شبكة ذي قار
عـاجـل










هاجمني بعضهم لكتابتي، أمس، مقالة " اطمئنوا .. ثورتكم منتصرة "، ووصفني بعضهم بالدموية، بل لعنني بعضهم ووصمني بأني إرهابي ومن دعاة التحريض والفتنة وأريد جر العراق إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.. ومزايد من أدعياء الوطنية والبطولة الموهومة، ومن المرضى وضعاف النفوس المتذللين الأذلاء، ودعاني آخرون إلى التوبة إلى الله تعالى، واتصل بي من يعرف رقم هاتفي وأشبعني صفات أخرى مثل صدامي، من أنصار القاعدة، تكفيري ... الخ.


هجوم شديد ذكرني ببيت قاله الجواهري الكبير :
عدا عليَّ كما يستكلبُ الذيبُ
خلقٌ ببغدادَ أنماطٌ أعاجيب


أنا أعرف تماماً أن هؤلاء الأخوة يتقاطعون معي في الرأي لغيرتهم الشديدة على طوائفهم، بينما أنا لا أمتلك مثل هذه الغيرة التي يمتلكونها، للأسف الشديد، إذ منحت غيرتي كلها للعراق ولم أبق لطائفتي ذرة منها، غير الاعتزاز بها، ذلك لأني أرى أن العراق هو الكل، وأن الطوائف، مهما كبرت واتسعت، تبقى جزءاً من الكل.


قد أكون مخطئاً في هذا وهم على صواب، ولكني لن أتنازل عن هذا الخطأ لأني أراه صواباً، وأرى أن الجزء ضعيف ولا يمتلك القوة إلا إذا اجتمع مع بقية الأجزاء، فالشيعي ضعيف والسني ضعيف والكردي ضعيف والتركماني ضعيف، والمسيحي ضعيف والصابئي ضعيف وكذلك اليزيدي ضعيف، لكن الجميع يكونون أقوياء بالعراق، وهذا ما لم يره الطائفيون.


ومع ذلك، قررت، بعد هذا كله، أن أعتذر عن مقالتي يوم أمس، لكي أرضي هؤلاء، ولكي لا تنطبق تلك الصفات السيئة التي أمقتها عليّ، كما قررت أن أدعو أبناء شعبي أن يكفوا عن ثورتهم ويدعوا نساءهم في السجون والمعتقلات يغتصبهن من شاء، وأن يقدموا بأنفسهم رقابهم للذبح، وإذا جاء إليهم من يذبحهم أن يقولوا له احذر أن تؤذي يدك السكين، وأن يقبلوا بأن يحكمهم من تركهم المحتل وكلاء عنه، وأن يرضوا بهذه الديمقراطية التي تنتهك حقوقهم كبني آدم، وأن يرضوا بتوسيع المعتقلات والرضى بأن يكون العراق البلد الأول في الإعدامات، وأن تسيل دماؤهم مقابل البقاء في رأس العملية السياسية التي يخافون عليها، وأن يرضوا بجميع ما يوجهونه إليهم من اتهامات، ويقبلوا بتصريح ما يسمى قائد شرطة الانبار، الذي قال فيه: نحن ننتظر الأوامر بإجراءات "تحرق الأخضر واليابس"، وأنه "ينتظر الأوامر" لحرق أبناء الشعب المعتصمين ودحرهم وسحق رؤوسهم خلال الساعات القليلة المقبلة.


صحيح أنهم بعد أن يفعلوا هذا كله لن يكف لقطاء العملية السياسية عن اتهامهم بالتفجيرات والمفخخات والدموية والإرهاب والبعثية والصدامية والتكفيرية وبالطائفية، لأن المخطط الذي أنيط بهم كبير، ويهدف إلى إبادة كل ما هو عراقي، ولكنهم بهذا سيحفظون للدولة والجيش هيبتهما ليستمرا بممارسة وظيفتهما بذبحهم وفقاً للمخطط الذي ذكرناه ..


ثم أريد أن أسأل المعتصمين: ما قصة هذا الجيش الذي شكلتموه وأثار غضب حتى النائب عن التحالف الوطني علي ضاري الفياض، الذي اعتبر” تشكيل جيش من قبل عشائر المحافظات جريمة كبرى بحق الشعب كون حمل السلاح خط أحمر يسمح للمليشيات بان تقتل ابناء الشعب بدماء باردة".. ألم تعرفوا أن ذلك خطاً أحمر كما يقول الفياض، وأن الخط الأخضر فقط لجيش المهدي وعصائب أهل الحق وبدر وفيلق القدس الإيراني وجيش المختار البطاطي؟


أرجوكم أعدوا رقابكم للذبح لكي تخلصوني وتخلصوا أنفسكم من تهمة الدموية والتهم الأخرى.


اللهم احفظ العراق وأهله مسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم ويزيدييهم، عربهم وكردهم وتركمانييهم من شر ما يراد بالعراق من طائفية يقود جملاتها المالكي والعملية السياسية ورموزها.


اللهم كما حفظت يونس في بطن الحوت وجعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم وأنجيت محمداً بخيوط العنكبوت أن تجعل دائرة السوء ترتد على من يريد بالعراق وأهله السوء، وأن تحفظ بلادنا من شر الطائفيين الأقاليميين الفدراليين.


ومجداً للمرابطين
وسلاماً للشهداء
قولوا: آمين

 

 





الاثنين ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة