شبكة ذي قار
عـاجـل










هل نحن شعب بلا ضمير ، بلا أخلاق ؟
حين يرد هذا السؤال الى ذهني ، أصحو الى نفسي وأجيب مدافعة عن أصالة شعبي وعن أخلاقه وضميره وأقول (حاشاه أن يكون كذلك) ، إن نام بعض الوقت فلن ينم طويلاً .. وإذا شرد بعض الوقت فلن يدم شروده .. سيعود الى رشده ويستيقظ من غفوته وسينتبه أن أخطاء الماضي لن يتكرر ..


ذلك الخطأ الذي تسبب في قتل الملايين وتشريد الالاف وترملّ الملايين من العراقيات وتيتم الالاف من أطفال العراق..
من لا يتفق معي ويؤازرني في الرأي أن شعبنا أرتكب خطاءً جسيماً لا يغتفر دفعنا ثمنه جميعاً حين انتخب هذه الحكومة التي لا يتشرف بها أي شعب من شعوب الارض ولا يشرف أي انسان سوي .. هذه الحكومة عار .. عار على وطننا .. عار أن يحسبوا منا وعلينا..


نحن شعب الحضارات والأمجاد .. الشعب الذي لم يسكت ولن يسكت على الضيم والجور في كل تاريخه وعصوره ..وسيبقى هكذا .. لن يرضى أن يكون محكوماً من قبل هؤلاء..
هذه الايام .. يتوجه شعبنا الى صناديق الاقتراع في مهزلة انتخابية جديدة .. مهزلة لأنها ستبدأ بالتزوير وتنتهي بالتزوير ، ومهزلة حين سمح أن يشارك بها فئة شاركت باحتلال العراق وتدميره وكان يفترض أن لا يسمح لهم أن يرشحوا لا هم ولا أحزابهم ..


سيتوجه بعضنا مرغماً لأنه أن لم يذهب فالفئة الشريرة التي لا ضمير لا ولا أخلاق ستنتخب من لا ضمير لهم ولا أخلاق .. ولن يختلف معي في أن الناس الذين شاكوا في احتلال العراق وتدميره وتسببوا في قتل الملايين من الابرياء هم الناس الذين نتحدث عنهم .. هم بلا ضمير.. بلا أخلاق .. بلا رجولة .. بلا شرف ..


ومن سينتخبهم بلا ضمير ايضاً وعديم الاخلاق أيضا..
هل سئل أحد نفسه وهو يتوجه الى صناديق الاقتراع كيف ينتخب شخصاً شارك في احتلال بلده ، كان عميلاً يوسوس في اذان الامريكان ليحتلوا العراق بحجة اسقاط النظام ناسياً أن احتلال أي بلد سيتسبب في قتل الملايين وسيخلق كوارث ومحن كالذي يعاني منه العراق وشعبه اليوم بل ان تأثير الاحتلال ونواتجه سيحرق الاخضر واليابس ويمتد الى اقصى بقعة من وطننا العربي..


وهذا ما حصل .. شعبنا يدفع ثمن عمالة هؤلاء وخيانتهم وخستهم .. فقدنا الملايين من الارواح البريئة وتهجر الالاف وتيتم الالاف من أطفالنا لأن ّ هؤلاء المجرمون كان يريدون أن يكونوا على رأس السلطة ويحكموا العراق هم وأحزابهم المجرمة ..


أي شعب في العالم انتخب عملاء تسببوا في احتلال أوطانهم .. أي شعب عنده أخلاق سمح لعصابات مجرمة وعملاء مرتزقة أن يستلموا السلطة ويتقلدو المناصب والوظائف ليسرقوا وينهبوا ويدمروا ويقتلوا الالاف ..
يقول هتلر ( أن اكثر الناس الذين احتقرهم هم الذين ساعدوني في احتلال أوطانهم) .. هذه نظرة هتلر المحتل الى العملاء والذين يساعدون المحتل ويكونون ذيول لها في التدمير والقتل ..


ونحن ننتخب العملاء وننصبهم على رأس السلطة ليفتكوا بنا وبأبنائنا ونسمح لهم أن يسرقوا وينهبوا أمام عيوننا ..


كم واحد منّا سأل نفسه قبل أن يتوجه الى صناديق الاقتراع وبحث في خلفية من يريد ان ينتخب .. هل سأل نفسه ( أين كان هذا المرشح وماذا فعل وهل كان مساهماً في احتلال العراق .هل جاء على ظهر الدبابات وتقدم القوات الاميركية في تدمير وطنه .. هل سئل نفسه أن كان هذا المرشح سرق ونهب وتسبب في اعتقال شخص أو تشريد عائلة أو تيتيم طفل ..


من منا سئل نفسه كيف صعد هؤلاء المجرمون الى سدة السلطة وتسلطوا على رقاب شعبنا .. كيف صعد حزب الدعوة وهو حزب مجرم يتلقى أوامره من ايران وإيران عدو لنا كشعب ووطن تبتكر لنا المؤامرات والدسائس منذ الخليقة وتجاهر بعدائها علناً .. وكيف ننتخب من يعرب عن ولائه لإيران ويثبت في كل فعل وعمل أنه خادم مطيع لأسياده في بلاد الفارس..


اذا كان لابد لبعضنا أن ينتخب فلابد أن يضع الله أمام عينيه ويكون صاحب ضمير وخلق رفيع ويسأل نفسه ألف مرة هل أنتخب هذا الشخص وقد كان سبب في موت الالاف حين جاء بقوات الاحتلال ليحوز على كرسي ويستلم منصب ..


إذا سئل كل واحد منا نفسه هذا السؤال وتمكنا من ابعاد هؤلاء عن منافذ السلطة فأننا ساهمنا في انقاذ ارواح الناس الذين لم يصبهم الاذى بعد لكن الدور قادم والأذى سيطال الجميع فبقاء هؤلاء المجرمين بالسلطة يعني بقى الارهاب والعنف والقتل والسرقة والفساد والفقر والانحطاط في مجتمعنا العراقي ..


هل سيكون شعبنا صاحب ضمير وأخلاق ويسحب البساط من تحت اقدام هذه الحكومة التي لم تقدم للعراق سوا القتل والتدمير والنهب والتخلف ..


أن الاشخاص الذين جاءوا مع المحتل الامريكي معروفين لشعبنا والذين يعبدون ايران ويطيعون كلابها معروفين ايضاً ، والذين عملوا جواسيس وقدموا خدمات جليلة لأمريكا معروفين ايضا فهل سيبادر أبناء شعبنا وينقذ العراق من شرور وأحقاد هؤلاء أم أننا شعب مات ضميره وأصبح شعبا بلا أخلاق ( حاشاه أن يكون كذلك )..



كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com

 

 





الخميس ٣٠ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة