شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم، لا تحسبوا أنكم في ساحات الاعتصام لوحدكم، ولا تحسبوا أنكم الوحيدون الذين تهتفون للعراق وتريدون تحريره، فلكم خارج العراق أبناء يئنون إذا أننتم، ويتوجعون إذا توجعتم، ويهتفون إذا هتفتم.. يلتقون على الدوام وليس لهم حديث غير ثورتكم وتحديكم الشجاع لوكلاء المحتل المستقوين به عليكم.


وجدتهم في سويسرا وفي أنحاء السويد وفي الدنمارك وفلندا وجزء من فرنسا، وكل واحد يتسابق مع صاحبه لتقديم ما يمكنه دعماً لوقفتكم الشجاعة، يتظاهرون ويعتصمون، كما تتظاهرون وتعتصمون، يتصلون بالمنظمات الدولية لعرض معاناتكم ومظلوميتكم وتجرؤ وكلاء الاحتلال عليكم وهدرهم لدمائكم وتعديهم على حقوقكم واغتصابهم لأعراضكم.


وإذا كتبت، مرة، عن لاعبي الدومينو والطاولي، وعن مدخني الأراكيل وراقصي الجوبي، وعن هواة الحنين الكاذب للأوطان، فإن الأوفياء موجودون، والمحبين لا تخلو منهم أرض، والباذلين كثيرون، والمضحين لا يبخلون، والله وحده يعلم ما يقاسون وما يعانون وما تكلفهم موافقهم في بلدان الشتات لكنهم لم يتوقفوا عن دعمكم.


واحد من العراقيين في السويد ملأ قلبي سعادة وغمره فخراً بالعراقي العاشق لوطنه، اسمه محمد العلواني أبادت الميليشيات الطائفية عائلته ففقد أخته وأخوانه، لكن حبه لأسرته الكبيرة كان أكبر من حبه لأسرته الصغيرة، فهو من زمن طويل يوثق جرائم الاحتلال ووكلائه في العراق بالصوت والصورة والوثائق التي يمكنه الحصول عليها وينشرها على السويديين وفي أنحاء أوربا، حتى استطاع تغيير نظرة الكثير منهم إلى العراقي بأنه إرهابي قاتل، والتي ولدها الضخ الإعلامي المعادي الذي عمل لشيطنة العراق والعراقيين، وجعلهم يعرفون أن العراقي ليس إرهابياً، وإنما هو ضحية إرهاب.


وهكذا ترى العلواني عندما يعتمر العقال والكوفية العربية، فيعني ذلك أن هناك تظاهرات للعراقيين في المدن السويدية ضد الاحتلال ووكلائه في العراق فيتبعه الكثير من السويديين للمشاركة في هذه التظاهرات.


والعلواني يمول نشاطه من دكان صغير فتحه في العاصمة السويدية ستوكهولم، ولا يموله أحد، ولو كانت لديه القدرة المالية الكافية لافتتح قناة فضائية يعرض فيها وثائقه الكثيرة هذه، وهذا العلواني العاشق الوفي المحب ليس وحيداً في هذا الجانب، وإنما أمثاله كثير.


إن العراقيين المناهضين للاحتلال ووكلائه، المقيمين في أوربا لا يتصدون للضخ الإعلامي الكثيف المشيطن للعراق والعراقيين والمؤيد للسياسة الأمريكية في العراق، وإنما يقارعون، في الوقت نفسه، نشاط الحسينيات الطائفية المنتشرة في عموم أوربا والتي تمارس دوراً تجسسياً ضد العراقيين وتجند الشباب المقيمين في دول أوربا كعناصر ميليشيات وفرق موت وإرسالهم إلى العراق لقتل العراقيين، وإلى دول الخليج العربي لنشر الفوضى تنفيذاً لسياسة الولي الفقيه في إيران، وتبذخ عليهم حكومة الاحتلال الكثير من المال من ثروات العراقيين.


لا تحسبوا أنكم وحيدون فالشرفاء جميعاً معكم ونصركم قريب، وسلميتكم كسبت تعاطف العالم معكم، وإرهاب وكلاء المحتل حصد إدانة العالم، وكما قلت سابقاً إن صمودكم في ساحات الاعتصام وسلميتكم تأكل كل يوم من جرف العملية السياسية الاحتلالية ومن شخوصها الذين أثبتوا عجزهم إلا عن قتلكم وإبادتكم ونشر الفتن لتمزيق النسيج العراقي العصي على التمزيق

 

 





الثلاثاء ٢٨ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع‏ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة