالضد منه او ترمي ذلك دون ان تخبر المتابع بمصداقيتها او بأمانتها في الهجوم وصب اللعنات وكيل الاتهامات. قسم منها من اعضاء سابقين فيه او من ممثلين، كما يعلنون، لتيارات مشتركة فيه، او من خارجيين، لهم اهدافهم ورهاناتهم وحساباتهم المعروفة الآن حيث لم تعد مثل تلك الرسائل لوجه الله فقط، او لحرص او امل او بحث عن بديل سليم. والرد عليها بسيط ومختصر باستمرار المؤتمر ونجاح دوراته وتواصل منهاجه وتطوير ادواته. اذ هي الطريق الى تمتين عراه وتوثيق صلاته وتمكينه من التجدد والتغيير والمواكبة.

 

المهم في المؤتمر القومي العربي انفتاحه على التيارات الاربعة الفاعلة في الوطن العربي، القومي والإسلامي والليبرالي الوطني واليساري، وهذه التيارات لها برامجها وتعبيراتها وأهدافها، ولكنها تجتمع وتلتقي في التجمع الفكري الواسع والفاعل في الوطن للقواسم المشتركة وللأهداف الجامعة وللثوابت المصيرية لها جميعا. وقد استخلصتها من تجارب التاريخ ودروسه التي عاشتها ومارستها في الحقب الزمنية الطويلة، سواء فيما بينها جميعا او بين اطراف منها. وهي اذ تجتمع وتتجمع في المؤتمر لتطرح سوية مفاهيمها المتجددة والمتغيرة والمتطورة لبرامجها وخططها العملية للنهوض والتحرر والتقدم. وتجمع بهذا الحجم والمهمات الثقيلة عليه يتطلب منه دائما التجدد والتطور والتغيير، في بنائه واليات عمله وشروط عضويته وخطابه السياسي وتحليلاته للمرحلة التاريخية وحال الامة فيها. كما يقتضي الواجب ان يكون وباستمرار في الواجهة من القضايا المصيرية والمنعطفات الحاسمة وان يصبح لسان حال الامة في الصعوبات التي تعترضها والانتكاسات التي تسقط عليها والتراجعات التي تضرب اطرافا منها، ويدفع باتجاه تجاوزها والانتصار للمستقبل.

 

مسؤولية تطوير وتجديد المؤتمر تقع على اعضائه ومؤازريه اساسا، ومعلوم ان ضرورة التجديد حالة موضوعية لابد منها ليأخذ المؤتمر القومي العربي كتجمع فكري كبير قدراته الاكبر والأوسع والأكثر مأسسة وتحديثا مواكبا لمتطلبات العصر والعولمة والتغييرات الجذرية في العالم. اذ لا يمكن الرضا عن النفس فيما تحقق وأنجز وكفى، بل لابد من الحث على المتابعة والعمل على التحقيق للأهداف والبرامج الموضوعة والمتفق عليها بمدتها وبتسابق مع الزمن فيها. كما ان تنفيذ اجراءات وتغييرات بنيوية في نظامه الداخلي ومشروعه الحضاري أمر ضروري وواجب اساسي. ومن بينها مطالبة اعضائه ومؤازريه (لاسيما من الاثرياء) على رفده بما يتطلبه عمله من الامكانات المالية وتطوير ادواته الاعلامية وخطابه التنويري ودوره السياسي ومواقفه الواضحة والمبدأية من كل ما يدور حوله وما يتعرض له حال الامة ومكوناتها وتياراتها، وما يحدث من صراعات وانتهاكات وتراجعات. كذلك لابد له من التميز كليا والحرص على نزاهته ونظافته بوضوح من كل من يجاهر او يتبنى المواقف والأدوار التي ثبت بالدليل ارتهانها وارتباطها بالمشاريع والخطط العدوانية والحربية على الامة وثرواتها وتياراتها ومستقبلها. وهذه مهمة اخرى او اصعب في هذه الظروف العربية والدولية المركبة .

 

 





الجمعة ١٢ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة