شبكة ذي قار
عـاجـل










تعليقاً على المجزرة التي ارتكبتها ميليشيات المالكي الحكومية في الحويجة، أصدر حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الآتي :


مرة جديد، يسيل الدم العراقي الطاهر، بفعل المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها ميليشيات المالكي الحكومية، ضد الجماهير الشعبية المحتشدة في ساحة العزة الكرامة في مدينة الحويجة، والمطالبة بحقوقها السياسية ووقف الممارسات التعسفية بحق المواطنين، واحترام الحقوق الأساسية والحريات العامة، التي أمعنت سلطة المالكي في انتهاكها وبما يتناقض والمواثيق والأعراف الدولية.


إن مجزرة الحويجة التي ذهبت ضحيتها عشرات الشهداء من الأبرياء المعتصمين سلمياً، ومئات الجرحى، شكلت استحضاراً لمجازر أخرى ارتكبت بحق هذا الشعب الصامد، الصابر، والتي كانت مجازر الفلوجة والرمادي وقبلها البصرة شواهد على ذلك.


إن لجوء المالكي عبر أجهزته العميقة والبولبسية إلى اقتحام ساحات الاعتصامات الشعبية، لم يكن أمراً مستغرباً على هذه الطغمة الحاكمة المجبولة بكل الحقد السياسي على كل ما هو وطني عراقي وعلى كل ما هو عروبي، وتنفيذاً لأجندة إيرانية تريد فرض وصايتها على شعب العراق بقوة الحديد والنار، وكأنه لم يكف جماهير العراق ما خلفه العدوان المتعدد الجنسيات والحصار والغزو والاحتلال من مآس إنسانية، ومن تدمير لكل المرافق الحيوية والحياتية.


وإذا كان المالكي ومن يقف وراءه، يعتقدون أن المجازر التي نرتكب بحق أبناء العراق كتلك التي نفذت في الحويجة وقبلها في الفلوجة وتلك التي تنفذ عبر مسلسل التفجيرات المتنقلة والتي غطت كافة مناطق العراق، يمكن أن تفرض تطبيع الوضع العراقي بما يخدم المشروع الإيراني الواضح في استهدافاته ومدياته، فإن هؤلاء يقعون في فتح الحسابات الخاطئة. لأن الشعب الذي قاوم العدوان الأول والثاني وانخرط في مقاومة قل نظيرها، وفرضت على المحتل الأميركي الانسحاب، لهو قادر على مواجهة إفرازات الاحتلال وكل الذين يدعمون هذه الإفرازات تحت عنوان العملية السياسية.


إن شعباً قاتل ثماني سنوات المشروع الإيراني التوسعي، وقدم مئات الوف الشهداء دفاعاً عن حرية العراق وعروبته لن يّمكن اعداء العراق النيل من وحدته وعروبته، وهو سيتصدى لهم كما تصدى لكل الغزوات في حاضر الزمن وماضيه.


لقد قال شعب العراق، ان تحركه هو ديموقراطي – سلمي، وهادف إلى إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية المتظللة ببرنامج سياسي، يحفظ للعراق دوره ويعيده إلى موقعه الطبيعي كحاضن لقضايا الأمة، وكمدافع عن البوابة الشرقية للوطن العربي.


وإذا كان المالكي، ومن يسانده يظنون، أن الإجرام الذي يرتكب بحق الجماهير الشعبية المطالبة بالتغيير سلمياً، سيدفع إلى اغراق العراق في أتون عنف دموي مدمر بمحفزات طائفية ومذهبية، فهؤلاء يقعون مجدداً في فخ الحسابات الخاطئة، لأن الوطنيين العراقيين، هم شديدو والحرص على إبقاء الحراك الشعبي في إطار تعبيراته السلمية والديموقراطية، وإذا ما اصر المالكي على دفع الحراك الشعبي إلى العسكرة، فهو سيتحمل كل النتائج التي تترتب على ذلك، كما تحمل دم الشهداء الأبرياء الذين سقطوا وهم ينادون بحقوقهم الاجتماعية والسياسية.


إن حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، إذ يكبر في جماهير العراق، احرارها على الأسلوب الديموقراطي في التعبير عن رفضها للعميلة السياسية وأطرافها التي أفرزها الاحتلال، لهو على ثقة، بأن العراق الذي كان عصياً على المحتل الأميركي لن يكون طري العود مع الوصي الإيراني وزبانيته في الداخل العراقي، وأن انتصار المشروع الوطني في العراق، أهو انتصار لوحدة لعراق وعروبته، وهو إكمال للمرحلة الثانية من مرحلة استعادة العراق لذاته بعدما أنجز المرحلة الأبى عبر طرده للاحتلال الأميركي وكل المتحالفين معه. وعلى العرب أن يرفعوا الصوت عالياً ليس إدانة السلوك الإجرامي الذي يمارس بحق شعب العراق وحسب، بل ايضاً بتأييد هذه الانتفاضة الشعبية، التي أخذت بعداً وطنياً شاملاً وسوف تستمر إلى أن تسقط العملية السياسية التي أنتجها الاحتلال.


تحية للعراق ولشعبه المقاوم، تحية لشهداء الحويجة والفلوجة
تحية لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة العراق ووحدته وحريته


حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

 

 





الاربعاء ١٣ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب طليعة لبنان الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة