شبكة ذي قار
عـاجـل










بيان رقم ( ٢٠ )
حصارالمتظاهرين في الحويجة جريمة إنسانية


الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.


قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسولَ وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون، واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأنَّ الله عنده أجرٌ عظيم ) الأنفال: 27- 28.


أيها المنتسبون إلى القوات المسلحة العراقية، من الجيش والشرطة وكلِّ قوى الأمن الداخلي، لازلتُ في خطاباتي السابقة أُقَدِّم إليكم النصيحة بأن تحافظوا على شرف المهنة، وتوفوا بالقسم الذي أدَّيتم وعاهدتم الله عليه، لحماية أرواح الناس وأعراضهم وأموالهم، والدفاع عن الوطن والمواطن، وقد وجَّهْتُ المتظاهرين مرارا وتكرارا إلى احترامكم والتعاون معكم ما دمتم في حمايتهم، وقد التزموا بهذا التوجيه الشرعيّ الإنساني.


ويؤسفني أن أقول لكم: لقد خرجتم أيها العسكريون عن الهدف الأساس الذي ينبغي أن لا تحيدوا عنه، فضايقتم المتظاهرين, ووجَّهتم سلاحكم نحو صدورالأبرياء العُزَّل، وأوقعتم فيهم الشهداء، وحاصرتم أهل الحويجة حصارا يُسَجِّلُه التاريخ عليكم بالمهانة والجريمة، وتصرفتم معهم تصرفا غير إنسانيٍّ، فمنعتم منهم الماء والطعام والدواء فسقط منهم المرضى والعجزة والأطفال والحوامل جوعا وعطشا، في كارثة لا يتسبب بها إلا المجرمون الذين لا يقيمون للإنسانية وزنا ولا للدين احتراما، فأين شرفُ العسكرية؟؟! وأين عهدُ الله الذي عاهدتم؟؟! وأين واجبكم المقدس؟؟! الذي ينبغي أن توجِّهوا فيه سلاحَكم نحو المحتل الذي احتل العراق فأفسده، وتتوجَّهوا نحو الصهاينة المحتلين للأقصى الشريف أُولى القبلتين وثالث الحرمين وتُعِدُّوا العدة لذلك.


إنني أُحَذِّرُكم كلَّ التحذير من هذا الذي ترتكبونه مع المتظاهرين عامة، ومع أهلنا في الحويجة خاصة، وأُحَذِّرُكم بطشَ الله بكم فإنَّ بأسهُ لا يُردُّ عن القوم المجرمين الظالمين، وأُحَذِّرُكم من غضبِ المتظاهرين المجاهدين الذين طال صبرهم على ما يواجهونه من الحكومة العراقية من ظلم وقهر واعتقال وإعدام واغتصاب وتهديد، وأنتم أيها العسكريون تزيدون النار وَقودا بفعلكم هذا مع أهل الحويجة، في وقوفكم مع الجلاد ضد الأبرياء، فقد طفح الكيلُ، ولم يبقَ في قوسِ الصبر مَنْزَع.


وأقول لكم أيها العسكريون: لن ينفعكم رئيسٌ ولا وزيرٌ إذا ما وقعت الواقعةُ، وإنَّ الذين تسمعون كلامهم وتُنَفِّذون أوامرهم سوف يفِرُّون أمام زحف المجاهدين ويتركونكم لقمة سائغة أمام المجاهدين, وعندئذٍ تخسرون الدنيا والآخرة.


فعودوا إلى رشدكم واتقوا الله في شعبكم فإنهم إخوانكم وأبناؤكم وهم بنو جلدتكم ودماؤهم دماؤكم، فلا تغرنَّكم الحياة الدنيا ولا يغوينَّكم منصب زائل ولا مال زهيد تحصلون عليه مقابل ظلم العباد وتخريب البلاد، فالظلم لن يدوم ولا يشفع لكم إلا صالح الأعمال.


هذا خطابي إليكم خطابُ ناصح مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين وستذكرون هذا الذي أقول لكم، فارفعوا حصاركم عن المتظاهرين في الحويجة وغيرها واتركوا أهل الحقوق يطالبون بحقوقهم المشروعة وأنا بذلك لكم ناصح أمين، وقد أَعذَرّ من أَنذَرَ.


وأنادي أهلنا في الحويجة وسائر ساحات الاعتصام بأن تصبروا فإن طريقكم طريقُ المجاهدين من آل بيت النبوة الأطهار والصحابة الأخيار، وفي الوقت نفسه أدعوكم إلى أخذ الحيطة والحذر من مكر الماكرين وظلم الظالمين وخداع الماكرين والله معكم والمؤمنون في نصرتكم.


وأدعوا كل المؤمنين في بقاع الأرض أن يقفوا إلى جانب العراقيين المظلومين بما استطاعوا من جهود فإنها مسؤولية شرعية وأخلاقية أمام الله تعالى.


والله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين



المكتب الخاص
الأحد : ١١ / جمادى الآخرة / ١٤٣٤هـ
٢١ / نيسان / ٢٠١٣ م

 

 





الاحد ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المكتب الخاص للشيخ عبد الملك السعدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة