شبكة ذي قار
عـاجـل










دعاني بعض الأصدقاء، أن أدين عملية قتل الجنود العراقيين في الرمادي، ولا أحتاج إلى إثبات استنكاري وإدانتي لقتل أي عراقي بيد عراقي، بل استنزل لعنات الله على كل من يريق دم عراقي برئ، وفي مقدمتهم المالكي طبعاً، الذي في رقبته إلى الآن دماء مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء.


الدم العراقي منطقة حرام مطلقاً، ووالله إن قلبي يعتصرني كلما أسمع بسقوط عراقي شهيداً مضرجاً بدمائه، فكل عراقي، كردياً كان أم عربياً ومهما كانت ديانته أو مذهبه، مدنياً كان أم جندياً هو أخي وولدي وقطعة من جسم العراق.


ولكني رأيت مسرح الجريمة المزيف، عبر اليوتيوب، وعلى الرغم من عدم تحملي رؤية منظر الشهداء الذين تم تشويه جثثهم الطاهرة بوحشية، إلا إني أكملت الفلم لأتصور المنظر وأسمع ما يقوله الجنود الذين جاءوا إلى مسرح الجريمة البشعة.


وأقول لكم بضمير مستريح أن عراقياً لا يمكن أن يقترف مثل هذه ضد أخيه العراقي، كما أبرئ المعتصمين والمقاومة العراقية، التي حرمت منذ انطلاقتها الدم العراقي ولم تستهدف إلا جنود الاحتلال، ولا أتهم إلا المالكي الذي أعلنها حرباً شعواء على المعتصمين المسالمين، وحاك مؤامرة ضدهم اسمها قتل الجنود العراقيين ليتذرع بدمائهم لارتكاب جريمة جديدة.


مع شديد الأسف أن اليوتيوب رفع الفلم وإلا كنت أرفقت رابطه مع هذا المقال، وقد سمعت جنوداً يتحدثون في مسرح الجريمة باسترخاء كامل يشي بأن العملية مدبرة، وأنهم بتفاصيلها عالمون، على الرغم من أن مسرح الجريمة المزيف يبعد أكثر من كيلو متر عن ساحة العزة والشرف، كما سمعت من يحدث أحد الضباط بلغة فارسية واضحة.


لكي ينصحني أحدهم، مثل الاخ علي المندلاوي سلمان الذي قال في تعليق له على مقالي اليوم: "أخ سلام الشماع ادري بيك انته شريف وابن اوادم بس كان من الافضل ان تدين عملية قتل الجنود العراقيين لأن ذوله ابنائنا واخواننا وأرجو منك ان لا تلوث تاريخك وسمعتك بالدفاع عن ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ".


أنا أقول للأخ المندلاوي مثلما قال لي وأطلب منه أن لا يلوث تاريخه وسمعته بالدفاع عن المجرمين، وأقول له، أيضاً، أن ترديدك لادعاءات الحكومة، من دون تثبت، عامل من عوامل الفتنة والقتل لعراقيين مسالمين جدد، أعطني دليلاً واحداً على أن من نفذ هذه الجريمة هم المعتصمون لأنفض يدي منهم وأدين فعلهم، والمعتصمون أنفسهم الآن يحققون لاكتشاف الفاعلين، ولو أنك شاهدت مسرح الجريمة لوجدت أن الأمر مدبر تماماً، ولا مصلحة إلا للمالكي باقتراف مثل هذه الجريمة، فالجريمة مصممة لهدفين اثنين أولهما تحويل الأنظار عن مجزرة الحويجة التي استنكرتها حتى ملائكة السماء، وثانيهما التهيئة لتسويغ أي انقضاض لجنوده على ساحة اعتصام الرمادي وقمع الحراك الشعبي السلمي فيها، وهو كان وعد بذلك في الحملة الانتخابية لما يسمى دولة القانون.


وكان الأجدر بك، يا مندلاوي، أن يغلي دمك لدماء قرابة مائة عراقي في الحويجة وقبلهم شهداء الفلوجة، أيضاً، أم أن هؤلاء ليسو بعراقيين، والجنود فقط عراقيون؟

 

 

 





الاحد ١٧ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة