شبكة ذي قار
عـاجـل










السلام عليكم أخا في الله وفي العروبة ورجائي كبير أن يتسع لي صدرك وأن تفكر مليا بما سأطرحه تداخلا وتعقيبا متواضعا على مقالكم الكريم لسبب واحد هو انه ينطلق من احترام لكم وللأهرام ومن بين ذلك أن تسامحني لاني أرى في زيارتكم الى العراق في ظروفه الراهنه ولقاءكم مع من أسميتهم رئيس وزراء ووزراء ومسئولين يعد بالنسبة لي ولملايين غيري, عراقيين وعرب , عملا يجرح ويخدش ويؤذي نفسيا في أبسط توصيف لأنه يساهم شئنا أم أبينا في اضفاء نوع من الشرعية على نظام وحكومة تفتقر الى الشرعيتين معا  .

 

وأنت سيدي الكريم قلت للناس ان في العراق رئس وزراء وحكومة وأعضاء برلمان رغم انهم هم أنفسهم لا يصدقون ما الصقته بهم من صفات وكنى حتى لو مثلوا وتظاهروا بها. أي انك روجت لحكومة ورئيس ونظام لا وجود له إلا في صيغة هيكلية ساخرة يتندر بها القاصي والداني من أهل العراق ويثور عليها وأنت تحادث مضيفيك في الجرين زوون ما لا يقل عن 15 مليون عراقي في ساحات معلومة للعالم كله لأنهم قتلة ولصوص ومفسدين وفاسدين وأجراء ومرتزقة لقوى دولية مختلفة . ما نأسف له سيدي الكريم هو انك ادخلت اسمك وجريدة الاهرام العريقة في صفحة من التاريخ ان لم نقل انها سوداء فعلى الاقل ان 25 مليون عراقي يرونها معتمةوهم ومن معهم من عرب يأسفون ويتألمون لتصرفك الخادش لمشاعرهم الوطنية والقومية والإنسانية وأنت نفسك لم تقصر في رسم الصورة المطلوبة عن معاناة شعب بأكمله بسببهم وبسبب الغزو والاحتلال الذي جلبهم ليقوضوا الحياة الامنه والمدنية المتحضرة لشعبنا فضلا عن ذبح الامن والسلام والتعايش في البلد.

 

سأستعير منك بعد اذنك حرفيا (( في حديثه معي بمقر رئاسة الوزراء بالعاصمة العراقية بغداد قال السيد نوري المالكي رئيس الوزراء هناك‏:‏ إننا في عالمنا العربي قد أزحنا أنظمة دكتاتورية فاسدة ‏..  إلا أننا أيضا يجب أن نعترف بأن بلادنا قد وقعت فريسة للتطرف والتشدد والإرهاب, وأصبحت الطائفية كلمة السر, التي تجمع بين العواصم العربية من المحيط إلي الخليج الآن, مشيرا في هذا الصدد إلي دعم مادي ومعنوي من بعض دول المنطقة للأسف.

 

وفي مناقشات مع وزراء ومسئولين عراقيين آخرين, أشاروا بصراحة تامة إلي دور كل من قطر وتركيا في هذه الأزمات, خاصة فيما يتعلق بالشأن العراقي, الذي يشهد الآن تفاعلات علي كل الأصعدة, وبقدر ما يضم هذا المجتمع بين جنباته من طوائف مذهبية وتجمعات عرقية, وأشتات سياسية بقدر ما ترتفع فيه حدة السخونة التي لاتخفي أبدا مآرب التقسيم والخروج من عباءة بغداد مادامت الكتلة الجغرافية المستقلة غنية بثروات طبيعية, وقد وجدت في الوقت نفسه المظلة الخارجية ))

 

ان نوري المالكي لم يزح بعوضه من على اذن طفل رضيع بل أميركا هي من غزا العراق وجاءت بنوري وشركاءه في الحكومة والبرلمان . وكونك نقلت الكلام على علاته دون تعليق يخرجك من اثمه وتزويره فانك روجت لرجل قاتل مجرم خائن عميل . فما مصلحتك ؟ من جهة ... ومن جهة أخرى تمنيت عليك سيدي يا أبن الكنانة أن تسال محدثك ( رئيس الوزراء العراقي ) عن دوره في تكريس عوامل افتراق ألامه وتشتتها بعد نجاحه هو وأمثاله في اسقاط الطغاة العرب والتغلب على الدكتاتوريات التي زعمها امامك ومنها التطرف والتشدد والإرهاب وكيف جاءت نتائج ثورات التحرير التي يتبجح بها نوري وأعوانه الى طامات كبرى على العرب بدل أن تجلب لهم الحرية والتقارب والتفاهم !!!... وأظنك تعلم علم اليقين ان نوري يرأس أعرق حزب طائفي في خارطة السياسة في منطقتنا هو حزب الدعوة الذي تم تأسيسه في ايران في خمسينات القرن العشرين من معممين عجم وبتمويل ايراني في عهد الشاهنشاهية ليكون ذراع ايران في العراق كنقطة انطلاق في التدخل والتأثير الاقليمي العابر للحدود تحت ستار المذهب . وبوسعنا ان نزودك ان شئت بأسماء وجنسيات مؤسسي الحزب الذي يقتصر الانتماء له على ( الشيعه الصفويين فقط ) وكان له دور معروف في تنفيذ عمليات ارهابية دموية وعمليات اغتيال موثقه رسميا  لا عد ولا حصر لها في العراق من سنوات تأسيسه الاولى ووصولا الى يومنا هذا وهو يقود سلطة الاحتلال في المنطقة الخضراء تحت حماية دولية معروفة حيث يقوم ازلامه وشركاءه بتفجير السيارات المفخخة في الاماكن العامة ويقتلون الابرياء بكواتم الصوت ويوجهون اصابع الاتهام جزافا الى قوى واحزاب وأشخاص لم يسجل عنهم التاريخ يوما انهم قتلة.

 

وكونك ابن مصر العروبة , مصر القومية المؤمنة التي ترنوا لها كل انظار العرب الاحرار ..تمنينا عليك ان تسأل محدثك أو أن تعلق في مقالك موضوع البحث عن صلة رئيس الوزراء بالعرب والعروبة .. وهل يهمه أمرها في شئ وعن أدواره هو وحزبه في تنظيم حملات تثقيف وإعلام منظم وغسل ادمغة ممول في سنوات ما بعد الاحتلال وقبلها ضد القومية العربية وضد ( القومجية ) بحيث حولوا القومية العربية الى شتيمة وسبة وكرسوا عزل العراق عن أمة العرب بالدستور الصهيوني الذي تبنوه بعد الاحتلال ...

 

فهل زرت انت سيدي بلدا عربيا هو العراق حقا الذي تعرفه نستحلفك بالله وأنت الرجل الاعلامي الذي يعرف تماما الفرق بين الادعاء وبين الصدق , بين الزيف وبين الحقيقة , بين العراق الذي زرته وشعبه يمارس عرس الانتصار بقادسية صدام المجيدة عام 1988 والذي كررت الزيارة له عام 1996 وهو يئن ويقاتل أبشع حصار عرفه تاريخ البشرية وشاركت به كل دول العالم بما فيها الانظمة العربية الخاضعة لسطوة القطب الاوحد في الكون وهو أميركا ؟.

 

وبالمناسبة سيدي الكريم ان حجم التبادل التجاري بين عراق البعث وصدام حسين وبين مصر الذي ذكرته جنابك قبل مشكلة الكويت التي خلقتها أميركا وإيران كامتداد لحرب الخميني ضد العراق بهدف احتلاله وضمه طائفيا الى ايران ..... لم يكن ذاك التبادل ولا الذي حصل أيام تطبيق مذكرة النفط مقابل الغذاء لم يكن خضوعا من حكومة العراق الوطنية والقومية لإرادة الامبريالية الامريكية بل هو خيار عراقي تم فرضه من قبل الشهيد صدام حسين وحكومته لتحقيق منفعة اقتصادية لمصر وسوريا والأردن وكان بإمكان العراق حينها أن يقبل باستيراد احتياجات البطاقة التموينية من بلدان اخرى ...

 

حقيقة حال ( رئيس الوزراء العراقي ) سيدي هي انه :

# كان هو وحزبه وشركاه هم الادوات التي استخدمتها اميركا الغازية كواجهة للعملية السياسية المدنية المخابراتية وكان من بين قوى ( المعارضة العراقية في الخارج ) التي رتبت مع أميركا وبريطانيا لغزو العراق ولإنتاج ما أنتجه الاحتلال عسكريا ومدنيا .أي انه خائن عميل مجرم.

 

# وان نوري لا يمت للعرب بصلة لا هو بشخصه ولا بنظامه ولا بحزبه الايراني بل هو أحد عرابي وزعماء تأسيس الامتداد الطائفي الايراني في العراق وهم جميعا جزء من مشروع اعادة بناء الامبراطورية الفارسية الغابرة التي أزالها الاسلام الحنيف وتحت غطاء كاذب هو غطاء التشييع.

 

سيدي الكريم : انها حقا مفارقة , ان يجمع كل محدثيك على ادانة الدور القطري والتركي في تحويل الطائفية الى ( كلمة السر ) التي تجمع بين العواصم العربية في حقبة ما بعد غزو العراق واحتلاله بشكل عام وحقبة ما بعد ( الربيع العربي المزعوم ) بشكل خاص . وفي الوقت الذي نقر لهم بصدقهم في ما ذهبوا اليه كونه واقع يقترن بحقائق مستقرة غير اننا مجبرين على أن نتساءل بالنيابة عن جنابك رفعا للحرج عنك :

 

اولا:أغفل كل محدثيك دور ايران وكأنها سبحان الله غير موجودة في العراق كطرف من أطراف احتلال العراق ولا بكونها لاعبا طائفيا اساسيا في العراق وفي المنطقة كلها بل انها هي الدولة التي دشنت عصر ثورتها ( الاسلامية ) بإعلان نيتها جهارا علنا تصدير تلك الثورة الى العراق وقامت بالعدوان العسكري على العراق لثمان سنوات لتحقيق حلم خميني في تصدير الثورة حتى أجبره العراقيون على تجرع سم القبول مرغما بوقف عدوانه كما ذكرت جنابك . هذا التغييب المتعمد لإيران من قبل من حاوروك يثبت انهم عملاء لإيران وهم ببلادة لا مثيل لها يظنون أن بوسعهم حجب أشعاع الشمس بغربال بل يثبت انهم لا يصلحون لإدارة دولة لأنهم كذابون ومزيفون بامتياز.

 

ثانيا:  تجاهل محدثوك حقيقة ثابتة هي ان الدور القطري قد بدأ بالتغول بعد ما أنيط بها من مهام من قبل أميركا وبريطانيا في خطة غزو العراق واحتلاله وتوطين نتائجه بما فيها استلام محدثيك للسلطة في المنطقة الخضراء . وهجومهم على قطر الان يشابه تماما وقوفهم الراهن مع نظام بشار الاسد بعد ان كانوا الد أعداءه اعلاميا على الاقل قبل ان يبدؤوا بتنفيذ تعليمات سيدتهم ايران.وهذا يثبت انهم سياسيون بلا ذمة ولا ضمير ولا اخلاق ويتخبطون كحالة هلامية لا اتجاه يقيني لها.

 

ثالثا: حدثك ( رئيس الوزراء ) وباقي من التقيتم عن الطائفية وآثارها المدمرة وكأنهم ليسوا هم من جلبها فكرا ومنهجا وتطبيقا على ارض العراق المحتل وبالاتفاق مع اميركا عبر مؤتمرات الخيانة التي عقدوها معها في لندن وصلاح الدين والكويت وغيرها. وهاجموا العرقية وكأنهم ليسوا هم من تحالف معها في طهران ولندن وشمال العراق ومازالت الشراكة قائمة الى اللحظة رغم حصول شروخ معروفة فيها قد تكون محسوبة اصلا لإيصال الاكراد الى مرحلة اعلان الانفصال كاستحقاق لنتائج ممارسات ألشركاء !!. انهم هم يا سيدي من يبث الفرقة الطائفية وهم من تبنى الدستور الطائفي وهم من كرس نظام المحاصصة الطائفية وهم من يتحرك ضمن نهج طائفي سياسي ولا أحد غيرهم.وهم لا احد غيرهم من حول عروبة العراق الى مزحة يتندرون بها وشتيمة تدور على كل السنة الباحثين عن فرصة للانتماء الى زمن ايران الامريكي في العراق.

 

تيقن اخي الكريم ان الطائفية ليست بين أبناء شعبنا كما جاء في مقالك بل هي مازالت رغم مرور عشر سنوات على اعتمادها كمنهج للدولة التي ولدت من رحم الغزو والاحتلال محض جريمة يقترفها حزب الدعوة وأعوانه في ما يسمى بالائتلاف الشيعي ومن يقابلهم في الشراكة الطائفية من اسلاميوا الطائفية السنية بحق أبناء العراق عربا وكرد , سنة وشيعة ومسيحيين ويزيديين وصابئة وغيرهم. ورئيس الوزراء واللاعبون معه في ساحة بغداد تحت حراب الاحتلال هم من اسس المليشيات التي تفجر وتقتل وتثير الدمار والخراب في طول البلاد وعرضها في محاولة بائسة مجرمة لفرض سيطرة حزب الدعوة والتشييع الصفوي تماما كما فعل سلفهم اسماعيل الصفوي في ايران.

 

المقاومة العراقية سيدي هي الحل:

الحق يقال سيدي انك احطت رغم صغر مساحة مقالك بأمور خطيرة ومهمة في وضع العراق الراهن إلا ان عاملا هو من أخطر وأهم ما في المشهد العراقي بعد الغزو قد غاب تماما عن اهتمامك وسطورك الكريمة ألا وهو المقاومة العراقية المسلحة الباسلة. فالمقاومة سيدي هي الجوهر الباقي والذي سيلمع بنتائجه الباهرة على ساحة العراق والأمة رغم انف الردى . وهي بيضة القبان التي ستؤول الى كفتها كل مساحة الزمن العراقي والعربي القادم. المقاومة اجبرت الاحتلال بدوله الاربعين على الهرب ولم يبق إلا بعض بقايا امريكية في طريقها تحت ضربات مقاومتنا المتواصلة وتحت رعب الخسائر البشرية والمادية المفجعه التي حلت بالغزاة بفضل بسالة المقاومة وجسارة رجالها . والمقاومة سيدي هي احدى مخلفات النظام الوطني القومي العراقي وامتداد طبيعي لمسيرة العراق الحر السيد العربي المسلم المؤمن أبي الضيم.

 

من حدثوك سيمضون ومعهم لعنات التاريخ وغضب الله ..انهم موجة من موجات التدمير التي أشرت لها في مقالك الكريم .. ومقاومتنا البطلة هي حامي حمى العراق وهي التي ستجعل رغم انف العدى عباءة العراق هي التي تلبسها كل جغرافية العراق وستقبر الى الأبد كل نزعات الطائفية السياسية التي جاء بها الاحتلال وأعوانه وستؤسس دولة العراق الديمقراطية التعددية الحقة وستجبر أميركا على تعويض العراق والعراقيين عن الدمار والموت الذي سببته تحت تأثيرات اللوبيات الصهيونية والصفوية الايرانية ونزعات الجشع السرطاني الذي تفشى في جسد اميركا اليمينية المتصهينة المتطرفة   . المقاومة العراقية هي من كان لها الفعل الاهم في حقبة التاريخ الراهنه في اعادة التوازن القطبي من جديد والأمريكان قبل غيرهم يعرفون هذه الحقيقة وكذا روسيا والصين والهند وأوربا حتى لو لم يعلنوها الان.

 

 





الثلاثاء ١٩ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة